مع الوقت بدأت اعتاد رؤية البشر يموتون شيئا فشيئا و اعتدت علي رؤيتهم يكررون الاخطاء ....
مرارا و تكرارا ...


حتي انا ارتكبت خطاء في الماضي ... كان خطاء فادحا كنت مهملا جدا حينها

خطئي الوحيد الذي ارتكبته قبل الف عام من الان هو انني تركت ذالك الحثالة حيا فيما مضي .
لو كنت بحثت عنه و قتلته آن ذاك لما ألات الامور الي ما هي عليه الان ..
و لما كانت لتتعرض هذه الفتاة للخطر الان.


لازالت تسقط امام عيناي و يداي لا تصلان اليها ...
ان ماتت او اصابها مكروه ... لن يكون بمقدوري ان اسامح نفسي مرة اخري ...

لقد سأمت رؤية كل من حولي يموتون ...
لا اريد ان اراها و هي تموت امام عيناي كما حدث لعائلتي فيما مضي ...

.
.
.

حدث الامر فيما مضي .. حدث ذلك قبل الف عام من الان ..
في ذالك الوقت كنت اتجول من ارض لاخري
الي ان دخلت قرية لفت انتباهي فيها شخصان كانا يتحدثان
عن حوادث قد حصلت في بعض القري المجاورة

رجل 1 : لقد هاجموا قرية اخري ..
هل سمعت عنها .؟

رجل 2 : اه اجل و كما الحال مع القري التي هاجموها
لم ينجوا احد .. لم يسرقوا طعاما او حتي ماء .. لم يسرقوا ماشية او مال
كل ما تركوه خلفهم هي جثث سكان القرية ..

رجل 1 : سحقا اين الملك و جنوده عندما نحتاجهم
لا يمكننا النوم و اولائك المجرمين قريبون منا .

شعرت بالفضول آن ذاك و اردت معرفة عن ماذا كانوا يتحدثون
اقتربت منهما وبدات الحديث معهما

عفوا لست من هذه البلاد اتيت من مكان بعيد للتوا ...
هل لي ان اسئل عن ماذا تتحدثان ..؟

رجل 1 : ان كنت اتيت من مكان بعيد كما تقول فمن الافضل لك ان ترحل غدا
مع شروق الشمس لموطنك فالاحوال هنا لم تعد جيدة مطلقا ..


ماذا تقصد بكلامك ..


رجل 2 : في الواقع لم تعد هذه البلاد في أمنة .. لا اقصد بكلامي المدن الكبيرة او العاصمة لم تعد امنة ..
اعني بكلامي القري النائية هي المستهدفة ..

حدث الامر قبل اسبوع فقط من الان و ربما اقل من اسبوعان...
حيث تمت مهاجمة احدي القرى القريبة من هنا قتل المهاجمون كل سكان القرية و لم يبقي اي احد ..
عندما سمعنا عن الامر اول مرة ظننا انهم مجموعة من قطاع الطرق هاجموا القرية لاجل المال

او المؤن


لكن عندما ذهب بعض الرجال من القرى المجاورة الي هناك ليتأكدوا من ما حدث

لم يجدوا اي شيئ مسروق

من هاجموا القرية لم يسرقوا ماشية او مال لم يسرقوا المؤن او حتي الماء
و ما ازعج الرجال الذين ذهبوا الي تلك القرية انهم وجدوا


الجثث ملقاة علي الارض و جميع الجثث كانت متشابهة
فقد طعنت كل الجثث بنفس السلاح تقريبا



رجل 2 : تكرر الامر الي الان ثلاثة مرات .
و اخر قرية تمت مهاجمتها البارحة تجعلها القرية الرابعة التي تعرضت للهجوم خلال اسبوع .


طرحت عليهما سؤالا
هل هناك اي قرية اخري قريبة من القرية التي تعرضت للهجوم سابقا ؟؟


فأجاب احدهما


رجل 1 : لو كنت مكانك لما حاولت التدخل فيما لا يعنيني
و لو كنت مكانك لحاولت مغادرة هذه البلاد بسرعة ..

رجل 2 : صديقي لا يقصد الاسائة اليك ..

لا بأس بذالك .. هل هناك قري اخري قريبة .. ؟


رجل 2 : يوجد قرية اخري بالاضافة لقريتنا انها قريبة لكنها تقع قرب الغابة مما يجعلها مكان خطير ليلا
ان كنت تنوي الذهاب اليها الان فننصحك بالذهاب اليها غدا عند شروق الشمس ..
فهناك قطيع من الذئاب هناك ولا ننصحك بالذهاب اليها خاصتا و ان الشمس تكاد ان تغرب


قمت بالرد عليه قائلا ..
لا .. لا داعي للقلق فلن يقتلني قطيع من الذئاب علي اي حال

رجل 2 : نسيت ان اسئلك عن اسمك ايها الشاب ..؟

... "ويليام"
يمكنك مناداتي بـ"ويليام"

رجل 1 : لتتوخي الحذر و انت ذاهب ..

