بينما كان الياس يجلس على احدى الصخور ،كان جورج ورينا والخياطة وعائلتها يجلوس على العشب ، وكانت الخياطة وبناتها الثلاثة يبكون على فقدان منزلهم وممتلكاتهم وقريتهم ،اما الشاب فكان ينظر الى اتجاه قريته وهو يشد قبضته بقوة .
قام الياس بمراقبتهم بصمت ،ثم تحدث مع رقم سبعة ، وطلب منه ان يقوم بتقدير كمية الاموال اللازمة لتعويض خسائر القروين في القريتين التي تم حرقهما ، على الرغم من ان هذه القريتين كانتا ستدمران على اية حال من قبل الوحوش ،حتى وان لم يقم الياس بحرقهما ، الا ان الياس لا يزال يريد تعويض هاتان القريتان لانه هو من قام بتدميرهما .
ا_"" سيدي هذا سيكلف الكثير من اموالنا، نحن نجمع الاموال باقصى سرعة ، اذا قمنا بتعويض خسائر هاتين القريتين سنتأخر بالوصول الى كمية الاموال التي تريدها ، وسنحتاج لمدة شهر لتعويض هذه الاموال ،وستتأخر عملية انشاء القاعدة بسبب ذلك ""
ب_ ""لا بأس افعل ذلك ،لن تكون الاموال مشكلة عندما اقوم بتنفيذ الفكرة التي في رأسي ،قم بتعويضهم وابدأ بجمع الاموال مجددا ""
انهى الياس حديثه مع رقم سبعة ، ثم وقف لان الجيش اقترب وبدأ الجنود بالمرور من امامهم بسرعة ، لانهم يمتطون نوعا من الوحوش السريعة التي تشبه الذئاب ، لكنها اكبر حجما .
وعندما مر احد القادة من امام المجموعة توقف وسألهم من اين اتوا ، فاخبرهم الياس بانهم جائوا من القرية التي تعرضت لهجوم الوحوش .
فقام هذا الرجل باخذهم الى الجنيرال الذي يقود هذا الجيش .
الجينرال هو رجل عجوز يحمل رمحا طويلا ، لديه لحية بيضاء وندبة كبيرة على جبينه ، وهو قصير القامة ، الا انه يملك عضلات قوية ومنحوتة جيدا ، لم يكن هذا الجبنرال يرتدي اي دروع ، بل كان يرتدي قميصا رقيقا وبنطالا ابيضا ، يبدو انه يحتوي على المانا ، لذلك ادرك الياس ان هذا البنطال هو ملابس سحرية .
تحدث الرجل العجوز بهدوء ، الا ان الهالة التي اطلقها لم تكن هادئة على الاطلاق
ا_ اخبروني كيف هو الوضع هناك .
تقدم الياس وتحدث بهدوء ، واخبره انهم كانوا زائرين في تلك القرية ، وان هنالك كتيبة من 2,000 جندي قد اوقفت الوحوش التي اقتربت من القرية ، ثم انسحبت الكتيبة من القرية وبدأت في بناء خط دفاعي على الطريق لانهم علموا ان هنالك تعزيزات قادمة قريبا .
فهز الجينرال رأسه بالموافقة ثم تحدث مع نفسه بصوت منخفض"" هذا جيد ، اذا علينا الاسراع قبل ان يقضى عليهم ""
ا_ ليس عليك الاسراع ، انهم قادمون اليك على اية حال ،ستجدهم قريبا ان استمريت في طريقك.
ب_ ماذا تقصد يا هذا ؟
ا_ لم انتهي من سرد القصة بعد .
اخبرهم الياس ان هنالك نيران غريبة بدأت بالانشار في تلك المنطقة ، واخبرهم كيف قامت هذه النيران بحرق الوحوش رفيعة المستوى خلال بضع ثواني ، وكيف ان هذه النيران تنتشر بسرعة كبيرة ، وعندما انتهى من الحديث لم يصدقه الجينرال ، وامر بالقبض على الياس ومجموعته ، واكمال مسيرته ، الا ان طائرا صغيرا هبط على كتف الجينرال ، وكان هذا الطائر يحمل رسالة ، بعد قراءة هذه الرسالة امر الجينرال جنوده بالتوقف وترك مجموعة الياس تغادر .
