2 - في قصر الحاكم(بعد تدمر الجدار)

_بعدما انهى الحاكم خطابه , شرع الخدم يتوزعون على السكان الناجين و يقسمونهم الى مجموعات.قبل تدمر الجدار , كان عدد سكان القرية 200 شخص او اكثر , و لكنهم صارو الان 130تقريبا, كانت خسائر بليغة إثر تدمره دون سابق انذار , قُسم السكان الى 6 مجموعات , كل مجموعة بها مابين ال 20 و 30 فردا , و لكل مجموعة 5 خدم .

بينما قُسمت المجموعات ,كانت تولين شاردة تفكر :"كيف دُمِّر السّور؟", كان ذلك السؤال الوحيد الذي يشغل بالها في تلك اللحظات , ثم تذكرت الحلم و اشباحها ...

و بينما هي تفكر اذا بأحد الخدم ينادي عليها بسخرية :

"هاي, ايتها الفتاة اسرعي لا وقت لدينا لشرودك !"

رمقته تولين بنظرات مرعبة , هي لا تحب المزعجين امثاله. بدا الخوف على وحهه فعدّل من طريقة كلامه,و قال بشكل افضل:

"اسف على فظاظتي, ولكن هناك الكثير مما عليّ فعله لذا فالافضل ان تلحقي بمجموعتك بسرعة ."

لا تزال طريقة كلامه مزعجة, و لكن لا بأس.

_لحقت تولين بمجموعتها و لم تنطق بكلمة واحدة الوقت كله , ولكن بعض النساء قبلها لاحظن امر تواجدها , فحاولن جعلها تتكلم معهن ولكنهن فشلن في ذلك, كانت اجاباتها مختصرة و واضحة لا تحتاج شرحا.

"غريبة حقا!"

_وصلت المجموعة الى الجناح المخصص لها , ثم تم تقسيم المجموعات الى مجموعات اخرى , تجنبا للفوضى . وضع الرضع في غرفة , و النساء في غرفتين الاولى لمن عمرهن اقل من25 و اكبر من 17 (غرفة تولين) , و الثانية لمن هن اكبر من 25 , و الرجال قسمو نفس التقسيم , غرفة لمن عمرهم مابين 17 و 25 , و غرفة لمن هم اكبر من ذلك.

ذهبت تولين الى الغرفة , و معها اربع فتيات , اختارت كال فتاة سريرا , و قد كان الذي اختارته تولين منعزلا بعض الشيء و تحت النافذة , بجانبه مكتب صغير .

بدات الفتيات كلهن بالتعارف , الكبرى بينهن اسمها روز و قد اوحى مظهرها بانها رزينة و ذكية تبلغ من العمر 23 سنة, و الصغرى كانت اميليا عمرها 17, و الاخرى اسمها جيما و عمرها 20 عاما .

بدات الفتيات بالحديث عن حياتهن كيف كانت و عن من فقدوهم عند تدمّر السور, و تولين تستمع فقط.

اميليا: "مابالك ياتولين؟انت لا تشاركيننا الحديث , عرّفت عن نفسك فقط"

تولين:"حسنا,ماذا اقول؟"

جيما:"كيف كانت حياتك قبل تدمر السور؟"

تولين :"عادية"

اميليا :"همم, هل فقدتي احدا عند تدمر السور؟"

تولين : "لا"

روز:" حمدا لله على سلامة عائلتك"

تولين:"ليس لدي عائلة"

اميليا و جيما (في دهشة) :"ماذا؟!"

تولين :"نعم , لماذا؟"

روز : "يبدو انك فقدتهم من قبل , ولكن مع من تعيشين الان؟"

تولين : "اعيش وحدي"

_دخلت احدى الخدم لتدعو الفتيات لتناول الغداء , ذهبت الفتيات و قد كان الغداء في قاعة كبيرة , قسمت الى طاولات عديدة , كل قسم من كل مجموعة في طاولة,بدا من شكل الطعام و رائحته انه شهي و قد احبه الجميع .

