مشى شخصان في الغابة ، كل واحد منهما يرتدي رداءا يغطي كل جسده ، الاول هو الياس ، والثاني هي باحثة تقوم بقطف الازهار و فحصها باستخدام ادوات معينة ، كل زهرة تقطفها بحاجة الى عشرة ثواني تقريبا ليتم فحصها .

هذا هو الرقم الذي حسبه الياس من شدة الملل ، لم يكن هنالك اي شيء لفعله سوى الوقوف مع هذه الباحثة .

لم يكن الوحيد الذي يفعل ذلك ، بل نصف الحراس ، كل واحد منهم ذهب مع احد الباحثين ، و كانوا يرتدون ملابسا سحرية قادرة على اخفاء هالتهم ، ولديها قدرة يمكنها جعلهم غير مرئيين عند الحاجة .

شعر الياس فجأة باقتراب شيء منهم بسرعة كبيرة ، فقام بسحب سيفه من غمده واخذ وضعية قتالية ، ومع ذلك ما خرج من بين الشجيرات هو ارنب صغير عادي .

ففكر الياس ضاحكا على نفسه "" ارنب ! ، يا لك من شقي ...انتظر ارنب !! ، كيف يمكن لحيوان عادي ان يعيش في اخطر غابة في القارة واكثر واحدة مليئة بالوحوش ""

قام الياس بفحص الارنب بقوته الروحية ، ولاحظ شيئين ، الاول هو ان هذا الارنب لديه مانا بداخل جسده ، والثاني هو ان روح هذا الارنب مقيدة بعدة دوائر سحرية ، لذلك ادرك الياس ان هذا الارنب لديه قوة ضعيفة نسبيا وسرعة كبيرة وان هذا الارنب يتم التحكم به من خلال مروض للوحوش ، او من خلال ليتش مستحضر للارواح ، بالنسبة لمستحضر الارواح فهذا احتمال منفي تماما ، لان مستحضروا الارواح لا يعيشون في هذه البيئة الخضراء الحيوية ، فهي مليئة بسحر الحياة الذي يؤثر عليهم كثيرا و بشكل سلبي ، و الاحتمال الثاني هو الوحيد الذي فكر الياس به و من الممكن ان يكون صحيحا .

ا_ غادري بسرعة ، اذهبي ونبهي المعسكر ، هنالك ...

قبل ان يكمل الياس جملته ، انطلق سهم سريع للغاية ، قام باختراق قلبه تماما ، فوقع الياس و هو يبدو ميتا ، فقامت الباحثة بتفعيل قدرة الاختفاء للعباءة و هربت بسرعة باتجاه المعسكر .

خلال ثانية واحدة ركض شخصان يخفيان نفسهما بملابس واقنعة سحرية ، احدهما يحمل قوسا والاخر يحمل خنجرا ، وعندما تجاوزا جثة الياس ، توقفا فجاة ولم يستطيعا تحريك اي عضلة من جسدهما .

وقف الياس وقام بتفتيت السهم باستخدام القليل من الطاقة السوداء ، ثم قام بشفاء الجرح .

لدى الياس قدرة مثالية في استخدام الطاقة والتحكم بها ، لهذا السبب يمكنه القيام بالكثير من الخدع ، كجعل الجسد يتوقف عن النبض مع استمرار نقل الطاقة الى الخلايا لمنع موتها وموته نتيجة ذلك ، ويستطيع شفاء جسده خلال لحظة واحدة ان كانت لديه الطاقة الكافية ، وهذا التحكم المثالي بالطاقة لم يكن سببه عشرات السنوات من الممارسة واستخدام الطاقة ، وانما هذا وبالاضافة لذلك عندما حصل على قدرته على استخدام الطاقة ، شعر بانه قادر على التحكم بها وكانه كان يقوم بذلك لسنوات لا تحصى ، كان الامر اسهل بالنسبة له من تحريك عينيه ، ومع مرور الوقت زاد شعوره بالألفة وتطور تحكمه بشكل سريع للغاية .

قام الياس بسحب كلا الشخصين وجعلهما يقفان امامه باستعداد ، فعل ذلك عن طريق القوة الذهنية ، حيث قام بتثبيتهم وتحكم بجسدهم بالقوة .

