22 - في النهاية جميعنا مخادعين ³

"اه... هارولد."

تحدث براين بهدوء بينما نظر الي هارولد

"....؟"

قام هارولد بإماله رأسه علي مكالمة براين المفاجيئة

"إن رغبت ،يمكنك الخروج الان و العودة،لم نعد بحاجة لك"

"لا، لا بأس..."

قام هارولد بهز رأسه ، أرجع كتفيه للخلف قليلاً، واراح رأسه علي الكرسي . تظاهر وكأنه لم يفهم كلمات براين الذي أراد طرده لكن بطريقة مهذبة ، وتحدث بهدوء وصوت ناعس الي حد ما.

"لايهم...انا متعب قليلا لذلك سابقي هنا ارتاح قليلاً بينما تنهون حديثكم يا رفاق"

كذب.

لم يكن متعباً لكنه أراد البقاء هنا و الاستماع لحديثهم لغرض ما.

"...."

براين الذي استمع الى كلمات هارولد المباغته ،لم يستطع الي أن يصمت و يبتسم بمرارة. بعد كل شيء لقد كان يعلم الغرض من رغبه هارولد في البقاء معهم.

"افعل ما شئت"

اخير لم يستطع براين الي أن يوافق بينما يتنهد سرا.

****

كانت هناك قاعدة واحدة سار عليها رايلين طوال حياته. ما دام الأمر لا يتعلق بالقتل المباشر ،فقد كان مستعداً لفعل كل الاشياء القذرة من أجل العيش.

'هه'

ابتسم بمرارة بينما نظر إلي السلاح الذي كان في يد براين.

اليوم يبدوا حتي أن هذه القاعدة البسيطة قام بكسرها...

هل شعر بالأسف علي من قتله؟ بفتت،مستحيل. لم يكن يشعر بمثل هذه المشاعر الحمقاء. في النهاية لقد كان الأمر مجرد دفاع عن النفس...أنه فقط، لقد شعر بالقذارة من نفسه. نفسه التي كان عليها أن تعيش بهذه الطريقة...مثل الطفيلي. تتغذى على حيوات الآخرين من أجل أن تعيش يوماً آخر.

"هههاا"

أخذ نفسًا عميقاً بينما نظر إلي السيف في يد براين.

نعم لقد كان براين يحمل سيفاً ، سيف ذو نصل اسود قاتم بدا وكأنه يمتص الضوء من حوله ، لم تلونه الي بقع الدماء الداكنه التي تناثرت عليه بشكل عشوائي ،كان الأمر نفسه مع مقبضه الأسود الداكن والذي نقش عليه زخارف فضية جميلة .

للوهلة الأولى بدا السيف باهظاً،لكن كاسبر لم يستطع إلا الشعور بالنفور ما أن رآه. وكيف لا؟ بعد كل شيء الم يكن هذا هو نفس السيف الذي ارتكب به جريمة قتله الأولي ؟؟

"يبدو انك تعلم بالفعل ما هو صحيح ؟"

ما ازهل كاسبر من أفكاره،لم يكن سوي صوت براين الذي كان يتحدث مع ابتسامه متكلفة علي وجهه.

"نعم..."

أومأ كاسبر بهدوء

"إنه سيفي."

لقد كان نفس السيف الذي وجده في سوار ابعاد كاسبر ، ونفس السيف الذي قتل به المغتال الذي استهدفه هو و هارولد .

"صحيح..."

أومأ براين وتحدث بسخرية

"من الجيد انك اعترفت."

'اعتراف؟؟'

آمال كاسبر رأسه وكأنه لم يفهم

"إذا اين ترخيص سلاحك؟ انت تعلم بالفعل أنه يمنع اصطحاب الأسلحة الخاصة معك الي الأكاديمية الي تلك التي حصلت علي تصريح خاص ،صحيح؟ "

"...!"

