عاد الياس الى المكان الذي طعنه السهم فيه ، ثم وجد السهم وحمله وجعله يخترق صدره بمكان بجانب القلب ، على الرغم من ان قدرة جسده اكثر من كافية لصد السهم ، الا انه يستطيع السماح للسهم باختراقه مع القليل من التحكم في الطاقة ، فعل ذلك سابقا لايجاد حجة لغيابه وليجعل الباحثة تدرك خطورة الموقف وتهرب بسرعة لتنبيه العشيرة .

وقف رقم ثمانية بجانب الياس الذي كان يستلقي على الارض مغمضا عينيه ويضع سهما في جسده .

ا_ هل هذه طريقة تدريب جديدة يا سيدي ، هل تحاول تدريب نفسك على تجاهل الالم ، في الواقع هذا تدريب جيد لتزييف موتك ، هل يمكنك تعليمي ذلك ؟

ب_ لا تستطيع فعل ذلك ، وانا لا اشعر باي الم ، لانني منعت الخلايا من ارسال اي تنبيهات لدماغي ، وايضا عملك انتهى يمكنك ان تذهب من هنا .

ا_ سيدي لا اعلم اين انا حقا ، كيف يمكنني العودة الى القاعدة !؟

ب_ انت محق .

قام الياس بالتحكم في الجوهرة المكونة للرقم ثمانية وقام بنقله الى روحه وهو على شكل جوهرة ارجوانية .

وبعد دقيقتين ادرك اقتراب عدة اشخاص بسرعة كبيرة ، و علم انهم كينوا و رينا ، حيث ان جورج و مارغريث مصابين باصابات خطيرة ، فهو شخصيا قد قام بعلاج جزء من اصاباتهم ليخرجهم من خطر الموت قبل ان يأتي الى هنا ، و لم يعالجهم بالكامل لان هذا افضل لعدم اثارة الشكوك الزائدة ، و يمكن للمعالجين علاجهم لاحقا بعد ان يعيدوا تنظيم انفسهم و يجمعوا جثث افراد العشيرة و المصابين.

قام كينوا بحمل الياس ، وكانت رينا تبكي لانها ظنت بانه ميت للوهلة الاولى .

اخبرها كينوا بانه مغمى عليه فقط و ان اصابته خطيرة ، فنقلوه بسرعة الى المعسكر بجانب المصابين الاخرين ، وكان هنالك ساحرين يستطيعان استخدام سحر الشفاء ، واحد منهما يستخدم عنصر الماء و هو المسؤل عن علاج الاصابات الخطيرة للغاية ، و الثاني لديه عنصر الضوء ،فكان يقوم بعلاج الاصابات الخطيرة و لكن ليست المميتة ، اما باقي انواع الاصابات الاخف فلا يجب القلق حولها الان.

وبعد مرور ساعة جميع المصابين قد تم علاجهم ، لكن الاغلبية منهم ما زال مغمى عليهم .

تم اعطاء الاشخاص الاقل اصابة امرا لاحصاء الموتى وجمع المواد القيمة من جثث الاعداء ، و جمع هذه الجثث لوضعها داخل نطاق مصفوفة الاختفاء ، لان الجثث خارج نطاق المصفوفة قد تجذب بعض الوحوش في هذه المنطقة ، و هذه مشكلة ليس هنالك حاجة لها .

و كان البعض قد اخذ مهمة قتل بعض الوحوش التي جائت لفحص رائحة الدماء و دخلت نطاق مصفوفة الاخفاء اثناء تجولها في المنطقة المحيطة .

امر الشيخ الجميع بالاستعداد للمغادرة فورا ، لان المنطقة ستجلب المزيد من الوحوش ، و لانهم لا يعلمون ان كان هنالك المزيد من الاعداء قد يأتون ، خاصة وان الشيخ لا يزال يتذكر الوحش الذي رآه في الغابة .

في نظره بعد تقيم افعال الوحش ، ادرك انه ليس من النوع الغريب من ناحية القوة والشكل الشبيه بالبشر ، بل لديه غرابة في طريقة تفكيره ، فعلى ما يبدو انه يحب قتال الاقوياء ومن ثم اخذ ادمغتهم دون اضرار رؤوسهم من الخارج ، فعندما فحص الجثث ادرك لاحقا ان ادمغة الشخصين الذيين هاجمهما الوحش غير موجودة داخل رؤسهم ، و هذا الاكتشاف ارعبه تماما ، خاصة انه لم يسمع ابدا بوحش كهذا ، لذلك شك بانه قد جاء من احدى ابعاد الفوضى ، لانه يعلم جميع انواع الوحوش تقريبا في هذه القارة ، خارج القارة هنالك بحر وصواعق برق وتشوهات مكانية لا يستطيع اي احد الاقتراب منها ، لانه سيقتله لا محالة ان دخل عمق المحيط ، فهذه الطبيعة الخطيرة للميحط موجوده في جميع بقاعه وليست في اماكن معينة فقط ، عدا المياه القريبة من القارة فهي ليست خطيرة ، ولكن كلما ابتعدت عن القارة سيصبح الامر اكثر خطورة حتى يصل الى درجة لن تجرؤ على الاستمرار .

