"اكتظت غرفة العمليات قليلاً. إذا لم تكن من قسم ذي صلة، يرجى الانتظار في الخارج لبعض الوقت. " بعد مشاهدة لينغ ران وهو يعمل لفترة من الوقت، أصبح مدير القسم هوو أكثر هدوءًا، لكن روحه أصبحت أيضًا أكثر حماسًا. ومن ثم، بدأ في التركيز على محيطه.
كان يجب أن يحدوا من عدد الأشخاص في التدفق التطابقى لغرفة العمليات (1) التى كانوا يستخدمونها، على أي حال. ومع ذلك، لم يميل الأطباء ببساطة إلى التصرف وفقًا للقواعد.
الآن بعد أن تحدث مدير القسم هوو، قام الأطباء المقيمون من الأقسام الأخرى الذين جاءوا إلى هنا للعمل - إذا سنحت لهم الفرصة - بإخلاء المنطقة على الفور.
بينما كانوا يستمتعون بمشاهدة تشاو لى وهو يجعل من نفسه أحمق، لم يجرؤوا على الإطلاق على مواجهة مدير قسم، خاصة عندما كان الموبخ هوو كونغجون سيئ السمعة.
غادر الأطباء القلائل من الأقسام الأخرى غرفة العمليات بطاعة. مدد هوو كونغجون جسده براحة، أخذ كرسي طبيب التخدير، وجلس.
كان سو جيافو، طبيب التخدير، قصيرًا وضعيفًا. في البداية، وقف فقط للنظر إلى المريض عند رؤية مدير القسم هوو يصل. لقد كان عملاً لإظهار اجتهاده الواضح. لم يكن يتوقع حتى أخذ كرسيه بعيدًا.
في تلك اللحظة، رأى سو جيافو مدير القسم هوو يرفع ذقنه بلطف ثلاث مرات.
بدأ تفكيره المنطقي فى العمل على الفور، والذي سجل له حوالي ستمائة نقطة في امتحان القبول في الكلية (2). "إذا رفع الشخص ذقنه مرة واحدة، فهذا بسبب حكة. إذا رفع نفس الشخص ذقنه مرتين، فهذا لتحية شخص ما. إذا رفع الشخص ذقنه ثلاث مرات ..."
«سأخرج لفترة من الوقت». مشى سو جيافو بسرعة عبر باب الدخول المحكم وغادر غرفة العمليات دون حتى النظر خلفه.
غالبًا ما كان أطباء التخدير يتجولون بين غرف العمليات المختلفة. في بعض الأحيان، كان ذلك بسبب عدم وجود ما يكفي منهم فى غرف العمليات ، فلم يوجد أي خيار سوى وجود طبيب تخدير واحد للعمل فى غرف عمليات متعددة. في أوقات أخرى، كان ذلك لمجرد أنهم شعروا بالملل.
كانت الأدوات في المستشفيات الحديثة آلية للغاية. كانت الأدوات التي تراقب العلامات الحيوية تلقائياً وتعدل جرعة القطرات الوريدية وما إلى ذلك شائعة جدًا بالفعل في مستشفيات الدرجة الثانية B. إلى جانب ذلك، جاء كبار الجراحين والجراحين المساعدين والممرضات الذين كانوا يصرخون تلقائيًا بأشياء مثل «سكيلاكسين (3)» و «ضغط الدم» و «معدل ضربات القلب» مع استخداماتهم. لذلك سيتمكن طبيب التخدير من أداء معظم واجباته ببساطة اذا لم يرتدى سماعات الأذن واستمع الى النداءات المختلفة للأدوات والأطباء
كان الاختراع العظيم الذي أبقى أطباء التخدير حقًا في غرف العمليات هو الهاتف المحمول. فى الماضى، غالبًا ما كان أطباء التخدير، الذين سئموا من قراءة الأطروحات والروايات ولم يعدوا يقلقوا من الامتحانات القادمة - في الوقت الحاضر- يتجمعون في زاوية غرفة العمليات ويلعبون ألعابًا مثل الشطرنج ومحاربة المالك (4). ثم يذهبون إلى غرفة عمليات طبيب التخدير الذي خرج منتصرًا. ولم تكن هناك حالات لأطباء تخدير يلعبون دور ماهجونغ حتى الآن.
