4 - لسبب لا أعرفه لم أسمع صوت الأبتلاع بعدها.....

لم أكن قادراً علي التنفس .....




لقد كنت أختنق , لا هو لم يكن شعوراً قد يراودك بل لقد كنت أختنق حقاً .....


لسبب لا أعرفه أنا أغرق .......


حسناً ما الذي يحدث هنا ؟! ..... لسبب لا أعرفه أنا الأن مستلقي علي ظهري في وسط مائي لا أعرف تحديداً أين أو متي لكني وجدت نفسي أختنق في هذا المكان ....


ليس أني لا أعرف كيفية العوم لكي أخرج من هذا الموقف بل إن المياه قد كانت ثقيلة جداً و سميكة لدرجة جعلتني أعتقد أني أغرق في رمال متحركة لا مياه بالطبع ليس لدي وقت لكي أتساءل كيف و متي جئت إلي هنا , بالطبع ليس لدي وقت لكي أتساءل عن كنه هذه المياه الثقيلة التي تشل حركتي, جل ما أريده الأن هو أن أنجو ....


لقد شعرت بالدماء تختنق في رأسي و شعرت بأوردتي التي تلتف حول جمجتي الخاوية من كل شئ إلا فكرة النجاة تزدحم بالدماء ...


علي ما يبدو أن حمولة أوردتي ليست دماءاً و حسب بل أيضاً مادة غريبة أفرزها مخي أخذت تندفع بين الكريات الحمراء و البيضاء لكي تصل إلي كل نسيج في جسدي .....


لقد شعرت بنبضات المتزايدة....


شعرت بعضلاتي و هي تتقلص و شعرت بأن في هذه اللحظة قد بلغ جسدي أقصي ما يمكن بلوغه من قوة.....


لقد شعرت بحواسي كلها و هي تتحسن لتبلغ درجة خيفة من الجودة , لقد كنت أسمع في هذا المائي صوتي الذي يتردد في المياه الناتج عن محاولاتي الفاشلة في إجتذاب الهواء الخيالي الذي يعتقد عقلي بتواجده في هذا الوسط , لربما لو كنت سمكة أو برمائياً لأستطعت إجتذاب هذا الأكسجين المتعايش مع جزيئات ال الماائية لكن للأسف أنا مجرد بشري h2o


جاااه... جااه ...اجججج , كلمات غير مفهومة كنت أتفوه بها لتقع في سمعي كأنها محاولات مثيرة للشفقة لمحكوم عليه بالأعدام علي حبل المشنقة ....


لقد كنت أصارع .....


أنا أصارع ....


هذه الضوضاء في الخلفية ....


هذه الأصوات ليست لي , هناك أخرون .....


النجدة .....


لقد كانت عيناي كما لو لهما القدرة علي الرؤية في الظلام ....


بعيداً ...بعيداً فوق سطح المياه هناك ظلال أشخاص واقفة هناك....

تتحدث مع بعضها البعض ....

تبتسم....


النجدة!!


أنا هنا بالأسفل ....


أحرك يداي الاثنتين محاولاً الجذب لأعلي و كأن حركاتي البسيطة ستستطيع جذب هؤلاء الأشخاص ليخروجوني من هنا ....


لا تذهبوا رجاءاً ...


لا أستطيع التنفس ... لفد كان الشعور بالأختناق قوياً جداً ....


شعور بالوحدة ....


بالخوف....


لا أريد أن أموت ...


فجأة بدأ العالم يظلم من حولي و أخذت البرودةتتسرب من صدري و تنتشر إلي أرجاء جسدي , لقد كان قلبي ينبض بسرعة جنونية , و ذلك الشعور الذي يشبه و كأنك قفصك الصدري فارغ بدأ يتحول ليشمل معدتي كلها , أنا أعرف أن وسط هذه المياه بدأت أتسبب عرقاً , بدأت خلاياي بالصراخ , ذلك الشعور و كأن أطرافك علي وشك الأنفجار بدأ يغمرني , و محاولاتي الفاشلة تتزايد و أن أحرك أطرافي كالألبه لكن بلا فائدة , كلها ثوان معدودة و علي الرغم من ذلك لم يكن عقلي راضياً بقبول هذه الحقيقة ....


لقد بدأ العالم بالتلاشي رويداً رويداً ....


اشعر بالبرد


أشعر بالخوف


لا أريد أن أموت ...


أشعر بالوحدة ....


