رجل و امرأة في الثلاثين من عمرهما يجلسان معا . كان الرجل يحمل هاتفه يتكلم من خلاله فاتحاً مكبر الصوت لتستمع المرأة للمكالمة أيضاً . تحدث الرجل بقلق : ما الأخبار ؟
اجابه الطرف الآخر : نجحنا بالخطوة بالأولى لم يبقى إلا أن نمسكه .
ابتسمت المرأة : جيد . تحدث الرجل : أسرع و كن حذرا . اجابه الطرف الآخر : نعم سيدي .
.........................................................................................................................................
أخرج مسدسه بسرعة موجها إياه نحوهم إلا أن هاياتو كان أسرع منه فركض نحوه و رمى المسدس من يده ! حاول ليو ضربه لو لا انه تجنبها بسرعة ! تقدم ميكا نحوهما بقلق منادياً : هاياتو !
ألا إن كاي أمسكه قائلاً : ميكا لا تتدخل انت مصاب !
دفع ميكا للخلف و تقدم هو لمساعدة هاياتو! بقي ميكا واقفا يحدق بهما بقلق على أمل انهما يملكان ميزة كونهما اثنان ضد واحد ! لكن ليو كان يتجنب الاثنان حتى هاياتو لم يصبه !
ثوان حتى رمى ليو هاياتو بعيداً و أمسك كاي و ثبته بالأرض واضعاً يده خلف ظهره وسط صدمة كاي ! ابتسم بمكر ثم سحب يده بقوة ليخلعها فصرخ كاي بألم !
وقف هاياتو بصدمة فنهض ليو ليقترب منه بابتسامة بينما حاول كاي النهوض إلا أن يده منعته من الاستمرار بالقتال ! وقف هاياتو مستعداً للهجوم القادم بينما اقترب ليو منه قائلاً : المقاومة ستزيد ألمك فقط ! استسلم و لننهي هذا بسرعة !
احتدت ملامح هاياتو بغضب : مستحيل!
فتقدم ليو بسرعة نحوه موجهاً ركلةً قوية له ! تراجع هاياتو ثم ضربه عدة مرات لكن بالنهاية أمسكه ليو و ضربه بالجدار ! رفع يده لتوجيه الضربة الأخيرة لهاياتو إلا أن سكيناً كادت تخترقه فابتعد بسرعة تاركاً هاياتو !
نظر هاياتو بابتسامة للواقف أمامه : شكرا لك ميكا !
وقف ميكا أمامه حاملاً خنجره بنظرات حادة موجهة لليو تحمل غضباً شديداً ! اتسعت ابتسامة ليو و تحدث : ميكا اللطيف يظهر نظرات كهذه ؟ هذا مثير !
وقف هاياتو بجانب ميكا يهمس له : انه قوي ، هل أنت بخير ؟
اجابه ميكا بصوت جاد : أجل ، أستطيع القتال .
اومأ هاياتو و استعد للقتال ! بتدخل ميكا الآن قد يستطيعان هزيمته معاً ! ليو لا يعرف ميكا جيداً ! هو يصبح شخصاً آخر أن تأذى هاياتو ! تقدم ميكا و هاياتو معا نحو ليو ، كانت حركتهما متناسقة معا كأنهما شخص واحد ، يحمي أحدهما الآخر و يكملان هجوم بعضهما فلم يمنحا فرصةً لليو لرد الهجوم ! ألا إن ليو أمسك يد ميكا التي تحمل الخنجر بقوة محاولاً كسرها مفكراً " الرئيس يريدهما حيان و ليس سليمان !"
سقط الخنجر من يد ميكا إلا أنها لم تكسر لتدخل هاياتو في الوقت المناسب فتراجع للخلف قليلا ، ليس قوياً جسدياً كهاياتو أو كاي و لا يستطيع القتال بلا سلاح مثلهما !
إلا أن خنجراً آخر رمي إليه فالتقطه ميكا و هو ينظر إلى من رماه ! كاي لا يستطيع القتال حالياً لذا رمى الخنجر لميكا ليساعده ! أدرك أنهما معاً سيكونان أفضل من أن يتدخل هو ! بالرغم من قوته إلا أن عدم التنسيق في حركته مع هاياتو أثر عليهما لذا فضل مراقبتهما حالياً !
عاد ميكا للقتال بقوة و بدءا يتفوقان على ليو ! أصيب ليو بعدة خدوش و كذلك ميكا و هاياتو ! حاصراه في زاوية السور فركضا نحوه لإنهاء هذا القتال ليسمعا فجأة صوت إطلاق النار تزامناً مع انحناء هاياتو للإمام قليلاً ليلتفت ميكا نحوه بقلق شديد صارخاً : هاياتو !!
وضع هاياتو يده على كتفه الذي صبغ باللون الأحمر قائلاً : انا بخير !
توسعت عينا ميكا عند سماعه ذلك الصوت يتحدث : أتحاولان الهرب مجدداً ؟ بدأتما تتعلمان عادات سيئة !
