يجب علي أن أُقر أن يوكو تسوكيموري بالفعل فتاة كاملة.
من الطبيعي وقوع اختيار المدير علي لتعليمها أساسيات العمل بما أننا زملاءٌ في نفس الفصل , في بادء الأمر كنت متثاقلاً للقيام بمهمة كهذه لكن سرعان ما وجدت أنها ليس بالأمر السئ , فمن الممتع حقاً تعليم أحدهم ذا قدرة عالية علي الفهم .
لم يمر من الوقت إلا أسبوعان منذ بأت تسوكيموري العمل بفكتوريا و لكنها باتت قادرة علي تولي أي عمل له علاقة بالطاولات مثل أخذ طلبات الزبائن و تسجيل دخولهم .
في ما يتعلق بالتعامل مع الزبائن قد تكون تسوكيموري بالفعل تخطت مستويات أي شخص أخر في هذا المجال و بالأضافة لأرتفاع المبيعات لمن يفضل المجئ للأستمتاع بمنظر تسوكيموري في زي النادلة .
لقد كان المدير و باقي الطاقم منبهرين بعملها لكن علي الناحية الأخري لم يؤثر في هذا الأمر حيث أنني أعلم عن قدرات تسوكيموري من قبل .
لكن ما أصابنا بالدهشة حقاً هو أن تسوكيموري و ميراي-سان قد كانتا علي وفاق تام , قد يكون الأمر مفهوم إن كانت علاقتهما شبية بالقط و الكلب لكن في أرض الواقع يمكنك أن تقول أنهما يصلحان ليكونا ثنائي جيد.
" لقد كنت مقتنعاً أنكِ لن تعجبين بأمثالها " خاطبت ميراي- سان
" إنه النقيض , النساء أمثال يوكو لا تقاومني"
اضاء وجه ميراي-سان بابتسامة يمكنك أن تتوقعها من رئيس منظمة فاسدة تخطط لغزو العالم.
" ولمَ هذا ؟ "
" لاعبي الخفة لا يحبون الجمهور الذي يستطيع كشف خدعهم , و هنا يمكنك الرؤية أن خدع هؤلاء النساء لا تؤثر فيني " بالفعل , فحدس ميراي-سان حاد حقاً . " لقد كان هناك تلك الفتاة في الجامعة التي كانت محبوبة بين الفتيان بسبب خدع مماثلة , حسناً , في إحدي المرات كنت متضايقة من أسلوبها -يمكنك القول أن مزاجي قد لامس القاع في تلك الفترة - لكن أياً يكن , لقد قضيت عليها أمام زملاءنا كلهم و عندما أنتهيت منها أخذت تبكي و تبكي .... يا له من صداع "
" تعازي الحارة "
" أرأيت ؟ لقد باتت تهرب من أمامي كلما رأتني و كأنني الجانية هنا ! "
يبدو أن ميراي- سان كانت فرحة لأنني كنت متضامناً معها لكن في الحقيقة تعازي قد كانت من أجل الفتاة المسكينة التي جعلت من ميراي-سان عدوة لها.
" لكن يوكو ليست ممثل نلك الفتاة إطلاقاً , هي تبدو كفتاة صادقة بلا أي خدع أو حجج "
وجهت ميراي-سان نظرتها نحو تسوكيموري التي كانت تقوم بخدمة الطاولات .
" لقد كنت علي إستعداد لكي أُذهب من قناعها لكن مهما راقبتها بإحكام , لا يمكنني أن ألحظ عليها أي شئ , هيه في بادء الأمر كنت متحمسة لوصول خصم قوي و كان لسان حالي يقول " لا تعتقدي أنك قد تخدعينني للأبد ! " , لكن- "
توقفت ميراي-سان لوهلة عن الحديث , لقد عيناها ساخرة
" - مؤخراً , بدأت أعتقد أن هذه هي حقيقة يوكو "
اتبعت نظرات ميراي - سان نحو تسوكيموري
بالفعل , لا يمكنك أن تري في تسوكيموري إلا هذه الصورة المبجلة , لذا لا أستطيع أن أتخيلها يوماً و هي تئن , و بشخصتي الفاسدة لا يمكنني أن أتخيل هذا الوميض الذي يحيط بها إلا أنه جزء منها لا زينة تصطنعها .