هااا كح كح كح كح هااا كح كح كح


لقد سعلت و أخذت اسحب الهواء إلي رئتي و كأنني ساستنذف هواء العالم بآسره, لقد بات جسدي خفيفاً لا أشعر بشئ يعيقني و لذلك أخذت في السعال و استعارة الهواء بدون ارجاعه , لم أكن أعلم ما حدث لكني كنت أشعر بالخوف والبرد لكن من ضمن هذه المشاعر كنت أشعر بالأرتياح , نظرت لأجد نفسي قد خرجت بالفعل من الماء و لكي أكون واضحاً لقد كنت الأن أجلس في بركة مائية لا يصل ارتفاعها إلي ركبة الرجل البالغ و هو واقف ....


لقد كنت أغرق في هذه البركة....



يجب علي أن أهدأ و انظم أفكاري فهناك أسئلة علي البحث عن إجابتها ...


أولاً أين أنا ؟! .... اخر ما أتذكره هو أني بعدما انتهيت من التنظيف قفزت علي السرير خالداً إلي النوم لكن كيف أنتهي بي الأمر في هذا المكان ؟! نظرت يمنة و يسرة و انا ارتعش من البرد , عدا عن البقعة التي أنا فيها كل شئ مظلم ...ظلام تام لا تري فيه شئ .....


أنا في حلم ....


نعم أنا في حلم ....


لهذا يجب أن اهدأ , بجب ألا أهلع فالهلع لن يفيدني شيئاً ...

نعم هذا حلم , حلم طبيعي تلاعب بي فيه عقلي الباطن بعدما استخدم مؤثرات اليوم التي قابلتها لتكوين هذا العالم , هذا العالم الذي كنت أغرق فيه طالباً المساعدة من أشباح لم أتبين لها من ملامح ...


و الدليل علي أنه حلم هو ذلك الشعور بأن احدهم يجذبني من الماء و أنا أغرق لأجد نفسي جالساً هنا مع أن لا أحد بالجوار , لقد كنت خائفاً ضاماً ركبتاي إلي صدري و أرتعد...


من البرد ...


و من الخوف....


يجب أن اهدأ...


شهيق تلاه زفير


شهيق تلاه زفير يجب



يجب أن أخرج من هنا


لذلك نهضت و أنا أشعر بالضعف الشديد في عضلاتي , يبدو أن هذا الحلم واقعي جداً حيث طُبق فيه قوانين الكيمياء الحيوية بحذافيرها , إنطلاق الأدرينالين من المخ إثر الخوف وثم شعور الضعف الذي يجتاح الجسد بعد زوال المفعول , لا زال قلبي ينبض بسرعة مسابقاً الزمن , أخذت أسير إلي الأمام لا أعرف إلي أين أذهب و لا أعرف أين أنا , لقد كانت المياه خفيفة كاي مياه عادية لا مثل الشعور السابق بالثقل الذي واجهته....


****


لا أعرف كم سرت أو منذ متي بدأت السير ربما منذ ساعة أو اثنتين ربما منذ سنة أو ربما هي خمس دقائق , لقد ظللت سائراً لا أتعب و لا أجوع لفد كان جسدي يسير بمفرده في وسط هذا الظلام التي لا تري منه شئ , لقد فقدت الإحساس بالوقت و بكل شئ , لقد احتل الظلام عالمي بالكامل لكن مهلاً ....


هناك أصوات ....


الأصوات ضعيفة و خافتة و لكني أسمعها جيداً ....


أنها أصوات بشر ....


لقد شعرت بالسعادة ....


و شعرت بالفراغ الذي تملك جسدي و هو يختفي...


أجري ..


و أجري ...


أنا هنا , مرحباً



مرحباً


أنا هنا


أرجوكم...


لقد كانت الأصوات تقترب شيئاً فشياً لكني لا أري شيئاً


ظلام


ظلام


الأصوات غير المفهومة



إنها أصوات بشر سمعتها من قبل بينما كنت في الماء , لا زالت غير مفهومة كما هي من قبل لكن لا أري مصدرها


اندااااااانداااساااااد اندااااااانداااساااااد


لا أفهم ما يقولون لكنها أصوات بشر ..


النجدة ....


أجري و أجري إلي أن اصطدمت بشيئاً ما لأقع بعدها أرضاً مصدراً صوت أنين , لقداصطدمت بشئ ما لأقع علي الأرض و يصطدم وجهي بها , منذ فترة هذه هي المرة الأولي التي أششعر بها بالألم هنا , منذ فترة هذه هي المرة الأولي التي أشعر فيها بشئ غيري هنا , جماد كان أو كائن حي .....


لقد نهضت و أنا أمد ذراعي أتحسس الشئ الذي اصطدمت به ....


