(( بعد عدة دقائق ))

كان رقم ثمانية يجلس فوق الشجرة التي يجلس اسفلها هاري وجودي ، وكان مغمضا عينيه ولكنه في نفس الوقت كان يراقب الثلاثة الذين يتسللون الى القاعدة

فكانت نارين قد استخدمت سحر الارض لتنشئ انفاقا بعد الوصول الى سفح الجبل ، وفعلا استطاعت الدخول الى قلب القاعدة

واما اليكسندر فصعد الى القمة بعد تجاوز العقبات ، وكان يهدف الى الآلة الموجودة في القمة ، وبعد الوصول الى راجمة القنابل المدفونة تحت طبقة من الصخور ، قام بتحويل جسده الى ظلال وتسلل في الفجوات القليلة الموجودة بين الصخور و وصولا الى الراجمة ثم الى آلية اعادة التلقيم ، ومن ثم الى الممرات اسفل الراجمة

وهكذا دخل الى القاعدة من مكان لا احد سيتوقعه

وبالنسبة الى كلوي فصنعت نسخة منها و هذه النسخة تحولت الى ظل ، وتسللت الى القاعدة عبر المدخل وذلك بعد الزحف على الجدران وصولا الى الزقف ودخولا الى الممر الذي يؤدي الى قلب الجبل

وبعد تاكيد قدرة النسخة على العبور اعادت محاكاة ما فعلته نسختها ودخلت القاعدة بنجاح

وفي غرفة العمليات للقاعدة ، كان هنالك رجل اسود بعروق خضراء وقلب اخضر متوهج ، ولكن توهجه لا يظهر خارج جسده

وكان هذا الاستدعاء الاخضر الذي يعد القائد الرسمي للقاعدة يراقب شاشة كبيرة تعرض المتسللين الثلاثة

اذ ان قدرته على اكتشافهم ليس امرا غريب ، فحتى زيوس نفسه الذي يعد افضل سفاح ومغتال في القارة واللذي يملك افضل تقارب لهذا الامر لربما سيتم اكتشافه ان حاول التسلل

وذلك يعود للتقنيات التي استخدمها الياس في مراقبة جميع اجزاء القاعدة ورصد جميع التغيرات التي تطرا على المكان والتي يتم تحليلها بواسطة الذكاء الاصطناعي المزروع في غرفة العمليات الخاصة داخل الجبل

ونظرا لان تقنيات الياس لا تستخدم السحر بل العلم والقوى الرونية الغامضة فلن تعمل اي حيل تخفي تعتمد على السحر ضد هذا النوع من النظام

راقب الاستدعاء الاخضر القائد موقع الثلاثة وعندما اكد انهم جميعا اصبحوا في قلب القاعدة ارسل امرا لجميع القوات عبر اتصالهم الذهني المشترك ، وامرهم بمحاصرة القاعدة وتجهيز ثلاثة كمائن

واحد امام المدخل الرئيسي لقلب الجبل ، والاخر عند القمة ، والثالث عند النفق الذي حفرته نارين

وحسب تحليلات القائد كانت هذه افضل طريقة لحشد اكبر قوة لصد الغزاة

وبعد مرور بعض الوقت حصلت كلوي على صخرة ذو لون ارجواني وهي الغرض الذي كلفت بسرقته ، وكما ان اليكسندر قد حصل على صخرة مماثلة ولكنها دائرية الشكل نوعا ما خلافا للصخرة الاخرى مع كلوي و التي تميل الى شكل المستطيل

واما نارين التي كلفت باغتيال القائد كانت تواجه مشكلة في العثور عليه

وفي هذه الاثناء كانت نارين تمشي في الممر ، ثم رصدت حركة امامها فتراجع الى الممر الاخر ، وفي اللحظة التالية رصدت حركة اخرى في الممر خلفها وادركت انها محاصرة

فدفنت نفسها تحت الارض مباشرة باستخدام سحر الارض

وبعد لحظات ظهر استدعاءان اسودان ضخمان ، وعبروا بجانب بعضهم

فكرت نارين بعد اخراج رأسها فقط و اثناء النظر الى ظهرهما "" لماذا هذه المخلوقات تمشي بانتظام لا تشوبه شائبة ، كل شيء غريب حيالها هم لا يتحدثون ولا يلتفتون ، من اين حصل الاسطورة على هذه الكائنات ""

لم تستمر طويلا في قطار افكارها وغادرت لاكمال بحثها مباشرة بعد مغادرة الكائنين ، وطوال الوقت اثناء سيرها في الممرات كانت تنشر سحر الارض على اقدامها لتبقى على علم بجميع الهزات مهما كانت صغيرة ، وهكذا كانت تراقب حركات اي حارس يقترب منها

والشي الذي لم تكن على علم به ، هو ان المسارات التي يمشي بخا الحراس قد تم حسابها وتحديدها من قبل الاستدعاء الاخضر القائد وذلك لتحقيق غرض معين وهو ابعادها عن غرفة القيادة باستمرار كلما اقتربت منها

