الفصل الثانيــ(رجل غريب):




‫استيقظ كمال كعادته في الصباح الباكر الساعة السادسة، غسل وجهه و نظف اسنانه و ذهب ليتناول طعام الافطار، ثم ذهب ليرتدي ملابسه و يجهز نفسه ليوم دراسي جديد.


خرج كمال من منزله و توجه إلى مدرسته "مدرسة لينا" نسبة إلى مدينته "مدينة لينا" و في الطريق قابل صديقه المخلص محسن و هو أعز أصدقائه فسلم عليه و توجها معا إلى المدرسة.


في أثناء الطريق حدَّث كمال محسن عما يشغل باله مما حدث له بالأمس، و أثناء حديثهما و بالضبط حين وصل إلى أن أخبر كمال محسن أنه ذهب إلى الحديقة ثم توجه بعدها إلى المتجر ، شعر بألم في رأسه و كأن ذاكرته تنبهت من شئ حدث و قد نسيه ، أو من شئ خطير لا يستطيع تذكره ، و أحس بضباب عغلى ذاكرته ، لم يستطع التذكر جيدا ما الذي حدث معه في الحديقة و ماذا فعل بها بل متي توجه إلى المتجر؟ كل هذه الأفكار تدفقت كالسيل على كمال الذي ما لبث أن أدرك أن هناك شئ مريب في الحديقة ، شئ خارق للواقع حتى جعله ينسى ما الذي حدث ، أخذ يفكر و يفكر و يفكر .


قال كمال في نفسه :" ذهبت إلى الحديقة في الساعة الواحدة، جلست هناك أتأمل الاشجار و أطعم الطيور" ، حيث كانت تلك عادته ، ثم أخذ يتعمق غفي التفكير ، هنالك شئ ضائع ، شئ لا يستطيع تذكره ، شئ.... و فجأه رن جرس المدرسة معلنا بدأ يوم دراسي جديد.


أستفاق كمال من أفكاره و وجد نفسه في المدرسة حيث لم يشعر بنفسه عندما دخل من كثرة التفكير ، حتى محسن لم يستطع التحدث معه ، فقرر كمال أن يؤجل الموضوع إلى ما بعد المدرسة لكي يستطيع التفكير بهدوء و عمق.


كان اليوم الدراسي ينتهي في الساعة الثانية عشر و النصف ، بعد انتهاء اليوم الدراسي ذهب كمال و محسن إلى مقهى لكي يأكلوا بعض الطعام كما يفعلان عادة و يفكران فيما حدث بالأمس.


و أثناء تناولهما للطعام دخل رجل المقهى يرتدي معطف أسود و عيناه صفراوان و يرتدي بنطال بنفس لون المعطف .


كان يرتدي ثيابا ثقيلة إلى حد ما ، فاستغرب الصديقان لأن الجو دافئ و كانوا لوحدهم في المقهى ، نظر الرجل إلى كمال و أشار إليه و صرخ فجأه :"إنه أنت، أنت الذي قابلته بالأمس".


نظر كمال إلى الرجل باستغراب لأنه لم يكن يعلم من هذا الرجل و لا يتذكر أنه رآه من قبل .


و كانت هذه اللحظة هى التي ستحول مجرى حياة كمال ...... ستغيره كثيرًا......




بقلم :


BLACK ICE


2017/06/19 · 254 مشاهدة · 399 كلمة
Black-Ice
نادي الروايات - 2024