بعد العشاء، توجه لينغ ران إلى ملجأ القنابل القديم خلف مشرحة المدرسة.
تم إهمال الملجأ منذ فترة طويلة. ذات مرة، كان بمثابة مستشفى مؤقت. من ناحية اخرى، كان مشرحة مؤقتة. وبعد بناء الوحدة الطبية الجديدة، عاد مرة أخرى إلى أيامه الخوالي من كونه زاوية وحيدة متداعية. حتى الكلاب في الحرارة لن تضرب بعضها البعض بإصرار بسبب الرائحة الكريهة التي لا تطاق.
على العكس، لم يمانع لينغ ران الرائحة.
غالبًا ما يتم اختبار ردود أفعال لطلاب الطب منذ أول مشاهدة لهم لتشريح عام. امنحهم بضع سنوات وسيبدأون في التثاؤب طوال العملية.
بالطبع، لم يكن الأمر كما لو أنهم سيخرجون فى طريقهم لزيارة المشرحة في أمسياتهم مملة.
وقف لينغ ران بهدوء في منتصف الملجأ، مفكرا، "يجب أن يكون طول المحول فى مستوى القائد حوالي عشرين إلى خمسة وعشرين قدمًا، وربما ثلاثين على الأكثر. يجب أن تكون هذه غرفة وقوف كافية... إذا انتهى الأمر بالمحول إلى تجاوز ذلك، فماذا أفعل ؟ "
بينما كان لينغ ران يفكر، رفع إصبعه ونقر على حزمة هدايا المبتدئ في الزاوية اليمنى العلوية من عينه.
[المكافأة: تقنية الخياطة الملائمة (مستوى السيد)]
تردد صدى صوت هادئ ومحترف في ذهن لينغ ران.
منذ تلك اللحظة فصاعدًا، كلما فكر لينغ ران في تقنية الخياطة الملائمة، كانت تعقيدات المهارة تطير في ذهنه: المسافة بين إبرتين، وقوة تطبيق الخيوط، واختيار الخيط، وأنواع العقد.
حسنًا، أليس النظام بخيلًا بعض الشيء إذا كان كل ما يقدمه هو مجرد مهارة خياطة ؟ تقنية خياطة رائعة، ما هو أكثر من ذلك! " تمتم لينغ ران بهدوء مع نفسه.
أوضح النظام بصوت بدا مسجلاً مسبقًا ومدربًا بشكل مريب: «تتضمن تقنية الخياطة الملائمة خياطة بسيطة متقطعة، وخياطة بسيطة مستمرة، وإغلاق تحت القطع، وخياطة جامبي، وخياطة متقاطعة، وخياطة متشابكة، يصل مجموعها إلى ستة أنواع.
تذمر لينغ ران، "يمكنك أن تعطيني عشرات طرق الخياطة، لكنها لا تزال خياطة. يمكنني تعلم خياطة التوتر(شد الخيط) والخياطة العكسية من مكان آخر، فلماذا لا تعطيني محولًا فقط ؟ "
هذه المرة، تأخر رد فعل النظام قليلاً قبل أن يرد أخيرًا.
«لا»
«لماذا ؟»
«النظام الطبي يمرر المعرفة الطبية فقط، وليس المحولات».
ميل لينغ ران شفتيه، مفكرا، «لا يبدو أن النظام يتحكم فيه بعض الكائنات الذكية».
كان من الممكن أن يسأل كيان ذكي، «لماذا بحق السماء تريد محولًا ؟»
«ما هو بالضبط هذا المستوى السيد الذي تتحدث عنه ؟» ضغط لينغ ران.
استمر صوت النظام بنفس الأدب الاصطناعي، "يتم تصنيف التقنيات من الأدنى إلى الأعلى بدءًا من المبتدئ والمتخصص والسيد والممتاز. السيد هو المرتبة الثالثة في هذه القائمة ".