ا_ حسنا من انتما ؟ .... ماذا لماذا لا تجيبان ، حسنا امزح فقط ، لا اريد سماع اي اجابة منكما ، لدي طريقة افضل .

وضع الياس يده على رأس الاول ثم قام بغرز قوته الروحية بدماغه ، ومن ثم قام بامتصاص جميع الذكريات للشهر الماضي ، على الرغم من انه يمكنه امتصاص ذكريات هذا الشخص طوال حياته ، الا انه سيستهلك المزيد من القوة الروحية وسيسبب له هذا القليل من الصداع لعدة دقائق .

عندما انتهى الياس من الشخص الاول ، نظر الى الثاني ومد يده الى راسه ، وكان هذا الرجل لديه اعين مليئة بالرعب ، وهذا لانه لاحظ عدة علامات في اعين شريكه ، وهذه العلامات من تقلص الحدقة وغيرها من العلامات هي علامات للالم و الرعب الشديد .

بعد فحص ذكرياتهما قام الياس بادخال القليل من الطاقة في رؤوسهم وقامت هذه الطاقة بتفتيت ادمغتهم الى ذرات صغيرة ، وهكذا اصبحا جثتين هامدتين .

قام الياس بنشر طاقته السوداء حول جسده ، ثم قام بتغيير خصائصها الى طاقة بسمات تشبه سحر الظلام ، وقام بتفعيل بعض التعاويذ التي يعرفها من حياته كسفاح في العالم السحري .

اختفى الياس وبدأ بالتنقل بين الظلال بسرعة كبيرة ، وعندما وصل الى المعسكر وجد ان هنالك معركة قائمة ، حيث قاتل الشيخ ضد اثنين يبدو انهما بقوته تقريبا ، ولكن بسبب التفوق العددي كان يمر بوضع عصيب ، واما بقية الحراس فكانوا يقاتلون حوالي 100 شخص ، وهو ما يعادل 5 اضعاف عددهم ، ومع ذلك يبدو ان بعض الحراس كانوا قادرين على قتل اعداءهم بسرعة ، مثل كينوا ومارغريث وبعض الحراس الاكبر سنا ، حيث كانوا يقاتلون اشخاصا لديهم قوة اضعف بقليل .

من المعلومات التي جمعها الياس علم ان هذه المجموعة تنتمي الى طائفة القمر القرمزي ، وهي طائفة كانت من بين افضل الطوائف في القارة ، ولكن في احدى المرات قام ابن قائد عشيرتهم بقتل احد من اعضاء عشيرة الجبل الابيض ، فغضب افراد العشيرة وارسلت العشيرة بعض شيوخها و بعض المقاتلين ، الذين قاموة بقتل ابن قائد العشيرة داخل عشيرته واصابوا قائد العشيرة باصابات بالغة ، ومع ذلك استطاع الهرب بسبب عنصر سحري من الدرجة السابعة لديه قدرات مكنته من فعل ذلك.

بعدما هرب قائد عشيرة القمر القرمزي لم يظهر لمدة سنتين في اي مكان ، وكان هنالك احد اقوى الشيوخ مختفيا من العشيرة مع بعض اعضائها في مهمة تدريبية في مكان بعيد ، بالنسبة لبقية اعضاء العشيرة بعد هرب القائد فتم قتلهم جميعا ، ولهذا السبب بالذات لم تجروء اي عشيرة خلال السنتين الماضيتين من الاقتراب من اي احد من افراد عشيرة الجبل الابيض ، وقام اصحاب السلطة في العشائر والطوائف المختلفة بتنبيه ابنائهم وطلابهم بعدم التعرض لاي احد من عشيرة الجبل الابيض .

الشخصان الذان يقاتلان الشيخ من عشيرة الجبل الابيض هما قائد عشيرة القمر القرمزي ، والشيخ الذي كان خارج العشيرة ، واما بقية الافراد ، هم اقوى افراد العشيرة وهم الذين كانوا في الرحلة التدريبية .

