تم علاج جراحهم و اتجه الثلاثة برفقة جين إلى مقر منظمة ضوء القمر . في الطريق رن هاتف جين ليرفعه و يجيب : نعم سيدي ... هما معي الآن سنصل خلال عشر دقائق .
أغلق الهاتف و وضعه جانباً ! سمع ميكا ما قاله جين فزاد توتره ! لا زال غير قادر على تصديق انه سيراها مجدداً ! لماذا ؟ ماذا تريد منه بعد ان تركته كل هذه السنوات ؟ هل يمكن انها كانت قلقة عليه و تبحث عنه طوال تلك المدة ؟! هل ستعيده ليعيش معها و تعوضه عن الألم الذي كان يعانيه ؟ هي تحبه حقاً في النهاية ، اليس كذلك ؟ فهو ابنها الوحيد ! بدأت امال ميكا ترتفع قليلاً رغم القلق في داخله !
كان هاياتو حائراً أيضاً ! هل ما يقوم به صحيح ؟ هل من الجيد أن يسمح لميكا برؤية والدته مجدداً ؟ هي تركته ! تخلت عنه ! بدلاً من أن تخفف من ألمه تسببت بتحطيمه أكثر ! ليست أفضل من والده ! يخشى أن تسبب جرحاً جديدًا بقلب رفيقه الوحيد ! رؤية والديه كلاهما في نفس اليوم ! أسيكون ميكا بخير ؟
ما سمعه كاي قبل قليل جعله يفهم قليلا صعوبة لقاء ميكا لوالديه و سبب قلق هاياتو عليه ، حب كاي للمغامرة و الخطر جعله يرغب بإكمال هذا الطريق و معرفة الأسرار خلفهما متناسباً أن من يواجهونهم هم عصابة blood .
و في مقر المنظمة .. بعد أن أغلق الرجل هاتفه استدار ينظر للمرأة التي تقف خلفه ، تقدم نحوها و هو يتحدث محاولاً تهدئتها : انهم في الطريق ، سيصلون بعد قليل .
إجابته بصوت مرتبك و منزعج : حسناً !
تنهد الرجل ثم تحدث : اهدئي ، لا يجب أن تقابليه هكذا ، عليك الابتسام قليلا .
نظرت له لتجيب بانفعال : لا استطيع هذا ! لا أتحمل رؤيته و لا أريده ، إنه يشبه والده كثيراً !
اجابها بهدوء : أعلم هذا ايزابيلا ، لكنك مضطرة لذلك .. لأجلها !
اخفضت إيزابيلا رأسها بعدم رضى تحاول إقناع نفسها بتحمل رؤيته ، هي بضع دقائق فحسب !
وصل الأربعة إلى قصر كبير بمنطقة سكنية فنزل جين من السيارة أولا يتبعه الثلاثة الآخرين . نظر ميكا للبناء بقلق فشعر بيد تمسكه ليلتفت نحو مصدرها . كان هاياتو يمسك يده بابتسامة مشجعة بعثت بعض الأمان بقلبه ليبتسم هو أيضا ، من الجيد وجود هاياتو معه الآن !
سار الأربعة حتى وصلوا لغرفة ما فتوقف جين قائلاً : انتظروا هنا قليلا .
دخل الغرفة ثم خرج بعد دقيقتين ليتحدث بلطف : ميكا ، تفضل للداخل .
تقدم ميكا و هاياتو معاً ليتحدث جين بابتسامة موجهاً كلامه لهاياتو : قلت ميكا .
اجابه هاياتو بلا مبالاة مكملاً سيره : أعلم .
تنهد جين و ابتسم بلطف ليسمح لهما بالدخول بينما بقي كاي في الخارج .
تقدم جين ليقف بجانب الرجل بينما يقف ميكا و هاياتو وسط الغرفة ! رفع ميكا رأسه قليلاً ليرى والدته ! كانت امرأة جميلة متوسطة الطول بشعر اسود و عينين رماديتين ! يقف بجانبها رجلٌ أطول منها بقليل ذو شعر اسود و عينين زرقاوين !
اخفض ميكا بصره بارتباك و قلق فتحدثت إيزابيلا بابتسامة مصطنعة : مرحباً ميكا .