لقد استطاعت حقاً أن تروض " الوحش " لذا لا عجب أن يفتتن بها " البشر "
" أكثر ما أحبه فيها هو أنها لا تهابني " قالت ميراي -سان التي فجأة اتجهت نحو المطبخ ثم صرخت بصوت عالٍ " سارووتاري ! "
" ن-نعم , سيدتي ! "
" قُم بعملك جيداً ! "
" سوف...سوف أقوم به ! سوف أقوم به علي أتم وجه ! " صرخ سارووتاري ثم أخذ يعمل أسرع مما كان.
" أرأيت ؟ أي شخص كهذا , أتفهمني ؟ "
" هل أنت شيطان ؟ "
" أيها الأحمق ! قد لا يبدو الأمر جلياً لكن سارووتاري معجب بي , أتدرك هذا ؟ " ثم نقرت ميراي-سان جبينتي بسبابتها . " مع أنني لا أهتم بمن هو خجول "
" أنت شيطان بالفعل "
لقد كنت عاجزاً عن الحديث , فقط افرك جبيني بيدي اليسري
" المهم هو أنني معجبة بها , حتي إن كان قناعاً مزيفاً , أنها هزيمتي ! "
" أهو بهذه البساطة ؟ "
" بالفعل , إذ اتضح يوماً أن تسوكيموري شريرة إلي أقصي درجة , لن أقدر حينها علي كرهها بسهولة , الأمر شبيه لعشقي للشيكولا التي لا أستطيع الأمتناع عنها علي الرغم من ثرثرة من حولي حول الضرر الذي قد يسببه لي الأسراف في الأكل "
ميراي-سان التي تزعم إدمانها علي الشيكولا جلست علي حافة الكاونتر ثم أخرجت من جيبها قطعة من الشيكولا و القتها في في الهواء لكي تلتقطها بعدها بلسانها الأحمر .
" ممم, هذه عادة سيئة ميراي-سان ! لا تحاولي أن تجعلي وجباتك الخفيفة هي الشيكولا عندما لا يكون المدير متواجداً في الجوار , لقد أخبرني عن قصة حولك , أتعلمين ؟ في احدي المرات فقدتي فيها الوعي لأنك لم تأكلي شيئاً عدا الشيكولا " عاتبتها تسوكيموري التي قد جاءت تواً لتقدم طلب الزبون للمطبخ , لقد كان أسلوبها شبيه برئيس فصل يعاتب جانحاً.
" بالحديث عن الشيطان ! " كان هو رد ميراي-سان بنبرة مروعة هي المثال الأفضل للجنوح.
" كنتم تتحدثون عني ؟ أمل أنه ليس أمر سئ "
" لماذا , بالطبع لا , لقد كنا نمدحك للتو , يوكو "
" حسناً , سوف أثق بكلامك "
علي نقيض ما يقولونه , بدت كلتاهما سعيدتين بالحديث مع بعضهما
" أنت معجبة بي , أليس ذلك صحيحاً ؟ " سألت ميراي-سان علي حين غُرة .
" بالطبع أنا معجبة بك " لقد كانت إجابة تسوكيموري سريعة جداً تصحبها صوت قهقهة " و أنت أيضاً معجبة بي ؟ "
" لا يحتاج الأمر للقول " إجابة سريعة أخري , لقد بدتا كما الأصدقاء القدامى " أرأيت ؟ هذا ما كنت أريد أن أقوله لك . "
" لقد فهمت ."
هناك بعض النقاط التي كانت بلا مغزي لكنني بالكاد فهمت ما أرادت أن تقول .