بعد بضعة ساعات استيقظ جورج الذي كان يتم حمله من قبل رينا .

ا_ اين انا ؟.

ب_ انت في الجحيم

ا_ هل ذهبنا للجميع سوية ، هذا مزعج هل حقا لحقت بي الى الجحيم ، اذا هذا يعني اننا اموات .

توقفت رينا وقامت برميه من ظهرها واستمرت بالمشي ، بعدما سقط جورج بدا ينظر حوله ويدرك الوضع ببطئ .

ب_ عن اي جحيم تتحدثين ، هذه الطبيعة وهذه الاشجار والزهور الجميلة ، هذا المكان اقرب الى الجنة من الجحيم ، انتظر ... الياس هل قتلت ايضا ؟ ،يا اخي ....انا سعيد لوجودك معي حتى بعد الموت .

ج_ انهض ان لم تكن تريد الموت حقا ، هنالك الكثير من الوحوش التي ستجدك طعاما شهيا.

.............

بعد مرور عدة ايام ، خرجوا من الغابة وعادوا الى العشيرة على ظهر الطائر الكبير .

تحدث الشيخ مع قائد العشيرة واخبره حول ما حدث ، وكان قائد العشيرة غاضبا للغاية ، لان بعض افراد العشيرة قد قتلوا في هذه المعركة ، وكان اكثر غضبا من نفسه لخطأه ، لانه لم يقم بارسال اي احد للبحث عن قائد عشيرة القمر القرمزي الهارب ، لقد ظن ان هذا الرجل سيختبئ لبقية حياته .

ا_ سنقيم جنازة للموتى هذه الليلة ، وايضا قم بتوزيع جميع الاسلحة والغنائم من الاعداء الى اهالي الموتى لاحقا ، واذكر ان التقرير حول مهمة ابادة عشيرة القمر القرمزي قبل سنتين قد ذكر عنصرا استطاع اعطاء قائد عشيرتهم الفرصة للهرب ، يجب ان يحتفظ هذا الشخص بعنصر مهم كهذا ، يمكنك الحصول عليه ، سينقذ حياتك في موقف كهذا مستقبلا .

ب_ جدي ، في الواقع الوحش الذي ذكرته لك لم يأخذ ادمغتهم فقط بس اخذ ثيابهم واسلحتهم ايضا .

ا_ هل انت متأكد من انه وحش وليس انسانا ؟

ب_ كما اخبرتك ، الطاقة التي استخدمها ليست مانا بالتأكيد ، وبدا لي مجرد طاقة سوداء على هيئة انسان ، لم يكن لديه وجه ، ولم تؤثر عليه اي تقنيات استخدمها عدوه ، يبدو انه يملك اساليب مختلفة لادراك بيئته غير الرؤية والسمع ، كل شيء يشير الى انه وحش ، و خاصة افعاله الغريبة ، كائنات غامضة و غريبة كهذه لم نرى شيئا يشبهها سوى في ابعاد الفوضى .

ا_ قم بتبليغ طائفة الزهرة الثلاثية ، انهم قريبون من الغابة العظيمة ، و لديهم العديد من التلاميذ الذين يدخلون هذه الغابة ، علينا تنبيه حلفائنا على الاقل ، و ايضا نسق معهم لعقد اجتماع قريبا ، لا يمكننا استبعاد وجود صدع بعدي جديد في مكان قريب من تلك المنطقة ، ان وجدنا صدعا بعديا فهذا يعني موارد جديدة وفرصة لاكتساب معرفة جديدة او طرق لزيادة القوة ، دائما ما يكون هنالك فوائد كثيرة من عالم جديد ، حتى وان كان مدمرا ، بلورات الفوضى وحدها عنصرا قيما للغاية .

ب_ ساتجه الى طائفة الزهرة الثلاثية الان .

ا_ وتذكر ان هذا امر يجب ان يبقى سريا .

ب_ ساتوخى الحذر .

..............

بعد العودة للعشيرة اخذ الياس اجازة لمدة اسبوعين للتدريب في الجبال ، وخلال اسبوع كان يعود الى العشيرة كل ثلاثة ايام ليثبت وجوده في المنطقة المحيطة ، ثم يعود الى الى القاعدة التي في الجبل .

قام الياس خلال هذا الاسبوع بالعمل بالورشة على عدة اشياء .