لقد كان هناك ضوء خافت لا اعلم مصدره للمرة الأولي ....


لقد رأيت من خلاله الشئ الذي اصطدمت به ....


أول شئ أجده في هذا العالم منذ أن وجدت نفسي فيه ...


علي اثر الضوء الخافت الأيض الذي يشبه القمر , رأيت جسداً بشرياً واقفاً أمامي , حسناً لقد أجفلني الأمر و رجعت للوراء خطوتان , بشر اخرون غيري هنا اخيراً , أخيراً أنا لست بمفردي ...


لكن هناك شئ غير صائب ...


لقد كانت بشرته شاحبة و قد كان ملمس جسده بارداً , أقتربت مجدداً لأمعن النظر لا أعرف أهو بسبب أن الضوء ضعيف لكني رأيتي عينيه أمامي سوداوتان , لا أعرف أهذه العيون هي سوداء من أي شئ لكن حدسي ينبئني أن الرجل الماثل أمامي الأشبه للأموات لا يمتلك مقلتين ....


في الفضاء المظلم التي تضيئه أشعة حريرية بيضاء اللون شبيهة بالقمر , كان يقف أمامي جسد هو قريب للأمواتب بلا عيون له و من حنجرته كان يصدر صوت كنت أتمني ألا يكون صادراً منه


اندااااااانداااساااااد اندااااااانداااساااااد


لقد كان صوته قوياً واضحاً و لم يكن منه فحسب بل شعرت أن الصوت متردد في هذا الفراغ بآسره لذا نظرت حولي و رأيتي أجساد أخري رجالاً و نساءاً و بالطبع لا يتطلب الأمر فيلسوفاً ليخبرك أن حالهم شبييه لمن يقف أمامي....


لقد زاد معدل نبضي...


لقد لاحظت أن منذ فترة ليست بالبعيدة لم تقم أعضائي الداخلية بأي عمل لها غير زيادة معدل النبضات القلبية لدي لا أعرف أهي تأمل قتلي بنوبة قلبية ؟! أيدرك قلبي أني إذ مت سموت هو ؟!


بدأت حبيبات العرق بالأحتشاد علي جبيني و قد أبتل ظهري بالكامل عرقاً , لقد كان تنفسي صعباً ...


لقد حاولت الإنصات للصوت الذي أسمعه عسي أن أتبين ما هو ....


اندااااااانداااساااااد


اندااااااانداااساااااد


النجد........سا.....


النجدة......ساعدني....


لقد كان يطلب النجدة...


لا أعرف ماذا يجب أن أفعل ؟! لا أعرف ما الذي سيفعله أي شخص سليم العقل إن كان محلي ؟! لكني أخذت أتأمل ملامح الجسد محاولاً تكذيب أذناي و لكن الواقع يرفض محاولاتي الباهتة ....


أنظر إلي وجه الجسد و عيناه السوداء الفارغة....


فجأة رأيت مقلتين بيضاوتين صغيرتين بهما حدقة سوداء كبيرة في داخل تجويف العين لتختفي سريعاً كما ذهبت و تبدأ الديدان بالخروج من عيناه ....


حسناً


القشة الأخيرة قد كُسرت....


أجري


أصرخ


أبكي


اصطدم بما يحيط بك


و الصوت يزداد


أنا أريد الخروج من هنا


لقد كان الصوت يزداد قوة و كأني أسير إلي مصدره مباشرة مصحوباً بصوت أخر


لقد كان هذا الصوت يشبه صوت المضغ


نعم يشبه صوت المضغ عندما تأكل شيئاً قرمشاً ثم يليه صوت الأبتلاع , صوت الطعام الممضوغ و هو يتحرك نحو المعدة بمساعدة الحركة الدودية للمرئ....


أنا أجري و أجري إلا أن وقعت , لقد كان جرفاً أخذت بالوقوع منه , لقد شعرت بدمائي كلها و هي تتجه إلي رأسي معلنة تطبيق قانون القصور الذاتي لتسقط مرة أخري معي متبعة حركة جسدي الرئيسية .....


لقد شعرت بجسدي و هو يُجرح من الصخور التي أسقط عليها


شعرت بشعور حارق في جبهتي معلناً اصطدام هذا المكان بالأرض و نزيف الدماء منه



لقد شعرت بالدوار


و كذلك صوت المضغ و هو قد بات واضحاً


واضحاً للدرجة الذي تجعله بقربي


رفعت رأسي بصعوبة بالغة لأنظر ....

رفعت رأسي لأري .....


رفعت رأسي لأعلم ....