اجابها بصوت منخفض دون النظر لها : م.. مرحباً !
- كيف حالك ؟ - بخير . - سمعت انك هربت منذ مدة ، لم أكن أعلم بذلك ! - أجل . - كيف هي حياتك الآن ؟ - جيدة .
كان جو الغرفة كئيباً مقلقاً ! كانت إجابات ميكا مختصرةً جداً ! لم يبدو كأنه حوار بين أم و ابنها لم يلتقيا منذ تسع سنوات ! عم الصمت قليلاً ليتحدث هاياتو بانزعاج : ادخلي في الموضوع مباشرةً ، لماذا استدعيتني ميكا ؟ ماذا تريدين منه ؟!
نظر الرجل و إيزابيلا لبعضهما فأعاد الرجل نظره للولدين أمامه ليتحدث بابتسامة : انت صديقه صحيح ؟ لدينا حديث خاص مع ميكا ، هل يمكنك تركنا بمفردنا من فضلك ؟
اجابه هاياتو بعبوس : لا . نظر الرجل لجين فرفع الأخير يديه بقلة حيلة قائلاً : حاولت ، لا فائدة !
أعاد الرجل نظره لهما ليتنهد بقلة حيلة ! تحدثت إيزابيلا بجدية : كما تريد سأدخل في الموضوع ، ميكا ، احتاج مساعدتك !
نظراته الحائرة اتجهت لها : مساعدتي ؟!
احتدت نظرات إيزابيلا لتنطق : أجل ، أريدك أن تمسك عصابة blood !
اتسعت عينا ميكا بشدة فتراجع بضع خطوات للخلف و قلبه يكاد يخرج من مكانه ! الصدمة منعته من الكلام ! ماذا تعني ان يمسك العصابة ! ماذا تظنه ؟ أهي تحاول جعلهم يأخذوه مجدداً ؟!
جين أيضا صدم من كلامها ! لم يكن يعلم لما يريدانه و هو لا يوافق ابداً على توريط أطفال بهذا الأمر ! ألا إن هاياتو صرخ فوراً : ماذا ؟ أتدركين ما تقولينه الآن ؟! لا بد انك فقدت عقلك لن اسمح بهذا أبداً !
أجابت إيزابيلا بانفعال : نحن نحاول القبض عليهم منذ زمن لكننا لم نجد شيئاً عنهم ، لم نعثر على أي دليل يرشدنا اليهم ، لكنك كنت تخرج مع نيكولاس دائماً ! رأيت المخابئ و تعرف اماكنها ! ميكا انت اكثر من يعلم كيف يفكر والدك ، حتى انك قد تتوقع حركاته التالية !
تعالى صراخ هاياتو بغضب شديد : افعلوا هذا بأنفسكم ، لا علاقة لنا ! هيا بنا ميكا !
أمسك يد رفيقه ليجره للخارج مغادراً الغرفة و هو نادم تماماً لأنه وافق على هذا اللقاء السخيف ! إلا أنهما سمعا صوتها تتحدث : أرجوك ميكا لأجل اختك !
تلك الكلمة جمدت هاياتو تماماً ! صدمة ميكا كانت أشد ليلتفت لها بحيرة : اختي ؟!
تقدم الرجل ليتحدث بهدوء : أجل ميكا ، انا غيلن كاتسورا رئيس منظمة ضوء القمر و زوج والدتك ، تعرفت على إيزابيلا عندما كانت تهرب من والدك ، ساعدتها ثم تزوجنا بعد مدة و انجبنا طفلة ، إنها اختك ميكا !
تحدثت إيزابيلا برجاء : لكن نيكولاس اختطفها قبل أسبوعين ، لم نستطع إيجادها للآن ، ارجوك ميكا !
ماذا يقول ؟ توقف عقله عند كلمة اختك ! لم يستوعب ما يقولانه ! اخت ؟ زوج ؟ ما كل هذا ؟ اليس هو ابنها الوحيد ؟ تحدث هاياتو بغضب : تريدين استعادة ابنتك ؟ احضرتنا الى هنا لهذا السبب ؟! ماذا عن ميكا ؟ أليس ابنك أيضا ؟ لم تسألي عنه عندما تركته هناك ، لم تعرفي انه هرب إلا عندما احتجته ، لماذا نساعدكما الآن ؟
كادت إيزابيلا أن تصرخ على هاياتو إلا أن غيلن أوقفها ليتقدم نحوهما و يتحدث : ميكا ، أعلم انك عانيت هناك لكننا سنعوضك عن كل هذا ! انت بمثابة ابني أيضاً ، أعدك أن استطعت إعادتها سنأخذك للعيش معنا ، ما رأيك ؟!
