خرجت اربعة آليات صغيرة على كتف الجندي الايمن والايسر .
شعر الياس بالخطر منها ، فزاد ادراكه الى الحد الاقصى ، وركض باتجاه اليسار مباشرة ، للابتعاد عن وجه هذه الاسلحة الغريبة .
وفعلا حدسه لم يخطئ ، خرجت اربعة اشعة ليزر رفيعة للغاية ، قد لا يستطيع الانسان العادي ان يراها بعينيه المجردتين .
وبالرغم من شكلها الضعيف هذا ، كان الياس متأكدا من قدرتها على اختراق جسده ، وتدمير اعضاءه الحيوية .
مع استمراره بالركض بشكل دائري حول الجندي الذي يقف ساكنا ، لاحقته مدافع الليزر الصغيرة ، وكان مضطرا للانتقال آنيا بضعة مرات .
وفي المرة الاخيرة ، انتقل خلف الجندي مباشرة ، واطلق ضبابا اسودا من سحر الظلام .
مشابها لما استخدمه ضد زيوس ، ولكن نطاقه اصغر بكثير .
كما توقع الياس لم يؤثر هذا النوع من الهجمات ضد عدوه ، اذ ان الضباب لم يلامس جسده ، وكانت بذلته قادرة على تزويده بآليات رؤية متعددة .
اضاءت خطوط على بذلة الجندي حول قدمه ، وانطلق بسرعة هائلة باتجاه الياس .
وعندما اصبح قريبا ، كان الياس قد عزز سرعته وانطلق مبتعدا عنه .
كانت سرعتهما متشابهة ، وفجأة اصدرت بذلة الجندي صوتا قويا للغاية وذو طبيعة مؤذية .
بدأت آذان الياس في النزيف ، فقام بحجب الاصوات فورا ، واطلق عدة هجمات روحية في المقابل .
تلقى الجندي هذه الهجمات التي ظن بان زيه قادر على صدها ، حسنا لم يفعل ولم يملك الجندي الوقت الكافي ليشعر بالصدمة حيال هذا .
قفز الياس في الهواء متجنبا اشعة الليز وانتقل آنيا بعدها .
وبعد ابتعاد الخصمين عن بعضهما ، توقف كلاهما مؤقتا .
عالج الياس اذنيه ، وتحمل الجندي صداعه .
فكر الياس "" لديه مقاومة عقلية او ربما روح قوية ، ولكن لا يبدو بانه يعلم شيئا حول القوى الروحية ، احتاج لان اكون سريعا لانهائه بضربة واحدة ""
اتخذ الياس قراره ، وفعل الجندي ذلك ايضا .
اختفى الياس وظهر خلف الجندي مباشرة ،و استخدم جميع تعزيزات السرعة خاصته .
فجأة تغير لون اعين الياس الى اللون الذهبي ، حدث ذلك دون ارادته .
فتوقف الزمن ، وتغير المشهد امامه ، رأى نفسه يتعرض لصعق كهربائي ثم قتل باشعة ليزر اخترقت رأسه وقلبه .
كانت هذه قدرته التي حصل عليها مؤخرا ، اذ انه نسي هذه القدرة ، وفجأة عملت بمفردها وارته ثانية من المستقبل .
على الرغم من ان قدرته تستطيع جعله يرى الثواني الثلاثة القادمة في المستقبل ، ولكن قدرته عرضت له ما يحتاج الى معرفته فقط .
تذكر الياس الفن القتالي الآخر الذي حصل عليه .
وقبل ان تنتشر موجة الطاقة الكهربائية اختفى الياس من الوجود .
وهو الفن القتالي الذي يمكنه من اخفاء جسده في روحه لمدة ثانية واحدة .
ارتبك الجندي ، وفي الثانية التالية ظهر الياس مجددا ، فنفذ هجومين .
