الفصل المئة والحادي والثلاثون: اختطاف إلى مدينة السحاب
____________________________________________
اتسعت عينا يي لونغ فجأة وصرخ في دهشة: "لقد صعقتني بلمسة من إصبعها! هل تمزحين!".
هز يي هوانغ كتفيه ببساطة وقال: "هذه هي الحقيقة، لقد التقيت بها ورأيت قوتها الجبارة، لكنني لم أتخيل قط أنها قد تكون ندًا لك". ثم أضاف: "عندما تعود، اسألها بنفسك وستعرف الحقيقة. لقد ذهبت لاصطحاب يي تشين، ولا أعلم أين وصلت الآن".
في تلك الأثناء، وفي عنان السماء، كان طائر ضخم متعدد الألوان يحلق بسرعة خاطفة. جلست يان شي على ظهره، تشعر بصفير الريح وهو يجلد وجهها الشاحب. كانت تبحث عن أدلة خلف الأكاديمية حين اختُطفت فجأة، وعندما استعادت وعيها، وجدت نفسها قد ظهرت على ظهر هذا الطائر المهيب.
كانت الفتاة ذات الشعر الأرجواني المحمر التي تجلس أمامها هي المسؤولة عن كل هذا. انتابها الرعب من هيبة الطائر فلم تجرؤ على الحراك، وسألت بصوت خافت متردد: "من أنتِ؟".
لم تجب الفتاة، بل أطلقت ضحكة خفيضة مكتومة: "ههه...".
عادت يان شي لتسأل: "لماذا أمسكتِ بي؟".
"هي هي هي...".
"إلى أين نحن ذاهبون؟".
"ككك...".
كادت يان شي أن تفقد صوابها، وهمّت بالقفز من على ظهر الطائر لولا أنها تمالكت نفسها في اللحظة الأخيرة. أدركت أن هذه الساحرة التي أمامها لن تسمح لها بالفرار بسهولة، وإن هي أغضبتها، فمن يدري أي فعل غير إنساني قد تقدم عليه.
لم تجرؤ يان شي على الحراك أو طرح المزيد من الأسئلة، فضمت ساقيها إلى صدرها، ولم يكن لديها أمل سوى أن يلاحظ يي تشين اختفاءها قريبًا، ويأتي لإنقاذها. مع مرور الوقت، بدا أن الطائر الملون قد اخترق حاجزًا سحريًا فجأة، ليجدوا أنفسهم في عالم يفيض بالطاقة الروحية النقية، مكان أشبه ما يكون بأرض مقدسة.
دفعتها الغرابة للنظر إلى الأسفل، فرأت مدينة دائرية مألوفة تظهر تدريجيًا في مجال رؤيتها. هبط الطائر الملون الضخم من السماء وتوقف في حديقة روحية غنّاء. قفزت يي شياو شياو من على ظهره، ثم نظرت إلى يان شي بابتسامة عريضة وقالت: "ككك، أيتها الصغيرة، تعالي معي!".
ارتجفت يان شي من الخوف، ونزلت عن ظهر الطائر بخطى مترددة، ثم همست: "لماذا أحضرتني إلى مدينة السحاب؟ لا تعبثي معي، أنا أعرف يي تشين، وأعرف سيد عائلة يي، يي سوي فنغ!".
تجمدت يي شياو شياو في مكانها للحظة، وتبددت هالتها المخيفة فجأة وقالت في دهشة: "آه؟ هل زرتِ هذا المكان من قبل؟".
أومأت يان شي برأسها: "نعم، لقد زرت سيد عائلة يي في إحدى المرات، ثم اصطحبت يي تشين معي إلى أكاديمية تيان فو".
"من تكونين بحق الجحيم؟" سألت يان شي بعصبية، فقد كانت الفتاة التي أمامها غريبة الأطوار إلى أبعد حد.
"هي هي" ابتسمت يي شياو شياو، ثم قفزت وأمسكت بذراع يان شي وقالت بمرح: "أنا أخت يي تشين الكبرى". ثم أردفت: "لقد أخبرتني أن وضعك في الأكاديمية ليس آمنًا، لذا طلبت مني أن أعيدك إلى مدينة السحاب".
وقفت يان شي مصدومة كأنها تمثال خشبي. هذه الساحرة هي أخت يي تشين؟ لقد سمعت من يي تشين كم أن أختها لطيفة ومحبوبة ومثيرة للإعجاب. أما الآن، فكل ما تريده هو أن تسحب يي تشين من زنزانات الحبس الانفرادي، وتشير إلى هذه الساحرة، وتسألها إن كان لديها أي سوء فهم لمعنى كلمتي "اللطف" و"الحب".
"أختي يان شي، وجهك شاحب قليلًا، هل كان الطيران مزعجًا لكِ؟" قالت يي شياو شياو وهي تشير إلى الطائر الملون الذي تقلص حجمه للتو، وأضافت: "أيها العجوز السابع، إن تجرأت على الطيران بتهور مرة أخرى، سأرسلك إلى غو يو لان!".
نظر الطائر إليها في حيرة، أما يان شي فقد حدثت نفسها قائلة: 'لماذا يبدو وجهي شاحبًا، ألا تدركين حقًا السبب في قرارة نفسك؟'.