" _ أنتم تشبهون بعضكم في كثير من الأشياء , هاه , " تمتمت تسوكيموري فجأة .
نظرت أنا و ميراي-سان إلي بعضنا البعض .
" أتتحدثين عني و ذلك الفتي الذي يفتقر إلي الجاذبية ؟ "
" أنا لست صريحاً مثلها , أتعلمين هذا الأمر ؟ "
لقد جاء نفينا متزامناً
" أنتم لا تطرون أحداً , لا تتبعون التيار , " لديكم اسلوبكم الخاص " , بمعني أخر أنا حقاً أشعر بالغيرة من سماتكم "
لقد توقفت لوهلة قبل أن أجيبها " ميراي-سان هي شخصية " أنا أفضل منك " حتي النخاع , بينما أنا ببساطة لا يهمني إلا فعل ما أشاء , علي خلافها فأنا لدي القدرة علي التكيف مع المستجدات و إتباع من هو أعلي شأناً إن كان ضرورياً "
" أنا دائماً صادقة لا مخادعة مثلك " كان اعتراض ميراي - سان
" يجب عليك أن تدركيِ أن الحقيقة يمكنها أن تؤلم الأخرين أكثر مما يفعل الكذب "
" أنت حقاً شخص مخادع بلا أي سحر , نونوميا - كُن "
" لا أريد أن أسمع هذا من متنمر فظ مثلك ! "
لقد أرسلت ههجومي المضاد في حين وقفت ميراي -سان تحدق فيني بعينيها الحادتين
" حسناً نونوميا !! لقد تخطيت حدودك ! لنأخذ الأمر إلي الخارج !! سوف أعطي شخصيتك الفاسدة شكلاً بقبضتي ! "
" انتما أشبه بالأخوة "
" _ نونوميا , أخي ؟ "
عندها تركت ياقتي و اخذت تعاينني من رأسي إلي أخمص قدمي
" أختاه , " لقد أردت أن أُغيظها قليلاً , لكنها بدت لاذني كعضو من الياكوزا يخاطب مشرفته . *1
" ............ يا له من كابوس "
سواء كان بسبب فقدان شهيتها للجدال علي يدي تسوكيموري أو أنها شعرت بالاشمئزاز من طريقة مخاطبتي لها , توجهت ميراي-سان نحو المطبخ و هي ممسكة برأسها ثم اختفت .
" قد لا يبدو عليها الأمر , لكن ميراي-سان معجبة بك , نونوميا-كُن" همستها تسوكيموري في أذني , " أعتقد أنها فرحت لأنك ناديتها " أختاه " , أنا متأكدة أنها توجهت نحو المطبخ هرباً من خجلها "
لقد حدقت فيها
" ما الخطب ؟ لماذا هذا الوجه المتحير ؟ "
" علي رغم من أنكِ قد أمضيتي وقت أقل مما أمضيته مع ميراي-سان إلا أنه يبدو أنكِ تفهمينها أكثر مما أفعل "
" عيني لدي القدرة علي رؤية حقيقة الناس , لقد علمت أننا سنتوافق معاً من الوهلة الاولي " أخبرتني تسوكيموري , و هي تبدو سعيدة جاً باطراءي.
" لكن عينك التي ترين بها الرجال تحتاج إلي المداواة بسرعة "
من الواضح أنها قد كانت في مزاج جيد ؛ فكل مانالته ملحوظتي الساخرة منها ابتسامة صافية عذبة.
" أعتقد أنني أُعارضك الرأي فقريباً جداً ستمسي رفيق حياتي العزيز ."
برشاقة قامت بوضع كوب القهوة في الصينية ثم توجهت بخطوات رشيقة نحو الطاولة .
لم أكن أنوي أن أسايرها في خططها لذا ظننت أنه من السليم الظن أن قولها لا أساس له لكن بعد رؤيتي لأبتسامتها الواثقة , لم أستطع أن أمنع نفسي من التفكير في احتمالية حدوث الأمر .
