1 - بداية الندم "الجزء الاول"


سحقا تلك الطفلة ستموت امام عيناي ... عيناي الان لا تريان سواها

و ياداي لا تصلان اليها ..

لم الات الامور الي هذه الحال ؟؟!

كم مرة علي رؤية من حولي يموتون بينما انا فقط من يبقي ؟؟
كم مرة علي ان اعاني ؟؟


كان شريط حياتي يمر امامي بينما احاول انقاذ تلك الفتاة لم تمر علي لحظة الا و كنت
نادما فيها علي ما فعلت فيما مضي .. لم تمر علي لحظة الا و تمنيت فيها الموت
اليوم قبل الغد .. لم تمر علي لحظة الا و كنت ألعن فيها ذالك اليوم عندما قابلت ذالك المسخ.


عشت زمنا طويل .. طويل جدا بحيث ان ذاكرتي كلها اصبحت بلون رمادي
عشت زمنا طويل حيث انني نسيت اسمي و نسيت اسم موطني كذالك ..
نسيت اسم زوجتي و حتي انني نسيت اسم ابنتي و نسيت كيف كانتا تبدوان ..

لكن الشئ الوحيد الذي لم انساه قط هو ذلك اليوم قبل ثلاثة ألاف و خمسمئة عام من الان
كان هذا عندما قابلت ذالك المخلوق اول مرة ..!


ولدت قبل اكثر من ثلاثة ألاف و خمسمئة عام.
ولدت في قرية صغيرة و كان والدي زعيما لتلك القرية .
كانت حياة هادئة لم يكن لدي اية هموم حينها و لم اكن مدركا لما حولي

كنت قد اتممت سن السابعة حينها ...
وفي احد الايام اتي شخص ال قريتنا و بدا خأفا بالكاد كان علي قيد الحياة ..


و بالكاد كان قادرا علي الوقوف و الكلام

بالكاد كانت روحه في جسده لم يكن مصابا ولم يكن مريضا ..

لكنه كان خائفا و يرتجف بشدة بقي عندنا في القريا الي ان استعاد هدوئه
واجتمع من في القرية لكي يستمع اليه ..

اجتمع كل من في القرية ليعرف ما رآه ذاك الغريب .. عندها بداء بالحديث

ا.. ااتعرفون الجبال الواقعة غربا من هنا ؟؟

"اجابه ابي بكل هدوء بنعم نعرفها ماذا هناك .. اقام احدهم بمهاجمتك هناك ؟؟"

لا ..الامر ليس كذالك ان كنتم تعرفونها فهذا جيد
اياكم و الذهاب هناك رآيت بعيناي هذه مخلوقا لم آرى مثله قط عندما نظرت له
شعرت كما لو ان قلبي سيتوقف شعرت كما لو انه يسلب روحي من جسدي ..
اتوسل اليك اياك و ان تذهب او ان يذهب احدهم لهناك


بعد ان حذرنا ذلك الغريب من ذلك المكان شعرت بالفضول و اردت الذهاب
الي هناك و الاستكشاف هذا طبيعي فقد كنت مغفلا في سن السابعة لا يدرك شيئا

مر الوقت و بداء فضولي يقل مع الوقت و لم اعد اعير الامر اي اهتمام
مر الوقت و انا في سن السابعة و العشرين من عمري توفي والدي و اصبحت خلفا له
اصبحت زعيما للقرية من بعده و لدي زوجة احببتها و طفلة اتمت عامها الثاني للتو

كانت حياة هادئة و مسالمة لكن ذاك الهدوء لم يدم ..

اتي ذلك الرجل فجئتا للقرية و كان غارقا في دمائه بقائه حيا الي الان و تمكنه من السير
و المجئ الي قريتنا كانت معجزة امسكته و كان يلفظ انفاسه الاخيرة

كانت كلماته الاخيرة ..


هاجموا قريتنا .... سرقوا الطعام و الماشية قتلوا كل من في القرية
ولم يتركوا احدا .. قتلوا النساء و الاطفال .. قتلوا العجائز و المرضي ولم يرحموا احدا
سيأتون الي قريتكم ليفعلوا المثل بها ..

