بعد ثلاثة ايام
ا_ سيدي هل نستطيع التوقف في مكان ما لتناول الطعام ؟
ب_ انت تعلمين بانك لن تموتين ان لم تأكلي شيئا اليس كذلك ؟
ا_ لكني احب تذوق الطعام حقا ، ان لم اتناول اي شيء فلن استطيع التركيز على حمايتك
نظر الياس الى الرقم عشرة ، وفكر "" من يحمي من ، هل هذه الفتاة غبية ام انها تتصنع الغباء ""
ب_ حسنا سنتناول الطعام .
ا_ رائع شكرا لك سيدي .
دخل الياس ورقم عشرة الى حانة كبيرة ، تبدو مشهورة في هذه المنطقة ،جلس على طاولة في منتصف القاعة الكبيرة المليئة بالطاولات المشغلولة و طلب بعض المشروبات والطعام
بعد نصف ساعة تحدث الياس وهو يشرب من كأسه ويشاهد الفتاة التي ما زالت مستمرة في تناول الطعام .
ا_ بعد ان تقومين بهضم الطعام وبلعه ، هل تقومين بتدمير الطعام باي حال من الاحوال ؟
ب_ سيدي انت عبقري حقا ، لماذا لم افكر بهذا من قبل .
ا_ اذا الجواب هو لا ، اين ذهب كل ذلك الطعام بحق الجحيم ؟
ب_ اقوم بضغطه باستخدام الطاقة ، لكنني اقوم بتدميره حاليا بعد ان علمتني هذه الخدعة .
ا_ جديا ! ، متى ستغادرين على اية حال ؟
كانت رقم عشرة تمسك قطعة اللحم التي سقطت من يدها ، بعدما سمعت سؤال الياس ، فدمعت عيناها مهددة بفتح شلال من الدموع، وتحدثت بصعوبة
ب_ هل انا آكل كثيرا ، الا تريدني بجانبك بعد الان ، لن اتناول الطعام بعد الان ، وساقوم بقتل نفسي لتسامحني .
امسكت رقم عشرة السيف ووضعته على رقبتها ، ففزع الياس لانه يدرك ان هذه المجنونة قد تفعل ذلك حقا ، ولم يكن يريد صنع مشهد فظيع في هذا المكان المزدحم .
ا_توقفي لا اقصد ذلك ، ما اريد قوله انني افضل وجودك بجانبي لذلك كنت اتسائل متى ستقررين اكمال مهمتك .
لم تكن هذه مشاعره حقا ، نظرا لان رقم عشرة فتاة جميلة للغاية ، بالرغم من انها ليست ناضجة لكن جمالها بارز حقا ، وهو شيء ملفت للنظر اينما ذهبت ، والياس لم يكن من النوع الذي يحب جذب الاهتمام ، كلما كان بجانبها كان يشعر بالانزعاج من النظرات المحيطة ، اراد دائما ان يقوم بقتل جميع الاشخاص المحيطين ، لكن هذه مجرد فكرة عابرة ، لم يكن ليفعل ذلك على اية حال .
ب_ كنت اعلم ذلك ، انا الطف واذكى فتاة في العالم ، كيف يمكن لاي احد ان ينزعج مني .
فكر الياس "" انا منزعج منك في هذه اللحظة ""
ا_ حسنا علينا الذهاب لاستئجار غرفة لهذه الليلة ، وسنكمل رحلتنا غدا ، ساشتري لك بعض المكسرات لتتناوليها على الطريق ، لا يمكننا البقاء هنا وتناول الطعام الى الابد .
ب_ حسنا
في اليوم التالي استمر الياس برحلته ، كان عليه المرور بمدينة كبيرة اخيرة ، وبعدها العاصمة ، قدر الياس انه بحاجة ليومين ليصل الى العاصمة ، وبينما كان يسير على جانب الطريق الترابي المؤدي الى المدينة التقى بعدة وحوش ، لم يكن بحاجة للتعامل معها ، لان رقم عشرة كان يقتل البشع منها ، ويمسك بعض الوحوش التي تبدو ظريفة بنظرها كالوحش الذي يشبه النمر ، لكن فروه اسود اللون ولديه القدرة على استخدام سحر الرياح ، قامت باحتجاز هذا القط المسكين لانها اعجبت بفروه الناعم .