شاهد مدير القسم هوو أبواب غرفة العمليات وهي تغلق. قام بتطهير حلقه (تنحنح) وقال: «حسنًا، نحن محاطون فقط بأعضاء قسمنا الآن».
كانوا الأطباء والممرضات من موظفي القسم الذين يتلقون رواتب متعلقة بالأداء من القسم ويتبعون أوامر رؤساء الأقسام. من ناحية أخرى، ينتمي أطباء التخدير إلى قسم التخدير، تمامًا مثل مفاصل الورك من صنع الإنسان - وليس جزءًا طبيعيًا من جسم الشخص.
«أنا أدعو إلى اجتماع الآن». على الرغم من أنه كان يقود عشرات الأشخاص فقط ولم يكونوا يحملون أسلحة، إلا أن مدير القسم هوو كان لا يزال ينضح بقيادة كبيرة على أناسه.
استمر تشاو لي ولينغ ران في الجراحة.
شارك تشاو لي في العديد من «الاجتماعات الصغيرة»، وكان يعلم أنه لا يحتاج إلى التوقف. كان لينغ ران ببساطة غير مهتم. كان دائمًا حريصًا على العمل ولن يكون مفرطًا في الحذر وعدم الحسم، ولن يرفع رأسه للنظر حوله. كان سيبذل قصارى جهده فقط لفعل كل ما كلف به.
صدح صوت هوو كونغجون بطريقة مريحة. "لينغ ران، أولاً وقبل كل شيء، سأضطر إلى ان انتقدك بشأن هذا الأمر. ألق نظرة على كيفية تصرفك من تلقاء نفسك، دون أي اعتبار للأنضباط. ثانيا. هل تعرف مدى خطورة العواقب ؟ "
قبل أن يتمكن لينغ ران من الرد، استمر هوو كونغجون بصرامة. «إذا حدث هذا في مستشفى آخر، وكان على الأطباء الآخرين التعامل معه وفقًا للإجراءات الرسمية، انسَ مجرد وجود سجل ملوث، يمكنك توديع شهادة التخرج الخاصة بك!»
تشاو لى اختلس النظر للينغ ران، وشعر بسعادة طفيفة من توبيخه.
كان لينغ ران يلف الخيط بعناية حول الوتر. كان تركيزه واهتمامه الجاد مثل تركيز طفل يقوم بعمل دوران في حديقة.
تحركت الممرضة المسؤولة عن التعامل مع الآلات والمعدات بطريقة سريعة وخفيفة مماثلة. نظرت إلى لينغ ران كما لو كانت تتمنى أن تتمكن من سرقته بعيدًا إلى زاوية هادئة والمطالبة بتوقيع.
الملاك والشيطان داخل عقل تشاو لي شنوا تمردًا تقريبًا.
«بشكل عام، لقد قدمت العلاج ضد المشورة الطبية مرتين، يجب أن تأخذ هذا كتحذير». واصل هوو كونغجون بصرامة. "لينغ ران، في الوقت الحالي لا تزال هذه فترة تدريبك ، ولكن على الرغم من أن الغرض من التدريب هو أن تتعلم من خلال الممارسة، يجب أن تُعاقب على تلك المخالفات الشديدة. هل تقبل هذا ؟"
«نعم». تقبل لينغ ران بشكل طبيعي حقيقة أنه كان يجب معاقبته بعد ارتكاب مخالفات، بينما اعترف أيضًا بأخطائه. كانت هذه هي الطريقة التي اجتاز بها حياته الدراسية . بينما كان لينغ ران يتحدث، ظل حامل الإبرة في يده ثابتا كما كان دائمًا.