ابتسم نيكولاس بمكر و هو ينظر لهما ! وقف ليو بجانبه بينما كان ميكا ينظر لوالده بصدمة و خوف ليهمس بصوت بالكاد سمعه هاياتو : أبي !
تقدم نيكولاس موجهاً سلاحه نحو هاياتو بينما يتحدث : لم أرك منذ زمن ، هاياتو .
نظر هاياتو لنيكولاس بغضب و كره شديدين مفكراً .. " توقعت هذا ، أنه هنا بالفعل ، والد ميكا ! "
وقف ميكا أمام هاياتو بسرعة ليكون حاجزاً بينه و بين مسدس والده ! لم ينطق بكلمة ، رؤية والده تجمد كل أفكاره في ثانية واحدة و لا تترك فيه سوى الرعب الذي عكسته عيناه بوضوح !
ضحكة خافتة صدرت من نيكولاس فاخفض سلاحه و مد يده الأخرى ليضعها على وجه ميكا ليتحدث : هذا جميل ! لا تقلق لن اقتلكما ستأتيان معي فقط !
سحب هاياتو ميكا فوراً ليركض نحو كاي ! هما لا يستطيعان مواجهته و ليو في نفس الوقت ! أساساً ميكا لن يستطيع القتال الان لذا سيكون وحده ضدهما ! لا حل آخر في عقله سوى الهرب ! ألا إن سرعة نيكولاس فاقته فوقف أمامهما و تحدث بابتسامة لطيفة : هذه محاولات يائسة ، لا أمل في الهرب !
مد يده لهما مكملاً بابتسامة : تعاليا معي بهدوء .
نظرات هاياتو ازدادت غضباً لا ينكر وجود بعض الخوف فيها فمن الذي لا يخاف من هذا الرجل ! يكرهه ! يكره أسلوبه ! يكره ابتسامته التي يظهرها رغم ما يفعله بهما ! افلت يد ميكا و تقدم نحوه صارخاً محاولاً ضربه ألا إن نيكولاس أمسكه بسهولة : كالعادة هاياتو ، تندفع للإمام بتهور .
كان كاي حائراً و قلقاً " من هذا الشخص ؟ لما يبدوان خائفين هكذا ؟ أهو رئيس العصابة ؟ هذا سيء يبدو أنهما لن يستطيعا هزيمته ! ماذا افعل ؟ "
تحدث نيكولاس و هو ينظر لميكا بابتسامة : الآن ستأتي دون مقاومة أم تريدني ان اجعل هاياتو غير قادر على الحركة للأبد ؟!
نظرات ميكا المصدومة لم تتغير و هو يحدق بنيكولاس بقلق شديد فتحدث الأخير : ليو ، أمسكه .
صرخ هاياتو : ميكا ، اهرب !
أمسك ليو يدا ميكا و جعلهما خلف ظهره بينما زاد نيكولاس قوة قبضته التي تمسك هاياتو لتضغط بقوة عليه وهو يتحدث بابتسامة لطيفة : انتظر هاياتو سيأتي دورك بعده لا تتسرع !
ظهرت ملامح الألم على وجه هاياتو بسبب يد نيكولاس التي تمسكه بقوة تمنعه من الحركة بينما شهق ميكا برعب بعد جملة والده تلك ليصرخ : لا ابي ! ارجوك أتركه ! سآتي معك لكن لا تأخذ هاياتو !
اخفض ميكا رأسه بحزن ، يعلم أنه لن يستمع اليه ، يعلم ان كلماته لن تغير شيئاً ، لكن ماذا يستطيع ان يفعل ؟! اتسعت ابتسامة نيكولاس و هو يرى ألم ميكا ! انتهى الأمر ! لن يستطيعا الهرب أو المقاومة الآن !
فجأة ضربة اصابت وجه ليو جعلته يفلت ميكا و يتراجع فوراً ! التفت ميكا للخلف ينظر بصدمة للشخص الذي الذي أبعد ليو عنه ليتحدث فتى في الثامنة عشر من عمره : كل هذا لأجل ثلاثة أولاد ! ألا ترى انكم تبالغون بتصرفاتكم معهم ؟!
نظر الجميع له بدهشة و حيرة ، من هذا ؟ فتى بشعر اسود يتخلله اللون الأزرق و عينين زرقاوين غامقتين ! التفت الفتى لينظر لنيكولاس فجأة ظهر العديد من الرجال ليحاصروهم محاولين إصابة نيكولاس بمسدساتهم فتمكن هاياتو من الإفلات منه فأمسك يد ميكا الذي اقترب منه و ركضا نحو كاي !
نظر كاي لهما بحيرة : من هؤلاء الأشخاص ؟!
اجابه هاياتو بسرعة : لا أعلم بأي حال لنستغل هذه الفرصة للهرب ، أسرع !