ظهرت ملامح الصدمة على وجه هاياتو مفكراً " يأخذ ميكا ؟! " رفع ميكا رأسه ينظر له بصدمة فاردف غيلن : سيكون لديك منزل ، والدين و أخت ، ستحصل على عائلة جديدة ! أليس هذا ما تريده ؟
لم ينطق هاياتو بشيء ! صحيح أنه يرفض مغادرة ميكا تماما ، لكن عرض على صديقه أن يعيش مع عائلته الحقيقية ، أيمنعه هو من هذا بحجة أن يبقى معه و هو اكثر من يعلم كم يحب ميكا والداه رغم كل شيء ؟ لم يعلم ماذا يقول و بقي صامتاً يحدق بهما !
مد غيلن يده ليمسك كتف ميكا إلا أنه تراجع للخلف قليلاً مانعاً إياه من لمسه ليصبح بجانب هاياتو تماماً يضم ذراع رفيقه بارتباك و قلق شديدين ليتحدث بخفوت مخفضاً رأسه : لا أريد منزلاً ، لا أريد عائلة جديدة (ضم ذراعه بقوة أكبر) عائلتي تكفيني !
للحظات بدا حلمه بوجود عائلة تحميه حقيقياً الا انه تحطم كباقي أحلامه ! فكرة ان والدته قد اشتاقت اليه كانت مجرد وهم ! حقاً ، كيف اقنع نفسه بشيء كهذا ؟! سيقومان بتعويضه ؟ كيف يقولان هذا و هما يخبراه انه لن يستطيع العيش مع والدته الا بمقابل ؟! شعر بالإهانة ، هل هو بلا قيمة بالنسبة لها ؟!
شعر هاياتو ببعض سعادة و هو يرى ان رفيقه قد اختاره هو فاكمل ميكا : لكن بخصوص اختي ... أظنني سأحاول إعادتها !
أنهى كلامه ينظر لهاياتو بحيرة كأنه يسأله عن رأيه ؟ أهو موافق ؟ أجاب هاياتو : حسنا ، في النهاية لا ذنب للفتاة بأخطاء والدتها !
نظر لإزابيلا بحدة مكملاً : لكن ان تأذى ميكا و لو قليلاً فسأجعلك تندمين بشدة !
ابتسم غيلن ليجيب : شكرا لكما ، اعتمد عليكما ، الوقت تأخر بالفعل و قد جهزت غرفةً لكل واحد منكم لذا أبقوا هنا الليلة !
تقدم جين ليخرج و يأخذهما لغرفتيهما ، فتتحدث إيزابيلا بعد أن تنهدت براحه : أخيراً ! كاد يرفض بسبب الفتى الذي معه ، إنه أكثر إزعاجاً من ميكا حتى !
ابتسم غيلن و اقترب منها : لا تلوميه ، هو يحاول حمايته فقط ! علمت أن ميكا هرب من العصابة مع فتاً آخر في مثل عمره ، اظنه انه هو الذي جاء معه الان ! كلاهما ليس لديه أحد ليمسك يده سوى بعضهما لذا من الطبيعي أن يحمي أحدهما الآخر من أبسط الأمور !
......................................................................................................
رأى كاي ، ميكا و هاياتو يخرجان من الغرفة فاتجه نحوهما بسرعة متحدثاً : ماذا حدث ؟ ماذا فعلتم ؟
اجابه هاياتو بانزعاج : آسف لما قلته عنك كاي ، وجدت للتو شخصاً أكثر إزعاجاً منك أرغب حقاً برميه للعصابة !
لم يفهم كاي مقصد هاياتو فضحك جين ثم تحدث موضحاً : سيتعاون ميكا و هاياتو معنا لامساك عصابة blood !
تفاجئ كاي ليتحدث : لماذا ؟
اجاب هاياتو : لا علاقة لك .