مع ذلك . أنا لست مستعداً للوثوق بكلامها بلا تفكير كميراي-سان
إن كانت ميراي-سان محلي حينها لن تستطيع التوقف عن الشك فيها بسهولة .
لأنني أعلم بشأن وصفة القتل .
______________________
بعد أن بدأت تسوكيموري العمل في مقهي فيكتوريا , صارت أوسامي وجهاً مألوفاً هنا.
لم يمر كثير من الوقت إلي أن أُعجب بها الطاقم و المدير نظراً لأمتلاكها جانباً إجتماعياً لا يمكن تجاهله , و قد صار وجودها في اليومي في المقهي أعتيادي , و لهذا تجدني دائماً كمن يسير عاري القدمين علي الجمر خائف من أن يقترح عليها المدير منصباً .
" يا نونوميا , نونوميا فلتنصت ! "
و بما أنها دائماً ما تأتي بعد إنتهاء أنشطة ناديها لذا تجدها هنا قبيل المساء دوماً في الوقت الذي يقل فيه عدد الزبائن ثم تجلس في مقعدها و تخبرنا بسعادة عن " أحداث ذلك اليوم "
" لقد أختارني المدرب كلاعبة أساسية لالمباراة القادمة ! "
" تهانينا , دعيني أدعوكِ إلي شئ احتفالاً بهذه المناسبة "
" ياي ! " هتفت أوسامي فرحة بحيوية ثم قالت " ممم.... في هذه الحالة , هل يكنني طلب شئ اخر ؟ "
فجأة أخذت أوسامي تسترق النظر نحوي و هي يبدو عليها الحرج , لقد بدت -بعينيها المستديرتين الكبيرتين _ كالقِشَّة القَزَم
" القشة القزم"
" إن كان باستطاعتي فحسب ! "
" أيمكنني ألتقاط صورة لك ؟ "
" لماذا ؟ نحن نري بعضنا البعض كل يوم تقريباً , إلتقاط صورة ليس بالأمر المهم , أليس كذلك ؟! "
" كلا إنه كذلك ! أنا أريد صورتك في زي الجارسون خاصتك "
" لقد فهمتك " ادعيت كما لو أني أُفكر في الأمر ملياً ثم قلت " لا "
" لمَ لا ! لا يوجد أي مشكلة بالأمر و لن يضرك شئ أيضاً "
لقد كان من الممتع رؤيتها و هي في حالة الغضب فاذ هي أشبه بالطفل العنيد .
" أنا لا أستريح للصور و ما مثلها "
أنا لم أكن أكذب , فبالفعل لم أحب إلتقاط الصور .
" دعني أخبرك أن لزيك هذا قيمة فريدة , رجاءاً امنحني هذه الفرصة ! فقط مرة واحدة فحسب ! " لقد كانت متحمسة و هي تحاول إقناعي .
" حسناً , بما أنكِ قد صرتِ من لاعبي الفريق و ترغبين بهذه الصورة__"
" إيه ؟ أستدعني ؟ ! "
لقد كانت عينا أوسامي تتلألأ بالأمال
"____ سوف أرفض . "
التي خيبتها بسعادة .
" إييه؟! لماذا ؟! "
" لأني لا ارغب لروحي بأن تُمتص . " *1
لقد كانت إغاظة أوسامي مهمة من مهام حياتي , حيث أن رؤية ردود فعلها دائماً ما تعطيني البهجة , لا أستطيع أن أتوقف عن كوني لئيماً معها .
" عجباً ! أيها البخيل ! "
" قولي ما شئت و مع ذلك ستظل إجابتي هي " لا " "
" إذاً سألتقط واحدة سراً .."
" بما أنك أخبرتي الشخص المعني بالأمر حينها لم يعد الأمر سراً "
" خذ هذا ! "
لقد اتخذت أوسامي إججراءات وقائية ححيث قامت بتصويب هاتفها نحوي و حاولت أن تلتقط الصورة , لألتف في حينها .
