11 - أولى لحظات الغضب " الجزء الثاني "


قالها بصوت هادئ و كان يبتسم ..


جريجور : يبدوا عليك الغضب الشديد ..!
لكن دعني اخبرك بشئ اخير .

هل اخبرك بقصته ..؟! هل اخبرك رافيال بقصته ..؟!
ان فعل ذالك دعني اصحح لك بعض الاخطاء .. !


وضع يده التي كان يمسك بها ب الجورهة علي وجهه و بداء بالضحك ..
و كانت يده الاخرى ما تزال ممسكتا بتلك الطفلة ..

كان صوت ضحكاته عاليا و كان صوته و هو يضحك مزعجا بشدة ..



كنت انا من قتل والده ...
رفضت والدته ان تسلمني اياه فيما مضي فقتلتها كما قتلت زوجها قتلت اطفالها الاخرين كذالك ..
و كنت انا من قام ببيعه لذالك النبيل و انا من اعطي الامر للجنود للذهاب لمنزل ذالك النبيل و اعتقاله


لم ادرك مرور الوقت و انا اراه و هو ينموا امام عيناي ..
كان الامر يستحق حقا عناء الانتظار ..

منحته منذ ذلك اليوم مكان ليعود اليه و هو من اطلق عليه منزلا ..
اعطيته اسما و كان سعيدا به حينها .. رغم ذلك انا لم اناديه بأسمه قط ..


علمته القراءة و الكتابة .. رغم انني ظننت ان ذلك سيكون مضيعة للوقت ..
علمته حمل السيف و المبارزة .. لكن ذلك الامر كان يستحق ..


فلاحقا طلبت منه ان يذهب ..


لم ارد سماعه و هو يتحدث لوقت طويل ..
فهمت ما كان يحاول قوله قبل ان يكمل حديثه حتي ..


طلبت منه الذهاب و قتل اكبر عدد من البشر بذلك السيف ..

لم فعلت ذلك .. ؟!
لم اعطيته امرا كهذا ..؟!


رد علي سؤالي له بأبتسامة و بصوت هادئ


جريجور : لديك ذاكرة جيدة ..


اردت ان اجرب ما ان كان السيف سيزداد قوة مرة اخري ام لا ..
لكنني ما كنت لاتوقع ان تتدخل انت فيما كنت اخطط له ..

عاد الى رافيال مرة اخري بعد بضعة اسابيع
و اخبرني بما حدث و اخبرني انك قد حطمت السيف .


ذلك اليوم لم استطع ان انساه ..
قررت في ذلك الوقت انني ماعدت بحاجة اليه بعدها ..


قررت التخلص منه ..
قتلته .. !!


لم استطع التصديق ..
لم اصدق ما سمعته من ذلك الوغد للتوا ..

" أنت قتلته .. ؟! "


كانت كل لحظة و انا اراه وهو يبتسم ..
كانت كل كلمة كان يقولها منذ ان رآيته الي الان ..
كان غضبي يزداد شيئا فشيئا و بهدوء و بشكل تدريجي ..



كانت ما تزال ابتسامة تعلوا وجهه عندما بداء بالحديث مرة اخرى

جريجور : كنت مستمتعا حقا و انا اراه و هو ينموا ..
شيئا فشيئا لكن كانت متعتي الاكبر و انا اراه وهو يموت امام عيناى ..

ادركت ان الامر كان يستحق عناء الانتظار ..

كنت مستمتعا جدا عندما اخبرته انني انا من قتل والده و كنت سعيدا بحق
عندما اخبرته ان والدته لم تتخلي عنه لكنها قتلت كوالده ..


كانت تلك الدموع تلمئ عينيه ..
كانت مشاهدته و هو يتألم امرا مذهلا ..


جعلني ادرك ان الاعوام التي قضيتها بتربيته لم تذهب سدى . .
و جعلني ادرك ان الوقت الذي قضيته بجانبه كان يستحق الانتظار ايضا ..



لم اجد كلمة تصف شعوري و انا استمع لذلك الوغد و هو يتحدث ..
التزمت الصمت و كان غضبي يزداد شيئا فشيئا ..



جريجور : علمت لاحقا بعد ان قتلته انك ستأتي للمدينة عاجلا ام اجلا ..
لذالك قتلت كل من فيها و دمرت الكنيسة بحيث لا يبقي منها شئ

لم اصدق ما قاله ايضا .. لكنه كان يقول الحقيقة كذلك ..
تحدثت اليه بصوت بصوت هادئ ..


بحثت في ارجاء المدينة و لم اجد لك اثرا ..


كيف لك ان تقتل كل ذالك العدد من البشر دفعة واحدة .. ؟!
لقد كان عدد البشر الذين كانوا داخل المدينة اكثر من ثلاثة و عشرون الف ..


رد بصوت هادئ كالعادة و بأبتسامة هادئة ..

جريجور : لم اكن مضطرا لفعل ذالك بنفسي ..


لم افهم ما كان يقصده
فالتمزمت الصمت الي ان اكمل حديثه مرة اخرى ..



لم يكن عددهم ثلاثة و عشرون الفا ..!
بل كانوا اثنان و عشرون الفا و ثمانمئة و ثلاثة و تسعون بشري من لقوا حتفهم ذلك اليوم


ابتسم بينما كان يرفع الجوهرة مرة اخري ..
رفع الجوهرة و كانت تلك الابتسمة علي وجهه لم تختفي قط ..



و قهمت ما كان يقصده بذلك ..
حاولت الحديث ل مرة اخري و قلت له ..


ان كان ما تقوله صحيحا ..
لم لم تضحي بحياة البشر الذين كانوا موجودين ب الجوهرة من البداية ..؟

عوضا عن قتل المزيد من البشر كان من الافضل لك ان تجرب التضحية ب الجوهرة ..



جريجور : لم ارد ذالك ..
ظننت ان الامر سيكون بلا جدوي ..


اردت ان ابقى الارواح بداخل الجوهرة .. او يمكنك القول ببساطة ..

يمكنك الوقل انني اردت ان ابقيها لنفسي ..



كنت قد فقدت هدوء اعصابي ..
تحدثت اليه بغضب شديد ..


فيم كنت تفكر .. ؟!
ما الذي كنت تنوي فعله بذلك السيف حينها ..؟!
و ما الذي تنوي فعله الان ..؟!


اختفت اخيرا تلك الابتسامة من علي وجهه و بداء بالحديث ..

جريجور : الوقت .. الوقت ..
يتغير البشر مع مرور الوقت ..


يتيغر البشر مع مرور الوقت ..

تتغير هيئتهم و يتغير معها طريقة تفكيرهم و نظرتهم لما حولهم



لكن ماذا عننا .. ماذا عننا نحن ..؟!



التزمت الصمت و كان ما يزال يتحدث الى حينها ..



.
.
.


يتبع


ياريت يكون الفصل نال اعجابكم
و ياريت تعذروني علي اي اخطاء املائية

2018/09/07 · 475 مشاهدة · 857 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024