استطاع الياس جمع هذه المعلومات ، عندما ادرك من ذكريات اولاءك الشخصين الذين هاجماه مع الباحثة انهم كانوا متحمسين للانتقام لما حصل لعشيرتهم قبل عامين من الان ، قام الياس بامتصاص ذكريات احدهم للعامين الماضيين وعلم بالقصة الكاملة .

على الرغم من ان افراد عشيرة الجبل الابيض هي احدى اقوى القوى على مستوى القارة ، الا ان الشيخ المسؤول عن البعثة هو اضعف الشيوخ في العشيرة ، وسبب ارسال اضعف الشيوخ مع البعثة هو لانه يجب ان يكون اكثر من كافي لحماية فرقة البحث ، ولكن نظرا لان اعداءه هم قائد احدى العشائر التي كانت من بين القوى المشهورة ، والثاني هو ثاني اقوى شخص في تلك العشيرة ، كان الشيخ يواجه وقتا عصيبا ، لم ينجوا حتى الان سوى لانه يملك معدات قادرة على انقاذ حياته ولديه خبرة افضل من هاذين الاثنين .

قام الياس باستدعاء رقم ثمانية ، الذي ظهر وهو يحمل مسدسا ابيضا يشبه المسدس الشهير ( نسر الصحراء) ، ولكن يمكن رؤية نقوش غامضة وغريبة على السلاح .

هذا سلاح قام الياس بصنعه من مواد اكثر صلابة ليستطيع تحمل اي اضرار قوية ، وقام بنقش نقوش مناسبة لطريقة رقم ثمانية بالقتال ، ومناسبة للسلاح .

وما يميز السلاح ايضا هو رصاصاته القادرة على امتصاص المانا لتصبح اكثر سرعة وقوة ، وبعض الرصاصات لديها تاثيرات مختلفة ، كالاختفاء والانفجار ، وجميع هذه الرصاصات يستطيع رقم ثماني جعلها تنحرف عن مسارها ليقوم بهجمات مستحيلة للسلاح العادي .

رقم ثمانية هو شاب مظهره يشير الى ان عمره هو 22 سنة تقريبا ، لديه ادراك مضاعف عدة مرات ، لذلك يستطيع التفاعل مع اي شيء بسرعة وان يتخذ قرارات معقدة ومدروسة خلال وقت قصير للغاية ، وهذه ميزة مهمة اثناء القتال ، ولديه تقارب للرياح ويملك بعض القدرات الاخرى كالحواس التي تم مضاعفة تاثيرها عدة مرات مع تطور قوته على مر السنين الماضية ، ويمكنه التحكم بالوحوش ، لكن فقط الضعيفة منها ، ومع ذلك يستطيع الاستفادة من هذا الترويض حيث انه يمكنه التحدث مع الحيوانات لاخذ معلومات منها ويمكنه ان يرى ما تراه هذه الوحوش الضعيفة ويسمع ما تسمعه و لديه بعض القدرات الاخرى ، و بسبب طبيعة قوته ارسله الياس الى وطن الاقزام ، وطلب منه ان يحصل على سلاح ويبدأ بممارسة مهاراته وزيادة قوته .

لدى جميع استدعاءات الياس ميزة اخرى ، وهي انهم جميعا يملكون نفس الخبرة التي كان الياس يملكها عندما انشئت هذه الاستدعاءات ، فقدرة الياس على القتال جسديا وباستخدام السيف وباستخدام البنادق والخنجر ، وخبراته في المعارك ، ككيفية مهاجمة العدو وكيفية دراسة حركاته وتوقع الهجمات هذه اشياء نقلت الى جميع استدعاءاته .

و مع ذلك بعد انشاء الاستدعاءات الارجوانية التي اعطاها الياس ارقاما ، قاموا بتطوير قوتهم و مع مرور السنوات اصبح كل واحد منهم يملك خبرات مختلفة عن الياس والبعض طور الخبرات التي كان يملكها الياس عندما انشأهم ، واما الاستدعاءات السوداء لم تكتسب اي خبرات وهذا لانهم اشبه بالروبوتات ، فليس لديهم عواطف او ارادة حرة ، فبقيت خبراتهم مرتبطة بخبرة الياس عندما انشأ بلوراتهم.

2022/11/06 · 520 مشاهدة · 1437 كلمة
Ibrahim.Da
نادي الروايات - 2024