تقدمت يوكو تسوكيموري فجأة نحو مقعدي و قالت بابتسامة ادفء من أشعة الشمس الساطعة علي أوراق الأشجار و صوت أرق من نسيم الربيع

" ألم يحن وقت ذهابنا بعد , نونوميا-كن ؟ "

توقف الوقت تماما في أرجاء الحجرة الصاخبة , علي الأقل كانت أفكاري هي من توقفت

توقف جميع من بالحجرة عما كانوا يقومون به و توجهوا بأنظارهم تجاهنا , كانت أوسامي هي أول من أعاد عقارب الساعة لعملها

" ايه...؟ يوكو-سان , هل أنت متوجهة الي مكان ما برفقة نونوميا-كن ؟ لماذا ؟ اييه..." قالتها أوسامي و قد جعلتها ربكتها أقرب الي ذلك العصفور الذي يقفز من الساعة معلنا اكمال عقاربها لدورتها

" لقد اردت أن أزور المقهي الذي يعمل به نونوميا-كن لقد سمعت بأنه ذا أجواء مناسبة تساعد علي الاسترخاء , و كما تعلمين انني قد مررت بأوقات عصيبة مؤخرا لذلك طلبت من نونوميا-كن ان يصطحبني, أليس كذلك ؟" ردت عليها تسوكيموري أخذة في الحسبان أننا مشاهدين من قبل اصدقائنا

" هل هذا صحيح , نونوميا ؟ "

لقد توقعت بالفعل أن المستهدف الثاني لكي يسأل هو انا

" بالفعل "

لقد تمكنت اجابتي المختصرة من اخفاء امتعاضي بطريقة ما

" لربما يمكنني أن اذهب معكم .... "

لقد كدت أن أصرخ جراء تمتمات أوسامي , فلدي ما يكفيني من المصائب باصطحابي لتسوكيموري - لن أستطيع أن ازيدها مصيبة اخري

" و ماذا عن ناديك ؟ "

لقد كانت أوسامي في نادي الكرة الطائرة , فقد كان لديها قوة ذراعين لا تناسبان اطلاقا جسدها الضئيل
لقد كانت رسالاتها تشعل الرؤوس شيبا, لقد فرحت جداحينعلمت انني في نفس فريقها في حصص التربية البدنية

"ل_لن أذهب "

" مستحيل , ألم تقولي من قبل بأنك علي وشك أن تصبحي لاعبة أساسية في الفريق1 ؟ من الحمق أن تتغيبي عن أنشطتك في هذه الفترة المهمة "
لتزم أوسامي مقطبة جاعلة شفتيها خطا رفيعا

" لنذهب سويا مرة اخري , شيزورو , سوف الطريق المؤدي له اليوم لنذهب نحن الاثنتان معا , ما رأيك ؟ "

نصحتها تسوكيموري برفق كأخت حنون , في حين اومأت أوسامي مرددة موافقتها " حسنا "

المشكلة الأولي تم حلها , تبقي اخريات للاهتمام بهن

" فقط انت من سيأتي فقط , أم انا مخطأ ؟ فاذ جاء الجميع ستعم الفوضي المكان "

أوضحت لتسوكيموري سريعا شرطي الوحيد لأسمح لها بالقدوم

" لا تقلق , فزملاءنا طيبون , هم ليسوا من النوع الذي قد يسبب المتاعب للاخرين " لتختم حديثها بابتسامة امراة نبيلة قائلة " اراكم غدا جميعا "
بكياسة , لوحت يوكو تسوكيموري لزملائها

اذ كانت الفرصة متاحة امامهم , فبالتأكيد لن يتركوها , لم يتكلف الفتيان _ من ضمنهم كاموجاوا _ و الفتيات المعجبين ببتسوكيموري عناء اخفاء علامات احباطهم , ببساطة لا يعلم احدهم بالحقيقة المتواجد خلف قناعها الملائكي



توجهت تسوكيموري نحو البوابة بخطوات رشيقة


" ما الذي تضمرينه ؟! " سألت ظهرها الرقيق غير مكترث بنبرات الامتعاض الصادرة مني


التفت تسوكيموري مرفرف شعرها الناعم لتواجهني

و بابتسامة قالت " جل ما بالامر هو انني مهتمة بالمكان الذي يعمل فيه نونوميا-كن "


" اجيبيني! انت تعلمين علم اليقين انني اكره ان اكون موضع اهتمام الاخرين "


" ألم تراني منذ قليل بعينيك امنع اي سوء فهم قد يحدث ؟"


" هذا لا يغير حقيقة جذبنا لانظار الاخرين "


" ماذا يمكن ان اقول ؟! حظ عسير "


" ..... و خطأ من هذا من الأساس ؟ " لقد كنت منزعجا من أسلوب تسوكيموري لأقصي درجة ".... و في بادئ الامر كيف علمتي بشأن عملي في مقهي ؟ "


