كل شئ حولي يمر ببطئ ..

كل شئ يمر حولي ببطئ شديد .. كما لو ان الزمن توقف بالفعل عن المرور ..

لم اعد قادرا علي الشعور بما يجري حولي ..


و بالكاد انا علي قيد الحياة الي الان ..



جسدي بارد .. بارد جدا ..

و جراحي تنزف و بشدة .. و دمي لا يتوقف عن النزيف

جسدي يرفض ان يستجيب لي .. و بالكاد انا قادر علي تحريك جسدي ..




حرك الساقط يداه المقطوعتين مشيرا لاخيه ..

كما لو انه كان ينتظر منه ان يحاول الوصول اليه ..

حرك يديه المقطوعتين كما لو انه قد نسي انه قد فقدهما ..!




كانت عيناه تدمعان دما .. و كان من الواضح انه كان يعاني بسببهما ..

بدأت عيناه تغلقان شيئا فشيئا بينما كان يسقط و يلفظ انفاسه الاخيرة ..

و بينما كانت تلك اخر لحظات حيات الساقط ..




استعاد اخوه وعيه للتو ..

بداء يفتح السماوي عينيه بهدوء و بداء ينظر حوله كما لو انه يبحث عن شخص ما ..

من كان يبحث عنه السماوي لم تكن سيلين التي كانت بجانبه عندما عاد لوعيه ..

و لم يكن رونن الذي كان يبدوا عليه الغضب عندما كان يقف بجانب إيريني ..




كان يبحث عن اخيه الذي سقط معه في نفس الوقت من الحاجز عندما انهار

في النهاية رآه السماوي عندما نظر للاسفل ..




ادرك الامر بسرعة عندما رآى اخاه و هو يسقط ..

علم ان تلك كانت اخر لحظات حياة اخيه عندما رآه و هو يسقط ..



اندفع السماوي مسرعا و ابعد سيلين التي كانت تقف بجانبه ..

اجنحته كانت تلمع بلون ذهبي متوهج ..





كان يحاول الاحاق بأخيه قبل ان يلفظ اخر انفاسه ..

كان يحاول الاحاق به و كانت عيناه تدمعان و بشدة ..




و كانت تلك الذكرى القديمة تجول بخاطره عندما كان يحاول انقاذه ..

كانت ذاكرته مشوشة ..




و رغم انه كان مشوشا الا انه كان علي يقين ان تلك الذكرى كانت حقيقة

ادرك الامر و ادرك السماوي الحقيقة لكن متأخرا ..




سماوي : كيف لي ان انسى ..

كيف لي ان انسى ذالك الوعد .. ؟!

و كيف لك ان تتذكره الي اليوم ..؟!


لم تماديت الي هذا الحد .. ؟!

لم ارد منك ان تتمادي الي ذلك الحد .. ؟!



كان ذالك وعدا قطعه الشقيقان قبل زمن بعيد ..


سماوي : كنا صغارا جدا ..

صغارا جدا عندما ادركنا ان الحياة لم تكن عادلة لكلينا ..


كان مقدرا لاحدنا ان يموت .. بينما الاخر فقط سيبقى ..

كانت تلك اول مرة في حياتي ادرك فيها تلك الحقيقة ..


و كانت تلك هي اول مرة اسمع فيها تلك الاسماء ..

" سماوي " و " ساقط " ..



نسيت من منا بداء الامر ..

لكنني اذكر جيدا ان احدنا قطع وعدا للاخر ..



" اعدك انني لن اتركك تموت ..

لن اتركك تموت و لن اسمح لاحد ان يحاول ذلك .. سأحميك ..

حتي و ان كانت حياتي ثمنا لذلك .. لن اتخلى عنك انا اعدك بذالك ..! "


كانت تلك الكلمات التي سمعتها ..

لم اكن انا من قالها .. !


بل كان اخي هو من قالها .. !

كنت انانيا جدا حينها ..


كانت كلمة موت غير معروفة لى حينها ..

لو كنت اعى حينها معني تلك الكلمة لما وافقت علي وعده لى ..



" ماذا يمكنني ان اقدمه لك في مقابل حمايتك لي .. أخي ..؟! "


كان ذالك صوتي انا .. كنت انا ذالك الوغد الاناني فيما مضى ..

رد اخي قائلا ..




" لن اطلب منك الكثير ..

لكن هل يمكنك ان تكون بجانبي ان حدث ذلك ..

ان حدث ذلك اريدك ان تكون بجانبي قبل ان اموت .. "



سماوي : قالها لى و هو يبتسم كما لو انه كان يعلم ما سيجري له حينها ..


مر الوقت منذ ذالك اليوم و نسيت ذالك الوعد ..