بعد الغداء كانت النساء قد قسمن المهام على الفيتيات بالفعل للتنظيف و لكل قسم دوره ,الكبيرات يجلين الاواني , و الصغيرات ينظفن الارضية , و قد كان ذلك بالتناوب بي كل فتاة كل يوم.

مر شهر على هذه الحال...

والى الان لم يستطع الجنود التخلص من كل الوحوش التي عبرت السور, و المشكلة ان اعدادها تزيد كل مرة,

" بالنسبة لفكرة اعادة بناء السور فهي مستحيلة, فقد استغرق بناءه 20سنة كاملة"

هذا ماكانت تتحدث به احدى الجنديات التي ترسل تقارير العمل الى قائد الجنود و الحاكم.

الحاكم :"لقد تدهور الوضع , اخشى ان يصل الامر بدخول الوحوش الى القصر" .

قائد الجنود:"لاتقلق يا سيدي, ساحاول جاهدا حماية القصر. "

الحاكم :"حسنا اعتمد عليك يا ايدن" .

-الحاكم:"كيران لينكولان"

-قائد الجنود:"ايدن اوستن"

انتهى النقاش بخروج قائد الجنود من الغرفة و في طريقه قرر الاطمئنان على ابن الحاكم " رال" , دق باب الغرفة و لكن ل يجبه احد, دق مرة ثانية و لم يجبه احد ايضا .

ايدن:"يبدو انه يتجول من جديد"

وفي الجهة الاخرى من القصر حيث يعيش السكان كانت الفتيات يتبادلن الاحاديث, بينما تولين تنظر من النافذة الى الحديقة , فجأة رات سكان القرية يمرون كلهم في الحديقة ,اطفال, رجال , نساء , الكل . ثم ظهرت وحوش كبيرة التهمتهم و قتلت الجميع و خلّفت الدماء هناك, كان ذلك مرعبا بقدر ماهو غريب , ثم شعرت بشخص يمسك كتبها ثم يهمس في اذنها :

"هذا ما سيحدث , ان لم تطلقي قوة الشبح. ان لم تريدي ذلك فاطلقيها عوضا عن الانتظار"

_استدارت لتعرف من هذا فلنم تجد احدا, و كانت معالم الخوف بادية على وجهها, رجعت الى الحديقة, لم تجد شيئا.

استلقت على السرير ثم بدات تفكر بالامر...

في اليوم التالي بعد الغداء كان دور تولين في تنظيف الارضية, حرصت على التنظيف ببطئ حتى تنتهي المراة من جلي الاواني, بعد ما انهت المراة عملها و ذهبت بدات تولين تسرع في العمل, بعدما تاكدت المراة انها لن تنتهي باكرا ببطئها.

انهت تولين العمل ثمم جلست على احدى الكراسي و بدات تفكر ثم ظهر لها من العدم غطاء يطير و كان شخصا خفيا يرتديه ليظهر وجوده, لقد كانت اشباحها , ظهر الخمسة كلهم. لم تعتد على الحديث معهم من قبل لكمن كان من الواضح اشتياقها لهم, بدات تحدثهم عن الاجواء و زميلاتها في الغرفة , وقد كان كل كنهم يجلس في كرسي على مائدة واحدة. ثم تذكرت امر الحلم و الصوت .

تولين:"اتعلمون شيئا عن قوة الشبح ؟"

هزت الاشباح راسها بالنفي.

تولين:"هكذا اذن, لقد تردد الصوت الذي يامرني باطلاقها كثيرا, في الاحلام و الغرفة. ياليتني اعلم اماهي هذه"

قالت جملتها الاخيرة و هي تميل راسها لليسار فقلدته الاشباح واملت رئؤوسها لليسار ايضا. ضحكت تولين وقد كانت المرات الاولى التي تضحك فيها, عدلت وضعية راسها ثم قالت:

"مهما كان عدد الاشخاص الجدد الذين ساتعرف عليهم , فلن انساكم."

"انتم اصدقائي للابد"

-----------------------------

في اثناء كل ذلك كان ابن الحاكم يتجول بالقصر بعد قرائته لمعظم كتب المكتبة

كان شخصا هادئا يحب القراءة يبدو في ال 19من عمره. ولكنه بلا رحمة.