" شائعات "


" لا تخدعيني "


لقد كان معروفا اني اعمل بدوام جزئيفي مكان ما , لكن لا أحد يعلم بأن هذا المكان هو مقهي


" ما هو هدفك من كل هذا ؟ "


" ماذا تعتقد انت نونوميا-كن ؟ أليس من الطبيعي ان تحاول الفتاة ان تعرف ااكثر عمن يشغل قلبها , هذا ما يدعونه الناس بقلب الفتاة البرئ "


" أتدعين كونك بريئة ؟ أضحكتني و دعيني أصحح لك الأمر , انت ابعد ما يكون عن فتاة بريئة "


" أن الحفاظ علي صورة الشخص الناضج لمرهقة في بعض الاوقات , انا لازلت فتاة في السابعة عشر , بالاضافة لذلك لقد فقدت والدي منذ فترة , اعتقد انه من المفترض ان تكون ألطف من هذا في التعامل معي نونوميا -كن" قالتها تسوكيموري نافخة مقطبة ( مبوزة-متجهمة-نافخة نافخة وجنتيها-مقطبة) ,لقد تفاجأت حقا اذ لم اعلم يوما بانها قد تقوم بمثل هذه التعابير الطفولية


مفاجأة لا اكثر , نعم اشعر بالأسي لأجلها لكن هذا غير هذا ليس من شأني


" أراك غدا "


زدت من سرعتي واضعا مسافة بيني و بين تسوكيموري

" الي أين تذهب ؟ هذا طريق البوابة الخلفية "


" بخلافك انا اتنقل بالدراجة لا القطار , فاذ استطعتي ان تلحقي بسرعتي و سأتحمل يكل سرور عناء ارشادك الي المقهي ؟ " لقد كنت باردا تجاهها عمدا , فانا لن اتعب نفسي يوما او اغير منها لاجل الاخرين , و لن اهتم باحد يحاول اختراق حيزي الشخصي بدون تصريح (م\م: لن اسمح لأحدهم باقتحام حياتي بدون تصريح )

" حسنا لن اعترض , لكن أمل الا يؤلمني ظهرني علي الرغم بانني قد رغبت من قبل في القيام بهذا الامر و لو مرة"


مع ذلك , كانت تسوكيموري هادئة اكثر من العادة , و قبل ان أدرك وجدتها اذ بها تسير بجواري

" ماذا تظنين نفسك فاعلة ؟....."


" لقد رغبت دائمة بالقيام بهذا الأمر , ركوب الدراجة كثنائي "


" من أخبرك بأنني ساسمح لك ؟ "


" لا تقلق , انا لن أكون ثقيلة "


" هذا لم يكن موضع سؤالي "


لقد كنت منزعجا لاقصي درجة , لهذا أخبرتها بما افكر دون مراعاة


" نعم اعترف انه من المفترض ان أكون أكثر لطفا معك لكن لا أنوي أن اتملققك كما يفعل الاخرون ( م\م: اسايرك, اتبع هواك) ليس الجميع مراع لمشاعرك , فلتحفظي هذا جيدا , قد اشعر ببعض الشفقة تجاهك لكن هذا هو كل شئ "


" امممممممم , هكذا يجب ان يكون نونوميا-كن"اومأت تسوكيموري بقوة مبدية ملامح سعيدة بعض الشئ قائلة " يعجبني حقا موقفك البجح ذاك"

(م\م: جرئ )


لقد كانت كلماتي سلاحا ذو حدين او بالاحري بومرنج التف عائدا نحوي , بدل ان اجعلها تنفر جعلتها تتمسك اكثر


اذ بها تبتسم لي ابتسامة الاخت الحنون بعد ان شاهدتني عاجزا عن الرد


"ألن تمهلني فرصة ؟ لقد أدركت توا أن اعترافي بالامس قد كان تسرع مني , كما انت لا تعلم عني شئ ايضا انا قد لا اعلم عنك الكثير, اعتقد انه من الضروري لنا ان نقوي روابطنا المشتركة بروية , لن يمون الآوان قد فات لاتخاذ قرار مناسب بعد ذلك , ام انا مخطئة ؟ "



لقد كان رأيها عادلا


لكن بعد ان اعدت النظر في كل ما حدث حتي الان , لم اشعر بالارتياح لكي اصدق كلماتها بسهولة


لقد نظرت في عيني تسوكيموري







ما الذي تتفكر فيه ؟





يوكو تسوكيموري لم تتجنب نظراتي , و في عينيها اللوزيتين الكبيرتين رأيت انعكاس صورتي


لقد كان المستسلم في النهائية هو انا , حررتها من نظراتي و ركبت دراجتي


"____ اصعدي "