بالنسبة للاخرين ظهر هذا الطائر على كتف القائد فجأة ، اما الياس فادرك وجود هذا الطائر سابقا وهو يطير في السماء من خلال مجاله الروحي ، فهو يستطيع استشعار الارواح والطاقة الروحية بشكل دقيق حتى وان كانت ضئيلة .
يبدو ان هذا الطائر لديه قدرة قوية للغاية على الاختفاء ، ويبدو انه يستخدم لنقل الرسائل المهمة .
وهم يغادرون قام الياس بنشر مجاله الروحي ، واستطاع قراءة الرسالة ،لانه يستطيع ادراك اصغر التفاصيل ضمن مجاله الروحي .
كانت الرسالة تحتوي على امر بالانسحاب ، وتم ذكر الوضع في المنطقة، وذكرت ايضا النيران السوداء كسبب لتغيير المهمة ،وطلب من الجيش جمع الكتيبة التي تتوجه اليهم ،ثم التوجه الى احدى المدن التي تقع على حدود المنطقة المحترقة ،لتعزيز دفاع هذه المدينة ،وانتظار بعض الشخصيات القوية التي ستقوم بالتعامل مع هذه النيران .
ضحك الياس على فكرة ايقاف النيران، يعلم الياس جيدا ان هذه النيران لن يوقفها اي شيء ، لانها ستقوم باستهلاك طاقة اي تعويذة قد تلقى عليها، وايضا ستقوم بتدمير اي طاقة روحية ستواجهها ،الطريقة الوحيدة لمنع هذه النيران هي طاقة روحية كبيرة للغاية للتعامل معها ،وهو شيء يشك الياس في وجوده في هذا العالم الذي لا يعلم شيئا عن الطاقة الروحية ،لو كان هذا هو العالم السابق ،لكان الياس متأكدا من وجود الكثير من الشخصيات القوية التي لديها القوة الروحية الكافية ولديهم المعرفة والتقنيات اللازمة للتحكم بالطاقة الروحية وايقاف النيران .
لهذا السبب لم يكن الياس من بين الاقوى في العالم السابق لان قوته كانت محدودة ، بالرغم من انه درب طاقته الروحية ، وكان يملك هجمات قوية للغاية عند مقارنة الكمية القليلة من الطاقة الروحية اللازمة لاستخدامها ، الا ان موهبته لم تكن الافضل ، لذلك كان فقط من بين الاقوياء ، وكان هنالك الكثيرين الذين يستطيعون قتله ، ولهذا السبب قرر الاهتمام بدراسة الحدادة ونقوش الرون .
الا انه حصل على تقنية مهمة للغاية كانت قادرة على جعله يصل الى ارتفاعات جديدة ، عندما وصلت قوته الروحية الى حد معين ،ولكنه مات قبل ان يجرب هذه التقنية .
لذلك بعدما ابتعد عن الجيش ذهب الياس الى احدى المدن واستأجر ثلاثة غرف ،واحدة له ولجورج ،والثانية لرينا ،والثالثة لعائلة الخياطة ، وكان الياس يريد ان يجرب هذه التقنية في هذه الليلة لانه امتلك الشروط اللازمة لتفعيلها.
بالرغم من ان الخياطة رفضت كرمه ،وكان ابنها الشاب يسأل الياس عن سبب مساعدته لهم ،فاخبرهم الياس ان زوج الخياطة قد قدم له معروفا في الماضي ،وهو يقوم برد الجميل فقط ، وعندما سالوه عن هذا المعروف ، اخبرهم انه شيء لا يستطيع التحدث عنه .
بعدما ذهب الجميع للنوم ، خرج الياس من النزل وتوجه الى خارج المدينة ، وعندما اصبح في مكان خالي من السكان ، جلس على الارض بين الاشجار والاعشاب ، وبدأ بالتحكم في الطاقة الروحية النقية التي خزنها سابقا .
