عالم ما داخل صدع بعدي ما

مدينة كبيرة

بنائها شبيه بمدن الارض ، و لكنه مختلف بالتأكيد

ناطحات سحاب ، و طرق في الهواء تصل بين هذه الناطحات

ولهذه المباني اشكال هندسية مختلفة عن المربع او المستطيل

معظمها باللون الابيض ، وقممها مدببة نوعا ما

في قاعة ضخمة زقفها مرتفع للغاية

تقدم كائن يرتدي زيا قتاليا ميكانيكيا ، وكان هذا الكائن شبيه برجل بشري

باستثناء لونه الاحمر وطوله الذي يصل الى مترين ونصف ، ولا ننسى القرنين الموجودين على جانبي رأسه.

حمل هذا الرجل خوذته بيده السيرى ، وعندما اقترب من الرجل الاخر الذي كان يجلس على العرش ، وضع يده اليمنى على صدره وقدم انحناءا

طلب منه الرجل الجالس على العرش ان يقدم تقريره

فتحدث الجندي بعد الوقوف باستعداد

_لقد تأكد الامر ...ان البوابة رقم 56 تستعيد استقرارها ، و ستفتح مجددا بعد ستة اشهر كحد ادنى وسنة كحد اقصى

ابتسم الرجل المقابل ، ثم وقف وبدأ بالمسير خارج القاعة اثناء تحدثه بسعادة

_ جيد ، جيد للغاية ، اخيرا سامسح ذلك العار ، وساستعيد ثقة القيادات العليا بي .... انت تعلم ما عليك فعله ، يجب ان نستعد للغزوا

_ سيدي ، ماذا بشأن حربنا مع الاريوس ...ان انسحبنا الان ، سيزداد الضغط على المنطقة 55 ، وسيكون ذلك خطيرا

_ الا تذكر ما حصل معنا في العالم 56 ... ذلك العالم يملك سلاحا مرعبا بالتأكيد ، ان استطعنا الحصول عليه سيكون مفتاح نصرنا ضد الاريوس .... هذه المرة لن نفشل بالتأكيد .

_ امرك سيدي

. . . . . . . . . . . . . . .

قبل اسبوع

المناطق الشمالية للقارة ---> بالقرب من الشق البعدي السابق لغزاة القارة

وقف شاب ، بشعره الابيض بل الفضي ، و بقميص ابيض رقيق ، وبنطال اسود فضفاض ...واضعا يديه في جيوبه

خلفه ارض جرداء ، لا يمكن رؤية اللون الاخضر فيها

و امامه بحر او محيط .

انه اللون الازرق الذي يغطي المشهد باكمله , بشقيه الغامق على الارض ، و الفاتح في السماء

تمايل شعر الشاب قليلا في نسمات الرياح و تحركت بعض الطيور المهاجرة في السماء ...في اسراب جعلت المشهد يبدو اكثر هدوءا و جمالا ، و كان صوتها بالتزامن مع صوت البحر يشكل لحنا جميلا

بقي الشاب يراقب هذا المشهد الساحر لمدة عشر دقائق

اخرج يديه من جيبه ، و فكر

"" يبدو عالما مسالما ...""

في هذه اللحظة ظهر مجسم طائر من بعيد ومن جهة البحر تحديدا ، وكلما اقترب اكثر ، بدأ شكله يصبح اكثر وضوحا .

انها طائرة ذو اربعة اجنحة ، طولها 50 مترا ، وعرضها 40 مترا

لم تكن الاجنحة مدببة في نهايتها ، بل كان هنالك كرة معدنية تدور في حلقة دائرية كالخاتم

اقتربت الطائرة من موقع الياس و هبطت بجانبه

فتحت البوابة الخلفية و نزل من هذه الطائرة شخصيتين

انهما رقم اربعة و ثمانية

سأل الياس وهو ينظر الى البحر

_كيف تحولت تلك الجبال الثلجية الى هذا البحر الهائل

اجاب رقم اربعة

_ في الواقع كان يجب ان ندرك ذلك دون اي تحقيقات ...كما تعلم نطاق الانفجار الذي احدثته كان واسعا للغاية ، وبتقديرات دقيقة شمل النطاق حوالي 3 بالمئة من اراضي القارة باكملها ... لذا فيبدو ان الانفجار وصل الى المحيط الشمالي ، وهذا سبب تشكل هذا البحر الدائري .

