في صباح اليوم التالي أوصل جين الثلاثة لمنازلهم . نزل ميكا و هاياتو فتحدث جين موجهاً كلامه لميكا : سأحضر باقي المعلومات و أرسلها لك .

اومأ ميكا إيجاباً ليذهب جين فاستدارا ليدخلا المنزل بهدوء . ذهب هاياتو للاستحمام و عندما خرج كان ميكا جالساً على السرير يقرأ المعلومات التي أرسلها جين سابقاً . جلس هاياتو على سريره مقابل سرير ميكا متسائلا : اذا ؟ ماذا وجدت ؟!

مد ميكا يده ليعطي صورةً لهاياتو ! كانت صورة فتاة في التاسعة من العمر تقريباً ، بعينين زرقاوين و شعر أسود طويل يشابه شعر والدتها .

تحدث ميكا بهدوء : اسمها مينا كاتسورا ، قبل أسبوعين ذهبت للمدرسة و لم تعد ، عندما ذهب السيد غيلن للبحث عنها هناك قالوا إن رجلا بمواصفات ابي أخذها قائلاً ان والدتها من أرسلته ، في نفس الوقت وجدوا أن منزلهم قد تعرض للاقتحام و التخريب و وجدت رسالة تهديد ، هذه هي .

أعطى ميكا الورقة لهاياتو فكان مكتوبا فيها (( هذا عقاب بسيط على هربك ، أن أخبرتي الشرطة فلن تري ابنتك ثانيةً ، لكنني اظنك معتادةً على ترك أولادك لذا هذا لن يؤثر عليك ))

ضحكة خافتة صدرت من هاياتو ليتحدث بمكر و بعض السخرية : لأول مرة أوافقه الرأي !

نظر ميكا له بعبوس منادياً : هاياتو !

ابتسامة ظهرت على وجه المعني و هو يتحدث ببراءة : نعم ميكا ؟

زاد عبوس ميكا ليضحك هاياتو بخفة ثم تحدث : بأي حال ، ألم يترك شيء آخر ، كيف ستجدها هكذا ؟

اجابه ميكا : هناك رسالة أخرى لكنها لم تكن مع جين لذا ذهب ليحضرها ، سيعود قريباً .

رد هاياتو : فهمت .

عم الصمت لبعض الوقت حتى نطق هاياتو بجدية و حذر : تلك المنظمة .. هم لا يعلمون شيئاً عن أفراد العصابة صحيح ؟!

أجاب ميكا : أجل ، لا يعلمون سوى معلومات سطحية جداً عنهم و لم يواجهونهم من قبل وجهاً لوجه الا امس و قد كان ذلك بسبب ان السيد جين كان قد جاء الى مدرستنا لاصطحابنا الى امي و عندها راك تخرج مع كاي للبحث عني !

نظر هاياتو له قليلاً ثم نطق بحذر : هل انت متأكد من هذه المعلومات ميكا ؟

نظر ميكا له و قد فهم ما يفكر به هاياتو فتحدث ببعض القلق : لست واثقاً بعد ، لا يمكنني تأكيد كلامهم من لقاء واحد فقط لكن .. حجتهم مقنعة ، هذه الصور تبدو حقيقية ، بالإضافة الى اننا قد رأيناهم يحاصرون ابي ! لا أظن انهم يكذبون علينا ! اعتقد انهم يحاولون امساكه حقاً !

نظر هاياتو للجانب هامساً : منظمة تسعى لامساك عصابة blood ، لم اسمع عنها من قبل ! ان كانوا موجودين حقاً فاين كانوا طوال تلك السنوات ؟!

احتدت نظرات هاياتو بغضب بان في اخر كلامه ايضاً و هو يتذكر السنوات التي أمضاها يتلقى التعذيب و يقاسي الألم دون ان يسأل عنه احد ! أعاد بصره لميكا : ميكا ، ابقى حذراً منهم ، حتى ان كان كلامهم صحيحاً فهم يرغبون فقط باستغلالنا للحصول على المعلومات ! ان لاحظت أي شيء غريب اخبرني فوراً ، حسناً ؟!