كيف لي ان انساه .. ؟! "




كان الساقط ما يزال يسقط من السماء ..

و اخوه يبعد عنه كثيرا ..




حرك الساقط يديه مشيرا له و قال ..


" يبدو انك رآيتها ..

و يبدو انك تذكرت اخيرا وعدك لى .. !




لكن لم يعد الامر مهما .. ففي النهاية سأموت وحدى ..

اعتدت علي الوحدة و اعتدت علي البقاء وحيدا لوقت طويل ..

انها اكثر نهاية تناسب شخصا مثلي ..




و رغم انني الان الفظ انفاسي الاخيرة ..

الا انني الي الان لا زلت اتمنى ان تتحقق تلك الامنية الاخيرة ..


رغم انني اكثر شخص يدرك انها لن تتحقق ..

مهما فعلت ادرك جيدا انها لن تتحقق .. "




في النهاية اغلق الساقط عينيه ..

و كانت تلك اخر انفاسه ..




لم يتمكن السماوي من الوصول لاخيه قبل ان يلفظ اخر انفاسه ..

مات الساقط قبل ان يسقط علي الارض وحيدا ..


و ما هي الا لحظات حتي استضم جسده بالارض ..

و كان سقوطه مدويا ..




هبط السماوي ووضع قدمه علي الارض و بداء يركض ليصل بجانب جثة اخيه

و كانت عينه ما تزالان تملئهما الدموع و امسك به و حاول ضمه بين يديه و بداء بالبكاء و بشدة ..

بداء بالبكاء و حاول ان يطلب المساعدة ..



سماوي : اتوسل اليكم ..

اي احد .. أرجوكم اي احد..

أ.. أرجوكم أنقذوه .. انه اخي الوحيد .. أرجوكم ..!

يونو .. أرجوكي ساعديني ..



وصلت يونو و كانت تدرك جيدا مدى خطورة جراح الساقط ..

و كانت تدرك ان الامر بات بلا جدوى ..



يونو : ...



ألتزمت يونو الصمت و لم تستطع قول تلك الكلمات للسماوي ..

رآها السماوي و هي تلتزم الصمت و فهم ما كانت تقصده ..



جسد الساقط الان بلا روح و جسده بداء يتحول لرماد ..

و هو بين يدي اخيه ..




سماوي : أرجوك لا ..

لا ليس الان .. لدي الكثير كي أحدثك عنه ..


لدي الكثير كي أخبرك به ..

أريد ان اعتذر منك ..لا تمت الان ..


لا تمت و انت بين يداي .. أتوسل اليك ..




كانت إيريني ما تزال واقفة و بقربها رونن

و لا يمكنها تصديق ما رآته لتوها ..


إيريني : ليشرح لي أحدكم ما يجري الان ..

لم اعد افهم ما يجري هنا ..


رونن .. سيلين .. اكنتما تدركان حقيقة ما كان يحدث .. ؟!



التزمت سيلين الصمت بينما حاول رونن الحديث ..

و بدا عليه الغضب و هو يتحدث اليها ..



رونن : انظري جيدا حولكى و ستفهمين ما يجري ..

ما كنتي تعتقدينه قبل قليل ..

و ما كنتي تظنين انكي رأيتيه كان حقيقة .. !




السماوي كان لا يزال يبكي و يحاول انقاذ اخيه ..

الي ان هبط ذلك الشخص و كان يقف تماما بجانب السماوي و هو يبكي ..

رآه و هو يبكي ..




لم يشعر احد بأنه قد هبط الا عندما بداء بالحديث ..

كان ينظر للساقط عندما تحدث ..



" بالنسبة للبشر .. نحن نعيش لزمن طويل .. طويل جدا ..

عندما يموت احدنا و تنقطع الروح عن جسده يفقد جسده قدرته علي البقاء كما كان ..

و بدون روح يتحول الجسد لرماد .. ذالك هو الموت بالنسبة لنا .. !


أخربتك قبل ان تذهب الا تندم علي ذهابك لاحقا ..

و يبدوا انك نادم و بشدة الان

و يبدوا واضحا انك رآيت شيئا ما كان ينبغي لك ان تراه .. "



نظر السماوي له و كانت عيناه ممتلائتان بالدموع و قال ..



السماوي : اتوسل اليك .. انقذه ..

أرجوك .. ايها العجوز ..



الملك : لا تقلق ..

قد اكون وصلت متأخرا ..

لكن لم يفت الاوان بعد علي انقاذ اخيك .. !




.

.

.


يتبع


ياريت يكون الفصل نال عجابكم

و ياريت تعذروني علي اي اخطاء املائية




2018/09/03 · 649 مشاهدة · 1201 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024