" راينهارت لماذا فعلت هذا ؟ هل تجد الامر مضحكا بأرسالي لقتال تافه ؟ ان كنت تريد القضاء على تلك العجزة قم بتدميرهم دفعة واحد , دمر مدينة هيبربوري او حطم عالم اسغارد بأكمله و ابد كل هذه المخلوقات ؟"

ليكمل " لست مهتم بألعابك راينهارت "

بنظرة تحدث راينهارت " لا داعي للغضب مع انك لا تغضب , انها مجرد مزحة ربما ستستعيد نفسك و تصبح افضل "

" استعيد نفسي ؟ " ليعطي بعدها ضحكة طويلة تسخر من الكلام

" هاهههههههه"

" حتى في الوقت الجدي تقوم بالقات نكت سخيفة , راينهارت هل أصبت بالملل لتصبح شخص يسخر مني ؟ "

" اتحدث بجدية كاغو ,انت تعاني بكل تأكيد , انت مريض ببساطة لذلك حاولت علاجك "

" و ماذا ؟ هل تمتلك دواء لمشكلتي , للأسف لا . انا رجل مرض .. انا انسان خبيث لست امتلك شيء يجذب , على الرغم من اني لا افهم من مرضي شيء على الاطلاق و لا اعرف على وجه الدقة اين وجعي الحقيقي , انا لا اداوي نفسي ولا داويت نفسي في يوم من الأيام , رغم اني احترم الطب و الأطباء و انا منهم . الا اني من جهة أخرى اومن بالخرافات الى اقصى حد , او قل باني اؤمن بها لحد احترامي للطب , مع اني امتلك من الثقافة و المعرفة ما يكفي لان لا أكون من المؤمنين بالخرفات و لكني اومن بها مع ذلك . "

ليتحدث راينهارت " لن اتحدث حديث الواعظ الناصح , فلا شيء اسخف من النصح و الوعظ في لحظة كالحظة التي اعيشها الان , في النهاية انا اكره أولئك الثرثارين المغرورين الراضين عن انفسهم حين يطلقون نصائحهم و مواعظهم و عباراتهن المأثرة ."

" و لقول الحقيقة حتى و ان قدمت نصائح لك فلا معنى لها لأنك شخص بقلب راسخ خالد لا يتزعزع . حتى لو انهارت السماوات و دمرت العوالم التسع و انقضى الوجود لازلت ستسمر بالتخطيط , الا اني اريد ان احكي قصة قديمة كلما فكرت فيها أتذكر نفسي , الامر هو اني انا أيضا اريد ان افضفض عن نفسي قليلا من اما صديق يشاركني نفس نظرتي لهاذا العالم البائس "

ليكمل " في الماضي كانت تلك قد اعطتني عزيمة و مقاومة .

في ماضي بعيد عجلة عربةٍ قد مرّت على النبتة مرارًا، ثم انتصبت ثانيةً ولذلك كانت مائلة، ولكن منتصبة رغم ذلك. كأنّما اقتُلعت قطعةٌ من جسدها، وانتُزعت أحشاؤها، وقُطعت يدها، وفُقئت عينها، لكنها ظلت واقفةً ولم تستسلم للإنسان الذي يُبيد كلَّ إخوتها من حوله ا "

" قلت في نفسي: يا لها من قدرة! لقد انتصر الإنسان على كل شيء وأباد ملايين النباتات، فيما هذه النبتة لا تزال صامدة ولم تستسلم "

" راينهارت , لا داعي لمثل هذه الكلمات , لست صغير لكل لا اميز بين كلمات الحقيقية و تشجيع , مع ان كلماتك حقيقية و تحمل معنى و لكن بالنسبة لها فهي لتحفيزي لكي استعيد نفسي , مثير و لكن للأسف لست مثلك "

" تمتلك قلب قديس , قلب شيطان , قلب بشري , فلب ملكي انت تمتلك قلب كيان حي بالكامل , فلب لا يقهر ."

