قاعة الدرس
انتهت المعلمة من التحدث ، وقررت ان الدرس قد انتهى .
فغادرت ، وبعد مغادرتها ، لم يستطع بعض الاشخاص سوى ان يلقوا نظرة على فتاة تجلس بجان فتاة الجان (لونا )
شعرها اسود حريري ، طويل ، ولديها اعين سوداء و جمال ساحر ...عمرها يقارب 19 عاما .
علق بيلي السمين وهو يغادر القاعة و يمر بجانبها
_ لقد كان سيدك مذهلا حقا .
لم ترد عليه و فقط اعطته ايماءة بسيطة .
خرجت كلوي مع لونا ، واثناء مشيهم في الممرات ، تحدثت لونا
_ لقد مضى سبع سنوات على الانفجار العظيم ، لقد رأيته مرة واحدة طوال حياتي .
_ تقصدين في غابة الجان ؟ ، عندما كنت تقفين مع والدتك خلف النافذة ، وهو لوح لكي من بعيد
ضحكت لونا بحرج
_ اجل
_ لونا نحن اصدقاء منذ سنتين كاملتين ، هذا هو عامنا الثاني في الاكادمية ، و غالبا سنبقى لبضعة سنوات في هذا المكان
- انت لن تقومي بذكر نفس القصة الف مرة كل عام ، اليس كذلك ؟
_ هيا لا تكوني لئيمة ، انا فقط استعيد بعض الذكريات ، بالمناسبة انت لا تخبرينني الكثير عنه .
_ لقد اخبرتك كل شيء تقريبا ، ما الذي تريدين معرفته ؟
_ لما لا تخبرينني كيف استطاع صنع ذلك الانفجار
_!! .. ، هل تظنين حقا بانني اعلم ؟
- لطالما كان سيدي فريدا من نوعه ، قواه لا تشبه اي شيء في هذا العالم
- واختراعات رقم اربعة و سيدي كانت ايضا شيئا فريدا
_ حسنا ماذا عن اهدافه ، ما الذي كان يسعى اليه .
_ هدف ....
عند سماع هذه الكلمة غرقت كلوي في ذكرى معينة
عندما اجتمعوا جميعا في احدى المرات ، وسأل الياس كل واحد منهم عن الهدف الذي يسعى اليه
في ذلك الوقت اخبرهم بانه سيكافئ الشخص الذي سيستطيع تخمين هدفه .
و اخبر كلوي بان تخمينها هو الاقرب لهدفه الحقيقي
....
_ كلوي انت لن تقومي بالبكاء الان ، اليس كذلك .
خرجت كلوي من افكارها ، ومسحت الدموع التي بدأت تتجمع في عينيها
_ سالت عن هدفه ...اظن بان هدفه هو احلال السلام و قتل الحثالة .
_ هذا يبدو منطقيا ، في ذلك الانفجار و في تلك الايام تم قتل اقوى الاشرار في القارة ، اولهم منظمة الشمس الحمراء ، يليها ملوك و اباطرة و وحوش سيئة السمعة
- لو لم يفعل سيدك ذلك ، لما استطاعت ملكتنا ان تحكم العالم ، و تنشر السلام فيه.
خرجت الشابتان من باب كبير ، و ظهر امامهم ساحة كبيرة ، و في منتصفها تمثال يصل طوله الى 500 متر
يبدو مطابقا لالياس عندما كان يطفو في الهواء ، و يفتح يديه و يسيطر على المانا .
لم تكن الطاقة السوداء تحيط به في تلك اللحظة ، بل كان بشكله الطبيعي .
شاب عمره 19 عاما ، شعره ابيض ، قامته ليست طويلة و ليست قصيرة .
. . . . . . . . . . . . . . .
قبل عامين
سماء بنفسجية اللون
لم يكن هنالك قمر او شمس ليضيء هذا المشهد .
بل مجرد بحر من النجوم البنفسجية الساطعة ، و شيء يشبه الشفق القطبي
باستثناء ان اللون البنفسجي كان يطغى على المشهد
وكانت الاضاءة مشابهة لاضاءة يوم قمره مكتمل ، بل افضل قليلا .
طائر صغير بحجم كف اليد .
لونه ابيض ناصع ، وكان نائما على الارض .
بل انه ميت
و فجأة بدأ قلبه الصغير ينبض ... ثم فتح عينيه فجأة و بقوة
نظر الطائر الى الشجرة البنفسجية في هذا السهل العشبي البنفسجي ، وفكر
"" لماذا تبدو هذه الشجرة كبيرة ، هل تناسخت في جسد طفل ما ""
تحرك الطائر قليلا ويبدو انه لا يعلم كيفية الوقوف او الطيران .
