سقطت تلك الطفلة في النهاية امام عيناي .. و الارض غارقة بدمائها ..
و مهما حاولت تحريك جسدها و مهما حاولت الحديث اليها انها لا تستجيب..


انها " ميتة "
لم استطع تحمل الامر و بدأت بالبكاء ..


" لم كان على ان امر بكل ذلك من البداية .. ؟
لم على ان اعاني .. ؟! "



كانت تلك الطفلة بين يداي و كانت يداي غارقة بدمائها ..
البشر حولي ينظرون الى و جريجور ما يزال واقفا و صوت ضحكاته كما كانت قبل قليل ..
صوت مزعج ..



" سحقا لكل شئ ..
لم اعد اهتم .. "



بصوت غاضب ..
بصوت غاضب و مرتفع صرخت ل جريجور ...

جريجور اقسم لك ..
اقسم لك .. اقسم لك انك لميت ..


و بصوت يملئه الغضب بدائت بالحديث ..



" لم اعد اهتم ..
سحقا للبشر ..

و سحقا لمن علي هذه الارض ..
فليلقوا حتفهم جميعا لم اعد اهتم .. "


كانت الطفلة بين يديه و هو يتحدث ..

الارض من حوله تهتز و البشر يدوا عليهم الخوف ..


السماء تظلم ببطئ ..

و لون الشمس يتغير كما لو كانت تنطفئ

كان ما يزال يتحدث و هو غاضب ..

كما لو انه فقد قدرته علي الشعور بما كان يجري حوله ..

كان و كأنه كان يفقد هيئته كبشري و كان الامر اسواء بكثير مم كان عليه قبل زمن ..



انا من سعى للحكم و اراد ان يمتلك الهيمنة ..

انا من له الف اسم و له الف هيئة ..


انا من لعنه الاله و طرده من رحمته ..


انا .. من كسر ه ..



كان صوتا هادئا سمعته يتحدث الى ..
لم اشعر به يقترب الا بعد ان وضع يده اليسرى علي كتفي الايمن ليخبرني بالتوقف ..
لم اكن اعي ما كان يحدث فقد كنت غاضبا و بشدة ..



" ما الذي كنت احاول القيام به .. ؟! "



وضع يده اليسرى علي كتفي و قال ..

صوت : توقف ..
" نيفيريا ".. !


شعرت بالحنين بعد سماعي لذلك الاسم ..

شعرت بأنني كنت أعرف ذلك الاسم ..

ألتفت اليه لانظر اليه ..
كان اخر شخص توقعته ان يظهر ..



كان شابا و يبدوا عليه انه

ما يزال في بداية العشرينيات من عمره ..


بشرته بيضاء شاحبة ..
كما لو انه لم يرى النور منذ سنين طويلة ..

له شعر اسود ..
و يده المنى مقطوعة ..

بدا و كأنها قطعت قبل زمن طويل ايضا ..



كان مغمضا عيناه عندما رآيته اول مرة و لم يفتحهما قط ..
جزء مني ادرك حقيقته لكنني مع ذلك لم استطع التصديق ..



حرك رأسه كما لو كان يحاول النظر حوله ثم نظر مرة اخرى لجريجور
و اظن انه فهم ما كان يجرى ..

تركني خلف ظهره و تحرك الي الامام بضعة خطوات ..
كانت ثانية .. و ربما اقل بكثير .

كانت جزء صغير جدا من الثانية ..
رأيت عينيه و كانتا تبدوان تماما كالهاوية ..

كان ينظر لجيجور عندما اعاد غلق عينيه

و لم يقل سوى كلمة واحدة ..
لم اسمعه يقول كلمة سواها ..


الشاب : " فلتمت "

كانت تلك هي فقط الكلمة الوحيدة التي سمعته يقولها ..
و ما هي الا لحظات و اذا بجريجور يسقط ارضا و قد فارق الحياة بالفعل ..



تحرك نحو جريجور .. تحرك اليه كما لو انه اراد ان يتحقق من امر ما ..
اقترب منه و اخذ منه الجوهرة التي آراني ايها قبل قليل ..

اخذها ذلك الشاب و نظر اليها و هي بيده ..
كان ينظر اليها كما لو انه كان مستائا بشدة مما رآه ..



كان ينظر لها كما لو انه كان يعلم ما هى ..

استغرق منه النظر اليها بضعة دقائق ..


عاد الى مرة اخرى و كانت تلك الجوهرة بيده قام برميها الى
و بالكاد قمت بالتقتها قبل ان تسقط ارضا .

كانت الجوهرة بيدي عندما بداء بالحديث
بداء بالحديث الى و لم يقل الكثير ..


الشاب : ابتعد ..
ابتعد عنها و تراجع بضعة خطوات الي الوراء ..
قد تكون ميتة .. لكن لا تزال هناك فرصة لانقاذها ..


يمكنني ان اعيد احيائها ..


كان يقصد ابنتي بحديثه
و كان يبدوا عليه الهدوء و هو يقولها ..


الا انني لم استطع ان اثق به ..

بدات بالرد عليه قائلا ..
لا البشر يعودون للحياة و لا الزمن يرجع للوراء ..

ابتسم بعد ان قلت ذلك له ..

الشاب : مع ذلك يمكنني ان اعيدها الي الحياة ..
و لك الحرية في الاختيار بين نعم و لا ..


لكنني لا اقوم بأى شئ دون مقابل ..
ساعيد اليك ابنتك لكن لدي شروط .



كان ما يزال هادئا و هو يتحدث ..
كان مغمضا عيناه و يبدوا انه واثق جدا من نفسه و هو يتحدث ..
شعرت ببعض الراحة علي الاقل بعد ان سمعته يقول ان لديه شروط ..

