أول إمبراطور مقدس ، أردين أولفولس.
لقد كان أول من زرع بذرة "الإيمان" في هذه القارة ، ثم شرع في تأسيس دين قائم على هذا الإيمان بالذات.
علاوة على ذلك ، أسس أول تجسد للأمة الثيوقراطية القائمة على الإيمان ، وأمر اثني عشر ألفًا من الكهنة بصياغة عنصر معين ، وهي مهمة استغرقت عدة عقود لإكمالها.
وكان هذا العنصر هو الأداة الثمينة القادرة على استدعاء "ملاك". سيف الآلهة المقدس ، ويشار إليه أيضًا على أنه أعظم بقايا مقدسة في الأرض.
ومع ذلك ، لم يكن هذا أكثر من قصة أسطورية قديمة.
لا يوجد تفسير مفصل حول شكله أو مستوي قوته بالضبط.
كنت حاليًا في المكتبة الموجودة داخل قصر إيهرانس الملكي. كانت ترافقني أليس وهانس.
في الوقت الحالي ، كانت تغوص بعمق في بركة المعرفة السحرية الموجودة في هذا المكان من أجل إرضاء فضولها الذي لا يُقهر. كل تلك الكتب التين كتبها السحرة بنظم قيم وعمليات تفكير مختلفة تمامًا عن تلك التي قام بها رافائيل يمكن العثور عليها في كل مكان تقريبًا في هذا المكان ، وكانت تستغل هذه الفرصة تمامًا للوصول إليها.
أما بالنسبة لهانس ، فقد كان يبحث عن أي معرفة تتعلق ببوابات الإلتواء. مما سمعناه ، عدد قليل من السحرة في القارة بأكملها القادرون على إلقاء سحر الإلتواء عاشوا في هذه المملكة ، لذلك يجب أن يكون هناك بيانات كافية عن التعويذة يمكن العثور عليها في هذه المكتبة.
أنا أيضًا كنت أبحث حاليًا عن معلومات في هذا المكان - السجلات التي توضح تفاصيل "الملاك" الذي تحدثت عنه الملكة روكس.
- في نهاية المكتبة على رف مكتوب عليه "5785" ، ستجد سجلات خاصة بالملاك.
كشفت لي أثناء العشاء أنها شهدت بنفسها براعة الملاك.
تجولت حول هذه المكتبة ذات الشكل الحلزوني حيث تم تخزين مئات الآلاف من الكتب. بعد فحص صفوف الأرقام على الرفوف ، رفعت رأسي لأعلى لأبحث.
"... حسنًا ، هذا مرتفع جدًا ، حسنًا."
بالكاد يمكن رؤية الجزء العلوي من هذه الأرفف من الأسفل.
أحضرت سلمًا ، وسندته على الرف ، وصعدت ببطء.
"وجدته."
أخرجت الكتاب الذي أخبرتني عنه الملكة روكس وقلبته. احتوت على سجلات رحلة الملكة في المتاهة ، تيتالوس ، والأحداث التي حدثت قبل أربعين عامًا.
-هذا المكان يشبه عالما مختلفا تمامًا ؛ يفتخر بنظام بيئي جديد ومختلف عن نظامنا.
المكان الذي يتميز ببيئة وأشكال حياة من الماضي القديم ، أليس كذلك؟
- أنا وأبي قدنا جيشًا وبدأنا تحقيقًا في المتاهة. أخيرًا قمنا بفك رموز الأحرف الرونية القديمة الموجودة هناك. فقط بعد أن استغرقنا عدة سنوات للوصول إلى هذه المرحلة ، أدركنا الحقيقة أخيرًا. قبل بناء قصر إيهرانس الملكي فوقها ، كان هذا المكان في الواقع مقبرة ضخمة أنشأها شخص ما.
لقد قلبت بعض الصفحات الأخرى.
توسعت عيني بشكل أكبر وأكبر مع قلب كل صفحة.
- اكتشفنا الحقيقة. لقد اكتشفناها أخيرًا. هذا المكان ...
كان قبر الإمبراطور الأول ، أردين أولفولس.
- "عنصر" مرعب ووحشي حقًا يكمن في سبات داخل ذلك الموقع الأثري القديم. هذا الشيء ، الذي يمتلك بنية ضخمة ، أطلق الآلاف من السهام والحراب من الضوء ، بينما كان يهاجم بمئات الخطافات في نفس الوقت. و ...
ابتلعت لعابي الجاف.