ا_ عليك ترك هذا المسكين عندما نصل الى المدينة ، ان هرب من يديك وهاجم احدا ما سيلاحقنا الحراس .
ب_ يمكننا قتلهم فقط .
ا_ ثم سيلاحقنا قائد الحرس .
ب_ فنقتله
ا_ ثم تتدخل الكنيسة ويلاحقنا سيد المدينة ، وتنشر صورنا في كل الشوارع .
ب_ نقوم بقتلهم ثم نختفي حتى ينسوا الامر .
ا_ ثم يتدخل المحققين الملكين ، والمحققين من الكنيسة ، وندخل بين قائمة المطلوبين في الامبراطورية باكملها .
تحدث الفتاة بسعادة
ب_ هل حقا سنصبح من المشاهير ، حسنا سادخل كرة الفرو اللطيفة هذه .
ضرب الياس وجهه بيده اليمنى ، ثم ركل النمر الاسود ليجعله يطير ليصطدم محطما شجرة كبيرة ، ثم نظر الى رقم عشرة بتهديد و تحدث بغضب .
ا_ ابدأي المشي .
لم تتحدث الفتاة باي كلمة ، ووقفت باستعداد ، لم تكن تريد العبث مع الياس الغاضب .
ب_ حاضر سيدي .
اكمل كلاهما الطريق و وصلا الى مدينة كبيرة ، محاطة بسور حجري بارتفاع 30 مترا ، كان لهذه المدينة اهمية استراتيجية وعسكرية ، نظرا لموقعها ، في كل عام تاتي موجات وحوش من الغابة العظيمة الممتدة من اقصى شرق القارة العظيمة الى حدود الامبراطورية
هذه الغابة لا تقع ضمن حدود اي من الامبراطوريات والممالك ، لان الوحوش هي من تحكمها ، وهذه ليست الارض الوحيدة التي لا تتبع الى اي مملكة او امبراطورية ، بل ان فقط 40 بالمئة من اراضي القارة يتم حكمها ، اما باقي المناطق ، فقد تكون خطرة للغاية ، او غير قابلة للعيش ، او لاسباب اخرى ، كالغابات الخضراء في الجنوب التي يحكمها جنس الجان ، وهنالك الجبال البركانية في اقصى الشرق ، يحكمها الاقزام ، وهنالك الكثير من المناطق الصغيرة التي يحكمها مخلوق قوي كالتنانين او ما شابه ذلك ، ويوجد منطقة مليئة بطاقة الموت يكثر فيها مستحضروا الارواح ، ومخلوقات مظلمة مشهورة في تلك المنطقة ، هذه المخلوقات تشبه البشر بانها لها قدمين ويدين ، لكنها لا تملك وجها فقط اسنانا قوية ، وتزحف هذه المخلوقات على ارجلها ويديها ، لها مخالب حادة في يدها وقدميها وتحب اغتيال و صيد الكائنات الحية في تلك المنطقة المظلمة ، والشيء المزعج بهذه المخلوقات ان اعدادها كبيرة جدا ، وقلة منها لديهم قوة كبيرة وخطيرة .
يوجد الكثير من الاشياء الغريبة في هذا العالم .
بينما كان الياس يشاهد مهرجا يقدم عرضا سحريا في ساحة كبيرة في المدينة ، سمع صوت رقم سبعة عن طريق الرابط الروحي بينهما ، اخبره رقم سبعة بانهم استطاعوا تحديد مكان اخيه روي .
ا_ اين هو الان .
ب_انه موجود في المدينة التي انت بها حاليا ، يبدو انه دخل الى متجر حداد ، هذا المتجر يملكه حداد قزم كبير في السن ، لا يبدو بان المتجر يعمل منذ عدة سنوات ، لكن هذا القزم يسكن فيه .
