11 - امنيات ساقط

رغم ما مر به الي الان ..

و رغم كثرة اصابته .. و تدهور حالته الا ان الابتسامة لم تفارق وجه الساقط ..


بينما كان الساقط يلفظ انفاسه الاخيرة كان نظره منصبا علي اخيه الذي كانت تمسكه سيلين ..

كان يتحدث بصوت خافت .. و بالكاد كان صوته يكاد ان يسمع ..


لا اعلم ان كنت ستراني و انا علي هذه الحال ام لا ..

ولا اعلم ان كنت ستصدق ما ستراه لاحقا ام لا ..


ولا ادري ان كنت ستقبل اعتذاري لك ام لا ..

لكن .. .. دعني اقولها لك مرة اخيرة .. أرجوك ..!


دعني اقولها لك مرة اخيرة ..

لانني لم اعد ادري ان كنت سأكون قادرا علي قولها لك مرة اخري ام لا ..


انا حقا .. انا ... انا حقا اسف ..

تماديت حقا في الامر .. كذبت عليك .. و لم اقل لك سوى الكذب ..

و فوق ذالك استمررت بالكذب عليك حتي اخر لحظة ..


بسببي جعلتك تعاني .. و جعلتك تتألم ..

قلت لك الكثير من الكلمات القاسية ..

و لكنني اقسم لك انني قلتها لك لصالحك ..


لم ارد ان اراك و انت تموت ... !

لم ارد ان تستمر حياتي بدونك .. !

لم ارد ان اتخلى عنك ..


انت اخي ..

حياتك جزء مني و حياتي جزء منك ..


بالكاد انا اعى ما يجري حولى الان ..

و بالكاد انا حى الي الان ..


جسدى بارد ..

و جراحي لا تتوقف عن النزيف .. دمي يسيل من جسدي ..

جسدي لم يعد يستجيب لى .. جسدي الان يرفض الحراك ..!

هذا ما يسمونه بالموت اذا ..


حاول الساقط تحريك يديه كما لو انه كان قد نسى انه قد فقدهما بالفعل ..

حرك يديه المقطوعتان نحو اخيه .. كما لو انه كان يتمنى شيئا ما ..



بالتفكير في الامر ...

ما كان يجبرني علي المضى قدما ..

ما كان يجبرني علي الاستمرار الي الان .. كانت ثلاثة امنيات ..

و الي الان لا زلت اتمنى ان تتحقق واحدة منها ..


كانت الاولى ان تعيش حياتك سعيدا و ان تجد شخصا يحبك و يهتم لامرك ..

شخص قد يضحي بحياته فقط ليرى ابتسامتك و يراك سعيدا ..

شخص قد تتمنى ان يتوقف الوقت و انت بجانبه ..


كانت امنيتي الثانية عندما سمعت صوت بكائك في قاعة المجلس ..

تمنيت ان تجد اشخاصا يحبونك و يهتمون لامرك

اشخاص تستمتع بقربهم و تضحك ما دمت معهم

اشخاص يمكنك مناداتهم بالاصدقاء ..



لا ادري حقا ..

لا ادري لما اتحدث عن هذا لامر الان .. لم يعد للامر معنى ..

و لكن رغم ان نهايتي تكاد ان تكون وشيكة ..

و رغم انني اعلم انني اكاد ان الفظ انفاسي الاخيرة ..


الا انني لازلت اتمني ان تتحقق الامنية الاخيرة ..

لازلت اتمنى ان تتحقق رغم انني اكثر شخص يعلم انها تكاد ان تكون مستحيلة ..


فمهما فعلت لن ترى عيناي النور من جديد ..

تلك الاخيرة مهما فعلت لن تتحقق .. ؟!

مهما فعلت لن تستطيع عيناي ابدا الرؤية من جديد ..!


بعد ان قطعت إيريني يد الساقط و جزء من عنقه .

كانت لا تزال محلقة بقربه و هي تراه يسقط و يلفظ اخر انفاسه لكنها رآته ..


رآت إيريني شيئا ما كان ينبغي لها ان تراه ..

رآت إيريني عينى الساقط عندما كان ينظر نحو اخيه ..


كانت عينيه حمراوتان بلون الدماء تماما ..

و كان يبدوا عليه انه كان يتألم بسببهما ..

بدأت عيناه تدمعان دما ..


كما لو انه اراد ان يقول شيئا ما لكنه لم يستطع ان يقوله لاخيه ..

بدأت عيناه تغلقان شيئا فشيئا ..


تلك كانت اخر لحظاته كـ"ساقط" ..

كانت تلك اخر لحظاته و بينما كان يسقط و عيناه تغلقان شيئا فشيئا كان اخوه

يستعيد وعيه كان اول شئ كان يحاول السماوي النظر اليه عندما استعاد ويعه


لم تكن سيلين التي كانت بجانبه .. و لم يكن رفاقه الذين اتوا معه ..

بل كان اول شئ اراد رؤيته عندما بداء يستعيد وعيه

و كانت اول كلمة قالها عندما استعاد وعيه هي ..


سماوي : أخي ..!



.

.

.


يتبع


ياريت الفصل يكون نال اعجابكم

و ياريت تعذروني علي اي اخطاء املائية







2018/09/01 · 597 مشاهدة · 657 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024