_لم تكن"قرية البرت" الضحية الوحيدة ل"لعنة الوحش" , فقد اصيب بها العالم كله. لذلك و لحماية المواطنين ظهر " نظام السلام ", في هذا النظام يجند الحاكم مجموعة من الجنود الاقوياء لمحاربة الوحوش , و لدفع رواتبهم يدفع السكان ضريبة , مقابل عيشهم بسلام .
_ و لكن في هذه القرية كان هناك امر مختلف , هناك جنود , كما ان هنالك سورا متينا يقي القرية من الوحوش لذا فان الخسائر البشرية هنا اقل بكثير من باقي القرى.
_طرق الرجل باب ذلك البيت , كان بيتا هادئا لا يسمع فيه صوتا كباقي البيوت , يبدو ان صاحبه من النوع الهادئ او انه شخص كئيب , بعد دقائق من الانتظار فتحت الباب فتاة تبدو في ال18 من عمرها .
سالها الرجل:كم عمرك يا طفلة؟
ردت: عمري 18 عاما.
الرجل:انا جامع الضرائب الجديد .
الفتاة: اوه , حسنا.
_عادت الفتاة الى الداخل, ثم خرجت و معها ظرف ,اعطته للرجل و هي تقول:"ها هو المال ."
اخذ الرجل الظرف ثم شكرها و ابتعد عن البيت و هو حائر:
"انها فتاة غريبة"
_لم يكن خطاها, كانت"تولين" فتاة هادئة, هادئة بشكل مخيف , لم تكن تتحدث مع جيرانها و كانت تعيش وحيدة بدون اهلها. لا احد يعرف من الجيران "ترى اين ذهبوا؟'."
_دخلت "تولين" البيت الهادئ لم تكن ترى مشكلة في كونه كذلك , ذهبت الى غرفتها , كانت غرفة عادية بسرير واحد ,مكتب صغير و خزانة صغيرة.استلقت على سريرها ثم اطلقت تنهيدة , قالت وهي تحدث نفسها:"نظام السلام, ضريبة كل شهر اذا علي العمل اليوم ايضا ."
_بعد حديثها القصير مع نفسها, وقفت ثم اتجهت نحو باب ارضي مربع متوسط الحجم , فتحته ثم نزلت من درج كان يفصل بين ارضية البيت و "القبو. "
كانت تولين فتاة نحيلة نوعا ما , شعرها اسود يميل للنيلي و عيناها زرقاوتان, طولها متوسط .
_نزلت الى القبو حاملة معها مصباحا يدويا , ثم دخلت غرفة مظلمة و اشعلت انوارا, كانت الغرفة غريبة نوعا ما لايوجد سوى...اقنعة. كانت الاقنعة موضوعة على الطاولة . اقنعة حيوانات, شخصيات خيالية, اقنعة سعادة او حزن و غيرها . كان ذلك عملها , بيع الاقنعة.
_لم تكن تبيعها كلها كانت تحتفظ ببعضها و كانت الاغلبية اقنعة السعادة و الحزن, تحملها و تذهب بها الى الغابات , ذلك المكان العامر بالوحوش لم تكن تخشاهم, كانت تجد دائما الجثث هناك للسكان و اغلبيتها للجنود , تنظر الى وجوههم اذا وجدت من على وجهه ابتسامة تضع له قناع السعادة و من تجده عابسا تضع له قناع الحزن.
_بدات تولين عملها في صنع الاقنعة بتركيز , كانت تتحدث و كانها تكلم صديق او مساعدا حيث انها تقول:"احضرلي هذا و ذاك"
المشكلة لم تكن هنا بل كانت في ان هناك من يحضر لها الاغراض بالفعل!
لم تكن مرئية...
كانت...اشباحا!, اشباحا ترتدي الاقنعة لتظهر وجودها , كان كل واحد يضع قناعا مختلفا , خمسة.
لم تحفظ تولين اسماءهم بعد , ولكنهم كانو لها...
اصدقاء...
-------------------------
في اليوم التالي استيقظت تولين من كابوس غريب رات وحشا عملاقا محبوسا في زنزانة مغلقة , ثم رات نسخة صغيرة منه تحاول فتح الزنزانة , استدار اليها و قال:"انتي لماذا لا تساعدينني؟ سينقذكم.."
تولين(بخوف):" كيف اساعدك؟"
الوحش:"اطلقي الطاقة الكامنة... للشبح"
_بقيت كلمة الشبح تترد كالصدى في اذنها ثم بدات تسمع صراخ السكان.
"ما الذي يحدث؟"سالت نفسها قبل ان تدرك ان بيتها تدمر و ان وحشا دخله , نظر اليها نظرة مرعبة و هو في طريقه اليها اذا بسكين تدخل عنقة من العدم , لا بل كان احد الاطياف يحاول حمايتها, ليس وحده بل الكل يحاولون حمايتها.
_وهي جالسة منصدمة من الاحداث الغريبة "لاشك انه كابوس, كابوس اخر غريب". و قبل ان تقف بعد جلوسها تناهى الى سمعا صوت امراة تصرخ:"لقد...دمر السور!!".
انصدمت من الذي سمعته, الم يكن متينا بما فيه الكفاية . و هي في تساؤلاتها دخل من الفتحة التي سببها الوحش رجل سريع يبدو في ال23من عمره شعره و عيناه سوداوان , فور دخوله سقطت الاقنعة ارضا و لكن السيء في الامر انه لاحظ ان الاقنعة كانت تطير.
_نظر الرجل الى تولين ثم قال:"اسرعي ايتها الفتاة , المكان هنا لم يعد امنا!"
ثم وجه نظره الى الوحش الذي كان ينزع السكاكين من جسده وقال:"اانت من اصبته؟"
تولين(بتردد):" نعم". لم يكن من الجيد ان يكتشف احد وجود هذه الاشباح.
الرجل:" اخرجي بسرعة و انا ساتولى امره".
خرجت تولين راكضة و هي تفكر اين تذهب, رات السكان كلهم يتجهون الى مكان واحد"قلعة الحاكم"تحديدا في الساحة اسرعت الى هناك قبل ان تغلق الابواب ,الجنود يقتلون الوحوش , السكان يموتون,ماذا بعد؟!.
_اجتمع السكان الناجون في الساحة بعد ان اغلقت الابواب و عاد الجنود (جدران القلعة غير قابلة للتسلق و هي عالية).صعد الحاكم الى الشرفة التي تطل على كل تلك الوجوه المعاتبة , ثم ظهر امامه شخصان, احدهما الرجل الذي انقذ تولين و الاخر ابن الحاكم .
الحاكم:"انا اسف حقا لما حدث, لم اتوقع ابدا ان يحدث هذا. سنحاول جاهدين حمايتكم من هذه الوحوش’ و نظرا لكبر قصري ساستضيفكم هنا ريثما يتخلص الجنود من الوحوش المنتشرة هنا قبل ان تدرك الاخرى ان السور تدمر."
_ثم اشار على الرجل الذي انقذ تولين .
الرجل:"سنحاول نحن الجنود حمايتكم بكل الطرق لذا اطمئنو."
بدت الطمانينة على وجوه الحاضرين الا شخصا واحدا..تولين , هي تعلم انهم يقولون اكثر مما يقدرون عليه و لكن ... مالذي ستفعله, لاشيء لذا فهي ترى ان الافضل ان تضل صامتة و تقوم بما يقوم به غيرها من السكان.
ولكن...الى متى. فجاة تذكرت الكابوس و تردد الصوت ذاته و كان لكلمة الشبح صدا كبير.
"ليس هناك وقت الان للتفكير" هذا ماحدثت به نفسها.