رفع الياس احدى حاجبيه ثم ضحك بصوت عالي

_ هذا اكبر انفجار سمعت به في حياتي...حسنا انها اكثر من حياة واحدة (حك الياس مؤخرة رأسه واكمل)

- ايا يكن ، وبشأن الشق البعدي ، هل اختفى ؟

هذه المرة اجاب رقم ثمانية

_لم نستطع الاقتراب من تلك المنطقة ، هنالك الكثير من التشوهات المكانية التي تظهر وتختفي بسرعة

- لم يكن نطاق الفوضى هذا خارج نطاق رؤية منظار قناصتي ، لذا استخدمتها و رأيت ان الشق البعدي لا زال موجودا ، ولكن هنالك شيء غريب حياله

_ ما هو

_ عادة تكون الشقوق البعدية ثابتة ، ولكن هذا الشق البعدي كان يستمر في التذبذب والتغير من ناحية الشكل

فكر الياس قليلا ثم تحدث

_ هذا غريب ... رقم اربعة خذ الطائرة مئة و واحد و اذهب الى هناك ...قم بدراسة معدل الاستقرار للطاقة المكانية ... ان كان ما اظنه صحيحا فهذه مشكلة كبيرة .

_ امرك سيدي ...هل هنالك شيء آخر قبل ان اذهب.

_ يمكنك الذهاب ، فقط اخرج الدراجتين الجبليتين من الطائرة قبل ان تغادر

تحدث رقم ثمانية بسرعة

_ ساذهب لاحضارهما

ثم غادر هو و رقم اربعة الى الطائرة (101)

. . . . . . . . . . . . . .

الوقت الحالي

القاعدة الرئيسية في عاصمة امبراطورية فايلن سابقا

فجأة ظهرت ميليسا ورقم تسعة ورقم خمسة في قاعة التدريب

نظرت ميليسا حولها ، وبدأت تصرخ بصوت عالي

_ صغيرتي كلوي اين انت...كلوي ، الطفل الكبير ، اين انتما

تحدث رقم تسعة مقترحا

_ربما هما يعملان في الخارج كالعادة

فنظرت اليه ميليسا بصدمة

_ ماذا ، هل قلت شيئا خاطئا

_ اخي ...رقم تسعة ...لماذا انت غبي للغاية ، كيف يعقل انهما سيكونان في العمل ، لقد مضى سنتين على غيابنا

- هل تظن حقا بان ذلك التنين الكسول سيستمر بالعمل دون استمرار اشرافي عليه

سال رقم تسعة مستغربا

_ هل كنت تشرفين عليهم سابقا ؟

_ كيف لا تتذكر هذا !! ،حقا الا تذكر كيف كنت اقوم برسم الخرائط لهم واحثهم على العمل

فكر رقم خمسة وهو يعبث بساعته

"" لقد كنت فقط تعبثين بخرائطي و خرائط رقم اربعة ... تبا لهذا السوار لماذا هو معطل !!""

سأل رقم خمسة منزعجا

_ لماذا لا يقوم هذا السوار بتغيير التاريخ

فسألت ميليسا بصدمة كبيرة اثناء شد شعرها

_لماذا لم تخبرني بان السوار هو آلة سفر عبر الزمن ... اللعنة لقد كنت املك آلة سفر عبر الزمن طوال هذا الوقت

صفع رقم خمسة وجهه ، ثم طلب من رقم تسعة اعطائه سواره

امسك رقم خمسة السوار وفحص الوقت ، ثم بدأ يظهر ملامح الاستغراب

فطلب من ميليسا ان تعطيه سوارها ايضا ، ولكنها رفضت التخلي عن آلة السفر عبر الزمن خاصتها .

حسنا بعد القليل من المطاردة والقتال...حصل رقم خمسة على السوار .

وعندما فحص التاريخ في هذا السوار ايضا بدأ يفكر في شيء ما .

فقام بنقل نفسه الى المدينة الموجودة فوق القاعدة مباشرة بعد وصوله الى ادراك ما (العاصمة سابقا)

تحدثت ميليسا اثناء فرك معصمها

_ذلك الاحمق قام بقطع يدي !! ، لقد رأيت ذلك ايضا ، عندما اخبر الياس بهذا ستشهد على ذلك

_ حسنا ... ولكن لماذا لم تعطيه السوار فقط ، وايضا هل من المناسب ان تذكري سيدنا باسمه

_ متى فعلت ذلك ... لقد قلت سيدي ، هل لديك مشاكل في السمع ... رقم تسعة ، ما هذا الذي ترتديه في معصمك

نظرت ميليسا الى سوار رقم تسعة بنظرة مليئة بالجشع والرغبة

فتراجع رقم تسعة بضعة خطوات ، وطلب خائفا

_لا تفعلي اي شيء ، ساعطيك اياه .

لم تكن ميليسا مستعدة لانتظاره لكي يخلع السوار ، بل حملت السيف وهاجمته بنية قطع يده واخذ السوار بشكل اسرع .

و في اللحظة التالية اختفى رقم تسعة من المكان فجأة .

نظرت ميليسا الى المشهد بنظرة شاردة

و ادركت انها كانت قادرة على استخدام آلة النقل الموجودة في القاعدة لتهرب من رقم خمسة سابقا .

وقعت على ركبتيها ، وبكت بصوت عالي كطفلة صغيرة سرقت الحلوى من يدها فجأة

. . . . . . . . . . . . .

2022/12/16 · 272 مشاهدة · 1158 كلمة
Ibrahim.Da
نادي الروايات - 2024