اخفض ميكا بصره ببعض الحزن : حسناً لا تقلق ، باي حال لم استشعر اي كذب في حديث جين لذا يمكننا الثقة به أولاً ، و ايضاً .. امي معهم لذا .. لا اظنهم .. يخططون لإيذائنا !

نطق ميكا عبارته الأخيرة بتردد واضح ! هاياتو يثق بذكاء ميكا و يصدق كل كلمة يقولها لكن تلك العبارة .. هو يعلم جيداً انها لم تصدر من عقله و انما من قلبه الذي يحاول جاهداً إيجاد بعض الدفء في والديه !

اخفض هاياتو بصره بحزن الا انه نظر لميكا مجدداً فاحتدت ملامحه بحزن ليتحدث بقلق : ميكا .. ارجوك .. تلك المرأة اكثر شخص يجب الحذر منه ! قد استطيع الثقة بجين او غيلن لكن ايزابيلا ؟ .. تعلم رأيي جيداً بها !

بقي ميكا ينظر للأرض ببعض الحزن ثم تنفس بعمق و رفع رأسه ينظر لهاياتو بابتسامة خفيفة : لا تقلق ، سأكون حذراً .

.................

بعد مدة قصيرة رن جرس الباب ليفتح هاياتو فكان جين قد عاد و معه الرسالة الثانية . ادخله هاياتو و أعطى جين الرسالة لهما ليرياها . كانت رسالة مشفرة لم يستطع غيلن أو المنظمة حلها !

بعد بضع دقائق نظر هاياتو لميكا متحدثاً : هل استطعت حلها ، ميكا ؟

نظر ميكا لجين : اهناك رسالة أخرى ؟

جين : لا ، فقط هذه !

أعاد ميكا بصره للورقة : هناك نقص في هذه الرسالة ، لا بد من وجود تتمة لها !

أخرج جين هاتفه و هو يقول : سأسأل الرئيس .

بعد أن أخبر جين غيلن بما قاله ميكا اقترح غلين أن يذهبوا لمنزله فهم منذ ذلك اليوم خرجوا من المنزل و لم يلمسوا شيئاً فيه إلا عندما بحثوا عن أدلة ! قد يتمكن ميكا و هاياتو من اكتشاف شيء جديد لم ينتبهوا له !

أخذ جين هاياتو و ميكا إلى هناك بينما توجه غيلن و إيزابيلا إلى المنزل أيضاً . كان المنزل محطماً ! كل شيء تقريبًا كان مدمراً . تجول هاياتو و ميكا في ارجائه ينظران لكل شيء حولهما ! بحثا عن أي دليل يساعدهما بينما يبحث جين ، غلين و إيزابيلا معهم أيضاً !

توقف ميكا أمام المكتب في غرفة الزوجين ليحدق بالصورة فوقه بحزن ! كان صورةً لغيلن و إيزابيلا مع ابنتهما في إحدى نزهاتهم ، كانوا يبدون سعيدين جداً و يضحكون معا ! كانت اول مرة يرى ابتسامة والدته ! تساءل لما لا تبتسم له ايضاً ؟ لماذا هو لا يملك صورةً عائلية كهذه ! لماذا حرم هو من هذه السعادة ! ألم يكن من حقه أن يستمتع أيضاً كأي شخص آخر !

نظر هاياتو له بطرف عينه متأملاً ملامح وجهه فبدا الانزعاج عليه ! تلك المرأة تخلت عن ابنها لتعيش هي بسعادة ؟! ألا إن نظراته تحولت للدهشة و هو يرى ميكا يمسك الصورة ليخرجها من الإطار بقوة !

اقترب هاياتو منه مسرعاً : ميكا ماذا تفعل ؟

ألا إن نظرات ميكا كانت جادة ! فعله هذا لم يكن بسبب غضبه أو حزنه ! اقترب الثلاثة الآخرون منهما أيضاً و ما أن أخرج ميكا الصورة حتى سقطت ورقة منها !

