2 - بداية الندم "الجزء الثاني"

استوفيت الشروط ..!
لا تقلق فانت لن تموت فلتبقي حيا و لتحمل قوتي الي ان اخذها منك مرة اخري ..!
فلتحمل قوتي ايها البأس و تذكر انك ستكون خالدا لن تموت ..

فلتبقي حيا و لتري من تحبهم يموتون امام عينيك .. فلتبقي حيا و لتتمني الموت اليوم قبل الغد
فلتبقي حيا و لتلعن كل لحظة و كل ساعة و كل يوم يمرمن حياتك ..
لتلعن اليوم الذي قابلتني فيه و تذكر جيدا ما ساقوله ايها التافه اللعين...

فلتعش ما بقي لك من حياة و انت نادم علي لقائي و لتعش ما بقي لك من حياة منتظرا "الساقط"
وتذكر جيدا ولا تنسي انني ساكون في انتظارك .. تذكر انني سأنتظرك في "قلب الجحيم" ...


كانت تلك اخر كلماته و كذالك كانت اخر لحظاته .. فقدت الوعي و ظننت انني ميت جراء الاصابة
لكنني استعدت الوعي بعدها ببضع ساعات.

هل انتهي اليوم الرابع ام انني لا زلت في اليوم الثالث لم ارد التفكير بشكل سلبي اردت ان اكون
متفائلا تركت الكهوف ورأي و نزلت من علي الجبل و تذكرت اصابتي ..!

ذالك الحثالة قام بطعني لكن لم تكن هناك اصابة اهي اختفت اكنت احلم ؟؟!

لم اعد ادري حقيقة ما حدث علي اي حال علي الاسراع لم يعد لدي وقت كافي بقي ثلاثة ايام
و ربما اقل. اتمنى ان تكون زوجتي و ابنتي بخير اتمنا ان اصل للقرية في الوقت المناسب

كانت اطول ثلاثة ايام في حياتي. كانت بطيئة جدا ..
خلال عودتي لم ارد التوقف عن السير و لم ارد ان اتأخر عنهم
كانت حقا اياما طويلة لكن اليوم الذي وصلت فيه اخيرا كان كالجحيم..!!

"كدت ان اصل للقرية يمكنني ان اراها خلال لحظات من هنا "

ما رأيته كان من المفترض ان تكون قريتي ..
لكنها كانت تحترق وكان بامكاني رؤيتها و هي تحترق من بعيد


انها قريتي بلا شك انها هي ..

لم اتمالك نفسي و بدأت الركض نحو القرية علي امل ان يكون هناك ناجين و كان
اول ما رآيت عندما دخلت القرية الجثث المتناثرة هنا و هناك كانت جميعها و بلا استثناء مقطعة
بوحشية كانت القرية اشبه ببركة مملؤة بالدماء .

وكانت تلك بداية الجحيم بالنسبة لي ..
اخذت ابحث بين الجثث علي امل ان لا اجد جثة زوجتي و ابنتي
بدأت البحث و انا ادعو للاله ان تكونا بخير بقيت ادعوا ان يكونا قد نجيا بطريقة ما
بقيت ابحث هنا و هناك بقيت ابحث بين الجثث الي ان وجدت كلتاهما !!

سحقا سحقا ....سحقا لم قتلتما ؟؟ لم يحدث كل هذا معى ؟؟
بالكاد اتمت ابنتي عامها الثاني كانت طفلة صغيرة لم قتلت بتلك الوحشية

اردت الانتقام لكنني حاولت منع نفسي علي الاقل الي ان اقوم بدفن سكان قريتي وزوجتي و ابنتي ..
استغرق الامر وقتا طويلا و انا اقوم بدفن كل منهم علي حدي كان ذالك الرجل علي حق
عندما قال انهم لا يرحمون احدا ..

لم يرحموا احدا قتلوا النساء و الاطفال قتلوا كبار السن و المرضي و لم يتركوا احدا
كانت دمائي تغلي شيئا فشيئا مع كل شخص اقوم بدفنه وكان غضبي يزداد شيئا فشيئا
مع كل شخص القي به في الارض الادفنه ووصل غضبي الي اقصاه و انا اقوم بدفن اخر اثنين ..
زوجتي و ابنتي ..

بعد ان انتهيت من دفهنهم تركت القرية خلف ظهري ..
و تبعت اثار الاقدام التي كانت تقود خارج القرية و بقيت اتبعها في اتجاه الجنوب
نسيت كم يوما استمررت في السير لكن كل ما اذكره جيدا ما حدث عندما وصلت الي تلك القرية
عندما وصلت خرج بعض الرجال ليعترضوا طريقي ..


لم اتحدث كثيرا لكنني حاولت ان ابقي هادئا

في الاتجاه الذي اتيت منه .. في اتجاه الشمال من هنا
صادفت قرية قتل كل من فيها و احرقت اراضيها و سلب كل ما كان فيها
اكان هذا من فعلتكم ؟؟


طرحت السؤال و انا اتحدث بشكل هادئ

و اجاب احدهم عن سؤالي و كانت طريقة حديثه مزعجة ..


اه كانت تلك فعلتنا ...كما تري لا احد منا يجيد شيئا سوي القتل و السرقة لا نجيد شيئا غيرهما
الامر اسهل عندما تسلب ما ينقصك من شخصا اخر الا تتفق معي ؟؟

لكن بعد حديثك عن تلك القرية جعلتني اتذكر تلك المرأة بعد ان دخلنا القرية و قتلنا كل من فيها
كانت لا تزال حية و تمسك بطفلة بين يديها .. حاولت تلك المرأة الهرب لكننا امسكناها ظلت تصرخ
و تبكي و تستغيث و تنادي باسم زوجها لكنه لم يأتي ...!