لم استطع فعل شئ .. كنت عاجزا تماما .. رآيت كل من في قريتي يموت ..
كـ كـ..كنت خائفا و لم ارد الموت بالكاد تمكنت من الهرب لكن شعوري بالعجز يزعجني
اقل ما استطيع فعله تحذيركم ا..ارجوكم ..ا..اهربوا...

" لفظ الرجل انفاسه الاخيرة ..وكان بين يداي .. "

اتذكر جيدا ما حدث بعد ذلك كما لو انه البارحة ..
امرت بعض الرجال اولا بدفن الرجل و امرت من يستطيع العمل ان يحفر خندقا حول القرية
و امرت من بقي ان يتجهوا للغابة المجاورة لجمع ما يستطيعون حمله من اخشاب
لصنع سور حول القرية.

حينها فقط تذكرت ما حدث قبل عشرين عاما تذكرت حينها الرجل الذي اتي الي القرية
ليحذرنا من ذالك المخلوق الذي يعيش في الجبال الغربية .
ان ذهبت الي هناك ربما اجد حلا ربما هناك فرصة لانقاذ قريتي

"او هذا ما تمنيته في ذالك الوقت"



اخبرت من في القرية بما انوي عليه و جميعهم لم يبدي اي رفض و جميعهم تمني لي السلامة


قطعت وعدا مع كل من زوجتي و ابنتي .. وودعت كل من في قريتي
قبل مغادرتي اخبرتهم ان كل شئ علي ما يرام لن اترك احدا يموت و لن اترك احدا منهم يتأذي

توجهت غربا و كنت مدركا لضيق الوقت الذهاب الي جبال الغربية فقط يستغرق ثلاثة ايام
و كذالك العودة اي ستة ايام سيكون ..


امامي متسع من الوقت سيكون امامي فرصة لانقاذهم

فور وصولي كانت السماء ملبدة بالغيوم و بدائت التسلق كي اصل للكهوف في الاعلي
و بعد ان وصلت بدأت بالدخول للكهوف واحدا تلو الاخر باحثا عن ذالك المخلوق
الذي تحدث عنه الغريب ...


كان الوقت يمر و اغلب الكهوف التي دخلت لها فارغة لا شئ فيها
الي ان وصلت الي ذالك الكهف اخيرا بالكاد بدأت خطوتي الاولي ..

بدأت الامطار بالهطول و بغزارة.


"يبدوا انه سيكون يوما طويلا"

دخلت الكهف لاستمر في البحث و كان ما رايته حينها لا يصدق
رغم ان المكان كان مظلما الا ان البرق في الخارج كان كفيلا بجعلي آرى ما بداخل الكهف
رغم ان المكان كان مظلما الا انني كنت قادرا علي رؤيته و بوضوح تام كان الامر صادما بحق ..

كان جناحاه كبيران و بشرته سوداء داكنة.
وجسد ذالك المخلوق ممزقا كان جسده ينزف و بشدة وكان الكهف غارقا بدمائه ...

اصاباته عميقة و رغم كثرتها الا انه كان لا يزال حيا بطريقة ما

"منذ متي و هو علي هذه الحال ؟؟ ما الذي اتي به الي هنا ؟؟"


لم ارد ان افكر في ما لا يهمني.

فتح عيناه و نظر الي .شعرت حينها و كأن نظرته الى وحدها ستقتلني
شعرت و كان روحي تريد الخروج من جسدي .

اهذا ما كان يعنيه ذالك الرجل حينها ؟؟
الان فهمت ما كان يقصده .. نظرته لى كانت تبدوا و كأنه ينظر لروحي

نظر الي و ابتسم حتي ابتسامته تلك لم تكن توحي بالخير مطلقا
بداء بالحديث الي و كانت تلك الابتسامة علي وجهه و حتي اخر لحظاتي و انا اتحدث اليه
لم تفارق تلك الابتسامة وجهه قط ..


"جسدي يرتجف من الخوف بالكاد انا قادر علي الوقوف ....

الي ان بداء بالحديث .. "

كنت بنتظارك ... كنت بنتظارك منذ زمن طويل ..
اعلم جيدا لم انت هنا .. اعلم جيدا ماذا تريد و ماذا تريد ان تفعل .. !


"حاولت استجماع قوتي و بدأت بالحديث بدوري . . "


ارجوك امنحني القوة ..