" شكرا "


لقد سمعت صوتها المبتهج


بعد صعودها انطلقت , لقد كانت خفيفة جدا كما قالت بنفسها


" عديني انك لن تقوم بشئ يضعني في موقف مثل اليوم "

" سأبذل أقصي ما بوسعي "



" لا , ليس فقط ما بوسعك , فلتعديني "


" ان الرياح لطيفة جدا نونوميا-كن , يبدو ان ركوب الدراجة سويا أفضل مما تخيلت "


لقد لمحت انعكاسنا في مرآة بالشارع , لقد كانت تسوكيموري تثبت تنورتها بيدها اليوم في حين التف يسراها حول خصري , بابتسامة جميلة علي شفتيها كانت تشاهد مناظر المدينة التي تمر بجانبنا


بفقدان قدرتي علي الشكوة لفتاة ائتمنت نفسها لي 1, رددت في رأسي " ....ايها المحظوظ"


لقد استمريت في تحويل كل استيائي و نفوري الصامت الي دفع للبدالات اثناء ركوبي الدراجة


لربما الحسد او الغيرة هم السبب الذي جعلني اشعر بنظرات التلاميذ الحادة موجهة الي و هم متوجهين الي منازلهم, و السبب في هذا واضح تماما حيث ان مثل هذا الامر لم يحدث لي مرة واحدة اثناء عودتي بمفردي


لقد كنت اركب الدراجة و خلفي تجلس يوكو تسوكيموري


لقد كانت هذه اللحظة من اللحظات التي تستحق ان تندرج تحت اسم ذكيات المراهقة العذبة , كان من المفترض لي في هذه الفترة من الحياة ان افتخر بنفسي علي حدث كهذا يحسدني الناس عليه


حتي لا اكذب عليكم , لقد كنت فخورا كفاية لاشعر باحساس من الرفعة , مؤمنا بانه لا أحد غيري قد يجلس علي مقعد دراجته احد بمثل نبل من تجلس خلفي


حسنا , لقد استمر هذا الأمر للفترة القصيرة التي نسيت فيها تماما عن شخصيتها المزعجة و وصفة القتل


خلال الساعات القليلة القادمة سأتحول بالتأكيد الي لعبة تتسلي بها , لذا بجب علي ان اكون مستعدا نفسيا


لقد قبلت طلب تسوكيموري و السبب لذلك بسيط , الا و هو كوني مهتما بها


عدا ذلك اذ دعوت الامر بصفة من صفات او اختيار اخترته , الا انني استمتع كثيرا بمحادثاتي معها


قمت بتغيير ملابسي إلي ملابس العمل , البنطال الجلدي الأسود و القميص الأبض و فوقه صديري أسود و حذاء جلدي لامع و في الختام وضعت المئزر الأبيض الطويل حول خصري , و بعدما تفقدت مظهري أمام المرأة توجهت إلي الخارج.



داعبت أنفي رائحة القهوة الأريجية لحظة دخولي إلي المطبخ _ لقد كانت رائحة أحببتها بشدة , السبب الرئيسي وراء عملي في المقهي البريطاني الطراز فيكتوريا هو أن أفضل قهوة قد تجده في المنطقة تقدم هنا , أرسل زملاءي تحيانهم لحظة رؤيتي .



" سيد كاجيرا " توجهت بحديثي إلي ذلك الظهر العريض للرجل الذي كان يقوم بطحن حبيبات القهوة بالمطحونة ليلتفت و ابتسامة مشرقة تعلو وجهه " أنا أعرف أن اليوم دوري في خدمة الطاولات لكن هلا أمكنني العمل مع الطاقم بالمطبخ ؟ "



" ما الخطب ؟ " قالها السيد كاجيرا



" إنه سبب شخص و لكي أكون صريحاً معك , أحد زملاءي بالمدرسة موجود هنا اليوم "





" هااه ؟ اذاً لم سترغب في تغيير مهامك ؟ "



" حسناً , أنا لن أستطيع أن أظل برفقة زميلي و في نفس الوقت إنه لأمر محرج أن يراقبك أحدهم و أنت تعمل "



كما لو أنني سأسمح لها بمشاهدتي ! أنا أعلم علم اليقين أن مصابرتي تلك طفولية , لكن هذه هي فرصتي الوحيدة لرفضها بعد فشلي الذريع.



لقد كان هناك شخص اخر عدا مدير المقهي كان رد فعله شديداً



" نونوميا , أهو فتاً أم فتاة ؟ " سألت امرأة ترتدي مثل صناع الحلوي و كانت تقوم بوضع الفاكهة علي بارفا " إذا كان فتاً حينها يسعدني مبادلتك المهام , اذ كان نوعي المفضل بالطبع "



اعتلت وجوه الطاقم علامات تعابير غريبة بعدما أدركوا أن عادة ميرلي-سان السيئة بدأت بالتحرك.



