الفصل الخامســ(قلب طيب) :


عندما أشارت الملكة شهد إلى الكتاب توهج و ارتفع عن المنصة و بدأ يتحدث فقال :
“ منذ زمن بعيد كان البعد الثلجي يعيش في أمن و سلام ، كان أهله مشهورون بقدرتهم على السيطرة على الثلج و التحكم به و كان هنالك مملكتين ، مملكة سانو و مملكة سرند ، كانت الأخوة و المحبة موجودة بين المملكتين إلى أن اكتشفت مملكة سرند القوة المظلمة ' الثلج الأسود ' و بدأ يتغلغل الشر في المملكة و سعت ملكة مملكة سرند إلى الفوة و لكن تصدى لهم الأمير المغوار ' الأمير بدوي ' و كاد يقضي عليهم إلى أن اختفى فجأة و تقول الأساطير أن هناك شخصًا من عالم البشر سيكتشف بوابة العالم الثلجي و يبحث عن الأمير بدوي و يعيد السلام إلى البعد الثلجي و هو الأمير المختار ".

ثم سكت الكتاب و اختفى وهجه و عاد مرة أخرى إلى المنصة .

شعر الصديقان بالغرابة الشديدة و نظرا إلى بعضيهما ، ثم التفتت الملكة إلى كمال و قالت له :

“ إن البعد الثلجي محاط بحقل يسمى ' حقل الإدراك ' لكي لا يستطيع أي شخص تذكر ما حدث أو يعلم بسر هذا العالم ، و لكنه أيضا بقي مخفيًا عن البشر فأنت تعتبر أول بشري سافر إلى هذا البعد لذلك لقد تطابقت الأسطورة معك ".

و أضافت و هي تبتسم : “ لقد جئت بالأمس و لعلك لا تتذكر ما حدث معك ، هان هناك بعض الجنود من مملكة سرند يقاتلون ماركو و لكنهم أصابوك عندما رأوك فانطلقت منك طاقة هائلة أبادتهم جميعًا ، ثم خفت و عدت إلى عالمك مسرعًا فلابد أنك نسيت ما حدث عندما عدت ".

رد عليها كمال قائلًا : “ وهل هذا يعني أنني لن أستطيع العودة مرة أخرى إلى عالمي لكي لا أنسى ما حدث ".

أجابته الملكة " بالطبع لا ، سأقوم الآن بوضع علامة عليك لكي لا تنسى شئ ولا يأثر بك المجال ".

قال محسن : “ و أنا أيضًا أريد أن لا أنسى أي شئ ".

نظرت الملكة مستفهمة إلى كمال فقال لها الأخير : “ إنه صديقي و من أعز أصدقائي".

صمتت الملكة برهة ثم قالت : “ حسنًا و لكن أولًا هل أنت مستعد لكي تساعدنا لأن وضع علامة عليك يعني بمثابة الوعد منك لمساعدتنا ".

نظر كمال إلى محسن و تهامسا في الموضوع ، كان كمال من الأشخاص اللذين لا يتوانون عن مساعدة الغير بكل ما يستطيع و لكن هذه المرة الأشد خطورة في حياته و ربما قد يموت و هو يساعدهم .

اتفق الصديقان في النهاية على أن يساعدوا مملكة سانو في بحثهم عن الأمير بدوي ، وضعت الملكة يديها علي جبهة كل من محسن و كمال ثم توهجت عيناها و يديها و أحس كل منهما بصداع خفيف ، ثم أزاحت الملكة يديها عنهما و قالت لهما :

“ انتهيت يمكنكما الآن مغادرة البعد و لن تنسيا شيئًا و سيراقبكما حارس من أفضل جنودنا فتعاليا غدًا لكي نبدأ مغامرتنا و استريحوا الآن لأنني أعلم أن العلامة ستسبب لكما صداعًا خفيفًا بعض الوقت".

شكر كمال و محسن الملكة على حسن الضيافة ثم عادا إلى البوابة و عبروها ، كانت الساعة عندئذ تقارب على السادسة مساءً ، ودع الصديقان بعضيهما و عاد كل منهما إلى بيته وفي ذهنه سؤال واحد يتكرر ماذا سيحدث غدًا … وهل سيستطيعان إيجاد الأمير بدوي … هل ؟


بقلم:

BLACK ICE

2017/06/21 · 282 مشاهدة · 533 كلمة
Black-Ice
نادي الروايات - 2024