آاااه ! لماذا ؟! "
" إلتقاط الصور ممنوع في هذه المنشأة , إن لم تلتزمي بهذه القاعدة حينها سيؤسفني أن أطلب منك المغادرة " لقد تفوهت بكلماتي بطريقة رسمية لتنفخ أوسامي وجنتاها و تضع هاتفها في حقيبتها لكن بدون أن تنسي أن تتمتم ب"بخيل "
غالبتني ضحكة صدرت مني دون أن أدري .
" لا تحزني أوسامي , قد لا اعطيك الصورة لكن الحلوي ستكون علي حسابي "
لقد تأثرت بتعابير وجهها الحزينة وأردت أن اصالحها , هذا وجه أخر لمبدأ العصا و الجزرة .
".....شيكولا مجمدة و كعكة المانجو "
" بالتأكيد " اجبتها بأفضل ابتسامة تمكنت منها ثم توجهت نحو المطبخ لكي ابلغ الطلب.
لم أستطع منع تعابير وجهي من التغير , حيث أن طبيعة أوسامي الصريحة لها تأثير يخفف من التوتر الذي اعتراني نتيجة اضطراري التعامل مع شخص مميز لم أتوقع أن أضطر إلي التعامل معه في حياتي هكذا .
" أنت كالطفل الذي يلهو بلعبته الجديدة " بذقنها موضوع علي يدها , رأيت ابتسامة ميراي-سان السعيدة .
" لماذا ! من المستحيل لي أن أراها كالعبة يوماً " أجبتها و أن أقوم بترتيب الفواتير بعد إعطاء الطلب إلي سارووتاري .
من الطبيعي لميراي-سان بذكاءها الحاد أن تدرك أني مُعجبٌ بأوسامي , ليس و كأني أردت إخفاء الأمر أو ما شابه.
" لكنني قد أفضل الاحتفاظ بحيوان أليف مثلها بالمنزل "
لوهلة تخيلت القِشَّة القَزَم و هو يحاول ممضغ ثمرة مانجو تعادل حجمه .
" لا اختلاف فيما نقول "
" علي أي حال أنه أمر جلي أني مُعجب بها "
" من النادر لك أن تعترف بأمر بمثل هذه البساطة " قالتها ميراي-سان و هي تحدق فيني متفاجأة.
" الأمر يعتمد علي ما يتعلق به الأمر ! صراحتها تدفعني إلي النزاهة أيضاً "
ضحكت ميراي-سان بصوت عالٍ و هي تميل إلي الأمام ممسكة بطنها .
" هذه الشخصية المعقدة التي تذكرينها طوال الوقت حتماً ستصير أكثر تعقيداً إذ كنتِ صديقتي "
لقد قلتها دون أن أعطي لها ما تستحقه من التفكير .
"____ هذا يبدو منطقياً بالنسبة لي " دون أن أدري وجدت تسوكيموري تقف بجواري و تقول " و ما رأيته حتي الان هو أن شيزورو معجبة بك , نونوميا - كُن " قالتها تسوكيموري و تلك الابتسامة الراشدة التي تبرع فيها معترية وجهها .
" أوه ؟ إذاً هي كذلك ؟! لم أكن أعلم أن نونوميا محبوب من قِبل السيدات " قالتها ميراي-سان ثم أخذت ترمق تسوكيموري بنظرات فضولية بدت من وجهة نظري قريبة إلي كونها متشككة .
ماذا تدبر ؟!
علي نقيض ميراي-سان التي لا تعلم أن تسوكيموري قد طلبت مني بالفعل مواعدتها , لم أكن أعلم سبب تشجيعها لعلاقة بيني و بين أوسامي .
" إذاً لمَ لا تواعدها ؟ ! " لم ترد ميراي-سان أن تفقد مثل هذه الفرصة النادرة للعبث .