لقد كان اسمها الكامل هو ميراي ساميجيما , لقد كانت ميراي-سان هي الضو الأكبر سناً بين العاملين هنا , حتي المدير يرفع لها القبعة احتراماً .



طبقاً لما تقوله لا زالت ميراي -سان في الجامعة لكن بالنظر إلي طريقة تصرفها أحياناً بل دائماً بسلطة أكثر من المدير نفسه أعطت من حولها أنطباع كونها أكبر من هذا .



"لم اشأ أن أخذلك ميراي-سان لكنها فتاة "



" همف , إن حقيقة أنك قد جلبتك معك فتاة إلي هنا تثير فضولي أيضاً "



بحركات ماهرة انهت ميراي-سان البارفا ثم ألقت بقطعة شكولا ألي فمها ثم توجهت نحو الكاونتر لتحصل علي رؤية شاملة للمقهي.



" من هي ؟ هيا فلتعترف !!"



أخذت تتأمل رواد المقهي بعينيها بينما كانت تقلب قطعة الشيكولا في فمها و في نفس الوقت لم يسمح باقي الطاقم لهذا الأمر بأن يمر مرور الكرام فاذ بهم يتجمعون ليسترقوا النظر من المطبخ إ.



كنت أمل أن يحتج أحدهم علي هذا التصرف الطفولي لكن للأسف الشخص الوحيد الذي في يده صلاحية الاحتاج_ مدير المقهي بالطبع _ كان يسترق النظر بوجه يشع فضولاً .


Gekkou-075.jpg
و بعد أن استسلمت اشرت لهم في تجاه تسوكيموري قائلاً " إنها هي " , لقد كانت جالسة علي أحد المقاعد بالقرب من النافذة كسيدة مثقفة لا تنتمي إلي عالمنا .



تصاعدت صيحة قادمة من أفراد الطاقم , قد أكون أبلهاً إذ ادعيت توقعي لرد فعل سمج كهذا .

" تباً !! با لها من فاتنة !! لقد أحسنت حقاً يا نونوميا "



لسبب ما كانت ميراي- سان غاضبة من شئ لا أعرفه و من ثم وجهت قبضتها الحديدية نحو معدتي .



" .... أيدرك أحدكم سبب استحقاقي لهذا ؟ "



لم يقابلني شئ إلا نظرات شفقة من الطاقم .



" دائماً ما كنت تقول أنك لا تكترث بأمور الحب لكن ها أنت ذا تقوم بما تريد من وراءنا أيها اللص المخادع "



من الواضح أن ميراي-سان قد ظنت أنني و تسوكيموري يربطنا علاقة رومانسية .



" أتعلم أن ميراي -تشان و حبيبها لم يكونوا علي وفاق مؤخراً " قالها المدير هامساً في أذني





" إذاً ليست إلا مسألة وقت حتي ينفصلا ؟ "



" .... من المحتمل " قالها المدير و من ثم تراجع إلي مكانه الأول.



يمكن تصنيف ميراي-سان علي أنها جميلة إذ التزمت الصمت , في الحقيقة لقد كانت هناك الكثير من المرات التي حاول الكثير من الشباب التقرب لها لكن لسوء الحظ سرعان ما تلاشت صورتها الجذابة علي يدي طبيعتها القوية مما كان السبب الرئيسي وراء فشل جميع علاقاتها , مما أعرفه لم تنجح أي واحدة منهم حتي الان .



" هااه ؟! ساروواتاري هل أصبت بحمي الحب أم ماذا ؟ "



" ل_لا لم يحدث شئ , أنا لست مصاب بشئ "

" إذاً من الأفضل لك أن تظل هكذا "



ضحية اليوم هو ساروواتاري - سان , لتهبط ركلة ميراي-سان الحادة علي عليه



وداعاً سيد ساروواتاري!



في الأوقات التي تنفصل فيها عن حبيبها أو تعاني من مشكلات معها يبدأ مزاجها بالأنحدار





و في مقهي فيكتوريا نسمي نحن مازحين ميراي - سان في هذا الوقت ب" الوحش" لكن للأسف لا يوجد بطل في مقهانا ليتصدي له ليصبح الحل الوحيد عندما يجن هو تحمله.



" سيد كاجيرا سوف اتوجه الان لخدمة الطاولات "



"ح_ حظاً طيباً "



لقد نجوت بنفسي في حين اهتز المطبخ بصوت الرجل الذي وقع ضحية للوحش .





*******************



لم يكن مقهانا كبيراً ,ثمان طاولات و طاقم يتكون من خمسة أشخاص اثنان منهم كانوا يتولون أمر الطاولات بينما الباقي عمل في المطبخ .