نهض كاي ممسكاً ذراعه المصابة ليركض الثلاثة مبتعدين بينما أحاط عدد كبير من الرجال نيكولاس و ليو ! نظر نيكولاس لميكا و هاياتو و هما يبتعدان بخيبة أمل ، لم يستطع امساكهما بسبب تدخل هؤلاء الأشخاص !
ركض الثلاثة نحو المخرج و هم يرون طائرات بدأت تحلق فوق هذه المنطقة و رجال كثيرون يظهرون فتحدث هاياتو : ربما يكونون أعداءً لهم !
توقف الثلاثة فجأة عندما ظهر ذلك الفتى أمامهم مجدداً يتحدث : ماذا تفعلون ؟ هذا تصرف سيء ! أنقذتكم قبل قليل و انتم هربتم و تركتمونا !
مد هاياتو يده أمام ميكا ليتحدث بحدة : من انت ؟ ماذا تريد منا ؟!
اجابه الفتى بابتسامة : جين كاتسورا من منظمة ضوء القمر ، ستأتون معي .
احتدت نظرات هاياتو أكثر و هو يتحدث : و ماذا إن لم نفعل ؟!
اجابه جين بابتسامة هادئة : لا أعتقد أنكما سترفضان ، السيدة إيزابيلا من ارسلتني ، تريد رؤيتكما .
نظر هاياتو له بحيرة : إيزابيلا ؟!
ثوانٍ حتى تذكر ذلك الاسم فنظر لميكا الذي اتسعت عيناه بصدمة شديدة فتأكدت شكوكه لتتغير نظراته فاختفت الحدة من عينيه ليتحدث موجهاً كلامه لميكا : ماذا ستفعل ؟ أترغب بالذهاب ؟!
نظرات ميكا الحائرة اتجهت له لتوان ثم اخفض رأسه بحزن ! لا يعلم ماذا يفعل أو ماذا يقول ! لما ظهرت الآن ؟ بعد كل هذه المدة !
فهم هاياتو مشاعر ميكا المضطربة فتنهد بقلة حيلة ثم تحدث : لنذهب .. بأي حال يجب أن نعالج إصاباتنا .
اومأ ميكا إيجاباً ثم ساروا خلف جين يتبعونه إلى إحدى الشاحنات الكبيرة ! دخلوا فيها فتحدث جين : ستأخذكم هذه السيارة خارج المنطقة حيث يتجمع بعض أعضاء المنظمة ليعالجوا إصاباتكم ، سانهي أمر العصابة و آتي ثم نذهب إلى مقر منظمتنا .
أغلق باب السيارة ليرحل فتحركت السيارة مبتعدةً ! في داخلها تحدث كاي بحيرة : حسناً ، هل ستشرحان الآن ؟ من هي إيزابيلا ؟ ماذا تفعلان أنتما أو الأصح ماذا فعلتما ليلاحقكما كل هؤلاء الأشخاص ؟
تحدث هاياتو مغيراً الموضوع : تذكرت الآن ، علينا إعادة كاي إلى منزله قبل ذهابنا فالوقت تأخر بالفعل !
ظهر الانزعاج على وجه كاي : لن ينجح هذا هاياتو ستشرحان كل شيء الآن !
اجابه هاياتو : سيقلق والداك اذا تأخرت اكثر ، عليك العودة !
أخرج كاي هاتفه و عبث به قليلاً ليسأل هاياتو بحيرة : ماذا تفعل ؟
أعاد كاي اغلاق هاتفه ليتحدث : أرسلت رسالة و أخبرتهم أنني لن أعود للمنزل اليوم و سأبقى عند صديق لي .
أنهى كاي كلامه بابتسامة خبيثة لينهض هاياتو بسرعة و صدمة صارخاً : صديق ؟!!
حركته المفاجئة جعلت جرح كتفه يؤلمه ليضع يده عليه بألم بينما ارتفعت ضحكات كاي ! نظر هاياتو له بانزعاج ليتحدث : انت تعمدت هذا !
اجابه كاي بابتسامة : هذا صحيح .
نظر لميكا الذي لم يختفي الحزن من عينيه بعد ليتحدث : الآن انا متورط معكما أيضا ، لذا يجب أن تخبراني كل شيء .
عاد هاياتو للجلوس بجانب ميكا و نظر له فأومأ ميكا إيجابا و هو مخفض رأسه ، تحدث بصوت منخفض بيّن مدى صعوبة ما سيقوله عليه : ذلك الرجل ، نيكولاس .. إنه أبي ! هو أحد مؤسسي و أقوى خمسة أشخاص في عصابة blood !
نهض كاي بصدمة : انتظر ، اتعني أننا واجهنا عصابة blood الان ؟!
أومأ ميكا إيجابيا بينما أخذت أفكار كاي تظهر في عقله " blood ؟ إنها عصابة مشهورة و خطيرة جداً تستمتع بالقتل و التعذيب ! حتى رجال الشرطة لم يستطيعوا القبض عليهم بعد ! و والده أحد أعضاءها ؟! "
يتبع ...