ليكمل

"انظر الى جيدا , فقدت كل قلبي , لم استطع ان اصبح أي شيء , لم استطع ان اصبح حتى شرير ولا طيبا , لا خبيث و لا نقسي , لا دنيئا و لا شريفا , لا بطلا ولا حشرة , انا الان و في هذا الركن الصغير من العالم اعاني , محاولا ان اواسي نفسي بعزاء لا طائل فيه , قائلا ان الرجل الذكي لا يفلح قط في ان يصبح شيئا و ان الغبي وحده يصل الى ذلك "

مرة أخرى تحدث راينهارت " ربما نعم فقدت كل قلبك و ربما لا , انت فقط تمتلك قلب اخر , قلب حيث كل شيء لا قيمة له . انا لا اعلم حقا بما تشعر في النهاية انا لم اعاني مثلك .لذلك لن افهمه بكل تأكيد "

" مع ذلك هذا الشعور ليس أسوأ من ان تكون شخص جاهل بالحياة , لا تعرف ما هي , ما صفاتها , لتطرح تساؤلات في حين عندما يجد الاحياء إجابة جزئية لهذه الأسئلة الغامضة تقع في مشكلة اخرى "

"سيصبح الناس مجانين , فاقدين عقولهم اكثر ليتم تعقيد الامر اكثر ’ بدلا من ان تكون مشكلة تتطور لتصبح إشكالية ماذا يعني ذلك ، يا ترى؟ لماذا؟ مستحيل! لا يمكن أن تكون الحياة بمثل هذا الغباء والحقارة. وإذا كانت كذلك فلم كان لا بُدَّ من الموت مع الألم؟ هناك شيء على غير ما يرام. لعلي لم أعش كما ينبغي لي أن يعيش؟ ذلك غير ممكن، بما إني فعلتُ دائماً ما ينبغي فعله .”

ليرد كاغو " يسأل الناس ، "لماذا تحارب؟ لماذا تقتل؟ لماذا تدمر؟" سوف يموتون مع هذه الأسئلة دون إجابة. هذا هي نعمة الإنسانية. "

" للأسف انا لست هكذا , انا اعلم بحقيقة هذا العالم , حقيقة الوجود و اسرار هذا العالم على الرغم من كل هذه ما زلت افشل في اكمال املي الوحيد "

ليكمل " ان كتابة رواية من الروايات لا بد لها من بطل , اما انا فقد جمعت كأنما عن عمد , جميع الصفات التي يتصف بها نقيض البطل . ان هذا كله سيحدث في النفس اثرا كريها لأننا جميعا قد فقدنا عادة الحياة الواقعية ,تجاخ الحياة الحية بما يشبه ان يكون اشمئزازا , ذلك هو السبب في اننا لا نحب ان يذكرنا بها احد , قد وصلنا في هذا الطريق الى حد حيث صرنا نعد الحياة الواقعية محنة اليمة او جهدا شاقا , نحن جميعا متفقون على ان افضل لنا ان نقرأ هذه الحياة في كتاب . علاما هذه الاضطرابات التي نتخبط فيها , علاما هذه الاندفاعات الجنونية التي نستسلم لها ؟ ما الذي نطلبه ؟ اننا نحن نفسها نجهل ذلك "

" لقول الحقيقة ان كان هناك بطل يستطيع هزيمتي فأقوم بالبحث عنه , تربيته و تطويره مع ذلك طوال حياتي لم اجد مثل هذا البطل , حتى من يتم دعوتهم بالقديسين او الظلاميين هم مجرد حثالة "

" الامر يا اوتسوريغن هو انهم مستمسكين بالأمل مثلنا , انه السبيل الوحيد لتحقيق أهدافنا , مع ان مفاهيمنا مختلفة , الا ان طريقنا متوازي , جميعنا لدينا امل الذي يدفعنا لتحقيق هدفنا الأخير "

ليكمل " مع ان الامل و التفاؤل هو امر مضحك ببيننا لنقوله , ربما الصغار يستطيعون ان يقولوه و لكن نحن قد وصلنا لذروة الاعمار الا اننا مازلنا نعتقد بوجوده مشتبكين به "

ليختم راينهارت كلامه " جميعنا نتجاهل الوقت منتظرين تغير المصير , تلك لحظة عزف دون تأخير . عزف الاوتار حيث المصير سوف يضرب عازف الاوتار ."

" .... قدر الدم قرر , عدد لا يحصى من الكائنات ستعاني من الموت البائس , الدماء ستجري مثل الأنهار , تمتزج مع المحيطات ليغرق العالم في دمار ابدي و نهائي , في ذلك الوقت ستخرج كل الكيانات التي خلفها هذا العالم , بأهدافها المختلفة لن ترضى بأي قيد اخر لتدمر كل ما يعترض طريقها "

2019/08/04 · 768 مشاهدة · 1095 كلمة
otakusensei
نادي الروايات - 2024