ا_حسنا ارسل لي احدا ليدلني على الطريق ، انا موجود في الساحة الكبيرة الموجودة في الغرب ، هنالك مطعم فاخر هنا يسمى بالزهرة الحمراء .
ب_سيكون هنالك احد عندك في اقرب وقت ممكن .
بعد ساعتين جاء رجل ووقف في الساحة وهو يلهث ، التقط انفاسه ووقف امام المطعم وبدأ يلعب بكرة معدنية يرميها للاعلى ويلتقطها .
نظر اليه الياس من بعيد ثم اقترب منه ووقف بجانبه .
ا_ قد الطريق .
ب_ من انت .
ا_ قد الطريق الى الحداد ، ويفضل ان تسرع باقصى طاقتك .
ب_ حسنا سيدي .
تعرف الرجل على الياس من كلماته التي كان هنالك اتفاق سابق عليها ، ثم انطلق هو والياس ورقم عشرة ، وبعد نصف ساعة تقريبا ، وصلوا الى حي مليئ بالمتاجر ، فذهبوا الى عدة ازقة ليصلوا الى مكان مهجور من المارة تقريبا ، وكان هنالك متجر يبدو قديما ومتهالكا قليلا .
غادر الرجل ، وتوجه الياس ورقم عشرة الى المتجر
طرق الياس الباب المغلق وانتظر لعدة ثواني ، لكن لم ياتي اي رد ، اعاد الطرق مرة اخرى وهذه المرة خرج طفل عمره 11 عاما نظر الى الياس ثم تحدث ببرود .
ا_ ماذا تريد ؟
ب_ اين هو الحداد جون ؟
ا_ من يريده ؟
ب_ اين هو ؟
ا_ انه ليس هنا ، سيعود غدا .
اغلق الفتى الباب بعد ان قال هذه الكلمات .
ا_ سيدي هل اقتحم المكان ؟
ب_ انتظري قليلا .
جمع الياس انفاسه ثم صرخ بصوت عالي "" روي اخرج ، اخاك الصغير الياس من يتحدث معك ، ليس هنالك احد سواي ""
هذه المرة خرج رجل عجوز
ا_ لماذا تصرخ يا هذا ؟
ب_ الم تكن غير موجود منذ قليل ، سيد جون ، دخل الى متجرك هذا اليوم رجل يدعى روي ، ولم يخرج حتى الان .
ا_ وما شأنك انت بمن يدخل الى متجري ؟
ب_ لا اعلم ما هي العلاقة بينك وبينه ، لكن ان كان ما زال هنا علي مقابلته .
جاء صوت من الداخل "" دعه يدخل ""
فتح القزم العجوز جون الباب بالكامل ، وطلب من الياس الدخول .
نظر الياس الى الرجل الوسيم الذي كان يجلس على طاولة وامامه كأس كبيرة نصفها ممتلئ بنبيذ احمر .
تحدث روي بابتسامة كبيرة
ا_ الياس الصغير ، اصبحت رجلا
ب_ لم ارك منذ وقت طويل .
ا_ هل تم تزويجك ؟ ، لا اذكر هذه الفتاة .
كان روي يتحدث عن رقم عشرة ، جلس الياس امام روي ، واحضر الحداد جون مشروبا وتركهم بمفردهم .
ب_ انها ليست من العشيرة
ضحك روي بصوت مرتفع وتحدث وهو يضحك "" هل تتبع خطوات اخيك ، لا بد ان والدي قد جن جنونه الان "" ، ثم توقف عن الضحك ووضع يده على كتف الياس وتحدث بجدية .
ا_ لا تقلق ، اعلم لماذا انت هنا ، ساعلمك كيف تختبئ ، واذا اردت يمكنك مرافقتي ، لدي ابنة الان ، وانا وعائلتي نعيش حياة سعيدة ، ليس عليك القلق فقط انسى العشيرة ، انهم حثالة لا اعلم لماذا يصرون على ان يكون الزواج من داخل العشيرة فقط ، هذا هراء .