الاول هو روحي لمنع الجندي من اتخاذ اي اجراء لوقت قصير للغاية ، وهو ما يكفي لتفجير قوته وقدرات تعزيز السرعة .
نفذ هجومه الثلاثي ، فدمرت الشرطة الاولى درع الطاقة لبذلة الجندي ، ودمرت الشرطة الثانية الهيكل المعدني الصلب ، وقامت الشرطة الثالثة بقطع رأسه .
بعد خروج روح الجندي من هذا العالم ، قام الياس بالاحتفاظ بجثته وبذلته الميكانيكية في مخزنه الروحي .
ستكون قطعا جيدة لدراستها لاحقا .
اخيرا نظر الياس الى القاعدة الرئيسية ، ورأى درعا يحيط بها .
وحتى هذه اللحظة لم يكن التنين البلوري قادرا على اختراق الدرع ، وقامت المدافع بقتل 50 تنين اثناء معركة الياس .
وبالمجمل قتل 300 شخص آخر باستثناء التنانين .
وكان معظم الضحايا ناتجة عن المدافع الاربعة .
انطلق الياس بسرعة ، ثم استخدم قوته الروحية ليطفو في الهواء .
وعندما اصبح فوق القاعدة مباشرة ، طلب من التنين ان يصد الهجوم القادم من المدافع .
1_ انها لا تقوم بمهاجمتي ، بعد محاولاتهم الفاشلة قرروا مهجمة البقية .
2_ هذه المرة ستهاجمنا المدافع الاربعة بنفس الوقت ، كن مستعدا وقم بحمايتي .
1_ لماذا انت واثق من هذا !؟
2_ فقط افعل ذلك ، هذا هو السبيل الوحيد في الفوز ، لا تعاند كثيرا .
وفعلا لاحظ التنين بان المدافع بدأت تتوجه باتجاه الياس مباشرة .
1_ يا فتى لماذا بدأت هذه المدافع باستهدافك .
ضحك الياس وقال مازحا
2_ يظنون بانني قنبلة ذرية
1_ قنبلة ماذا !؟
اختفى درع الياس ، وتم الكشف عن السبب الذي جعل طوله يزداد الى خمسة امتار تقريبا .
عندما قاتل ضد الجندي ، كان قد رمى هذه الكبسولات المعدنية التي تحيط بجسده حاليا .
والان بدأت هذه الكبسولات بالطيران حول الياس ، وبدأت الطاقة داخل جسده بالهيجان .
لدى كل كائن خلايا ، وهذه الخلايا تتجد باستمرار حتى تصل الى مرحلة الشيخوخة ويموت الكائن .
تستخدم هذه الخلايا اكسير الحياة ، ولكل كائن كمية من هذا الاكسير مخبأة بعمق داخل جسده ، يسميه البعض بطاقة الحياة ، وقد يدعوه البعض باعمار الخلايا .
استخدم الياس هذه الطاقة الغامضة لامتصاص الطاقة الموجودة في الاحجار المخزنة بهذه الكبسولات البعدية .
وكان الثمن واضحا لاستخدام هذا النوع من الطاقة .
لم يهتم الياس بذلك ، منذ بدئ هذه الحرب الخاسرة وبعد رؤية المستقبل ، علم الياس انه وقع بين خيارين لا مفر منهما .
اما ان يشاهد هذا العالم يدمر ، ويسكن فيه ، واما ان يضحي بنفسه ، سينجو هذا العالم ، وبالنسبة له سيكون مجرد موت آخر وبداية اخرى .
فجأة ظهرت تشققات بعدية في المناطق المحيطة ، تحركت الطاقة بقوة كبيرة .
وبدأت عاصفة هائلة تتشكل حول الياس .
اطلقت المدافع الاربعة اشعتها، واستخدم التنين جميع قوته لصد هذه الهجمات .
وفعلا استطاع فعل ذلك ، ولكنه اصيب واصبح بين الحياة والموت ، اغمي عليه وبدأ بالسقوط من اعالي السماء .