توقف هوو كونغجون عن عمد لبضع ثوان قبل أن يقول، "في ضوء حقيقة أنك خرقت القواعد عند إجراء العلاج مرتين - وهي مخالفة خطيرة - في أقل من شهر، سأطلب من إدارة التعليم الطبي تمديد فترة تدريبك في قسم الطوارئ. يجب أن يكون وقت التدريب الإجمالي الخاص بك أطول من أي متدرب آخر. هل لديك أي اعتراضات ؟ "
«لا». كان لينغ ران ينظر إلى يد المريض، رأسه منخفض. كان وضعه عاديًا تمامًا، على غرار أي طبيب آخر في غرفة العمليات. ومع ذلك، كان الأمر ممتعًا بشكل خاص للعيون.
هتف هوو كونغجون بأرتياح وقال، "هذا كل شيء. الآن، للمسألة الثانية "...
«مدير القسم ؟» شعر تشاو لي وكأنه على وشك الانفجار.
هل يمكن احتساب هذا كما لو أن هوو كونغجون يرفع العصا الخشبية(5) عالياً، كما لو كان على وشك ضرب طالب شقي كعقاب، فقط ليضربه بلطف ؟ ها! كما لو أن! لقد رفع هوو كونغجون العصا الخشبية بالفعل، لكنه لم يضربه حتى!
تمديد فترة التدريب ؟ أي نوع من العقاب هذا ؟ من الواضح أن هوو كونغجون يريد إبقائه في قسم الطوارئ.
تجاهل هوو كونغجون تشاو لى ولوح بيده قليلاً. وتابع: "طلبت من رئيسة الممرضات الاطلاع على السجلات. في الأشهر الثلاثة الماضية، نقل قسم الطوارئ حوالي ثلاثين مريضًا يعانون من إصابات في الأوتار المثنية إلى قسم جراحة اليد. هذا يعادل حالة واحدة لكل ثلاثة أيام. هذا ليس عدداً صغيراً ".
نظر هوو كونغجون إلى لينغ ران وقال، «هل ما زلت تريد إجراء العمليات الجراحية باستخدام تقنية ام_تانغ ؟»
رفع لينغ ران رأسه وسأل، «هل يمكنني ؟»
«إذا سارت هذه الجراحة على ما يرام، يمكنك القيام بذلك بإذن من الطبيب المشرف في المرة القادمة». ابتسم هوو كونغجون الابتسامة النموذجية لمدير قسم قبل أن يتحول إلى تشاو لى والآخرين. "يمكن أن تكون العمليات الجراحية لإصابات الأوتار المثنية كبيرة أو صغيرة. إذا فعلنا ذلك لبعض الوقت، يجب علينا التعامل مع الكثير من الحالات وتسجيلها تحت قسمنا. "
هدأ تشاو لي فجأة.
نعم، كان مريضه يخضع لعملية جراحية. جراحة استعملت تقنية ام_تانغ على الوتر المثني للمنطقة الثانية.
الأرض المكشوفة (أرض اللا رجل)!
بالتأكيد، الأطباء الذين يمكنهم إجراء العمليات الجراحية على الأوتار المثنية للمنطقة الثانية لم يكونوا كما لو أنه لم يُسمع بهم من قبل. لكنها كانت غير شائعة للغاية عند مقارنتها بعدد الأطباء الذين يمكنهم إجراء عمليات جراحية في أجزاء أخرى من الجسم. في الوقت الحالي، في مستشفى يون هوا، أعلى مستشفى في مقاطعة تشانغشي، كان هناك شخص واحد فقط يمكنه إجراء عملية جراحية في ذلك الجزء من الجسم!
عشر حالات من العمليات الجراحية التي تتم باستخدام تقنية ام_تانغ كل شهر في قسم الطوارئ في مستشفى يون هوا ؟
لم تكن هذه جراحة من المستوى 1 أو المستوى 2 مثل استئصال الزائدة الدودية أو العمليات القيصرية. لقد كانت عملية جراحية رفيعة المستوى، حتى بمعايير مستشفى يون هوا. إذا تم تنفيذ ذلك، فيمكن إضافة هذه الجملة إلى ملخص تقرير نهاية العام لقسم الطوارئ: سعت إدارة الطوارئ جاهدة لإجراء نوع جديد من العلاج وأجرت أكثر من 120 حالة جراحة باستخدام تقنية ام_تانغ على مدار العام، مما أدى إلى إنشاء رقم قياسي جديد في ساحة طب الطوارئ في البلاد...
