المناطق الوسطى---> مزرعة في الريف

ملئ الدخان المنطقة ، مزرعة محترقة ، البيت الخشبي والحقول الصفراء ، وجثث خمسة جنود من غزاة القارة .

طفل عمره يقارب 12 عاما ، وقف على احدى الجثث واخرج خنجرا كان مغروزا في رقبة هذه الجثة .

بعد اخراج الخنجر ، نظر اليه لبضع ثواني ، وبدأت يديه بالارتجاف .

سقطت دموعه وسقط على ركبتيه ، صرخ صرخة الم ، لم تكن مناسبة لطفل صغير مثله .

اقترب عنكبوت آلي من بعيد مع عدد من الجنود .

اشار احد الجنود الى البقية ، وبدأوا يحيطون بالمزرعة بحذر .

رأى القناص الموجود في فريقهم الطفل والجثث ، وعندما اراد قتل الطفل ، سمع صوتا في السماء .

ليس هو فقط ، نظر الجنود جميعهم الى مصدر هذا الصوت ، وما رآوه جعل الخوف يدب في قلوبهم .

سرب من الكائنات الطائرة ، 500 واحد تقريبا ، ويعلم هاؤلاء الجنود بان واحدا من هاؤلاء قد كلف اخوانهم الكثير من التضحيات لقتله ، فما بالك بهذا العدد .

اعطى قائدهم امرا سريعا بالاختباء ، ويبدو ان الحظ قد حالفهم .

غادر السرب الطائر ، ولكن الامور لم تنتهي هنا .

فجأة انفجر رأس القناص ، بعد خروج صوت شبيه ببندقية القنص .

وخلال خمسة عشر دقيقة ، تم قتلهم واحدا تلوى الآخر ، هرب البعض واختبئ الاخر ، حسنا لم ينفعهم اي من هذا .

بقي العنكبوت يفحص المناطق المحيطة لبعض الوقت ، ولكنه ادرك في وقت متأخر بان عدوه يقع على مسافة بعيدة للغاية ، ولهذا لم تستطع المستشعرات ان تكتشفه .

في تلك اللحظة عندما حدد موقع العدو ، كانت جميع اسلحته قد دمرت برصاصات عدوه المجهول ، فبقي كهدف للتدريب ، يتحرك كحشرة تم صفعها بالنعال .

بالصدفة او ربما قصدا ، اصابت احدى الرصاصات الدرع الخارجي واخترقته ، لحقت رصاصة اخرى بها ، واصابت قلب الطاقة في الروبوت .

انفجر العنكبوت وتناثرت قطعه وشظاياه في جميع الاتجاهات .

وطوال هذا الوقت لم يعر الطفل اي اهتمام لما يحصل حوله ، يبدو وكأنه يئس من الحياة

. . . . . . . . . . . . . . . . . .

اقاصي المناطق الشمالية من القارة

الف بل الفين ، لا انها عشرة آلاف طائرة تقريبا تقاتل ضد حوالي 500 تنين على اظهرهم 2500 كائن وهم اقوى الاشخاص في القارة .

باستثناء ملكة الجان ، شارك هاؤلاء الاشخاص بهذه المعركة، التي سميت فيما بعد بالضربة الحاسمة ونقطة التحول في الحرب

لا يمكن رؤية الشق البعدي من مسافة بعيدة ، اذ ان قاعدة اكبر من اي قاعدة تم رؤيتها حتى الان ، غطت الشق البعدي بجدرانها وهياكلها .

اتخذت القاعدة شكل مربع عملاق تقريبا ، وعلى زواياه الاربعة وضعت اربعة مدافع هائلة الحجم .

اذ ان طول سبطانة احدها يصل الى 500 متر .

بدأت الخطوط المرسومة على هذه المدافع بالاضاءة تدريجيا ، وبدأت السبطانة تغير اتجاهها للتصويب باتجاه المعركة التي تحصل في السماء .

اقتربت احدى الطائرات من بعيد ، حددت احد التنانين كهدف لها ، اطلقت النيران ، ثم ارتفعت الى الاعلى مباشرة قبل ان تستدير للابتعاد .

قامت امرأة على ظهر التنين بصد رصاص الطاقة ، والليزر المتفجر بقدرة اسبر قادرة على التحكم بطاقة غير مرئية ، ثم اطلق التنين شعاعا من سحر النور ومن فمه ، اصاب الطائرة المبتعدة بدقة ، ودمر خمسة اخرى في طريقه .

في الواقع لا يمكن تسميتها بمعركة حتى الان .

انها مجرد مجزرة يقوم بها فيلق التنين .

ولكن الاعداد الهائلة والمتجددة من الطائرات هو ما جعلهم يتوقفون عن التقدم ، ولعبت الدفاعات الارضية المختلفة دورا مهما ايضا .

حتى هذه اللحظة لم يقتل اي تنين ، ولكن قتل 30 شخصا اخرين .

اكتملت المدافع الاربعة من الشحن ، ثم اطلقت اربعة اشعة ليزر هائلة الحجم ، وسريعة للغاية .

اخترقت ثلاثة منها خمسة تنانين فقتلتهم فورا ، و اصيب سبعة تنانين بجروح بالغة .

واما الليزر الرابع ، فكان متوجها باتجاه التنين الذي تجادل معه الياس قبل انطلاقهم في الحملة .

استطاع هذا التنين ان يشتت الليزر بعد تحويل جسده الى شكل بلوري بالكامل ، وبالرغم من انه استطاع التعامل مع هذا الهجوم المرعب ، الا ان الاشعة الصغيرة المتناثرة ، اصابت العديد من الطائرات والتنانين الاخرى .

حسنا هي لم تقتل احدا ، ولكنها احدثت بعض الاصابات بالتاكيد .

وخصيصا التنين الذي كان الياس يقف عليه ، اذ ان جناحه قد تضرر بشدة ، فكان مضطرا للهبوط على الارض .

ترك الياس التنين الساقط ، وبعد هبوطه على الارض ، اندفع باتجاه القاعدة الرئيسية للاعداء .

فعل التنين البلوري المثل ، وطار تحت وابل مكثف من هجمات العدو باتجاه المدافع الاربعة ، التي كانت تستعد لاطلاق هجمة اخرى .

اثناء اندفاع الياس في الجليد توقف فجأة .

نظر الى جندي عادي امامه ، ربما ليس عاديا بالضبط ، بذلته الميكانيكية تبدو مختلفة عن بقية الجنود ، والاهم من ذلك ، شعر الياس بخطر خفي من هذا الكائن .

1_ تبدو واثقا من نفسك للاقتراب بمفردك الى هنا ، ام انك مجرد كائن غبي .

هذا ما قاله الجندي بلغة الياس .

شعر الياس بالصدمة لبعض الوقت "" كيف يستطيع التحدث بطلاقة بلغة القارة ! ""

1_ نفس الشيء مجددا ، حقا معظم الكائنات غبية ، هذا يسمى تكنولوجيا ، لماذا اتعب نفسي باخبارك ستموت بعد قليل ولن تفهم ما اعنيه على اية حال .

في هذه اللحظة سمع هذا الجندي صوت احدهم وهو يتكلم داخل رأسه مباشرة ، وبلغته ايضا .

2_ انت وحضارتك و بني جنسك ، دخلتم الى المكان الخاطئ و في هذه اللحظة قابلتم ندم حياتكم .

لم يقل اي منهما اي كلمات اخرى ، واتهما بعضهما بهدف واحد وهو القتل .

2022/12/06 · 231 مشاهدة · 895 كلمة
Ibrahim.Da
نادي الروايات - 2024