"" بحق الجحيم !!؟ .... هل هذا جسد طائر !؟ ...لا و الف لا ، لن اقبل بهذا ... سانتحر فقط ""
فجأة بدأت صخرة سوداء اللون تطفو في الهواء
حجمها يعادل حجم الانسان
و عندما بدأ بالسقوط باتجاه الطائر على ارتفاع 5 امتار ، توقفت فجأة على بعد نصف متر
بقي الطائر ينظر الى الصخرة شاردا ، ثم قام برميها جانبا
وفي اللحظة التالية تحول جسد الطائر الى رماد بنفسجي اللون ، كان مطابقا للمشهد العام
ازدادت كمية الغبار ، وبدأت تتخذ شكل شاب ، اعينه بنفسجية اللون ولكنها غامقة للغاية ، فكانت تبدو سوداء اللون ، و شعره بنفسجي غامق ايضا
بشكل عام كان الشاب مطابقا لالياس باستثناء هذه التفاصيل
فحص الشاب جسده وفكر مبتسما
"" هذه قدرة مفيدة ""
في الواقع لم يصبح جسده كجسد الانسان .
بل هو فقط يطابقه بالشكل ، و اما حقيقته ، فهو مطابق لاجساد استدعاءاته
جسد مكون من الطاقة الخالصة ، حتى وان قطعت يده فستنمو مباشرة .
اي انه لن يموت الا اذا دمر جوهره او استنفدت طاقته .
حسنا لا يبدو انه يملك جوهرة ما داخل جسده كاستدعاءاته
بل ان جوهره هو روحه ، لذلك كان الياس سعيدا للغاية بهذا الجسد الجديد .
""تناسخ جديد ، قوة جديدة ... هل علي قتل نفسي مئة مرة قبل اختيار العالم الجديد ...من الافضل القاء نظرة هنا اولا ""
بعد فحص محيطه ، كان الياس منبهرا حقا بتفاصيل هذا العالم
"" ما قصة هذا اللون البنفسجي !! ""
لم يفكر في الامر طويلا ، لانه لاحظ وميض تصادم كائنين يتقاتلان على قمة جبل بعيد
اخرج الياس قناصة رقم ثمانية ، و بدأ بتقريب المشهد
"" بحق الجحيم ،ما الذي يفعله هذا الاحمق هنا ... انها المرة الثانية ...هنالك شيء خاطئ بالتأكيد ""
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الوقت الحالي
احتفال كبير ، و وليمة طعام ضخمة
وبعد الانتهاء من هذه الامور
تقدم رايدر ليقف على المنصة الرئيسية ، امام اعضاء منظمة درع السلام
وكان هنالك صور خلفه للعديد من الاعضاء السابقين لدرع السلام وخاصة صورة الياس التي كانت تتصدر الحائط .
انتظر رايدر قليلا ، و هدأ الحاضرين ،و كان زيوس يجلس بعيدا على احدى الطاولات
_ اليوم احتفلنا بذكرى النصر الذي لا ينسى ...انه يوم سعيد ، ولكنه ايضا اليوم الذي خسرنا بعضا من اصدقائنا فيه ...ليسوا مجرد اصدقاء بل انهم افراد من هذه العائلة
- اريد ان تبقى ذكراهم موجودة في اذهاننا ...هذا اقل ما يمكننا فعله
- و اتمنى لكم التوفيق و اشكركم على عملكم الجاد ، اليوم وفي هذا العام ، يمكنني ان اقول بكل جرئة ، بان السلام قد حل على عالمنا باكمله.
- لذا بقيت لديكم مهمة واحدة فقط ، و هي الحفاظ عليه
- لن اطيل الامر عليكم ، يمكنكم الاستمتاع ببقية الامسية ، و اتمنى لكم التوفيق
نزل رايدر من المنصة ، وغادر القاعة الكبيرة .
وقف زيوس عن كرسيه ، وغادر مع رايدر .
واما بقية الحاضرين ، فبدأ يقيمون نوعا من الحدث الذي يكررونه كل سنة .
اذ ان كل واحد منهم يصعد و يقدم خطابا ما ... قد يتحدث عن الموتى وقد يتحدث عن حياته الخاصة ، و احيانا قد يقوم بعضهم بالقاء النكت ، وقد يرفض احدهم قول اي شيء
....
وضع رايدر يديه على السياج ، وبدأ يراقب الاقمار الثلاثة
تقدم زيوس و وقف بجانبه
_هل تعلم ما هو اكبر ندم لي في حياتي
سال رايدر وهو يعلم الجواب مسبقا
_ ما هو
_ اردت رؤيته والتحدث معه... تمنيت لو انني اهتممت به اكثر عندما كان صغيرا
_ انه ليس خطأك ، لقد كنت تعاني لفترة طويلة ، و لم تكن قادرا على فعل اي شيء
_ اعلم ذلك ، و لكنني لا ازال اشعر بالندم ...لا يمكنني فعل اي شيء حيال ذلك