'اه'

تجمد كاسبر في مكانه . كيف لا يعرف ؟ بعد كل شيء الم تكن هذه قاعدة قرأها أكثر من مرة في الرواية ؟

إن كنت قد قرأت واحده او إثنان علي الأقل من تلك الروايات التي تدور في جو أكاديمي لكنت قد فهمت بالفعل ما يقصده براين بحديثه ، بعد كل شيء الم تمنع تلك الاكاديميات طلابها من إحضار أسلحتهم الخاصة الي حرم الأكاديمية لأسباب أمنية ؟ حسنا رواية "سياف ديكونل " لم تكن مختلفة. فبعد كل شيء حرمت أكاديمية "إلياس" طلابها من حمل أسلحتهم الخاصة الي حرم الأكاديمية. ما إن لم يحصلوا علي تصريح خاص يسمح لهم بحمل أسلحتهم الخاصة داخل الاكاديميه تماما كبطل الرواية فيمنع منعا باتًا من أن تحمل سلاحك الخاص داخل الاكاديمية.

"...."

'لحظه. لا تخبرني! كاسبر قام بتهريب سلاحه للأكاديمية؟؟ الم يحصل علي تصريحا يسمح له بالدخول بسلاحه الخاص؟!!'

شعر كاسبر بالذعر. لم يكن يعرف حتي ماذا يفعل أو بماذا يجيب

سواء أن حصل كاسبر الاصلي علي تصريح للدخول بسلاحه الخاص ام لا لم يكن يعلم !

القي براين نظره خاطفة علي وجه كاسبر الشاحب سخر في سره، ثم أعاد نظره الي الاوراق ،لكن هذه المره قام بتقليبها بهدوء وتحدث.

"من تعابير وجهك ، ومما تقوله الاوراق في يدي لايبدوا انك قد حصلت على تصريح لاصطحاب سلاحك الخاص داخل الاكاديمية..."

ابتسم بتكلف ونظر الي كاسبر بشماته.

لسبب ما كره كاسبر نظرات براين نحوه، لكنه قرر تحملها لانه كان المخطئ....لحظه لم يكن هو المخطئ!! لقد كان كاسبر ! صاحب هذا الجسد اللع** هو المخطئ!!

إنه خطئه لانه يتلقي مثل هذه النظرات!!

'تسك'

صر كاسبر علي أسنانه.

لم يكن العالم رحيماً علي كاسبر ليدعه يغوص بأفكاره أكثر من هذا ، فبنفس النظرة الساخره و المستهتره تحدث براين مره آخرى.

"لا تقلق "

قام بالتلويح بيديه وكأنه لم يكن شيئا مهماً.

"لقد قررت التغاضي عن الأمر ، سأتظاهر وكأني لم أري شيئا. بالطبع بعد ما مررت به هذا اقل ما يمكن تقديمه...اوه لا تسئ فهمي. بالطبع سيتم مصادرت سلاحك تحت اسم الأكاديمية ،لكننا فقط قررنا التغاضي عن العقاب."

"أوه "

رمش كاسبر بعينيه عده مرات حتي استوعب كلمات براين.

'ليس بالأمر السئ '

في الحقيقة لقد تفاجأ من كرم براين المفاجئ حتي أنه بدأ يشك في نواياه من التغاضي عن العقاب . ففي العادي وفي أكاديمية صارمة كأكاديمية إلياس يكون العقاب هو التوقيف لبضعة أسابيع و احيانا الطرد ليأخذ الآخرين العبر. خصوصا للرتب الدنيا مثله التي تكون مستهدفة دائما من قبل الطلاب و المعلمين. التغاضي عن العقاب فجأة...مريب...

علي اي حال. مصادرة السلاح ؟ فقط هذا ؟ لقد بدأ كاسبر يشك في الأمر.

أعني ليس وكأنه يستطيع أن يشتكي ؟ بعد كل شيء لقد كانت صفقة رابحة بالنسبة له...

لقد كان فقط سيخسر السلاح . ليس الأمر وكأنه كان سلاحه علي اي حال لقد كان ملكاً لصاحب الجسد ،لذلك لم يشعر بالحزن علي فقدانه.... تقريباً ؟؟

"....!"

فجأة مره قشعريرة في جميع أنحاء جسد كاسبر ، مما دفعه الالتفات فجأة برأسه ناحية ليون.

"...؟؟"

قام ليون بإماله رأسه قليلاً علي الجانب من أفعال كاسبر الغربية ، ورمش بعينه عده مرات

'اه غريب...'