- قُتل ما يقرب من خمسمائة فارس وسحرة بالإضافة إلى ألفين ونصف ألف جندي أثناء القتال. خلال هذا الحدث ، كان على حاكم هذه الأمة ، جلالته أبي ، أن يرحل من هذا العالم.
لم يستطع شخص واحد أن يتسبب في إصابة واحدة لهذا "الملاك" الغامض والنبيل.
هذا الكائن ، الذي يبدو أقوى بكثير من أي تنين ، يليق حقًا لقب ملاك يحرس عرش الإله به.
أغلقت الكتاب.
ما تعلمته من هذا السجل هو أن الأشياء لم تكن بسيطة مثل كنز صغير لطيف ينام بهدوء في قبر في مكان ما ، وكان هذا "المخلوق" المسمى الملاك يحرس القبر المذكور.
"حسنًا ، هذا ليس جيدًا."
"ما هو؟"
أدرت رأسي إلى أليس بعد أن سألتني هذا السؤال.
كانت في منتصف قراءة كتب كبيرة وسميكة بما يكفي لإخفاء وجهها. وكانت مثل هذه الكتب تشكل تلالًا صغيرة على الطاولة أيضًا.
"لقد تعلمت المزيد عن هذا الشيء المسمى الملاك."
أصبحت عيون أليس على الفور نقاطًا مستديرة تشبه عيون الأرنب المصدوم.
كانت مليئة بالفضول تجاه الألوهية وكذلك المعرفة السحرية. على هذا النحو ، فإن أي ذكر لمصطلح "ملاك" كان من شأنه أن يكون محفزًا للغاية لفضولها.
حتى أنها تطوعت للمجيء معي في اللحظة التي سمعت فيها مصطلح "الإمبراطور الأول المقدس" ، لذلك نعم ، كنت أشعر بإغراء حقيقي للثناء على شخصيتها الحثيثة لاكتساب المزيد من "المعرفة".
"الملاك حقاً موجود؟"
لقد صُدمت لدرجة أنها تذبذبت دون ثبات وكادت تسقط الكتاب في يديها ، لكنها تمكنت من استعادة توازنها في النهاية. تنهدت بارتياح وابتسمت بشكل محرج على حماقتها.
سألتها ، "انتظري ، هل تعرفين شيئًا عن الملاك؟"
"... حتى لو سألتني بهذا الشكل ، هناك الكثير من الأنواع والأساطير المختلفة المصاحبة له. لذلك أنا ..."
"ماذا عن تلك الأساطير المتعلقة بالإمبراطور أريدن ؟"
وضعت أليس الكتب بعيدًا على رف قريب ، ثم بدأت في تمشيط ذكرياتها مع وضع طرف إصبعها على ذقنها.
"لا يوجد عدد الكبير من السجلات ، لكن ..." نظرت إلي واستمرت في الكلام. "كلهم يقولون إنه إله وشيطان يا جلالتك."
قمت بتجعيد حواجبي.
"تشير السجلات إلى أنه عندما لوح بيديه ،" تغيرت التضاريس المحيطة ، وأن المؤمنين به قد نجوا ، وصرخ الأشرار جميعًا في يأس ".
لماذا هذا الوصف يبدو كثيرا جدا لسبب ما؟
ومع ذلك ، كنا نتحدث عن أول إمبراطور مقدس هنا. هناك احتمال جيد بأن سجلات مآثره قد تم تزيينها بشكل كبير.
فيما عدا ذلك ، عند مقارنة تلك السجلات مع أقوال الملكة روكس الخاصة ، أصبح من الصعب القول إن مثل هذه الأوصاف قد تم بالفعل تحريفها بشكل كبير.
لنفترض أن هناك تنينًا ضد قوات النخبة في عالم السحر. حتى لو كان تنينًا مخيفًا ، فسيظل من الصعب للغاية التخلص من ثلاثة آلاف فارس وساحر. إلى جانب ذلك ، فإن التنين سيتعرض لإصابات أكثر خطورة من مجرد خدوش بسيطة أيضًا.
"إذا كان الوصف داخل هذه الأساطير حقيقيًا ، فأنا أتساءل ، هل سنتمكن من الانتصار على الملاك؟"
فتحت عيون أليس على نطاق أوسع على سؤالي الذي لم يكن موجهاً إلى أحد على وجه الخصوص.
لم تبد راغبة في الرد عليّ لفظيًا ، لأن كل ما فعلته هو هز رأسها مع إبقاء فمها مغلقًا بإحكام.