ابن الحاكم:"لوكا لينكولان"

"لا اظن ان هناك اي خطب هنا"

قال كلمته ثم توقف عند باب قاعة الطعام بعد ان سمع صوتا يخرج منها .قال و هو يحدث نفسة:

"اليس من المفترض ان الجميع غادرو القاعة".

بدل التنصت آثر الدخول, لما دخل فوجئ بما راى...

فتاة و خمس اشخاص يغطون انفسه باغطية و كانهم اشبح, لكنه سرعان ما لاحظ انهم لا يمتلكون اقدام, اذا فهم اشباح . كان الجميع اينظرون اليه في دهشة .

لوكا:"لا اظن انه امر هيّن لاخفيه عن ابي يجب اخباره"

تولين:"انتظر لاتذهب, انهم مسالمون"

لوكا:"انت خائنة , باحضارك لهذه الوحوش حمايتها فانت تعرضين الجميع للخطر"

تولين:"اذا لما لم يهلاجموني؟"

لوكا:"ما كل هذا الغباء, بالتاكيد لانك مدربتهم"

تولين(بصوت خافت):"غباء!"

لوكا : "نعم غباء هل لديك اعتراض"

شريط من الذكريات يمر على ذهنها , ما كل هذا؟, الصورة مضببة نوعا ما , امراة تحمل طفلتها و هي تصرخ, شبح مغطى بغطاء ابيض يحاول تهدات الطفلة , الام تصرخ, الاب يدخل و هو يحمل السكين , الشبح يختفي, الشبح ياخذ الطفلة الى سريرها بعدما هداها و الاب يحاول استردادها و الام تصرخ :"ما كل هذا الغباء!؟ انها السبب!"

"متى حدث هذا؟"

لوكا:"ليس لدي وقت لسماع حديثك المجنون مع نفسك, سوف تعتقلين انت وهم" قالها و هو ينظر الى الاغطيت الملقاة على الكراسي

لقد ذهبو.!!

امسك لوكا بيد تولين بقوة وقال:"يبدو انك تستجوبين كثيرا اليوم"

و تولين لا تعبيره اهتماما بل و افلتت يده بسهوله و هي تقول:"ماكان ذلك؟"

مميلة راسها لليسار .

خرج لوكا من الغرفة لابد انه سيستدعي الحراس , لا يهم , دخل الحراس فرمقتهم تولين بنظراتها التي ارعبتهم,امسكو بها و اخذوها امام الحاكم.

كان الحاكم جالسا على عرشه و بجانبه ايدن و لوكا لم تكن تهتم لما قاله كانت تحاول تذكر اي شيء عن نتلك الحادثة التي تذكرتها عندما كانت في القاعة.

الحاكم(تنهيدة):"انتي تشبهين زوجتي كثيرا, عندما تضع فكرة في راسها ,تفكر بها مهما حدث, و تركز لدرجة عدم الاهتمام باي شيء"

تولين:"جميل"

لوكا:"اتسخرين من امي؟"

تولين :"بالتاكيد لا , هل ماتت؟"

الحاكم:"نعم قبل سنوات , اكلتها وحوش اثناء رحلتنا الى مملكة مجاورة, سمعت من لوكا انك تحدثت مع اشباح"

تولين:"نعم"

الحاكم:"هل هي حقا مسالمة؟"

تولين:"اجل"

تبادل الحاكم و ايدن النظرات ثم قال :"منذ متى تعرفينها ؟"

تولين :"لا اتذكر شيئا عن ماضيّ , ولكني ادرك انها متواجدة منذ صغري ربما"

ايدن:"سيدي!"

الحاكم :"صحيح! , و لكن علينا التاكد اولا"

ايدن:"كيف؟"

الحاكم :"لست اعلم بعد فالننظر في الكتاب"

لوكا :"ماهذا يا ابي؟"

الحاكم :"لقد وجدنا الحل للوحوش."

لوكا:"حقا ! ماهو ؟ "

الحاكم(وهو ينظر الى تولين):"قوة الشبح"

2024/06/04 · 24 مشاهدة · 1337 كلمة
charlotte
نادي الروايات - 2025