"لذا... حزمة هدايا المبتدئين الخاصة بك تقتصر فقط على تقنية الخياطة السيئة هذه ؟ "
«نعم».
«فقط تقنيات الخياطة ؟»
«نعم».
«لا محولات ؟»
«نعم».
عبس لينغ ران. ما لم يقنعه هذا النظام بأنه غبي، فمن المرجح أن يفشل في اختبار تورنغ (اختبار لتحديد ما إذا كان الموضوع رجلاً أم روبوتًا).
كانت الأسئلة القليلة التي طرحها تسلسلًا كلاسيكيًا في اختبار تورنغ. إذا واجهت نفس الأسئلة، فمن المحتمل أن يقول البشر العاديون «لقد أجبت بالفعل على هذا السؤال» أو شيء من هذا القبيل، بشرط ألا يبدأوا في الشتم أولاً. فقط نص سيكرر هذه النعم الروتينية.
«ولكن، ماذا لو كان هذا الشيء يتظاهر فقط ؟» هز لينغ ران رأسه. مع الموارد المحدودة التي كانت بين يديه، لم يستطع حقًا إثبات ذلك في كلتا الحالتين. حتى لو أجرى اختبار تورينج الكامل، فإن نفس الشكوك ستظل تظهر.
"حسنا... ولكن يا لها من مضيعة لمثل هذا المأوى القنابل الجيد ". رفع لينغ ران رأسه ونظر إلى السماء، محبطًا من أن ملجأ القنابل لا يمكن استخدامه لأي شيء أفضل.
عند عودته إلى المسكن، عاد زملاؤه من العشاء، لكن كل واحد منهم كان يرفع هاتفه لالتقاط صور سيلفي أو صور لبعضهم البعض.
كان تشين وانهاو أول من رأى لينغ ران. قال له بضع كلمات، ثم رفع هاتفه.
"لينغ ران، أسرع واحصل على رداءك الأبيض. لقد حفروه من مخزن قذر وهو أكثر تجعدًا من الملفوف القديم". يمكنك إحضاره إلى 306 لتسويته(كويه) ".
"يا إلهي... هل هذا ضروري حقا ؟ " نظر لينغ ران إلى طلاب الطب المستلقين في الغرفة، ولا يزالون يرتدون أردية بيضاء. تنهد باكتئاب.
"سنذهب للتدريب غدًا - في مستشفى فعلي. يجب أن نترك انطباعًا جيدًا للآخرين. أردية المدرسة البيضاء مجعدة. إذا لم أقوم بكيها، كيف من المفترض أن أرتديها ؟ " عندما تحدث تشين وانهاو، مال رأسه بزاوية 45 درجة نحو السماء، ثم أطلقت كاميرته نقرة مسموعة.
«من أين حصلت على سماعة الطبيب أذن؟» أشار لينغ ران إلى سماعة الطبيب الحمراء على رقبة تشين وانهاو.
ضحك تشين وانهاو وقال: "اشتريته. إنه من M3، يمنحك سمعا فائقًا. هل تريد تجربتها ؟ "
«هل السماعات الطبية في المستشفى ليست على مستوى معاييرك ؟»
«لا يعطون المتدربون سوى أردية بيضاء، لا سماعات طبية».
«ولماذا هذا، أتساءل ؟» ألقى لينغ ران نظرة متعاطفة على تشين وانهاو. «يجب أن تكون السماعات باهظة الثمن».
رمش تشين وانهاو في مفاجأة للحظة قبل أن يخلع السماعات بحزن. "لقد ضحيت بخمسة جلسات تدليك للأقدام من أجل هذا، وأنت تخبرني أنني لا أستطيع استخدامها ؟ أحرق هذا الأحمر(السماعات) ثقبًا في جيبي".
"قلت لك ذلك. السماعات الطبية لا فائدة منها ؛ المتدربون يحتاجون فقط إلى قفازات ".