كانت تشير بالتأكيد لا.
فركت ذقني في صمت.
بينما كنت أفكر في خياراتي ، كانت أليس تحدق بي بهدوء. انفصلت شفتاها قليلاً كما لو أنها تريد أن تقول شيئًا ما ، لكن يبدو أنها لم تستطع أن تجد ما يكفي من الشجاعة للقيام بذلك.
استمرت هذه الحالة لبعض الوقت ، لذا نظرت إليها وأسألها ، "ما الأمر؟"
عندها فقط فتحت فمها أخيرًا. "صاحب السمو. هل أنت حقا قدي ... "
"وأخيرا فهمت!"
جفلت أليس وأغلقت فمها.
كان هانس يصرخ بأعلى صوته بينما كان ينثر الوثائق حوله. "صحيح! فقط من أنا ؟! أنا الكيميائي العبقري هانس ، الذي كانت عائلته تبحث في سحر الإلتواء لأجيال ! "
ثم انفجر في قهقهة من الضحك المجنون.
“هؤلاء الأوغاد مصاصي الدماء ! يمكنكم العيش لآلاف السنين لكل ما يهمني! المعرفة والحكمة المتوارثة عبر أجيال أجدادي! هاهاهاهاها! "
كانت عيناه منتفختان. حتى أن الدم بدأ يتدفق من أنفه. تدحرج بياض عينيه وسقط ببطء على ظهره.
"السيد هانس!"
صرخت أليس منزعجة واندفعت بسرعة نحوه ، ثم سرعان ما ألقت سحر الشفاء على الرجل.
واصل هانس الغمغمة بأشياء مثل ، "لقد فعلت ذلك. يا أبناء العاهرات ، هذا انتصار للبشرية ، أنتم مصاصي الدماء ملاعين ... "
بدا لي نوعًا ما أنه كان يعمل جاهدا طوال اليومين الماضيين.
"هذا الرجل ، كم عدد الأيام التي مكث فيها و هو يعمل؟"
تنهدت أليس بعمق قبل أن ترد علي ، "أعتقد أنه قد مر حوالي أسبوع ، جلالتك. من مظهر الأشياء ، لا بد أنه شرب الكثير من الماء المقدس لإجبار نفسه على البقاء مستيقظًا ".
حسنًا ، يجب أن أثني عليه بسبب مثابرته ، على الأقل.
على الرغم من أنه يمكنك شرب الماء المقدس لشفاء التعب الجسدي ، فإن عقلك لن يكون قادرًا على البقاء مستيقظًا لفترة طويلة ، كما تعلم؟
حولت نظرتي بعيدًا إلى طاولته. هذا هو المكان الذي اكتشفت فيه قطعة من مذكرة و و دائرة سحر الإلتواء رسمها هانس.
لقد اكتشف أخيرًا إحداثيات نهاية سحر الإلتواء الذي استخدمه مصاصو الدماء.
"كونك عبقريًا لا علاقة له بمكانة المرء ، على ما يبدو."
اكتشف هانس وحده شيئًا فشل في فعله مئات السحرة والكيميائيين الذين وصفوا أنفسهم بأنهم الأفضل في الإمبراطورية الثيوقراطية. حتى لا ننسى ، قام أيضًا بفك رموز رون أزتال ، لذلك نعم ، كان هذا الرجل أحد هؤلاء العباقرة النادرين الذين قد يظهرون مرة واحدة كل قرن أو نحو ذلك.
"أعتقد أنه سيتعين علي منحه مكافأة خاصة في وقت لاحق. دعينا ننتظر حتى يتعافى. سوف نتوجه إلى تيتالوس بعد ذلك ".
"هل تخطط حقًا للتوجه إلى قبر الإمبراطور المقدس ، جلالتك؟"
"حسنًا ، كنت أفكر في زيارة مثوى أجدادي لأعبر عن احترامي ، كما ترين ..."
… و نهب القبر في نفس الوقت أيضا.
على الرغم من أنني لم أقل الجزء الأخير من خطتي بصوت عالٍ ، لا بد أن أليس قد رأتني لأن تعبيرًا مضطربًا كان يتشكل الآن على وجهها.
كنت بحاجة إلى مساعدة كل من هانس وأليس لاستعادة بقايا أردين المقدسة. كانت خطتي هي التوجه مباشرة إلى المتاهة بمجرد أن تتعافى حالتا هذين الشخصين تمامًا.