نظر ميكا لها مفكراً " توقعت هذا ! "

كانت تلك الصورة هي الشيء الوحيد الغير محطم في هذا المنزل ! المكتب هو المكان الوحيد المنظم ! كانت شكوك ميكا قد اتجهت اليه فور رؤيته و قد جذبت الصورة انتباهه فوراً فقرر التحقق منها لفصل الشك عن اليقين ! كما انه تأكد من امر اخر أيضا ! هو ما زال يتصرف وقف خطة نيكولاس !

ارسال رسالة معقدة يعلم جيداً ان ايزابيلا لن تفهمها ، وضع نصف الشفرة داخل اطار صورة يعلم ان ميكا لن يتحمل النظر اليها دون الشعور بالحزن ! بل هو تعمد وضعها في هذه الصورة تحديداً ! فعل كل هذا لأجل القبض عليه ! هذا هو أسلوب نيكولاس ! يحب التلاعب بمشاعر اعدائه !

تفاجئ غيلن و إيزابيلا فهما لم يضعا أي ورقة فيها بينما ابتسم هاياتو براحة ! حقاً و منذ متى و صديقه يغضب من شيء كهذا ! التقط ميكا الورقة و فتحها ليقرأ ما كتب فيها : الجزيرة الطائرة !

نظراته الحائرة اتجهت لوالدته و غلين ليتحدث : أتعلمان معنى هذا ؟!

اجابت إيزابيلا بهدوء و بعض القلق : أجل ، أنه اسم قصة خيالية تحبها مينا كثيراً ، الكتاب موجود في غرفتها !

تحدث هاياتو : لنرى الكتاب .

أحضرته إيزابيلا ليأخده ميكا و هاياتو و ينظران داخله ! كان هناك خطوط اسفل بعض الكلمات فتحدث غلين بجدية : هذه الخطوط ليست من فعل مينا ! إنها تعتني بأشيائها جيداً و لا تسمح بأحداث خط واحد حتى !

أخرج هاياتو ورقةً و بدأ بكتابة تلك الكلمات بينما يقلب ميكا الصفحات ناطقاً بتلك الكلمات التي لم تكّون أي جملة مفيدة ! عندما انتهى من كتابتها أعطى الورقة لميكا الذي أخرج الورقة السابقة التي تحتوي على ارقام و وضعهما أمامه على المكتب ليحدق بهما !

صمت الجميع و هم ينظرون للورقتين و ينتظروا ما سيقوله ! بدأ ميكا بمحاولة حل الشفرة و ثوانٍ حتى بدأ يتحدث : دمعة صغيرة .. وسط رواسي تثبت الأرض .. صندوق .. يحبس الكثير داخله .. على بعد مسافة منها .. سأنتظرك هناك .. لكن لا تتأخر .. و الا .. ابتعد المكان أكثر .

إيزابيلا : أهذا ما كتب فقط ؟!

استدار ميكا ينظر لهم : أجل ، هذا فقط .

تحدث غيلن مفكراً : الدمعة تعني بحيرة صحيح ؟

أومأ ميكا إيجاباً ليكمل : أجل ، و الرواسي التي تثبت الأرض هي الجبال !

نطق هاياتو بتفكير : صندوق .. سألنا نيكولاس مرة ان كان الصندوق يعجبنا ؟ هو يقصد السجن ، اليس كذلك ؟

اومأ ميكا ايجاباً : اجل ، مينا موجودة في زنزانة اسفل الأرض مثل التي كنا فيها ، قرب بحيرة وسط الجبال ! و يقول ايضاً انه سيكون مستعداً لنا حيث وضع عدداً كبير من الرجال هناك كما ذكر في عبارة يحبس الكثير داخله !

تحدث جين بإعجاب : هذا مذهل ، استطعت حلها بأقل من يوم !

ألا إن هاياتو تحدث بجدية : لكن هناك الكثير من المواقع بهذه المواصفات ، ربما خمسة ؟ و قد مر أسبوعان بالفعل !

رد ميكا ببعض القلق : أجل .. لقد قال إن تأخرنا فسيبتعد المكان !

تحدث غيلن بجدية : إذن المنظمة ستبدأ بالبحث بجميع المواقع التي تحتوي هذه المواصفات الآن !

اجابه جين باحترام : حاضر سيدي ، سأخبر فرقة التجسس فوراً !

