12 - لحظات اخيرة و كلمة شكر

ريجور : الوقت .. الوقت ..
يتغير البشر مع مرور الوقت ..


يتيغر البشر مع مرور الوقت ..


تتغير هيئتهم و يتغير معها طريقة تفكيرهم و نظرتهم لما حولهم
لكن ماذا عننا .. ماذا عن نا نحن ..؟!



جريجور : عشت حياة مساوية لما عشته انا وربما اكثر ..؟
الم تشعر بالملل من مرور الوقت عليك و انت لا تتغير ..؟


الم تشعر بالملل من رؤيتك للبشر و هم يرتكبون نفس الاخطاء امام عينيك مرارا و تكرارا .. ؟!
الم تشعر بالغضب و الانزعاج من رؤيتك لهم ؟

الم تشعر بالملل من مرور كل تلك السنوات .. ؟!
الم تجرب فعل شئ جديد .. ؟!

لم الصمت .. ؟!
يبدوا انني قد اصبت .. !


ظننت اننا متشابهان و لكن الحقيقة ليست كذلك ..
فيم كنت تفكر عندما اخذت تلك الطفلة .. ؟!

كان من الاجدر بك تركها لتموت عوضا عن التقاتها ..

هي لن تبقي و تعيش لتكون بجانبك الي الابد ..
انت اكثر شخص يعلم معنى ما اقول ..

في النهاية هي فقط من سيموت و عندما تموت ستعود انت لما كنت عليه سابقا ..
ستعود لتكون وحيدا .. ستعود لحياتك التي اعتدت عليها ..

ظننت انه بما اننا قد عش نا لزمن طويل فقد نكون علي وفاق ..
لكنني كنت مخطئا فكلانا مختلف كل لاختلاف عن الاخر ..

علي عكسك تماما ادركت انني خالد و ان حياتي ستكون اطول بكثير من غيرى ..
جربت كل شئ تقريبا ..

اصبحت خالدا و ظننت ان الامر سيكون ممتعا ..
لكنني كنت مخطئا ..


كان الامر مملا ..
توقف الوقت عن المرور بالنسبة لى ..
و اصبحت الاعوام تمر على و كانت كلها كبعضها تماما ..
مع بعض الاختلافات الطفيفة ..!

مرور الوقت بالنسبة لى اصبح لا يطاق ..
و كي احاول تناسيى ذلك الشعور بالملل جربت كل شئ ..

جربت جمع المال ..
جمعت المال و استمررت بجمعه حتي اصبح لدي الكثير و الكثير من المال ..



لكن المال لم يكن كافيا بالنسبة لي ..

لم يكن كافيا لجعلي انسى مرور الوقت

جربت النساء ..
الكثير و الكثير منهن .. الجميلات منهن بالطبع ..!
لكن لم تكن اى واحدة منهن كافية لجعلي انسى مرور الوقت كذلك ..

مهما كنت بقربهن و مهما فعلت بهن
لم تكن اى واحدة منهن كافية لجعلى انسى مرور الوقت ..

فى النهاية ادركت انه مهما فعلت لن اجد شيئا لجعلي اتناسى مرور الوقت ..
او هذا ما كنت اظنه ..

اتذكر جيدا رؤيتي لاحدي القرى و هي تتعرض للهجوم ..
اتذكر رؤيتها و هي تحترق امام عيناي ...

اتذكر جيدا رؤيتها و هي تحترق و اتذكر سماع صراخ ساكنيها ..
ادركت انني و انا آرى تلك القرية ذلك اليوم انني لم اشعر بشئ ..

لم اشعر بالخوف عليهم و انا آرى البشر و هم يموتون ..
لم اشعر بالتعاطف معهم و انا اراهم يعانون او يصرخون ..



لم اشعر بالاسف اتجاههم ..

و لم اشعر بالشفقة عليهم ..

اردت رؤية المزيد منهم يموتون ..!
منذ ذلك اليوم اصبحت استمتع برؤيتهم و هم يموتون ..

و كلما ذادت معاناتهم و علت صرخاتهم
زادت متعتي بمشاهدتهم و هم يموتون ..

و كان الامر ممتعا بحق عندما قررت تربية ذلك الفتي المسكين ..


كانت رؤيته و هو ينموا ببطئ ..

رؤيته و هو يبتسم امرا ممتعا ..


لكن الامر الاكثر امتاعا كان رؤيته و هو يبكي بعد سماعه إياى
رؤيته و هو يتألم و يصرخ بصوت حزين ..

كان الامر ممتعا حقا ..
لا زلت اذكره جيدا الي اليوم ..


فمن بين من رآيتهم يموتون امام عيناى
كان هو الافضل بينهم لازلت اذكره جيدا الي الان ..