ظهر الانزعاج على وجه كاي ليتحدث : بل لي علاقة ، لا تنسى أنني ساعدتك باستعادة ميكا و اصبت بسببكما لذا عليك توضيح كل شي لي !
نظر هاياتو له بانزعاج مجيباً : لم أطلب مساعدتك لذا لا تحشر نفسك في كل شيء !
رد كاي بانزعاج : انا لا احشر نفسي ! أنا أرغب بمعرفة ما يحدث فقط !
رد هاياتو بانزعاج : و هو نفس الشيء أيها المتنمر المزعج !
كاي : ليس كذلك أيها المغرور !
قاطع جين نقاشهما بابتسامة : حسناً هذا ليس وقت المناقشة ، تحتاجون للراحة سأرشدكم لغرفكم و تتحدثان مع صديقكما غدا !
رد كاي و هاياتو في وقت واحد بانزعاج : لسنا أصدقاء !
ضحك جين بخفة بينما كان ميكا ينظر له بحيرة قبل ان يتحدث بصوت منخفض : المعذرة ، قلت ان اسمك جين كاتسورا ؟ هل انت .. ابن السيد غيلن أيضاً ؟!
نظر جين له بحيرة ثم ابتسم بخفة بعد ان فهم ما يفكر به ميكا ليجيب : تقريباً ، هو يعتبر والدي بالتبني ! رغم انني لا اناديه بابي لكن يمكنك ان تعتبرني اخاك الأكبر !
رد هاياتو بعبوس : لا نحتاجك ، و لن تكون اخاه ابداً !
ابتسم جين بخفة ثم تحرك ليدلهم على الغرف .
بعد مدة قصيرة .. كانت غرف الثلاثة بجانب بعضها . كان كاي في غرفته مستلقياً على السرير يفكر بكل شيء حدث اليوم ! من عادته مراجعة كل حدث مهم يحصل له و تحليله ! هناك شيء داخله لا يشعر بالارتياح ! كأن هناك شيئاً ناقصاً ، أمر قد نسيه ! صورة تلك الغرفة التي وجدا ميكا فيها لا تفارق ذاكرته ! لماذا يشعر بهذا الاضطراب و القلق ؟!
كان هاياتو بغرفة ميكا يجلس بجانبه على السرير يتحدثان . بدأ ميكا الكلام محاولاً إظهار ابتسامته المعتادة : آسف هاياتو ، لقد أجبرتك على التورط مع العصابة مجدداً !
إجاب هاياتو بعبوس طفيف : لا بأس ، لا أعلم لما مازلت تحبها رغم كل ما فعلته ، انت لا تستطيع رفض طلبها في النهاية !
اخفض ميكا رأسه بحزن : آسف .
نظر هاياتو له ثم ابتسم : هذا ليس سيئاً بالنسبة لي ، أحب هذا الجانب فيك .
نظر ميكا له بابتسامة خجولة ليضحك هاياتو بخفة . ثوانٍ حتى نطق ميكا : أتظن أن اختي ستكون لطيفة مثلك ؟
نظر هاياتو له بحيرة ثم عبس بخفة مجيباً : ربما ، لكن انا افضل .
ضحك ميكا قليلا ثم اخفض رأسه : اخت ! اظنها ستكون لطيفة ! تخيلتها تأتي لمنزلنا كل مدة ، تطلب أن نلعب معها ، نساعدها بالدروس ، نحميها !
نظر هاياتو له و هو يستمع لحديثه ، تمنى ان يتحقق ما يريده رفيقه و تكون فتاة لطيفة ليس مثل والدتها ! تحدث هاياتو : أجل ، أتمنى ذلك أيضاً ، بأي حال لن نذهب للمدرسة غداً .
نظر ميكا له بابتسامة : أهذا كل ما تفكر به ؟!
رد هاياتو بعبوس : أجل ، نستحق ذلك خصوصاً بعد يوم طويل كهذا !
ابتسم ميكا بقلة حيلة ليجيب : حسناً ، كما تريد !
نهض هاياتو قائلاً : حسنا سأذهب الآن ، تناولت الدواء صحيح ؟!
اومأ ميكا إيجاباً فاردف هاياتو بنبرة هادئة : أن احتجت لشيء أخبرني و أن لم تستطع النوم فيمكنك المجيء لغرفتي لا تبقى بمفردك هنا !