ارتعش جسد كاسبر مره اخري بينما أزاح برأسه بعيدا عن ليون .

يكاد يقسم أنه شعر بشئ غريب يأتي من ناحية ليون...

عبس كاسبر بينما قام بتدليك شعر زراعه الذي وقف من المفاجأة.

لم يوقظه من أفكاره سوي صوت براين الذي لم يرا ما حدث بسبب نظره المستمر ناحية الاوراق في يده.

"علي حسب ما ذكر هنا ،و حسب شهادتك التي قدمتها ،قلت انك دخلت الاختبار بقوس صحيح؟ هذا وعلي الرغم من أن سلاحك الرئيسي هو السيف صحيح؟....حسنا. لقد انتهينا بالفعل لن أسأل عن سبب تغييرك لسلاحك...لكن أين القوس والسهم التي استعرتها للاختبار ؟؟"

تحدث براين بوجه مسلي وكأنه وصل أخيرا الي النقطه التي أرادها ، بينما تواصل بالعين مع كاسبر.

"ه-هذا...اه...امم...لقد اسقطتها بالخطأ في الزنزانة ؟؟"

تحدث كاسبر بتعبير غير واثق بينما تلعثم لاول مرة منذ بداية النقاش.

"بهاهاهههههااا"

مما لا شك فيه فلقد اعجبت تصرفاته براين كثيرا مما دفعه للضحك بصوت عالي.

"...."

تبا لك..! تبا لك....!

صر كاسبر بشدة علي أسنانه حتي أنه شعر انها علي وشك الانكسار. الان كان يعلم الي اين أراد براين أن يقوده!!

'تباً !! لينقذني أحدهم انا علي وشك التعرض للسرقة!!'

"هااا"

قام براين بتنظيف حلقه و مسح زوايا عينه، تحدث بصوت مسلي.

"انت بالفعل تعلم قوانين الأكاديمية،صحيح ؟ ففي حال إتلاف، إفساد أو ضياع ممتلكات الأكاديمية، مما لا شك فيه أن الأسلحة من ضمنها، يتعين على الطالب المسؤول عن إفسادها تحمل المسؤولية صحيح؟؟...إذا، كيف يتحمل الطلاب المسؤولية؟..."

ابتسم براين.

"بالطبع عن طريق الدفع لنا!!"

'تباً-!!..تباً-!!'

شتم كاسبر داخلياً !!

ما كان عليه التخلص من تلك الأسلحة السخيفة!! كان عليه أن يدرك أن الأمور دائما ستنتهي عن طريق دفع ثمن ما أفسده!!

'غبي...انا حقا شخص احمق..'

شتم نفسه داخلياً. اخير، لقد انتهي أمره...

'اتمني أن لا تكون باهظة..'

علي الأقل ما تبقي له هو أن يدعو أن لا يكون السلاح الذي قام برميه باهظ الثمن...

'اعني أنها مجرد مجموعة من قوس و نشاب سخيفة، لن تكون باهظة الثمن صحيح؟؟... أتمني..'

"انها بـ1,299,999"

" سعال -! سعال-!...عذرا ؟؟"

سعل كاسبر عدة مرات كاد أن يختنق من لعابه عندما سماع الرقم الذي قاله براين ،شك في سمعه ولم يستطع الي أن يسأل بغباء

"آسف-!؟ ما هذا رقم هاتفك ؟ ام هو عنوان المكان الذي علي أن أذهب إليه لدفع ثمن القوس ؟؟!"

"بفتت..هاهاها... توقف عن التحدث بغباء بالطبع هذا هو سعر السلاح الذي اضعته !"

"...."

صمت كاسبر قليلا.

"ا-انت تمزح صحيح..؟"

"...."

"...."

الصمت

حل الصمت في الغرفة علي سؤال كاسبر.

من وجوههم الجادة لا يبدوا أن ما قاله براين محض هراء أو مجرد مزاح.

"...."

حتي كاسبر نظر إليهم بصمت وعم الصمت في الغرفة لبضعة دقائق....

انفجار-!

لم يستطع كاسبر احتواء غضبه وقف وضرب بيده علي الطاولة فجأة !