ربما يمكن تحقيق نصف حلم هوو كونغجون بإنشاء قسم فرعي للجراحة.
أراد تشاو لى إخباره أنهم لم يعرفوا حتى حالة المريض حتى الان. لم يتمكنوا حتى من تحديد توقعات حالة المريض القادمة أيضًا. حثه شيء ما على محاولة إخبار هوو كونغجون بأنهم ربما يتخطوا الحدود إذا حاول قسم الطوارئ هذا النوع من الجراحة.
لكن تشاو لى كان يعرف بالفعل أفضل من قوله . يمكنه أيضًا تخمين أن هوو كونغجون لن يستمع إليه أبدًا.
يمكنهم دائمًا النظر في تشخيص المريض لاحقًا. في أسوأ السيناريوهات، يمكنهم فقط فرز المرضى وفقًا لإتقان لينغ ران لتقنية ام-تانغ وتقليل عدد الحالات. أما بالنسبة لحدودهم... كانت جميع المستشفيات ذات أقسام الطوارئ الكبيرة تضغط باستمرار على مستشفياتها. كانت هذه ممارسة شائعة تقريبًا. كان قسم جراحة العظام نقطة ساخنة عندما يتعلق الأمر بجراحين آخرين من أقسام أخرى يخطفون عملياتهم الجراحية، على أي حال. بعد كل شيء، عرف الجميع أن جميع الأطباء في قسم جراحة العظام أثرياء.
اذا تمكنا حقًا من إنشاء قسم طوارئ أكبر!
إذا تمكنا حقًا من إنشاء قسم طوارئ أكبر...
بصرف النظر عن نفسه، بدأ مشهد يلعب في ذهن تشاو لي. لقد صور زوجته وهي تمرر بطاقتها الائتمانية بتعالٍ لشراء حقيبة يد في متجر LV، ولا يزال لديها ما يكفي من المال لشراء قميصين له من فئة 150 يوان صينى من متجر التجزئة التجاري العالمي في الساحة بجانب متجر LV.
وبينما كان يفكر في ذلك، تأثر لدرجة أن عينيه تلألأت بالدموع!
ملاحظات المترجم:
(1) التوهج التطابقى لغرفة العمليات: يستخدم لمنع البكتيريا المحمولة جواً من الدخول في الجروح المفتوحة، وكذلك إزالة وتقليل مستويات البكتيريا على الأدوات الجراحية المكشوفة والجراحين وجلد المريض. تضمن الأنظمة وجود أقل من 10 وحدات مستعمرة متشكلة (CFUs) من البكتيريا لكل متر مكعب من الهواء في الغرفة. من خلال القيام بذلك، يمنعون التلوث الخطير بإستخدام فلترة الهواء.
(2) امتحان القبول: يسمى جاوكاو وهو اختصار للامتحان الوطني الموحد للقبول في الجامعات والكليات العامة، هو امتحان اختيار يجريه خريجوا المدارس الثانوية المؤهلون أو المرشحون ذوو القدرة الأكاديمية المماثلة في الصين القارية وهو واحد من أفضل الفرص للطلاب من الطبقة الأدنى للحصول على تعليم أفضل لهم وينظم في الفترة من 7 إلى 8 حزيران/يونيه من كل عام.
(3) سكيلاكسين: أو ميتاكسالون وهو من فئة الأدوية التي تسمى مرخية للعضلات الهيكلية ويستخدم لعلاج أعراض أمراض العضلات الهيكلية مثل الألم أو الإصابة. يُعتقد أنه يعمل عن طريق منع النبضات العصبية (أو أحاسيس الألم) في الدماغ. يستخدم مع الراحة والعلاج الطبيعي.
(4) محاربة المالك: لعبة ورق من نوع التخلص والمقامرة. إنها واحدة من أكثر ألعاب الورق شعبية في الصين.
(5) العصا الخشبية: أو لوح خشبي وهيه مسطرة مسطحة بنهاية واسعة استخدمت سابقا في الصين لضرب الأطفال.