رواية ساقط

" بالنسبة للبشر ..

نحن نعيش لزمن طويل .. طويل جدا ..

عندما يموت احدنا و تنقطع الروح عن جسده يفقد جسده قدرته علي البقاء كما كان ..

و بدون روح يتحول الجسد لرماد .. ذالك هو الموت بالنسبة لنا .. !"

" أخبرتك قبل ان تذهب الا تندم علي ذهابك لاحقا ..

و يبدوا انك نادم و بشدة الان

و يبدوا واضحا انك رآيت شيئا ما كان ينبغي لك ان تراه .. "

نظر السماوي له و كانت عيناه ممتلائتان بالدموع و قال ..

السماوي : اتوسل اليك .. انقذه ..

أرجوك .. ايها العجوز ..

الملك : لا تقلق ..

قد اكون وصلت متأخرا ..

لكن لم يفت الاوان بعد علي انقاذ اخيك .. !

آرى ان بعضكم لا يفهم ما يجرى ..

سأحكي لكم ما حدث

لكن ليس بعين السماوي او سيلين او حتي رونن ..

سأحكي لكم القصة بأعين " الساقط " .. سأحكي لكم ما كان يراه ..

و سأخبركم بما كان يدور بخاطره ..

قدرتي هي " الاستبصار " استطيع ان آري الماضي بعين من رآوه ..

استطيع رؤية ما يجري حولي بعين من يرونه .. و يمكنني رؤية المستقبل بعين صاحبه ..

و مهما كانت عدد المرات التي احاول فيها رؤية مستقبل اخيك

اجده اشد ظلمة مما كان عليه سابقا ..

لم يكن كل ما كان اخبرك اخوك به كذبا

جزء منه كان حقيقة ..

بداء الامر منذ زمن عندما كان ذلك الفتي في العاشرة من عمره ..

لقد رآى لون اجنحته و لكنها لم تكن سوداء .. و لم يكن من المفترض به ان يسمى ساقطا ..

و لم يكن من المقدر له ان يموت ..

لكن رغم انه رآى لون اجنحته كان اول ما كان يفكر به الساقط .. لا

لم يكن ساقطا حينها ..

كان اول ما كان يفكر به ذلك الفتي حينها لم يكن لون اجنحته و لم يكن يهتم بمصيره

او ما سيصيبه هو .. كان اول ما كان يفكر به هو انت .. كان قلقا عليك انت و لا احد سواك ..

استغرق منه الامر بضعة اعوام و كان القلق هو كل ما كان لديه ..

الخوف من ان يدرك احدهم حقيقة ما يجرى ..

ان يدرك احدهم انه هو " السماوي " بينما انت هو " الساقط " ..

مر عامان بالفعل ..

مر عامان و كاد كلا كما ان يتم الثانية عشرة من عمره ..

كذب عليك بشأن لون اجنحتك و اراد منك ان تظن انه يقول الحقيقة ..

كذب عليك مرارا و تكرارا .. لكنه فعل ذلك ايضا لحمايتك ..

قام بمهاجمتك و افقدك الوعي ..

لم يرد منك ان ترى ما سيجري لاحقا و لم يرد منك ان تتألم ..

فلقد قام بقطع اجنحتك .. و لقد فعل المثل بأجنحته ..

اراد ان يمنحك اجنحته و اراد اخذ اجنحتك انت .

لكن شخصا غير متوقع قد ظهر و كان ذلك الشخص هو سيلين ..

كانت سيلين تنظر للارض عندما تحدث الملك عنها و ذكر اسمها ..

نظرت للرض و لم تتحدث بكلمة ..

كانت تدرك ان كل ما كان يقوله حقيقة

و كانت تعلم ان كل ما كان سيقوله لاحقا حقيقة

سيلين : ...

بينما إيريني كانت مستائة بشدة مما كانت تسمعه ..

إيريني : لم الصمت ..

تحدثى قولي اي شئ ..

يونن : ليس هناك داعى للحديث ..

فما رآته هي رآيته انا على اي حال ..

إيريني : لم اعد قادرة علي فهم شئ ..

الملك : " حتي انا كنت مثلكِ تماما ذلك اليوم عندما ادركت الحقيقة .. "

كان ما رآته سيلين ذلك اليوم هو لون اجنحته و هو يقطعها ..

لم تكن لون اجنحته سوداء كما ادعت سيلين لاحقا امام المجلس

و لم تكن سوداء كما قال رونن في تقريره للمجلس .

كانت اجنحته التي قطعها كانت ذهبية ..

قطع اجنحته و حاول مبادلتها بأجنحة اخيه و لكنه شعر بسيلين عندما بداء بقطع اجنحته ..

كان مترددا في البداية و لكنه قرر انه سيكون بحاجتها ..

استخدم سحر تعديل للذاكرة عليها .. و غير جزء وحيد فقط من ذاكرتها ..

سيلين : غير فقط لون الاجنحة ..

الملك : صحيح ..

إيريني : انتظروا ..

لا يمكنني ان اصدق ما تقولون ..

" ثمة قانون بعالمنا يمنع قطع الاجنحة ..

ان حدث ذلك و قطعت اجنحة احدنا نموت بمجرد حدوث ذلك .. "

الملك : لكن ذلك لا ينطبق علي " السماوي " او " الساقط " ..