خرج جين مسرعاً فاقترب غيلن من ميكا و هاياتو واضعا يده على كتفهما بابتسامة ممتنة : شكراً لكما ، ساوصلكما للمنزل الآن و عندما نجد الموقع سأخبركما !

أومأ ميكا إيجاباً ثم خرج الأربعة و ركبوا السيارة متجهين لمنزلهما . كانت الشمس قد بدأت بالغروب . بعد أن اوصلهما غيلن ذهب للبحث أيضا بينما بالكاد استطاع إقناع إيزابيلا بالعودة لمنزلهما الجديد و ترك الامر له !

..............................

صباح اليوم التالي ... كانا ما يزالان ينتظران أن يتصل جين بهما دون أن يعلما شيئاً عن البحث ! ذهب ميكا و هاياتو إلى مدرستهما ، فهذا أفضل من البقاء في البيت و الانتظار بالنسبة لميكا !

بينما كان هاياتو منزعجاً جداً من هذا خصوصاً أن ذلك الفتى يتبعهما منذ أن وصلا ! كان ميكا مرتبكاً أيضاً ، لا يحب أن يتبعه شخص هكذا !

توقف هاياتو ليتحدث بغضب موجهاً كلامه للواقف خلفه : لماذا أصبحت ملتصقاً بنا كاي ؟!

اجابه كاي بفضول : لأنني أريد مقابلة العصابة مجدداً .

نظر ميكا له بدهشة ! أي شخص عاقل يرغب بالتورط مع عصابة خطيرة ؟

صرخ هاياتو بانزعاج : ماذا ؟!! قلنا لك انها عصابة blood ! ان كنت ترغب بقتل نفسك أفعل هذا بعيداً عنا !

اجابه كاي بانزعاج : اصمت أيها المغرور ، لن اموت بسهولة ، لست ضعيفاً لهذه الدرجة !

إلا أن ميكا سأله : لماذا تريد مقابلتهم ؟ تعلم انهم خطيرون !

نظر كاي له مجيباً : لدي أسبابي الخاصة لا شأن لكما بها فقط اخبراني ما تعرفانه عنهم .

رد هاياتو ببرود : لن نخبرك شيئاً ، اذهب .

احتدت نظرات كاي ليجيبه بغضب : لن إذهب قبل أن تخبراني ، لا أهتم للخطر الذي ساواجهه انا مستعد لاي شيء !

نطق ميكا بقلق : لن تكون انت بخطر فقط ، عائلتك أيضا ، هل ترغب أن يقتلوا ؟ هل أنت مستعد للتضحية بهم ؟!

توسعت عينا كاي عند ذكر أمر عائلته ! ليكمل ميكا و هو ينظر للأسفل بابتسامة خفيفة : انت لا ترغب بهذا ! العائلة شيء جميل ، عليك الحفاظ عليهم .

تقدم ميكا و هاياتو تاركين كاي خلفهما بينما يتحدث هاياتو : من الأفضل أن تنسى كل شيء قبل أن تتعمق أكثر !

هذه الجملة جعلت عينا كاي تتوسع تدريجياً ليستدير و ينظر لهما بصدمة ! ينسى ! لقد سمع هذه الجملة من قبل ! ألم يقل شخص ما الجملة نفسها له منذ زمن ؟ لكن من ؟ وضع يده على رأسه مفكراً ! هل هو يتخيل هذا أم أن الكثير من الأشياء مألوف بالنسبة له !

كل شيء بدأ منذ أن رأى تلك الغرفة بمقر العصابة ، أن رآهم مجدداً هل سيستطيع فهم بعض الغموض الذي يشعر به و تلك الصور المتقطعة التي تظهر بعقله منذ ذلك اليوم ؟!!

يتبع ..

.............................................

أتمنى أن يكون قد نال اعجابكم . ما رأيكم و توقعاتكم للقادم ؟! لما كاي يشعر أن هناك أمر ناقصاً ؟! و ماذا سيحدث لميكا و هاياتو و هل سيجدون مينا ؟!

2021/09/03 · 251 مشاهدة · 1964 كلمة
Rnem
نادي الروايات - 2025