حتي عندما اخذنا طفلتا و بقينا نطعن طفلتها
كانت تعابير وجهها مذهلة و هي تري ابنتها و هي تموت امام عينيها رغم ذالك
بقيت تستغيث و تنادي علي زوجها ..

الا تعلم اننا قتلنا كل من في القرية و لم نترك احدا حيا ..
حقا تذكر تلك القرية يجعلني سعيدا يجعلني تذكرها ارغب بنهب بعض القري الاخري ..


بدائت اتحدث اليه و كان صوتي يبدوا عليه الغضب ..


دعني اكن واضحا معك ....
لن يكون هناك اي قرية ستهاجمها انت او رجالك مجددا

رد : و لم انت متأكد هكذا ؟؟

تلك المرأة التي ظلت تصرخ بسم زوجها لينقذها تلك الطفلة التي قتلتها
كانتا ... كانتا .. كانتا زوجتي و ابنتي انا..

رد : حقا ؟؟؟
انت هو الذي ظلت تصرخ بأسمه حتي ماتت ابنتها ؟؟
انت الذي ظلت تصرخ بأسمه حتي ماتت هي الاخري ؟؟

ان كنت هو اذا دعني اقدم لك معروفا .
دعني ارسلك الي المكان الذي ذهبت اليه زوجتك و ابنتك ..


كان غضبي حينها قد وصل الي اقصاه ..

قلت لهم ..

قتلكم لن يكون كافيا .. الموت ليس بعقاب لكم
اقسم انني ساقطعكم جميعا و لن اترك منكم ناجين ..

حدث كل شئ لاحقا بسرعة ذاكرتي مشوشة كل ما يمكنني تذكره بعد ان انتهيت هو رائحة الدماء
و اجسادهم الممزقة بكل مكان ... كانت هيئتي آن ذاك اقرب الي ذلك المخلوق ..

نلت انتقامي منهم لكنني اشعر بفراغ بداخلي لازلت غاضبا .. لم اشعر بالارتياح حتي بعد موتهم .
حاولت تهدئة نفسي و استغرق الامر مني وقتا طويلا لاهداء بالفعل ..

ادركت الامر متأخرا كان قد فات الاوان ... حتي بعد حصولي علي انتقامي
لم اشعر بالرضي علي حالي مطلقا اصبحت نادما علي ما اصابني ..

ليس لانني قتلت اولائك الحثالة ..

بل لانني حصلت علي القوة لكنني مع ذالك كنت عاجزا عن حماية من احببت
شعرت بالعجز و لازلت اشعر بالعجز الي اليوم ..


هل ما اخبرني اياه حقيقة ؟؟
هل حقا ساكون خالدا ؟؟
و الي متي علي البقاء لافي بوعدي له ؟؟
و الي متي علي الانتظار ؟؟



"منذ ذلك الحين منذ ان قتلت اولأك الحثالة ... منذ ان فقدت زوجتي و ابنتي
و منذ ان فقدت قريتي و موطني


اصبحت هائما في الارض و أسير فيها بدون هدف

طفت ارجاء الارض و بقيت حيا لزمن طويل
توجهت شرقا و غربا ارتحلت الي اقصي الشمال و الجنوب

انتهي بي الحال لاكون شاهدا علي مرور الوقت و شاهدا علي التاريخ ..
انتهي بي الامر لآري بعيناي هاتين حضارات تولد و تزدهر و اخري تنتهي و تموت . .
انتهي بي الحال لأكون شاهدا علي حماقة بني جنسي من البشر..


رآيت البشر يكررون اخطأهم مرارا و تكرارا ...

و سيظلون كذالك .. سيستمرون بارتكاب نفس اخطائهم مستقبلا ..


كانت قرونا طويلة بحق سأمت تكرار الامور فيها و سأمت رؤية من حولي يموتون واحدا تلو الاخر
و سأمت بقائي وحيدا اسير في الارض بلا هدف او وجهة محددة

لقد كان علي حق .. لقد كان علي حق في كل ما قاله ..
لم يمر علي يوم الا و قد تمنيت فيه الموت اليوم قبل الغد ..
ولم يمر علي يوم الا و قد لعنت فيه اليوم الذي قابلته فيه لعنت كل لحظة و كل ساعة
كل يوم و كل عام لعنت كل لحظة تمر من حياتي و بدون استثناء ..


مع الوقت بدأت اعتاد رؤية البشر يموتون شيئا فشيئا و اعتدت علي رؤيتهم يكررون الاخطاء ....
مرارا و تكرارا ... لكن حتي انا ارتكبت خطاء في الماضي ...

كان خطاء فادحا كنت مهملا جدا حينها



خطئي الوحيد الذي ارتكبته قبل الف عام من الان هو انني تركت ذالك الحثالة حيا فيما مضي .
لو كنت قتلته آن ذاك لما ألات الامور الي ما هي عليه الان ..
و لما كانت لتتعرض هذه الفتاة للخطر الان .


.

.

.


يتبع







القصة من تأليفي اتمني فعلا انها تنال اعجابكم

و اتمني كذالك ان طريقتي في الكتابة تكون مناسبة

و ياريت تعذروني علي اي اخطاء املائية





2018/08/16 · 566 مشاهدة · 1325 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024