مضغ مضغ ثم ابتلاع...


لقد رأيت خيالاً أسوداً كبيراً يشبه القرد....


لقد رأيت الأجساد الشاحبة التي كانت تصرخ


التي كانت تبكي من عيون قد اختفت


رأيت الخيال و هو يمد يده نحو جسد طفل صغير


رأيته يقربه من فمه بين صوت همهمات غير مفهومة يصدر من الطفل


لقد رأيت الديدان و هي تخرج من جسد الطفل


من عينيه


رأسه


أذنه


فمه


ثم رأيت الخيال و هو يلقيه إلي فمه


مضغ

مضغ

ابتلاع


صراااااااااااااااااخ


*******


أريد أن أصرخ


أريد أن أبكي لكن هيهات


بلا جدوي


دون أن أدرك الأمر وجدت نفسي واقفاً علي قدماي


أردت أن أتحرك لكن أطرافي قد خانتني


لم أكن قادراً علي شئ


لقد كان قلبي ينبض و ينبض


لقد شعرت بأشياء تتحرك علي قدمي وصولا إلي رأسي , لقد كان شعوري بها و هي تتحرك من موقع لأخر , تشغل هذه الأشياء ثمانية مناطق أثناء حركتها


لقد جاءتني هذه الأشياء من اليمين و اليسار


لقد كان قلبي ينبض بشدة


من اليمين و اليسار أخذت الأشياء بالأقتراب


و قد كان قلبي ينبض بشدة


لقد كانت عناكب , عنكبوت من كل ناحية , تقدمت العناكب و أنا أشعر بها تسير علي كتفي و صولاً إلي رقبتي محدثة ذلك الشعور الذي يدعوك إلي الضحك و لكنه ليس و قت الضحك


لقد كان قلبي علي وشك الأنفجار


اقتربت العناكب من رأسي


ونظر الخيال شبيه القرد نحونا


قلبي علي وشك الأنفجار


و العناكب تقترب من وجهي, تقترب من عيناي


و الخيال قد بدأ بالتحرك تجاهنا


هو قادم


و العناكب قد مدت أنيابها لتحيط بينهما مقلتاي و من ثم قامت بجذبهما


لقد شعرت بالألم


لقد أردت أن أصرخ لكن صوتي لم يخرج


لقد عدت إلي الظلام مجدداً


أنا خائف


شعرت بالعناكب تقفز من علي وجهي بعيداً و من مقلتاي شعرت بأشياء تخرج منهما , رغم علمي ما كنه هذه الأشياء إلا أني لا أريد التصديق أنها ما أظن حقاً, إلا أني أعلم أنها ديدان لكني لا أريد أن أؤمن بذلك


لقد كان قلبي مجنوناً



لقد كان يصرخ


و أنا أصرخ


لأتمكن أخيراً من بعض الكلمات المبهمة أن أجعلها تغادر حلقي


اندااااااانداااساااااد


اندااااااانداااساااااد


صوت قلبي


و صوت خطوات المخلوق يزداد


قلبي تزداد نبضاته و معه تنفسي


صدري يعلو و يهبط


و صوت الخطوات يقترب


و يقترب


إلا أن شعرت بيد تحيط بي


إن كان لقلبي عقل فقد فقده بالفعل و هو يصرخ و يخبرني أن أهرب لكني أصرخ و أجيبه لا أقدر


لا أقدر علي الحراك


لا أقدر علي التفوه بشئ


اندااااااانداااساااااد


لقد رفعني بيده و شعرت بنفسي و أنا اقترب من فمه


لقد كنت أبكي ديداناً


بل لقد كان جسدي يتحلل


لقد شعرت بوجنتاي و هما تنكمشان , شعرت بحلقي يجف , و معدتي تتتقلص حرفياً , شعرت بألم كأن مئات الإبر تهاجم أسفل قدمي


لقد كان قلبي يصرخ


و الخيال كان قد ألقاني بالفعل في فمه


مضغ


شعرت بشئ يقوم بالضغط علي ظهري و بطني , شعرت بتلك القوة و هي تزداد إلا أن فقدت الاحساس بنصفي السفلي ...


لقد كان قلبي ينبض


مضغ


ثم شعرت بقوة تضغط علي جمجمتي


لسب لا أعرفه لم اعد اسمع صوت قلبي ينبض بجنون


لسبب لا أعرفه لم أسمع صوت الأبتلاع بعدها....


*********


(يتبع)



__________________


و أخيراً LOL

2017/07/09 · 348 مشاهدة · 2089 كلمة
someone_else
نادي الروايات - 2024