"سخيف-!! ماذا تقصد أن مجرد أقواس سخيفة تعدي ثمنها المليون ها؟؟ لماذا !؟ هل كانت ترمي السهام بمفردها علي العدو وانا لا ادري ام ماذا ؟!! مثل هذا السلاح السخيف ما كنت لألتقطه حتي أن وجدته بالصدفة مرمي في الشارع!!"

أخيرا لقد انفجر كاسبر غضباً.

"...."

نظر براين الي كاسبر الذي دخل في حالة هيجان فجأة ثم عبس

"ماذا؟؟ ماذا تقصد بسلاح سخيف!! لمعلوماتك لقد كنت أنا من اشتري الأسلحة هذا العام ! أيضا كان سعر السلاح الأصلي هو 1.300.000 لكني استطعت أن أحصل علي خصم جيد و اشتريته بـ1.299.999 فقط!! كن شاكراً-!"

تحدث براين بعبوس لكن مع فخر طفيف لم يستطع إخفائه في صوته.

عند كلماته صمتت الغرفة في ذلك الوقت كانت فكرة واحدة فقط تجول في أذهان الجميع.

'لقد تم خداعة.'

هذا ما افكر به الجميع. لكن أحداً منهم لم يجرؤ على النطق بهذه الكلمات ،بسبب صوت الرجل الفخور أمامهم.

في تلك اللحظة هدأ غضب كاسبر الذي كان قد اشتعل فجأة.

جلس كاسبر بهدوء علي كرسيه. وكأن شيئاً لم يكن .

نعم، في تلك اللحظة قد أدرك...

'هذا الرجل أحمق.'

و التورط مع احمق مثله لم يفيده في شيء غير أن يجعله احمق مثله.

لذلك لقد قرر قبول مصيره بهدوء. نعم ،لقد تعرض للخداع!

"احم-!"

براين الذي لاحظ أخيراً الأجواء الغريبة في الغرفة قام بتنظيف حلقه ، مما سمح في تبديد الأجواء الغريبة ،و الصمت في الغرفة.

"إذا كاسبر؟"

تحدث براين بابتسامة علي وجهه بينما مد يده ناحية كاسبر.

"تسك-!"

نقر كاسبر علي لسانه.

بأيادي مرتجفة و قلب مؤلم قام كاسبر بإخراج ورقة الشيك من جيبه و أعطاها لبراين.

قمع دموعه الداخلية بينما كان يرى براين و هو يقوم بتغيير الارقام من علي الشيك.

صر علي أسنانه بينما تحدث بصوت بالكاد مسموع.

"في النهاية جميعنا مخادعون-!"

اه..

لكن يبدو أن حتي همساته لم تفلت من أذان براين ،حيث ابتسم براين بهدوء علي كلمات كاسبر.

****

انتهي الأمر. بوجه عابس كان كاسبر يغادر الغرفة مع هارولد في المقدمة.

توقف..

توقف هارولد فجأة مما دفع كاسبر للتوقف لان هارولد كان يقف أمامه.

تظاهر هارولد بأنه يفكر في شي ما بينما كان يمسك بمقبض الباب ، ثم التفت فجأة للخلف تبادل مع براين نظرات هادفه وتحدث.

"كم ستدفع؟"

ابتسم براين بهدوء. كان يفهم بالفعل نوايا هارولد من السؤال.

"ما يقدر بحياتك."

"...."

"...."

خيم الصمت لبضعة ثواني بينما حافظ براين و هارولد علي نفس النظرات الهادفة.

نقر-!

لم يكسر هذا الصمت الي صوت هارولد وهو يفتح الباب. خرج من الغرفة دون ندم.

"تسك"

لم يستطع كاسبر الا النقر علي لسانه، خصوصا بعد الاستماع إلى المحادثه بين الأثنين .

في النهاية الم يكن هدف هارولد من الجلوس و الانتظار كل هذه المدة هو معرفة الثمن الذي سيتم دفعه علي صمته؟

بعد كل شيء لم يكن هناك شيء مجاني في العالم.

"هاا...في النهاية جميعنا مخادعين."

غمغم كاسبر بعبوس بينما اتبع هارولد للخارج.

****

تم . اكتمل اخيرا 😔

2023/05/11 · 618 مشاهدة · 1778 كلمة
Kiara
نادي الروايات - 2025