الفصل الثالثــ(الحديقة) :
نظر محسن إلى كمال مستنكرًا عندما سمع من الرجل ما قاله و نظر أيضا كمال إلى الرجل باستغراب و رد عليه :" من انت أيها الرجل و ماذا تقصد بأنك قابلتني بالأمس أنا لم اقابلك قبل الآن "
رد عليه الرجل:" بالطبع لم تتذكرني بسبب حقل الأدراك ، إذا أردت أن تعرف كل شئ ... أتبعني".
نظر كمال إلى محسن فأومأ برأسه و قال :" حسنا إذا أردت ان تعرف ما حصل معك في الحديقة عليك أن تتبعه "، فأجاب عليه كمال بالموافقة و سار الصديقان وراء الرجل الغريب.
عندما خرج الثلاثة من المقهى رأى الصديقان وجه الرجل بشكل اوضح ، كان وجهه أزرق يميل إلى الحمرة كأنه جاء من مكان بارد جدًا.
عندما وصل كمال إلى الحديقة بدات بعض الذكريات تعود إليه حيث تذكر أنه أثناء جلوسه في الحديقة شاهد نوعًا نادرًا من الحشرات و قد تبعه و لكنه لم يستطع تذكر ما حدث بعدها.
فجأه توجه الرجل إلى منطقة محاطة بسور و مكتوب عليها كلمة 'خطر' ، قلق الصديقان و لكن كان فضولهما أكبر من شعورهما بالقلق.
عندما عبر الصديقان السور الذي لا يتعدى طوله المتر ظهر فجأه وهج عالي ثم وجدا نفسيهما في مكان غريب و شعرا بلسعة برد ، كان كل ما حولهما عبارة عن ثلج أبيض ولا شئ أخر ، أعطى هذا الرجل الغريب كلاهما معطفًا فلبساه و شعرا بالدفئ ، ثم سأل الرجل الغريب كمال : “هل تتذكر شئ ؟ ".
فكر كمال بعض الوقت و لكنه أجابه بالنفي ، فطمأنه الرجل و قال : “ حسنًا ، ستساعدك الملكة في التذكر و ستساعدك في فهم كل شئ " .
قال محسن مستغربًا : “ الملكة ؟ وأين هي و كل ما حولنا ثلج في ثلج " .
أجابه الرجل في هدوء : “ ستفهم كل شئ الآن "
مشي الرجل بضع خطوات ثم توقف برهه أمام كومة من الثلج و أشار بسبابته نحوها و ضرب بقدمه الأرض وإذا يظهر في تلك الكومة دائرة وبدأت بالاتساع لتصبح مثل النفق .
قال الرجل : “ اتبعاني وستفهمان كل شئ " ، ودخل النفق ، نظر الصديقان إلى بعضهما ثم دخلا النفق خلفه .
كان النفق بأكمله مصنوع من ثلج يشبه الزجاج و كان طوله لا يزيد علي خمسة أمتار و في النهاية كان يوجد ضوء أزرق غريب .
اخترق الرجل الضوء و اختفى ثم نادى عليهما من الجهة الأخري : “ تعاليا ".
عبر الصديقان معًا الضوء ولم يصدقا ما رأوه فقد كان غريبًا أكثر من أي شئ أخر و كانت مفاجأة لهما الإثنين لم يتخيلاها فقد كان شئ يخطف الأذهان…و غريب... غريب جدًا...
======================
بقلم :
BLACK ICE