لقد كانت الأجواء في هذا المقهي البريطاني مدعوماً بالكراسي و الطاولات عتيقة الطراز و الديكورات المختلفة المختارة بعناية من قِبل زوجة المدير البريطانية الجنسية , بالأضافة إلي أن المقهي قد لُقِبَ باسم زوجته الأول .

لقد ساعد كون فيكتوريا متواجداً في الطابق الأول من مبني متعدد الطوابق بالقرب من المحطة و طبيعة المقهي الهادئة علي اجتذاب الجنس اللطيف من طلاب الجامعة و العاملين .



عندما ذهبت لكي أخذ طلبها دققت في تسوكيموري من رأسي إلي أخمص قدمي.



" تبدو وسيماً في زي الجارسون خاصتك "



تعد كلمة " نادل " الطريقة الممعقولة لوصف العاملين بهذا المقهي حيث انه قد بُني علي الطراز البريطاني لكن كلمة جارسون هي الأكثر شيوعاً في اليابان



و لانها شئ لا يستحق ذكره شكرتها علي مجاملتها ثم أضفت " أعتقد أن القهوة تناسب جيداً "



لترد علي تسوكيموري بابتسامة مصحوبة بكلمة " شكراً لك "



دائماً ما أحب الصراحة و الصراحة هي أن منظر قتاة جميلة جالسة في مقهي جدير بأن يرسم .



" يبدو أن الطاقم نشيط جداً ؟ " قالتها تسوكيموري و هي تنظر في تجاه المطبخ.



" كان يمكنك سماع الضجيج من هنا ؟ هذا الامر يُعد مشكلة في مجال عملنا "



قلتها ثم وضعت كأس من الماء و منشفة علي المنضدة



" و لكنه يبدو أمراً مسلياً "



" ربما هو كذلك لكن أحياناً يوجد من يبدأ بالبكاء لكن ما أنا متأكد منه هو أن مقهانا لا يقدم أطباقاً سيئة "



" فهمت.. في هذه الحالة أود أن أطلب فنجاناً من القهوة مع حلوي من طبق من اختيارك "



" إذاً ما رأيك بمخفوقنا الخاص بالأضافة إلي فطيرة تفاح مُعدة يدوياً من قِبل صاحب المقهي ؟! "



بما أن تسوكيموري قد أومأت برأسها موافقة انحنيت باحترام قائلاً " في الحال "



قدمت الطلب إلي طاقم المطبخ .



" أنت حقاً غير ودود "



لقد كانت ميراي -سان واقفة تصنع بوجهها العلامات الأمتعاض عوضاً عن صنع الطعام .



" أهذا اعتقادك ؟في الحقيقة دائماً ما أحاول أن أكون ودوداً عندما أتعامل مع العملاء "



" متي يحدث هذا ؟ من وجهة نظري لا يوجد فارق البتة في تصرفاتك , بجدية ما الذي يجذبها إليك ؟ "



عندها ارتفع حاجباها و أخذت تنظر إلي تسوكيموري بنظرات مشككة



" آه , أجل لقد نسيت أن أخبرك أنها لييست صديقتي ."



" ليست صديقتك ..؟ "



" اجل , مجرد زميلة في الفصل "



" إذاً هلا أخبرتني ما الذي تريده منك زميلة الفصل الفاتنة تلك ؟ "



" ليس أنا من تبتغيه بل المقهي , من الواضح أنها تهوي القهوة "



و حيث أنه لا يوجد فائدة من إخبارها الحقيقة حينها قمت بالكذب عليها



" أهذا كل شئ ؟ ممل "



" كما هي عادتك دائما ً ما تشعرني بالتجدد , و إذ أخبرتك أنها حبيبة فحتماً ستغضبين أيضاً "



" أنت تشعر بالتجدد لأنني شخصية مستقيمة فحسب , ففي البداية , كل من يشعر بالسعادة لسعادة الأخرين فهو منافق أو شخص يدبر شيئاً في الخفاء "



" يجب أن أقول أنه رأي محبب إلي النفس محملٌ بالإجحاف "



قد أكون بدوت كرافض لفكرتها لكنني في الواقع أؤمن بان ما قالته صواب - لربما هذا بسبب شخصيتي المشوهة ؟

لقد شعرت بدافع يستحثني لكي اسألها عمن هو " مستقيم " و " منحرف " برأيها و رأي الأخرين , رأيها بخصوص شخص ما



" ميراي-سان , أيمكن أن اسألك سؤالاً ؟ "



" ممم؟ ما هو ؟ "



" ما رأيك في شخص لا يحزن علي مصيبته ؟ "



" يبدو أمراً مريباً بالنسبة لي " لقد كانت إجابتها سريعة كما هو الرصاص " المصائب تسمي هكذا لأنها تجعلك حزيناً , أليس هذا صحيحاً ؟ و حينما لا تكون حزيناً عندها لا يمكنك أن تدعوها مصيبة ."