اومأ ميكا إيجاباً مجدداً فوقف هاياتو يحدق به لثوان ! يعلم مرضه و يعلم انه بالتأكيد لن يكون بخير بعد كل هذا فتنهد بقلة حيلة قائلاً : ماذا أقول ؟ لا أستطيع تركك هكذا !
عاد للجلوس بجانبه يتحدث : اتعلم ؟ أنا أيضا لدي أخ صغير !
نظرات ميكا المصدومة رسمت على وجهه ليتحدث متسائلاً : حقا ؟ لما لم تخبرني ؟ من هو ؟!
ضحك هاياتو بخفة لينقر على جبين ميكا : انه انت .
وضع ميكا يده على جبينه بعبوس ثم ابتسم بخفة و هو ينظر للأرض ، صديقه يعلم جيداً كيف يبعد الحزن عنه ! دفعه هاياتو ليسقطا على السرير قائلاً : هيا نم اخي الصغير و سأنام معك هنا !
افسح ميكا المجال لهاياتو ليناما معا فتحدث مبتسماً : شكرا لك هاياتو .
وضع هاياتو يده على رأس ميكا يمسح على شعره بخفة : لابأس ، سأكون موجوداً دائماً بجانبك .
أغلق ميكا عينيه ببطء محاولاً أبعاد أفكاره عنه و الاسترخاء قليلا ! بينما كان هناك شخص يراقبهما من خلف الباب ! ابتسم غيلن بخفة و هو يراهما معاً ثم تحرك مبتعداً عن غرفتهما !
...............................................................................................................
في مكان اخر بعيد بعض الشيء ... أربعة أشخاص يجلسون معاً بانتظار مجيء الخامس و الذي لم يكن يتأخر عادةً ! تحدث أحدهم بملل : أين هو نيكولاس ؟ ليس من عادته أن يتأخر على الاجتماع !
اجابه شخص آخر بابتسامة : آخر مرة تحدثت معه قال إنه وجده أخيرا ، أظنه معه الآن .
تحدثت فتاة معهم : وجده ؟! هذا جيد ، اشتقت لذلك الفتى .
رد على كلامها الشخص السابق بسخرية : أجل ، لكنك لن تأخذيه ، سيبقى معي أولا !
اجابته الفتاة بعبوس : ليس عدلا ، النساء أولا .
دخل نيكولاس الغرفة متحدثاً : لن يأخذه أحد ! هو ابني انا لا انتم .
تحدث الأول : أهلا نيكولاس ، لقد تأخرت !
اجابت المرأة بانزعاج : انت بخيل نيكولاس ، لا تبقيه عندك فقط !
جلس نيكولاس يجيب الأول بملل متجاهلاً الثانية : وصلت منظمة ضوء القمر في اللحظة الأخيرة لتفسد الأمر لذا اضطررت للتعامل معهم .
تحدث شخص آخر : مهلاً أيعني هذا انك لم تمسك ميكا بعد !
أجاب نيكولاس بابتسامة ماكرة : لا ، و حتى ان أمسكته فلن أعطيه لك !
عبس الآخير من رده بينما تحدث الشخص الرابع و الذي كان صامتاً للآن بصوت هادئ : إذن .. كيف كان ؟!
أسند نيكولاس رأسه للكرسي بصمت وقد اختفت ابتسامته الواثقة عن وجهه ليتحدث بصوت بدى عليه الاشتياق : لقد كبر .. و أصبح يشبهه أكثر !
عم الصمت أرجاء الغرفة فاخرج نيكولاس ساعته الموسيقية لينظر لها مكملاً : كلما مر الوقت يصبح أكثر شبهاً به ، كل حركة يبديها و كل نظرة تظهر على وجهه تذكرني به ، كأنه نسخة منه .. ( يبتسم بمكر ) و هذا يزيد حماسي اكثر !
ابتسم الآخرين بينما نطقت المرأة : غريب كالعادة ! تحدث الرابع : الآن لنعد للاجتماع ، لنكمل من حيث توقفنا الأسبوع الماضي .
يتبع ...
.....................................................................................................................................
أتمنى ان ينال اعجابكم.