" ليس الأمر بيدي لكي أقرر , ثم ما أدراكِ أنه ليس إلا اهتمام من طرف واحد فحسب ؟! "
" ألم تقل تسوكيموري تواً أن الأمر قد يكون لصالحك ؟! "
كلماتي اللاذعة نجحت في جعل ميراي-سان تقطب.
" لم يكن هذا أمراً جيداً , تسوكيموري , أنا لا أقدر لك قيامك بجمعي أنا و أوسامي بلا أي سبب هكذا , و أفعالك هذه ليست جيدة بالنسبة لأوسامي "
لقد أدركت أني كنت منزعجاً لا غاضباً بل منزعجاً فحسب , ليس كما النار بل " الجمرة المشتعلة ".
" أنت محق نونوميا-كُن , لم يكن من حقي قول كل هذا , أنا أعتذر "
أعترفت تسوكيموري بخطأها بالفعل و انحنت معتذرة .
" إيرر , أجل , أعتذر أيضاً , لم أظن أنك جاد بهذا الأمر " علي نحو مربك حكت ميراي-سان رأسها و اتبعت خطا تسوكيموري في الأعتذار .
لقد كان الحل الأمثل لي هو إدعاء عدم الاكتراث إخفاءاً لأنزعاجي عنهم .
تشاركنا لحظات قليلة في الصمت لعدم قدرتنا علي إستكمال المحادثة .
و بعدها اختفت ميراي-سان في المطبخ بعد فقدانها الأهتمام علي ما يبدو و بحثاً عن مخرج من الارتباك " سارووتاري ! "
لكن تسوكيموري قد ظلت واقفة بعيدة عني- أسلوب متردد ليس كما عهدت عليه تسوكيموري التي أعرفها .
في ناحيتي لا زلت لا أشعر بالأرتياح لهذا الشعور المر المتبقي من محادثتنا التي قد انتهت بالفعل .
لم يكن ضيقاً ناتجاً من الجدية تجاه موضوع أوسامي الذي أشارت إليه ميراي-سان .
بالتأكيد جزء مني يكره تدخل الناس في شئون الأخري خاصةً ما يتعلق بالحب مع ذلك هذه المواقف لم تكن نادرة بل معتادة و قد كان بإنماني تجنبه أو التكيف معه بشكل هادئ كاتماً مشاعري كما اعتدت أن أفعل دوماً بلا تردد حتي الان .
لكن الان , قمت بوصم نفسي بالكشف عن مشاعري للأخرين و الذي هو أمر لم أقم به من قبل .
لماذا ؟ لمَ كل هذا الأنزعاج ؟ إنه شعور كريه و علي الرغم من علمي بوجوده إلا أني لا أعرف سببه .
في تلك اللحظة سمعت تمتمة .
" .... أنا أعتذر " لقد كانت همسة ضعيفة بصوت حزينة سرعان ما أفنتها ضجة المقهي , لم أكن قادراً علي رؤية وجهها إذ لا زال ظهرها يواجهني لكني أعلم أن صوتها لم يكن صوت " إعتذار " بل " ندم "
لم يكن ليخطرر علي بالي أن تسوكيموري قد شعرت بالندم بقوة هكذا و في نفس الوقت شعور بالهدوء تملكني .
لقد علمت هوية المسبب لإنزعاجي لكن لا زلت لا أعلم السبب , في النهاية لقد كانت تسوكيموري .
لماذا كنت منزعجاً ؟
سؤال اخر أخذ يطفو إلي السطح.
اخترت أن أعيد تشغيل مشاعري من البداية و أن أجلب لأوسامي طلبها لأني إذ استمررت علي هذا المنوال في متاهة التفكير تلك لن انتهي ابداً.
لكن ما اكتشفته هو أن شعوراً جديداً تجاه تسوكيموري علي وشك أن يولد بداخلي.
و مع ذلك لا زلت لا أعلم اسم هذا الشعور.
_____________________
القشة القزم