" لقد فهمت ! " هذه المرة قد وضعت قبولي في كلمات .



لقد أرسلت نظرة جانبية تجاه تسوكيموري .



لربما لأنها قد سئمت من الأنتظار أو أنها معجبة بزينة المتجر , لقد كانت تسوكيموري تنظر في أرجاء المقهي . من الواضح أن زينة القط السيراميكي الأبيض و الأسود الزجاجي قد راقاها لذلك تجدها تتفحصهما باهتمام .



لا يوجد أحد من رواد المقهي يمكنه أن يخمن أن هذه الفتي هي فتاة سيئة الحظ فقدت والدها من فترة ليست بالقصيرة ؟

أظن أن لا أحد يمكنه ذلك .



دائماً ما تكون تسوكيموري في هيئتها الراشدة الهادئة , لذا لا يمكنك أن تجد من يمكنه أن يلحظ أي تغيرات في مشاعرها



لا أعلم إن كانت من النوع الذي يتحكم بمشاعره أو ببساطة لا تفضل أن تجعل الأخرين يراها , لكنها لم تبد حزينة البتة .



بالطبع ليس بعيداً عن الذهن أنها لا تفضل أن تجعل من حولها مضطرب و هي تحاول جاهدة كبت مشاعرها , أو أن هذا هو شكل الفتاة الطبيعي بعد النوائب , ففي نهاية الأمر لا يمكن للموتي العودة للحياة و الحزن الدائم لن يفعل شيئاً إلا إذاء صحتها .



لكن هذه ليست إلا شذرات من نظرية , أهو حقيقيٌ أن المرء قادر علي التعامل مع مشاعره بسرعة ؟ خاصة إن كان الحزن ؟!



عندها تذكرت كلمات ميراي - سان .



بالفعل إن الأمر يبدو مريباً .









لقد كانت الحلوي قادرة علي إرضاء ذوق تسوكيموري



" إنها شهية " مدحتها تسوكيموري في حين كانت تتنهي قهوتها و فطيرة التفاح بسعادة دون أن يتبقي شئ في الطبق



توجهت إلي طاولتها لكي استرجع الأطباق



" أأعجبك كل شئ ؟ " سألت تسوكيموري في حين وجهت نحوي نظرات ممتعضة



" أنت تخبرني أن أرحل ؟ "



" أنا أري أنك سريعة الفهم "



" أنا حقاً أحببت هذا المقهي "



لتومض إبتسامة تسوكيموري و كأنها علي وشك الهمهمة في أي لحظة



" آه , سعيد بكلامك هذا لكن يجب أن تتذكري أيضاً أن هناك الكثير من المقاهي المختلفة في العالم لذا لا تنسي أن تجربيها كلها "



" أنا حقاً أحببت هذا المقهي " أعادت تسوكيموري حديثها بنفس الكلمات و نفس تعابير الوجه



" أنا أري أنك لست سريعة الفهم " يبدو أنني كدت أن أعيد نفسي تماماً مثلها .



فجأة نهضت تسوكيموري ثم تعمقت في المقهي من الجلي أنها متجهة نحو المطبخ , عندما بلغت تسوكيموري وجدتها تمنح الطاقم تحيتها المرقة و ابتسامتها التي تشبه الزهور المتفتحة .



" سُعدت بلقاءكم "

من الواضح بنظرة واحدة أن إبسامتها العذبة قد أجفلت الطاقم , ز من الواضح أنهم كانوا متحمسين بسبب ذلك , حسناً باستثناء ميراي-سان التي ظلت غير منبهرة .



بسلوك مهذبة و بابتسامة صافية قدمت نفسها قائلة " أدعي يوكو تسوكيموري , أنا زميلة نونوميا-كُن "



" آه , نعم لق أخبرنا نونوميا - كُن بالفععل " أجابها المدير بطريقة مهذبة لا تليق بفرق السن الذي يسبقها به



" يسعدني القول أن هذا مقهي صغير لطيف حقاً "



" شكراً جزيلاً لك "



لقد أحمر المدير خجلاً متأثراً بابتسامتها العذبة



" أنا أشعر بالغيرة حقاً من الجميع -"



نظر إليها أفراد الطاقم بدهشة تعتري وجوههم , فتاة بدت كما لو أنها تمتلك كل ما يتمناه أحدهم تشعر بالغيرة منهم



" - حيث أنكم لديكم مزية العمل في مقهي رائع كهذا "







لقد بدت يوكو تسوكيموري فاتنة للغاية , مشتعلة بنيران الغسق ,هو بالطبع تأثير الخلفية التي رسمتها أشعة الشمس الغاربة لكن هذا لا ينفي حقيقة أنها قد سحرت أعضاء الطاقم كلهم بهالتها المميزة .