مد وانغ تشوانغيونغ يديه الملفوفتين بالفعل بقفازات بيضاء، وهزهما بطريقة متوهجة باستمرار.
رفض لينغ ران النظر إليهم بعد الآن. خفض رأسه وأخرج موزة من درجه.
نقر وانغ تشوانغيونغ على لسانه مرتين. "واو، هذا حجم كبير".
استخدم لينغ ران بصمت السكين الجراحي لقطع قشر الموز. لم يستطع وانغ تشوانغيونغ إلا تجنب نظرته، قائلاً، «لينغ ران، يجب أن تكون خياطتك جيدة من كل ممارساتك، لست بحاجة إلى القيام بأي استعدادات في اللحظة الأخيرة الآن».
كذب لينغ ران : «أشعر بذكاء خاص اليوم». قام بتشغيل مصباح الطاولة وأخذ خيط جونسون إيثيكون 70 سم من الدرج.
كان هذا الخيط رقم 00 كاشطًا بشكل خاص. تم حمله بينما يتبع بعد الإبرة بسهولة، كان غير عملي نسبيًا. أوصت العديد من كليات الطب الأجنبية باستخدامه للتدريب. كانت المشكلة الوحيدة أنه كان أغلى نسبيًا من تلك المصنعة محليًا. لم يكن هذا شيئًا يمكن للعديد من الطلاب التدرب عليه على مدى فترات زمنية طويلة.
لحسن الحظ، كانت عائلة لينغ ران تمتلك عيادة. كان لديهم بعض المدخرات، وفهموا نفقات طالب الطب جيدا و كانوا سعداء بإعالته.
أمسك لينغ ران الملقط في يده اليسرى وسيطر على حامل الإبرة بيمينه. في اللحظة التي سقط فيها رأس الإبرة على قشر الموز، قفزت أجزاء لا حصر لها من المعلومات إلى مقدمة عقله. كل هذا حدث في ومضة. دون تردد للحظة، حرك معصمه بنقرة بارعة ومرت الإبرة وكأنها سائل.
«أدخل الإبرة، أخرجها، اربط العقدة»
حصل لينغ ران على مستوى عادل(جيد) من الكفاءة من خلال ممارسته الخاصة. كان هذا هو السبب إلى حد كبير في أنه لم يجد «تقنية الخياطة الملائمة للمستوى السيد» مفيدة بشكل خاص.
في وقت لاحق، ربما كان لينغ ران يبالغ في تقدير نفسه. لم تؤد بصيرته الجديدة إلا إلى إظهار مدى رطوبته خلف اذنيه(قلة خبرته). الذى جعله يركز بشدة في الماضي جاء إليه الآن تلقائيا.
طوال العملية بأكملها، ظل الموز ثابتًا تمامًا. أفعاله المتكررة المتمثلة في دفع الإبرة للخارج وسحبها لم تحركها على الإطلاق.
ظلت المسافة بين الإبرتين كما هي. يمكن للمرء أن يستخدم المسطرة المتاحة الأكثر دقة ولا يزال لا يجد شيئًا خاطئًا. تم تنفيذ العقدة بدقة ميكانيكية - حتى أنها تشبه إلى حد كبير التطريز الصناعي.
الدقة والحكم الناضج والزاوية المختارة والعمق والحركات المتوازنة والمستقرة... لقد كان شيئًا بسيطًا مثل الخياطة، ولكنه تم تنفيذه على مستوى من الإتقان تجاوز أجمح خيال الفرد.
"اللعنة ، لقد خيطت هذا الشيء بسرعة كبيرة!" ظهر وانغ تشوانغيونغ فجأة من خلف لينغ ران، ممسكًا بالموزة الكبيرة المخيطة بيد واحدة. ثم، كما لو كان يقوم بمسح قطعة فنية، رفعها إلى أنفه وفحصها.
شعر لينغ ران فجأة بوحدة السيد المنفرد. "بعد كل ما فعلته، كل ما عليك قوله عليها هو السرعة ؟"