اكتفي الفتي بتغيير ذاكرة سيلين و قرر انها ستكون مفيدة له ..

عاد مرة اخرى لاخيه و اراد قطع اجنحته و كاد ان يفعل

لكن ثمة شخص اخر رآه و هو يحاول قطع اجنحة اخيه .

رونن : رآيته ذلك اليوم و كانت الاجنحة التي قطعها كانت اجنحته هو كانت اجنحته بلون ذهبي

و رآيته و هو يحاول قطع اجنحة اخيه و لم اكن افهم ما كان ينوي القيام به ..

لكنني ادركت ما كان يجري حينها

و اردت منه الابتعاد و لكن ..

لست من النوع الذي يخفض دفاعه امام اي احد و مهما كانت الظروف ..

لكن ما حدث حقا حينها انه اختفي من امام عيناى ..

لم استطع ملاحظته الا متأخرا ..

كان واقفا خلفي و قام بمهاجمتي ..

قد يكون ما اقاوله امرا يصعب تصديقه لانه كان فتي في الثانية عشرة من عمره

الا انني اقول لكم الحقيقة ..

ذاكرتي ذلك اليوم مشوشة تماما ..

و اخر شئ اذكره بعد ان استعدت الوعي حينها انني كنت واقفا بينما كان هو مستلقى علي الارض

يده اليمنى كانت مقطوعة و دمه يغطي الارض ..

و كانت قد عادت الاجنحة الذهبية لاخيه بينما هو كان بلا اجنحة ..

كان يبدوا عليها الاستياء عندما بدائت إيريني بالحديث مرة اخرى

كانت يونو بقربهم عندما بدائت بالحديث و ابتسامة علي وجهها ..

يونو : عفوا .. انا اسفة علي هذا السؤال و لكنني لا افهم ما تقصدونه ؟!

ما علاقة العينان بتبادل الاجنحة و لونها .. ؟!

ايجيس : صحيح انتي انضممتي الينا قبل وقت ليس ببعيد ..

انتي لا تعلمين ايضا ما يحدث ل سماوي فقد عينيه ..

يونو : ما الذي تقصده .. ؟!

إيريني : عندما تقطع اجنحة احدنا يموت ..

انها قاعدة ثابتة لا تتغير و لا خلاف عليها ..

" فالاجنحة بالنسبة لنا كأمتداد للروح "

لكن " الساقط " و " السماوي " مستثنيان من تلك القاعدة ..

يمكن لكليهما قطع اجنحته بسهولة و لن يفقد اي منهما حياته بسبب ذلك ..

لكن ..

يونو : لكن .. ؟

لكن ماذا .. ؟! اكملي ..

إيريني : ما ان يقطع السماوي او الساقط اجنحته ليتبادلها مع الاخر

لن تبقي الاجنحة بلون صاحبها السابق ستتغير مع مرور الوقت ..

بدا ان يونو لم تفهم الامر بعد ..

يونو : بدأت افهم شيئا فشيئا و لكن ما علاقة تغير لون الاجنحة بالعينين .. ؟!

إيريني :قطع ذلك الفتي اجنحته ليقدمها الي اخيه ..

تتغير لون الاجنحة مع الوقت .. و كان ذلك الفتي يدرك ذلك ..

فما كان منه الا التضحية بجزء من جسده ليمنحها لاخيه ..

كان يدرك ان اجنحته سيتغير لونها فكان اول شئ يقدمه لاخيه هو عينيه

بذلك لن يكون عليه الخوف بسبب تغير لون الاجنحة التي اعطاها لاخيه ..

يونو : لكن سماوي فقد عينيه لن يكون بمقدوره الرؤية من جديد ..

تحدث الملك من جديد ..

الملك : لقد كان يعلم ..

كان يعلم ذلك من البداية ..

لكنه لم يتردد بفعل ذلك فلقد اراد حماية اخيه ..

و كان مستعدا ليموت في سبيل ذلك ..

و ما حدث لاحقا تعلمونه جميعا ..

أراد المجلس الحكم عليه بالموت لكنني لم ارد ذلك ..

سأمت رؤية من حولي يموتون ..

كان ما يزال الملك واقفا بقرب ولديه و يبدوا عليه الاسف الشديد لما اصاب الساقط ..

بداء بالحديث و كان يبدوا عليه الحزن الشديد ..

الملك : منذ ان وضع ذلك القانون اللعين ..

منذ ان وضع ذلك القانون فيما مضى لم يمت اي ساقط ..

كان جميع من لقوا حتفهم هم السماويين فقط و لا احد غيرهم ..

لم يكن اخيك هو الاول و ان استمر ذلك القانون كما هو لن يكون اخوك الاخير ..

لم يكن اخيك هو اول من يضحي بحياته ..

من قبله اخي و من قبله الملك السابق و من سبقه ايضا مروا بما مررت به انت و انا ..

اختار كل سماوي منهم التضحية بحياته علي امل ان يبقي اخيه ..

اختار كل منهم الموت و بقينا نحن فقط ..

بقينا نحن و معنا شعور قديم بالندم و كان ذلك الشعور يتراكم و يتراكم مع الوقت ..

.

.

.

يتبع

ياريت يكون الفصل نال اعجابكم

و ياريت تعذروني علي اي اخطاء املائية