" لا أقدر أن أتخيل أي هبة هي العمل في هذا المقهي "



بصفتي الوحيد ذا المناعة الأقوي تجاهها في هذه الحجرة , ابتسمت بامتعاض رداً علي سلوك تسوكيموري الشبيه بالنجوم , و قد وجدت أيضاً أنها قد بالغت حقاً بهذا الاطراء الفادح الذي تتفوه به .



لكن كلمات المدير التالية قد محت الابتسامة تماماً من علي شفتي



" ...مم , تسوكيموري-سان , ما رأيك ؟"



" نعم "



" ما رأيك بالعمل هنا ؟ "



" سيد كوجيرا _..."



لم أستطع أن أبقي صامتاً , لقد أردت أن أمنعه من أرتكاب خطأ فادح , لا يا فوست أنت تتعامل مع مفستوفيليس *1



لكن قبل ذلك أمسك أحدهم بكتفي و منعني , لقد كانت رائحة الشيكولا تملئ الجو



" فقط راقب " قالتها ميراي-سان بابتسامة شريرة , ها هو الشيطان الثاني .



" في الحقية هناك مكان شاغر حالياً و بما أنك صديقة نونوميا-كُن إذاً حينها لن يكون هناك من داعٍ للنظر إلي أصلك , لا إذ وددت يمكننا أن نرحب بأنضمامك إلينا وقتما شِئت , تسوكيموري-سان "



باقي أعضاء الطاقم أومأوا برؤوسهم موافقة لها



كما المحشد المنوم مغناطيسياً , مجموعة سُحِروا بجمال الشيطان ففقدوا عقولهم .



" أنا سعيدة بعرضك السخي .. لكن أيمكنك حقاً الأستفادة مني ... فأنا لم أعمل قط " أجابتها تسوكيموري علي استحياءٍ بعدما ترددت لوهلة



" لا لا , بالطبع لا تقلقي فعلي كل شخص أن يبدأ من الصفر في حياته , و أنا واثقة أن شخصاً بمثل أخلاقك سيكون مناسباً للعمل في هذا المكان "



بالطبع , فقبول العملاء بها سيكون خارقاً للمقايس , ففي النهاية هم لا يرون إلا جانبها الظاهري فحسب



" إذاً يسعدني قبول عرضك طالما تثقين في هذه الثقة الكبيرة " أجابتها تسوكيموري بابتسامة مشرقة كالمعتاد



و في نفس الوقت استقبلها الطاقم بابتسامة دافئة بينما كنت الوحيد الذي اعتلي وجهه علامات الأمتعاض في حين شعرت أنني قد خرجت من دائرة الهبة تلك



لأنني أعلم أفضل من الجميع



أعلم أن هناك شخصية جريئة و طموحة تتواجد أسفل هذا السطح, الذي لم يظهر إلا صورة فتاة جميلة يحبها الجميع .



و ما زاد الطين بلة أن تسوكيموري تدرك تماماً قوة الجذب التي لديها , و أنا أعلم الأن أنها تعلم كيفية استخدامها



" لماذا جميع الرجال ضعفاء أمام الفتيات الجميلة ؟ " تمتمت ميراي-سان في أذني ثم جذبتني من كتفي , ليفصلنا الكاونتر



" سؤال جيد , فبعد كل شئ لا يمكن أن تنسي أن الرجال في هذا المقهي " ضعفاء " تجاهك "



" لا يبدو الأمر صائباً عندما تطريني لكنه في نفس الوقت ليس أمراً سيئاً , دعني أربت علي رأسك كمكافأة لك "



اقتربت قبضة ميراي-سان من رأسي لكنني أبعدتها قائلاً " أنا لست في المزاج المناسب لهذا الأمر , رجاءاً "





" لا داع لأن تكون هكذا , إذ أردت يمكنني أعطاءك قطعة من الشيكولا خاصتي ؟ "



" ألا تعترضين علي هذا الأمر ؟ تعيين تسوكيموري في المقهي ؟ "



" أنت تريدني أن أعترض ؟ "



" حسناً , اعتراضك فحسب كافٍ لكي يضع حداً لهذه المهزلة "



" لكنني لا أريد أن أزعج نفسي بهذا الأمر "



" لماذا ؟ "



لقد كنت مندهشاً منقبول ميراي-سان لأمر كهذا .