تحدثت اليه مرة اخرى .

و ما هي شروطك تلك التي تريدها .. ؟!

ابتسم ابتسامة هادئة ..
كانت ابتسامته تلك هادئة جدا ..

لا ادري حقا و لكنني شعرت ببعض الهدوء و انا اراه يبتسم ..


الشاب :اظنني قلت شروطا و اظنني اخطأت ..
لدي شرطان فقط ..


اولا ..
" أبقي الجوهرة بحوزتك الي ان اخذها منك مرة اخرى .. "


بينما الثاني ..
سيأتي أخي خلال بضعة ساعات ..
سيأتي و سيأتي معه بعض الاشخاص من عالمي ليحاولوا قتلي ..

بدون ان استمع لبقية حديثه خمنت انه قد يريد مني ان اساعده ..
فرد مرة أخرى ..

الشاب : لا .. اظنك اخطأت ..
ما أريده منك هو عكس ذلك تماما ..
أريدك ان تبتعد عن هنا ..

و مهما حدث ..
" أريدك ان تبقي بعيدا و الا تتدخل بيني و بين أخي .. "

" لم ارد التفكير كثيرا بالامر ..
و لم ارد ان اهتم .. "

ما يهمني حقا هو تلك الطفلة لن اهتم بأى شئ اخر غيرها ..
افعل ما تريد و لكن ارجوك اعدها ..
أعدها الى حية



لست من النوع الذي قد يثق بالناس بسهولة ..
لكن .. لسبب ما شعرت منذ اللحظة التي رأيت فيها ذلك الفتي ..

شعرت بأنه كان شخص اعرفه منذ زمن بعيد ..
شعرت بأنه شخص يمكنني الثقة به ..


و اظن ان ثقتي تلك كانت في محلها ..


الشاب : لا تقلق ..

ساعيدها اليك و لكن لن تعود للحياة الان ..
ستعود ابنتك للحياة بعد بضعة ساعات من الان ..


رغم انه قال انها لن تستعيد وعيها بسرعة الا انني لم افقد الثقة به ..
قلت له ..


لا بأس يمكنني الانتظار ..
فلقد اعتدت عليه .. الانتظار هو كل ما كنت اجيده ..

أبتعدت عنها و تركته يقف بجانبها ..
وضع يده اليسرى عليها و رآيته يحرك فمه ليهمس ببضع كلمات ..

لم استطع سماع ما قال ..
و لم افهم ما كان يقول ..

عاد الى مرة اخرى و قال لى

الشاب : انتهيت للتو ..


خذها من هنا و حاول ان تبتعد بها عن هنا ..
لان المكان لن يكون امنا خلال الساعات القادمة ..


تركته خلف ظهري و تحركت الي الامام
تحركت ناحية ابنتي كي أخذها و أحاول الابتعاد عن ذلك المكان ..



الوقت كان يمر ..
مر من الوقت الكثير .. كانت ساعات طويلة ..


ربما كانت تلك الساعات التي انتظرتها
و انا بجانب ابنتي هي الاطول في حياتي .


الي ان انتهى الامر اخيرا ..
مر من الوقت ما يقارب الاربعة و عشرون ساعة ..


كان ذلك الشاب الذي اتى قد لقي حتفه ..

كنت آراه و هو يسقط و جسده ممتلئ بالجراح ..
رآيته و هو يسقط و كان يلفظ انفاسه الاخيرة ...


رآيته و هو يسقط و كان يفقد وعيه شيئا فشيئا ..

و بينما كان يلفظ اخر انفاسه كانت ابنتي تستعيد وعيها بينما كان هو يموت ..



استعادت ابنتي وعيها بالكامل
و كان اول شئ قامت به بعد ان عادت للتوها هو البكاء ..

كانت تبكي بشدة ..
كانت عيناها ممتلائتان بالدموع ..

اظنها كانت اول مرة آراها و هي تبكي ..
و اظنها اول مرة آراها و هي حزينة الي تلك الدرجة ..

كانت تنظر لذلك الشاب و هو يسقط و يلفظ انفاسه الاخيرة ..
كانت تراه و هو يموت ..


كانت تبكي بحرقة كما لو انها كانت تعرفه ..
كانت تراه و هو يلفظ اخر انفاسه و قالت كلمة واحدة ..


كانت تلك الكلمة التي قالتها ابنتي مزعجة ..
كانت اخر كلمة تمنيت سماعها ..

ايا : " ساقط "


.

.

.


" كيف لي ان اقتل شخصا اراد انقاذ حياة ابنتي .. ؟! "



" في مكان مختلف .. "

انه عالم مظلم الي حد ما ..
شديد الظلمة لا شئ يضئ سمائه الا قمر واحد بالون احمر كلون الدماء ..


كان ذلك الشخص جالسا و يغطيه الظلام ..

له عينان بلون ارجواني .. و له صوت مئلوف ..


فتح عينيه و كان يبدوا واضحا انه غاضب من امر ما ..
الي ان بداء بالحديث ..

ثيميس : سحقا ..


رغم انني اخبرت ذلك البأس ان يقتل الساقط عندما يراه ..

الا انه لم يفعل ..


لم اكن اتوقع منه الكثير علي اى حال ..

عاجلا ام اجلا سيأ تيان الى ..
سيآ تيان الى و سأنهي حياة ذلك البأس

و كذلك سأفعل مع " الساقط "




.

.

.



دي نهاية القصة الجانبية ..

ياريت تشاركوني باقتراحاتكم و أراكم اذا كانت نالت اعجابكم ام لا


و تقدروا تتابعو القصة الاصلة بأسم " ساقط "

هبداء اكمل فيها ان شاء الله من اول بكرا


2018/09/17 · 497 مشاهدة · 1494 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024