ثم سألت يي شياو شياو فجأة: "صحيح، كيف حال يي تشين الآن؟ إنها في خطر وعلينا إنقاذها بسرعة!".
لوحت يي شياو شياو بيدها وقالت: "لا تقلقي، أختي قوية جدًا، لن يتمكنوا من إيذائها. دعينا نلتقي بشخص ما أولًا، ثم نقرر خطوتنا التالية". بعد أن أنهت كلامها، سحبت يي شياو شياو يان شي وسارت بها نحو بحيرة جينغ هو.
سارت يان شي في الحديقة تتأمل المناظر الخلابة من حولها، وتشعر بالطاقة الروحية الكثيفة التي كادت أن تتجسد. "عندما أتيت في المرة السابقة، لم يكن المكان هكذا. أشعر أن الطاقة الروحية هنا أقوى بمرات من تلك الموجودة في الأراضي السرية للتدريب الخاصة بأسلافنا! هذا أمر لا يصدق!" هتفت يان شي في إعجاب.
تساءلت يي شياو شياو في حيرة: "طوائف؟ أليست جميعها ضعيفة؟".
أجابت يان شي: "طوائف أسلافنا مختلفة عن تحالف المدن التسع. إنها تحت إدارة طوائف قوية، وأنا أنتمي إلى طائفة من المرتبة الأولى تدعى تاي يو زونغ. المنطقة التي نحكمها تعادل نصف مساحة تحالف المدن التسع تقريبًا، والمسؤولون عنا هم متدربون عظماء في مرحلة اجتياز المحنة".
صاحت يي شياو شياو بدهشة: "لدينا دب في عائلتي بلغ مرحلة السكينة أيضًا".
ارتعشت عينا يان شي، فقد بدا أن إجراء حوار طبيعي مع هذه الساحرة الصغيرة أمر مستحيل. لكن هذه الحديقة كانت حقًا أفضل من أماكن التدريب في طائفتها. فتلك الأماكن المخصصة للتلاميذ لم تتمكن من زيارتها سوى بضع مرات، وكانت جميعها في المناطق الخارجية.
بعد فترة وجيزة، وصلت الاثنتان إلى بحيرة جينغ هو. "يمكنكِ اللعب هنا أولًا، سأذهب وأعود" قالت يي شياو شياو ثم طارت نحو الجزيرة الواقعة في قلب البحيرة.
تنهدت يان شي، ثم التفتت لتنظر حولها. على مسافة غير بعيدة، تجمعت مجموعة من الكائنات الغريبة، وكان الطائر الملون الذي أقلّهما هناك أيضًا. والأغرب من ذلك، كان هناك دب بالفعل، يقف منتصبًا ويمسك بشوكة صيد طويلة بإحدى يديه، محدقًا في سطح الماء بتركيز شديد.
'هل هذا هو الدب الذي بلغ مرحلة اجتياز المحنة؟ مستحيل، إلا إذا كانت أسماك الشبوط في البحيرة قد بلغت تلك المرحلة أيضًا!' هزت يان شي رأسها ساخرة، ثم سارت نحوهم.
على الجزيرة الصغيرة في وسط البحيرة، تحت شجرة الاستنارة، رفع يي سوي فنغ حاجبيه وهو يستمع إلى شكوى يي شياو شياو: "لا تنتمي إلى هذا العالم، هالتها قوية، ويمكنها الاندماج في الأرض وتغيير القوانين؟". هذا الوصف يطابق ما قاله الرجل العجوز عن بقايا الأسياد والشياطين. يبدو أن أكاديمية تيان فو هي أيضًا أحد اللصوص الذين سرقوا قوة منشأ العالم.
قالت يي شياو شياو: "حسنًا، هذا ما قالته أختي، لا أعرف ما هو بالضبط". ثم أضافت: "لقد أجبروها أيضًا على المشاركة في معركة غريبة، وقالوا إنها إذا فازت، فستحصل على تحالف المدن التسع. لكن أختي تفضل الموت على الخضوع، تلك الفتاة العفيفة...".
أومأ يي سوي فنغ برأسه، متجاهلاً الكلمات الأخيرة تلقائيًا. مع وجود تعويذة الغبار الدنيوي التي منحها لها، لن تقول يي تشين أبدًا شيئًا مثل "تفضل الموت على الخضوع". أما أولئك الأشخاص في الأكاديمية، فإن سبب رغبتهم في السيطرة على تحالف المدن التسع يجب أن يكون مرتبطًا ببقايا الأسياد والشياطين تلك، فكلما زادت مساحة غزوهم، تمكنوا من الاستيلاء على المزيد من قوة منشأ العالم.
'لم أكن أتوقع أن تصادفها يي تشين أولًا، مع أنني لم أبدأ البحث عنهم بعد'. ويبدو أن هناك العديد من القوى المشاركة في هذا الأمر، وجميعهم من أولئك الذين يحملون بقايا الأسياد والشياطين. ربما، حان الوقت للذهاب وإلقاء نظرة.
قاطع يي سوي فنغ حديث يي شياو شياو المطول قائلًا: "ما رأيكِ بهذا، عودي إلى هناك وأخبري يي تشين أن تقبل تلك المعركة. سنذهب بأنفسنا، لنرى من هم أولئك الذين يطمعون في منطقة المدن التسع".