اولا قام باستخدام السيف الكبير الذي حصل عليه من العشيرة ، حيث قام باستخدامه كمادة لصنع اسلحة جديدة ، وصنع ثلاثة اسلحة باستخدام مادته الصلبة للغاية .

لم يكن هذا السيف يملك اي قدرات سحرية ، لان طبيعة مادته المصنوع باستخدامها لا تسمح بنقل المانا ، وهذا يمنع امكانية انشاء اي مسارات للمانا ورسم اي مصفوفات وتعاويذ عليه .

ومع ذلك هذا لا ينطبق على النقوش الرونية ، لانها لا تتعامل مع المانا ، بل تخزن الطاقة من المنطقة المحيطة ، وعند الحاجة يمكن استخدام النقش الروني لاحداث تأثير معين مباشرة، دون الحاجة لانتقال اي طاقة عبر السيف .

بل السيف يعمل فقط كمخزن اضافي للطاقة اللازمة لعمل النقوش ، ويعمل كحامل لهذه النقوش .

السلاح الاول هو سيف لنفسه ، لان سيفه الذي يعادل سيف سحريا من الدرجة الرابعة ضعيف وهش ضد اعداء كالذين قاتلهم سابقا ، فيمكن تدميره بسهولة ، ولا يستطيع احداث اي ضرر يذكر حقا .

وكان اهم فرق بين السيف الجديد والقديم ، هو ان السيف الجديد قادر على خوض معارك من المستوى الذي يقاتل ضده الياس في الفترة الاخيرة ، ويستطيع هذا السيف احداث اصابات خطيرة ، اما القدرات الاخرى فهي نفسها ، مع اضافة بعض النقوش وتعديل السابقة قليلا .

السلاح الثاني هو سيف مماثل للرقم خمسة ، واما السلاح الثالث فهو شفرة منحنية للرقم سبعة.

حصل الياس على اسلحة قوية ايضا من قائد عشيرة القمر القرمزي والشخص الاخر .

حصل على سيف من الدرجة السابعة المنخفضة الجودة ، حيث قام بتعديل هذا السيف ايضا ، وصنع منه خنجرين وسكاكين رمي ، وهذه هي اسلحة الرقم واحد ، فقام بارسالها الى القاعدة وطلب من الرقم اربعة ان يقوم بنقلها الى موقع الرقم واحد عن طريق آلة النقل عن بعد ، على الرغم من ان ذلك سيكلف الكثير من احجار المانا لان موقع الرقم واحد بعيد للغاية ، الا انه لا تزاد التكلفة رخيصة للغاية اذا نظرنا لثمن سلاحين من الدرجة السابعة ، وعدة سكاكين رمي وصلت الى الدرجة السادسة العالية الجودة ، وايضا هنالك كميات هائلة من احجار المانا بسبب المنجم ، وخاصة ان الياس امر بالتوقف عن بيع احجار المانا وتخزينها في القاعدة بدلا من ذلك .

وكان سلاح الشيخ الذي جاء مع قاعد العشيرة هو خنجر من الدرجة السادسة المتوسط الجودة ، فقام بالاحتفاظ به لنفسه ، لانه لا يزال يحب استخدام الخنجر اكثر من السيف .

وخاصة انه بعد تعديل الخنجر ، ارتفعت درجته الى سلاح سحري من الدرجة السادسة المرتفعة الجودة

وكان هنالك خاتم بداخله جوهرة حمراء قرمزية ، وهو عنصر من الدرجة السابعة المنخفضة، لم يقم الياس بتعديله ، لانه لا يستطيع صنع شيء افضل منه باستخدام مواده ، وخاصة ان التويذات السحرية الموجودة بداخل الجوهرة الحمراء هي تقنية جديدة لصناعة الاسلحة السحرية ، سمع الياس بهذه الاسلحة فقط في العصور القديمة لهذه القارة ، فهذه تقنيات اختفت مع الامبراطورية التي كانت تحكم جميع انحاء القارة سابقا ، و هي الوحيدة التي استطاعت السيطرة على جميع الاراضي ، الا انها اختفت ، ولم يتم ذكر السبب في اي سجلات تاريخية في مكتبة العشيرة .

وهذا الخاتم هو عنصر اثري قبل ان يكون سلاحا سحريا ، فهو يعود الى تلك الحقبة من الزمن .

احتفظ به الياس وادرك انه يملك قدرة واحدة فقط ، لكنها مفاجئة للغاية ، وهي قادرة على انقاذ حياة الياس في موقف حيث الموت مؤكد فيه ، فمهما كان الوضع ، يستطيع هذا الخاتم انقاذ حياته .

لهذا السبب يستحق ان يتم اعتباره عنصرا من الدرجة السابعة.

2022/11/07 · 607 مشاهدة · 1674 كلمة
Ibrahim.Da
نادي الروايات - 2024