وخلال هذا الوقت كان الاستدعاء الاخضر يراقبها بصمت ويحاول تحليل تحركاتها ليستنتج هدفها ، ولكنه لم يتوصل الى اهدافها حتى الان

فقرر اعطاء اوامر جديدة وهذا بعد رؤية ان كلوي و اليكسندر اوشكا على الخروج

لذلك امر جميع الحراس داخل القاعدة بالتجمع حول نارين ، وامرهم بعدم الاقتراب منها لانه ادرك قدرتها على استشعارهم وبل انه قام بتحديد نطاق الاستشعار خاصتها بعد حفظ ردود افعالها كلما رصدت احد الحراس

واعطى جميع القوات امرا بالاستعداد وكان ينتظر الوقت المناسب لينسق بين الهجوم الذي سيتم شنه في المناطق الثلاثة

بعد حوالي نصف دقيقة

في القمة خرج اليكسندر وما ان عاد شكله من ظل الى بشري بثياب سوداء تغطيه بالكامل ويحمل سيفين منحنيان على ظهره ، حتى ظهر مجال كهربائي قام بصعقه وظهر عدد ضخم من الاستدعاءات السوداء والعادية وبدأوا باطلاق النار باتجاهه

وعلى الرغم من انه صعق بالكهرباء الا انه كان قادرا على ترك سراب في موقعه والظهور على بعد عشرين مترا ، ثم قفز في الهواء وبدأ بالسقوط من قمة الجبل

ونظرا لوجود قوات اخرى اسفله تنتظر هبوطه لم تقم القوات التي كانت على القمة باطلاق النار ، بل اخرجوا سيوفا وقفزوا خلفه

وما ان اقترب اليكسندر من الطريق الواقع في وسط الجبل ، حتى قام بالتحول الى ظل كالافعى و بدأ بالزحف بسرعة كبيرة بين الجنود

وفي اللحظة التالية ظهر استدعاءان كانا اسرع من بقية الاستدعاءات العادية باضعاف مضاعفة، وهاجم احدهما الظل المتحرك بدقة

فاضطر اليكسندر للخروج وصد هجمة السيف الموجهة له

و عندما تلاقا السيفان ادرك اليكسندر بان قوة الشخص الذي امامه مشابهة لقوته وسرعته

فقام باستخدام سحر الظلام وزادت سرعته وفي نفس الوقت اندفع وهاجم الرجل الاسود ذو العروق الخضراء امامه

فتم صد هجومه وقام الاستدعاء الاخضر الثاني بطعنه من الجانب ، ولكن ما تم طعنه لم يكن سوى سراب آخر تركه وراءه واما ذاته الحقيقية فكانت خلف الاستدعاء الذي هاجمه في البداية

وكان اليكسندر يستخدم السحر ليجعل نفسه غير مرئي وقدرته على فعل هذه التقنية الصعبة لسحر الظلام تشير الى موهبته وخبرته

اذ ان سحر الظلام ليس متخصصا في الاختفاء وانما هذه تقنية يمتاز بها سحر الضوء

ولكن ان كان قادرا على توجيه السحر ليمتص انعكاس الضوء الذي يصطدم به ويرتد عنه فسيكون قادرا على اخفاء ظهوره امام الاعين التي تعتمد بشكل اساسي على الضوء وانعكاساته لرؤية الاشياء

ولسوء حظه فالكائنات التي امامه لا تملك الاعين المعتادة لمعظم الكائنات ، بل هي تدرك محيطها باستخدام طاقتها التي ترصد التغيرات المحيطة وتحللها

لذا فان استطاع اليكسندر التحايل على انعكاسات الضوء التي تقوم الكائنات المستدعاة برصدها وتفسيرها ، فلن يكون قادرا على التحايل على حركة الهواء او موجات الصوت الناتجة عنه

قطع اليكسندر رأس الاستدعاء امامه وصد الهجوم المرتد من الاستدعاء الاخر ، وفي نفس الوقت لعن عند ظهور استدعاءين آخرين اسودين خلفه و يتخذان شكل يشبه المرأة

وما جعله يلعن هو سرعتهما والوقت الذي ظهرا فيه و توقيت هجومهما

فتحول الى سراب اخر وقرر الهرب لان مخزون المانا داخل جسده قد استهلك نصفه بالفعل ، ولن يكون قادرا على القتال لفترة طويلة

وبعد استخدام السحر لتعزيز سرعته وتجنب الهجمات القاتلة التي توجه له عند محاصرته باستخدام السراب الاسود

كان قادرا على الابتعاد من المنطقة وفك الحصار تدريجيا ولكنه تعثر من صدمته عندما ادرك بان الاستدعاء الذي قطع راسه سابقة يطارده دون اي راس ، وبل ان الرأس يتم تجديده بسرعة مرئية بالعين

وخلال لحظات لا تتعدى بضع ثواني كان راس الاستدعاء قد عاد كما كان

وبعد رؤية هذا المشهد لم يضيع اي وقت في الهجوم وترك كل تركيزه على الهرب

2023/03/31 · 101 مشاهدة · 1117 كلمة
Ibrahim.Da
نادي الروايات - 2024