" لأنه ممتع جداً رؤيتك تصرخ معترضاً علي أمر كهذا علي خلاف شخصيتك الباردة المعتادة "



قهقهت ميراي-سان



" .... أنت تدركين كم هي سيئة شخصيتك ؟ "



" أنت في حال اسوأ مما أنا لإيه , فإذ لم يخذلني حدسي , أنا أعرف أن تسوكيموري فتاة لن يقدر عليها شخص مثلك "



" قد يكون هذا ظنك , لكنني لست مهتماً بها "



" قد يكون هذا ظنك , لكن ماذا عنها ؟ "



أخذت ميراي-سان تنظر إلي من عينيها الثاقبتين تتفحص وجهي من كل زاوية



" لمعلوماتك لكمي لن يجديك نفعاً "

" أجل أجل , أتطلع حقاً للأيام التالية "

بلا إكتراث لرفضي المتتالي , لوحت ميراي-سان بيدها ثم توجهت من جديد إلي المطبخ



لقد قلت لنفسي أنه يجب علي التأكد من ألا تقول تسوكيموري أشياء غير ضرورية لميراي-سان



" لقد بت أعمل هنا الأن "



الفتاة موضع السؤال تسوكيموري تقدمت نحوي بخطوات رشيقة علي الرغم من كل ما سببته لي من وجع رأس



" لم يفت الآوان بعد , يمكنك إعادة التفكير في الأمر مجدداً "



لقد كان ردي جافاً و قلبي أكثر جفافاً منه

" أشكرك لقلقك بشأني لكن بما أن المدير قد أعطاني هذا المنصب لذا سوف أبذل ما بو سعي "



بطريقة جذابة أحكمت تسوكيموري قبضتيها مظهرة الحماس



" أنا لست مهتماً بل منزعج "



" أنا أتطلع للعمل معك ايها الزميل "



لم تتأثر ابتسامة تسوكيموري-سان و لو لحظة




لقد قالت ميراي-سان أنني لن أقدر علي تسوكيموري



و الان وجدت نفسي في الموضع الذي يجعلني اتأكد من مدي صواب رأي ميراي-سان





في الصباح التالي في فصلنا



فجأة جاءت تسوكيموري إلي و قالت لأوسامي بابتسامة دافئة كما هي اشعة الشمس المشرقة علي أوراق الشجر و صوت رقيق كما هو النسيم الصيفي





" لقد بت أعمل الان في مقهي نونوميا-كُن "



توقف الوقت في حجرة الفصل الصغيرة أو علي الأقل بدت أوسامي كما الساعة التي نفذت مدخراتها





" ...إيه ؟ يوكو-سان , أنت تعملين سوية برفقة نونوميا -كُن ؟ "





دهشتها جعلتها كالآلة التي تقفز من الساعة لكي تعلن إتمام العقرب الكبير للفته



لقد بدي الأمر كظاهرة دي جا فو لأحداث الأمس



" لقد طلب مني المدير أن أعمل معهم لنقص في الطاقم , لقد كنت أشعر بالتردد حيث أنني لم أعمل من قبل مطلقاً لكنه طمانني أن كل شئ سيصير علي ما يرام "



" ربما يجب أن أنضم إليكم "





" لا تفوتي ناديك , يجب عليك الألتزام حتي تصبحي لاعبة رئيسية بالفريق " لقد كنت قادراً علي توقع كيف سيؤل أمر هذه المحادثة لذا قمت بوضع حد لها من قبل أن تيدأ



" ما رأيكم بالقدوم هذا الأسبوع , تشيزورو , قد لا أتمكن من البقاء معك حيث أنه لدي الكثير لكي أتعلمه لكن هناك نونوميا -كُن ؟ "



لقد حدقت إلي وجهها ذا الأبتسامة الخالدة لتميل برأسها مهمة



" بالطبع , نحن نرحب بك بالمقهي , أوسامي "



لقد أقسمت لنفسي أن أشتكي لتسوكيموري هذا فيمابعد



" حسناً , بالتأكيد ساتي "

بدأت عيناها بالترقرق , وجهها الصريح جعل هذا الجو الخانق يتسرب مني



لكن هناك مشكلة أخطر من هذا الأمر تواجهنا , و هي النظرات التي تعلو وجوه زملاءي التي تدل علي أنهم سيهجمون علي المقهي هذا الاسبوع



" استمعوا جميعاً , نونوميا سيعطينا مبرراً لكل هذا "



لقد جاء كاموجاوا من خلفي و ابتسامة رقيقة مقززة تعلو وجهه و خلفه ائتلاف الشباب و هم يحملون نفس الأبتسامة يطالبون بالعدل ممن سرق منهم الذهب



لقد كان أمراً مقززاً



" سوف أعترض علي كل هذا لتسوكيموري " لقد أقسمت أن أخبرها حقاً..



________________________________________________-



فوست هو بطل إحدي الأساطير الالمانية و هو أحد الباحثين عن العلم لم يكفه ما ناله من منال لذا لجأ إلي القيام بعقد مع الشيطان

مفستوفيليس هو الشيطان الذي تعاقد معه فوست

2017/08/27 · 715 مشاهدة · 4487 كلمة
نادي الروايات - 2024