رد : قلت لك اعلم ما تريد و اعلم ماذا تنوي ان تفعل
لكن حياة من تريد انقاذهم لا تعني لي شيئا

لك..

رد : لم انهي كلامي بعد ..
سامنحك القوة و لكن لدي شرط وحيد


اطلب ما تريد و ساقدمه لك ..
ان كنت تريد حياتي ففعل لكن بعد ان انقذ قريتي

كان هذا ما قلته له حينها ..


"ابتسم اكثر كما لو انه كان يسخر من ما قلته له للتو . ."


رد : لا .. لا اريد روحك لا اريد حياتك و لن اطلب منك جسدك .. ان كان لدي طلب واحدا فقط ..
طلب واحد لا غير اريد منك ان تقتل "الساقط" عندما تراه . . .


"لم افهم جيدا ما قاله في ذالك الوقت .. لكنني اذكر انني وافقت"



رد : حسنا سامنحك القوة و لكن تذكر عندما تري "الساقط" اقتله و لا تبقه حيا

كنت حينها اشعر بالفضول كيف سيمنحني القوة ...


ما هي الا لحظات و بداء ذالك المخلوق بالتحرك من مكانه شيئا فشيئا
الي ان اقترب منى حينها ووقف امامي و كانت لا تزال الابتسامة علي وججه


"قبل ان الحظ الامر حتي .. كان ذالك الوغد قد طعن قلبي مباشرة بيده .. !
استغرق مني الامر وقتا كي الحظ ما فعل و اشعر انه قام بطعني

كانت الابتسامة علي وجهه و لم تمسح قط ..!
وقبل ان افقد الوعي تماما حرك يده اليمني مشيرا الي قلبه مباشرة


طعن جسده اذكر جيدا انه حتي و هو يطعن جسده كان لا يزال مبتسما
بعد ان اخرج قلبه مباشرة لم يقل سوي بضع كلمات

لكن كلماته الاخيرة تلك كانت مزعجة ... كانت مزعجة لي بحق
لم انسي اي منها قط ولازلت اتذكر جيدا كل ما قاله لي ذالك المخلوق في ذالك اليوم"


استوفيت الشروط ..!
لا تقلق فانت لن تموت فلتبقي حيا و لتحمل قوتي الي ان اخذها منك مرة اخري ..!
فلتحمل قوتي ايها البأس و تذكر انك ستكون خالدا لن تموت ..

فلتبقي حيا و لترى كل من تحبهم يموتون امام عينيك ..

فلتبقي حيا و لتتمني الموت اليوم قبل الغد


فلتبقي حيا و لتلعن كل لحظة و كل ساعة و كل يوم يمر من حياتك البأسة ..
لتلعن اليوم الذي قابلتني فيه و تذكر جيدا ما ساقوله ايها التافه اللعين...

فلتعش ما بقي لك من حياة و انت نادم علي لقائي و لتعش ما بقي لك من حياة منتظرا "الساقط"
وتذكر جيدا ولا تنسي انني ساكون في انتظارك .. تذكر انني سأنتظرك في "قلب الجحيم" ...


كانت تلك اخر كلماته و كذالك كانت اخر لحظاته ..


فقدت الوعي و ظننت انني ميت جراء الاصابة
لكنني استعدت الوعي بعدها ببضع ساعات .

هل انتهي اليوم الرابع ام انني لا زلت في اليوم الثالث ..؟

لم ارد التفكير بشكل سلبي اردت ان اكون متفائلا

تركت الكهوف ورائي و نزلت من علي الجبل و تذكرت اصابتي ..!

لم اعد ادري حقيقة ما حدث ...


علي اي حال علي الاسراع لم يعد لدي وقت كافي بقي ثلاثة ايام و ربما اقل .

اتمنى ان تكون زوجتي و ابنتي بخير اتمنى ان اصل للقرية في الوقت المناسب ...


.

.

.


يتبع ....




القصة من تأليفي اتمني فعلا انها تنال اعجابكم

و اتمني كذالك ان طريقتي في الكتابة تكون مناسبة

و ياريت تعذروني علي اي اخطاء املائية











2018/08/14 · 609 مشاهدة · 1555 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024