لا يستطيع الياس ابقائها مخزنة لوقت طويل ،لانه يقوم باستهلاك الطاقة الروحية للحفاظ عليها داخل جسده ،وايضا وجودها يسبب ثقلا على روح الياس مما يمنعه من استخدام الطاقة الروحية والطاقة السوداء بسلاسة ، واستمرار وجودها بهذا الشكل لفترة طويلة قد يسبب اضرارا لروحه .
اتم ضغط الطاقة الروحية النقية ، ثم بدأ الياس باخذ القليل من هذه الطاقة وتفتيتها الى جزيئات صغيرة للغاية ، ثم بدأت روحه بامتصاص هذه الجزيئات ، ومع استمرار هذه العملية حتى الصباح ، انتهى الياس من امتصاص جميع الطاقة ، وشعر ان قوته الروحية قد ازدادت في الكمية ، واندفعت العديد من المعارف والتقنيات الجديدة الى ذهنه .
احد هذه التقنيات هي شيء احبه الياس حقا ، لانه قامت بتذكيره بالايام التي عاشها في العالم الثاني ، العالم السحري ، عندما كان سفاحا يستخدم سحر الظلام .
وقف الياس ، ثم اختفى فجأة ، الا انه لم يخفي حقا ، بل ما زال يقف في مكانه ،لكنه غير مرئي .
ما استخدمه الان هو تعويذة اختفاء تعلمها عندما كان سفاحا يستخدم سحر الظلام ، التقنية التي احبها الياس هي تقنية يستطيع من خلالها تحويل طاقته السوداء الى طاقة تعمل كالمانا ، ويستطيع واعطاء هذه الطاقة اي نوع من سمات المانا ، ليستطيع استخدام اي نوع من السحر ، سواء كان سحر الظلام ، ام النار ام الهواء وغير ذلك من الانواع .
ز حاليا لا يتقن الياس سوى تعاويذ لسحر الظلام .
على الرغم من ان هذا العالم لا يستخدم التعاويذ وانما يتعلم كيف يتحكم بالمانا بحرية ليصنع الساحر هجمات بنفسه ،وقد يتعلم كيفية صنع هجمات وتأثيرات من اشخاص تعلموا قبله ، الا ان العالم السحري السابق ،كان يستخدم مفهوم التعاويذ التي تقوم بتحويل المانا الى الشكل المراد ، عن طريق حفظ الدوائر السحرية ،وترديد الترنيمات السحرية .
ومع ذلك يستطيع الياس استخدام الدوائر السحرية دون ترنيم ، لانه يملك القدرة الكاملة على التحكم في الطاقة ،فهو فقط يتذكر الية عمل التعاويذ ويقوم بتقليدها .
على سبيل المثال سحر الاختفاء الذي استخدمه الياس ، قام الياس بنشر الطاقة السوداء بعد تحويلها لطاقة مظلمة ، وجعل هذه الطاقة تقوم بامتصاص الضوء الذي يحيط به ،ونظرا لان الضوء لا يصل الى اعين من يشاهده ،فلا يستطيع ان يراه هذا الشخص ، لان الرؤية مرتبطة بالضوء ،واما الصوت فهذه الطاقة ايضا تقوم بامتصاص اهتزازات الصوت مما يمنع هذه الاهتزازات التي تصدر عن حركة الياس من الوصول الى اذان الاشخاص المحيطين به ، وبذلك يستطيع الياس اخفاء نفسه من اعين الاخرين واخفاء اي صوت يصدره .
اوكانت هذه التعويذة تستخدم المانا في عالمه السابق ، لذلك كان من الممكن اكتشافه من قبل من لديه حساسية عالية للمانا ، او من لديه تعاويذ تقوم باستشعار المانا المحيطة .
وحاليا ادرك الياس انه تخلص من هذا العيب ، لان طاقته السوداء ليس لديها اي هالة ، ولا يمكن الشعور بها ، لهذا السبب عادة ما يراه الاشخاص الاقوياء على انه مجرد شخص قوي جسديا ، ونظرا لان قوته الجسدية ليس شيئا نادرا في هذا العالم ، بالرغم من انها ليست شائعة ايضا ، يمكن اعتبار انه شخص قوي نسبيا ، لهذا السبب لم يفكر به الجينرال كثيرا ، ولهذا السبب ايضا طلب القبض عليه سابقا ، لانه لا يبدو من عامة الناس .