ب_ اخي اولا انا سعيد لانك تعيش بسعادة ، واود مقابلة ابنة اخي الصغيرة ، ثانيا انت تسيء الفهم ، هذه الفتاة ليست زوجتي .
ا_ هكذا اذا فهمت الان ما المشكلة ، لا تقلق ساقوم بعمل احتفال كبير لتزويجك ، وساكون شاهدا على زواجكما .
تنهد الياس ثم وضح اكثر
ب_ انها ليست عشيقتي ، وليس هنالك اي زواج او اي مشكلة ، لم آتي الى هنا لان لدي مشكلة ما .
ا_ على اية حال كيف علمت انني هنا ؟
ب_ هذا ما اريد ان اخبرك اياه ، لدي بعض العلاقات ، وجئت للاطمئنان عليك ولارى ان كنت بحاجة لاي مساعدة .
ا_ هكذا الامر اذا ، لماذا الان ؟
ب_هذه اول مرة اخرج فيها الى العالم الخارجي ، لدي فترة شهرين ونصف تقريبا للعودة .
ا_ لا تقلق علي ، انا بافضل حال ، لكن اخبرني اكثر عنك .
تبادل كلاهما الحديث لفترة طويلة ، ثم اقترح روي ان يتبارزا ، لانه كان يريد فحص قوة اخيه الصغير .
يوجد قبو كبير مخفي تحت المتجر الصغير المتهالك ، في هذا القبو توجد ادوات حدادة احترافية ، وهنالك مسكن لجون وغرفة تدريب كبيرة ، ومخزن للاسلحة ، ومخزن للموارد .
فكر الياس "" اذا الاقزام لا يمكنها نسيان عادتها في البناء تحت الارض ""
دخل الياس وروي الى غرفة التدريب ، و وقف رقم عشرة وجون جانبا لمشاهدة المبارزة .
تحدث روي بعد ان اخذ وضعيته القتالية ، بسيف قصير في يده .
ا_ تقدم و ارني ما لديك .
ب_ الم تكن تستخدم القوس السحري سابقا .
ا_ ما زلت استخدمه ، لكنه ليس مناسبا للمبارزة ولا اريد ان اكون قاسيا عليك ، مهاراتي في السيف القصير لا بأس بها.
ابتسم الياس.
ب_ هل هذا ما تظنه حقا .
شعر روي بشعور غريب ، كان قد قدر بان الياس ليس لديه طاقة سحرية في جسده ، ولا يبدو ان قوة الياس الجسدية ستكون مشكلة للتعامل معها .
انطلق الياس بسرعة للامام ، وفكر روي "" انه سريع "" ، كان الياس يمسك خنجرا في يده ، وكان الخنجر هو اكثر سلاح يبرع فيه ، نظرا لانه استخدمه بداية في الجيش ثم استخدمه عندما عمل سفاحا في العالم الثاني ، واستخدمه قليلا عندما ذهب الى عالم الزراعة .
عندما اقترب الياس قفز بالهواء قليلا والى الامام بسرعة متجاوزا روي من الجانب ، لينفذ هجوما باتجاه رقبة روي من الخلف ، صد روي الهجمة بسيفه ، واستمر الياس بالطيران قليلا ، وعندما لامست قدمه الارض ، اندفع الى الخلف مبتعدا عن روي ، شعر روي بان هنالك شيئا خاطئا ، ثم سرعان ما حدث انفجار من السيف الذي بيده ، ومن المكان الذي صد خنجر الياس تحديدا ، جعله الانفجار يرمى الى الخلف ، لكنه لم يتعرض لاي اذى ، واستطاع ان يعيد توازنه وهو في الهواء ، لذلك لم يسقط على مؤخرته
ا_ هذه حركة جيدة ، وسرعتك جيدة ، وايضا سلاحك غريب .
ب_ هل تظن ذلك ، لم نبدأ بعد