يا ويليام


لا تقلق ..

ساعود بسرعة لا تقلق


اذكر جيدا في ذالك الوقت و انا اخرج من تلك القرية كنت افكر بعدة امور منها انني
لم اعد اتذكر منذ متي نسيت اسمي و منذ متي بدأت بتسمية نفسي اسماء لم تكن ملكا لي

غادرت القرية و كنت افكر بمن قد يفعل شيئا كهذا او لم قد يفعل هذا
غادرت القرية و استمررت بالمسير في الاتجاه الذي دلني عليه الرجلين ..
و استمررت بالسير لما يقارب بضعة ساعات.. الي ان اصبحت القرية علي مرمى من البصر
وكادت الشمس تشرق ..

خلال توجهي اليها مر من جانبي عشرة رجال كان كل منهم يغطي جسده و وجهه
مروا جميعا من جانبي ... و من بين اولائك الرجال كان هناك رجل من بينهم لفت انتباهي
كان كالباقين يغطي جسده و وجهه لكنه كان يحمل شيئا مربوط بظهره ..

بينما كان يمر من جانبي شعرت بذالك الشعور الذي شعرت به فيما مضي عندما قابلت ذالك المخلوق
انه "الخوف" .. لم ارد ان انظر لهم او النظر لذالك الشخص بالتحديد ...

بعد ان عبر اولائك الرجال من جانبي توجهت مسرعا الي القرية التي اخبروني عنها ..
فور ان وصلت كانت الشمس قد اشرقت بالفعال حينها ادركت جيدا ما اصاب القرية قبل وصولي

كانت الجثث منتشرة في الارجاء و كما قال ذالكما الاثنين
من هاجموا القرية لم يسرقوا شيئا و فوق كل هذا الجثث كلها متشابهة
كل الجثث قد طعنت .. طعنوا جميعا بنفس السلاح تقريبا .

اول من فكرت فيهم كانوا اولائك الرجال الذين قد مررت بهم خلال مجيئي الي هنا
كانوا قد غادروا القرية بعد انتهائهم .. و الاتجاه الذي سلكوه ..


قلتها في نفسي بعد ان ادركت الامر متأخرا ..


سحقا ... لم لم الحظ الامر باكرا ...
الاتجاه الذي كانوا يقصدونه عندما رآيتهم ..
انهم يتجهون الان الي القرية التي اتيت منها سابقا ..


شعرت في ذالك الوقت بالغضب و الاستياء .. بسبب رؤيتي لسكان تلك القرية و هم موتى
رغم ان الامر لم يكن يعنيني .. لم يكونوا عألتي .. و لم يكونوا سكان قريتي



هل انا غاضب لانهم ذكروني بسكان قريتي فيما مضي ..؟
لماذا اردت حمياتهم من البداية ..؟!

لست بحاجة لسبب كي اغضب علي موت القرويين ..
و لم اكن بحاجة كذالك لحجة او لسبب لحمايتهم


كل ما في الامر انني ارفض رؤية المزيد من البشر يلقون حتفهم دون سبب مرة اخري
كما حدث معي و مع و عائلتي فيما مضي .

انطلقت مسرعا وراء الرجال الذين رآيتهم سابقا
و تمنيت ان اصل اليهم قبل فوات الاوان ..



ولقد حالفني الحظ آن ذاك فقد وصلت اليهم قبل ان يدخل اي واحد منهم القرية
كنا تماما علي اطراف القرية و لا تبعد القرية عنا سوي مئات الامتار


يبدوا انني وصلت بالكاد في الوقت المناسب ..
اليس كذالك ..؟!

هل انتم من هاجم القرية قبل قليل ..؟
هل انتم من هاجم القري الاخري قبل بضعة ايام ..؟

كنت قد طرحت الاسئلة دون ان افكر
و كان من اجاب عنها كان اخر شخص توقعت انه سيتحدث ....
اه بلى .. انه ذالك الرجل الذي شعرت بالخوف منه عندما مررت بجانبه اول مرة ..



.

.

.


يتبع


اتمنى ان القصة تكون نالت اعجابكم

و بتمنى انكم تعذروني علي وجود اي اخطاء املائية

و ياريت تعذرو قلة خبرتي لاني كاتب جديد



2018/08/18 · 501 مشاهدة · 1137 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024