كانت العديد من المعارف والتقنيات الجديدة التي اكتسبها ، هي ترقيات لتقنيات ومعارف سابقة ، على سبيل المثال الان اصبح الياس يعرف نقوشا رونية جديدة متعلقة بالنقل الاني ، فيستطيع تطوير الة النقل عن بعد لجعلها قادرة على استهلاك الطاقة لزيادة المسافة ، وبهذه التقنية قدر الياس انه ان كان يملك مصدرا كافيا من الطاقة ، سواء كانت مانا او تشي او اي شيء آخر ، فانه يستطيع الانتقال الى الطرف الاخر من القارة ، او الى اي مكان ، وكلما زادت المسافة زادت الطاقة المطلوبة للاستهلاك.
وكان هنالك القليل من التقنيات الجديدة كليا ، كقدرته على تغيير طبيعة الطاقة السوداء ، وحصل على نوع من المعرفة فاجئه ايضا ، هذه المعرفة متعلقة باساليب القتال الجسدية ، وهي ثلاثة فنون قتالية ، الاولى تتعلق بفن يستخدم السيف ، وهو ترقية لفن السيف الذي يملكه الياس .
بالرغم من ان الياس يملك فنا قويا للسيف الا انه لم يقم باستخدامه لانه يفضل عدم استخدام الاسلحة ، وان كان سيستخدم سلاحا فسيستخدم الخنجر عادة، لانه كان يستخدمه عندما كان جنديا على الارض ولانه اعتمد عليه عندما كان سفاحا في العالم السحري .
ولا تعتبر مهاراته في الخنجر اضعف من فن السيف الذي كان يملكه ، ولكن الان الامر مختلف ، لان الترقية الجديدة لفن السيف جعلت هذا الفن اقوى من مهاراته بالخنجر بفارق ليس بقليل ، ولكنه ليس شاسعا ايضا .
اما الفن الثاني ، فهو ترقية لقدرته على المراوغة وانشاء صور ظلية لنفسه لخداع الاعداء وارباكهم اثناء المعركة ، ويسمح له هذا الفن بالتحرك بسرعة كبيرة خلال لحظة قصيرة لتغير موقعه وترك صورة ظلية لنفسه .
واما الفن الثالث ، فهو فن فاجئ الياس ، لانه فن للرماية ، يستطيع الياس ان يقوم بتحديد المسافات بينه وبين اي هدف يحدده ويستطيع معرفة القوة اللازمة لرمي حجرة على سبيل المثال ، ويستطيع معرفة اين يجب ان يرمي ويسطيع الشعور بتدفق الهواء والاشياء التي قد تغير مسار الشيء الذي سيرميه ، وهذا الفن يمكنه من رمي السكاكين بدقة افضل من السابق ، وقد يسمح له بان يصبح رامي سهام بارع لا يخطىء ، والاهم هو تحسن قدرة تصويبه بكرات الطاقة والابر الروحية والهجمات المماثلة
واكتسب بعض المعارف في مجال الحدادة ، وبعض العلوم المتعلقة بالميكانيكا وما شابه ذلك .
لذلك قرر الياس الذهاب الى القاعدة والعمل على الة النقل وتجهيز بعض الاشياء المتعلقة بمشروعه الذي سيجني له المال ، ولبدئ هذا المشروع هو بحاجة الى خبرة رقم اربعة وذكاءه والمال اللازم لشراء المواد اللازمة ، بالاضافة الى معرفته بالنقوش الرونية وخبرته في الحدادة والصناعة ، لان رقم اربعة خبرته تتمركز اكثر حول الاشياء النظرية ،واما معرفته بانشاء القاعدة فهي خبرة اكتسبها خلال السنوات الماضية ،لانه عندما تم استدعاءه كان يملك فقط قدرة كبيرة على الاختراع والتعلم والاكتشاف ، اي الاشياء النظرية بشكل عام .