اذكره جيدا كما لو انه حدث البارحة ..

عيناك تكادان تفضحانك الان ..
انت غاضب .. تكاد ان تنفجر من الغضب ..
و لكنك الي الان لازلت تكبح نفسك ..

لم تحاول كبح غضبك الي الان .. ؟!
هل لان تلك الطفلة ما تزال هنا ..؟!

بصوت يملئه الغضب انا بدائت بالحديث ..

ان كنت تقدر ما بقي لك من حياة ..
اتركها الان و لا تجعلني اغضب اكثر مما انا عليه الان ..

و مع ابتسامة لم تكن توحي بالخير مطلقا و بصوت اكثر ازعاجا تحدث جريجور

جريجور : و لم قد افعل ذلك ..
فلقد وصلنا الي الجزء الافضل علي الاطلاق ..
أريدك ان تتحول لتلك الهيئة التي كنت عليها فيما مضى ..!

أريد رؤيتك و انت تحرق البشر وهم احياء ..
أريد رؤيتهم و هم يصرخون .. أريد رؤيتهم و هم خأفون ..
أريد رؤيتهم و هم يعانون .. و أريد رؤيتهم و هم يموتون ..!


لكن ..
لكن اظن انك لن تفعل .. أليس كذلك .. ؟!


بدا عليه الاحباط و بينما كان ينظر لى ..


جريجور : انه حقا لامر مؤسف .. انه حقا لامر مؤسف .. !


كان ما يزال ممسكا بها بقوة بيده عندما كان يتحدث لى ..
كان يمسك بها بقوة و بدا انها كانت تتألم ..
كان ممسكا بها و كان يبتسم عندما تركها ..

كان يبتسم و هو يلقى بها من اعلى المبنى ..
كان يبتسم بشدة كما لو كان ينتظر ما سيجرى لاحقا ..
و سرعان م تحولت تلك الابتسامة التي علي وجه جريجور الي صوت ضحكات عالية ..



سحقا .. سحقا ..
انها تسقط الان امام عيناى و يداي لا تصلان اليها ..

كل شئ حولي يمر ببطئ
و عيناي لا تريان سواها و هى تسقط امامي الان ..

رغم انني قطعت وعدا لها الا انني لم افى به الي الان ..
لم افى بأي وعد قطعته من البداية ..

كم مرة على رؤية من حولي يلقون حتفهم بينما انا فقط من يبقى ..
و الي متى علي الانتظار لافي بوعدي لذلك المسخ .. ؟

ازداد تعلقي بتلك الطفلة حقا ..
كانت ثلاثة اشهر فقط الا انها بدت حقا وقتا اطول من ذلك بكثير ..
لا اريد رؤيتها و هي تموت ..

اريد رؤيتها و هي تبتسم لى اكثر ..
اريدها ان تستمر بالضحك و هى بجانبي ..

اريد رؤيتها و هي تنموا مع الوقت ..
حتي و ان كنت ادرك تماما انها ستموت يوما ما اريدها ان تبقى ..

يداى لا تزال بعيدة عنها و مهما فعلت لا تصلان اليها ..
كانت تبتسم و هي تنظر لى ..

كانت تبتسم لى و كانت عيناها تدمعان ..
كما لو انها تقبلت ان تلك قد تكون نهايتها ..

لم تقل الكثير ..
همست و كان صوتها خافتا و كنت قادرا علي سماع صوتها ..

كانت عيناها تدمعان عندما تحدثت ..

ايا : شكرا ..
شكرا لك " أبي "

كانت تلك اخر كلماتها لي قبل ان تسقط ..


سقطت تلك الطفلة في النهاية امام عيناي .. و الارض غارقة بدمائها ..
و مهما حاولت تحريك جسدها و مهما حاولت الحديث اليها انها لا تستجيب..


انها " ميتة "
لم استطع تحمل الامر و بدأت بالبكاء ..


" لم كان على ان امر بكل ذلك من البداية .. ؟
لم على ان اعاني .. ؟! "



كانت تلك الطفلة بين يداي و كانت يداي غارقة بدمائها ..
البشر حولي ينظرون الى و جريجور ما يزال واقفا و صوت ضحكاته كما كانت قبل قليل ..
صوت مزعج ..



سحقا لكل شئ ..
لم اعد اهتم ..



بصوت غاضب ..
بصوت غاضب و مرتفع صرخت ل جريجور ...

جريجور اقسم لك ..
اقسم لك .. اقسم لك انك لميت ..


و بصوت يملئه الغضب بدائت بالحديث ..


.

.

.



يتبع



ياريت يكون الفصل نال عاجابكم

و ياريت تعذروني علي اي اخطاء املائية




2018/09/15 · 445 مشاهدة · 1181 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024