الفصل الحادي والستون: سقوط آل لي
____________________________________________
فتح لي ليو سو فمه، محاولًا أن يتوسل إلى يي سوي فنغ، لكن الكلمات أبت أن تخرج من حلقه في جملة مكتملة. فقال يي سوي فنغ ببرود: "لقد فات الأوان."
كان بمقدوره أن يظهر بعض اللطف، لكنه لم يكن رجلًا لطيفًا بطبعه. ففي اللحظة التي هدده فيها لي ليو سو بابنته، حُسم مصير عائلة لي بأكملها.
انحنى يي سوي فنغ قليلًا وقال: "لو كنت أنا الملقى على الأرض اليوم، هل تظن أنك كنت ستدعني وشأني؟ أوه، بل كنت سترغب في تمزيق جسدي إربًا منذ زمن طويل."
مدَّ كفه، فحلّقت قطرة من دماء لي ليو سو في الهواء واستقرت في راحة يده. أخذت قطرة الدم تدور ببطء وهي تطفو، وبدت في كف يي سوي فنغ كأنها كائن حي يتنفس، يحيط بها وهج ضبابي غامض في مشهد عجيب ومهيب.
"يبدو أنك كنت على حق،" قال يي سوي فنغ، وقد جعل الضوء الأحمر الخافت الذي ومض في بؤبؤي عينيه لي ليو سو يشعر ببرودة تسري في أوصاله، "القوة الموجودة هنا لا تمثل سوى ثلث قوة عائلة لي."
"ماذا تنوي أن تفعل!" صرخ لي ليو سو أخيرًا وقد بلغ منه الرعب مبلغه.
"هل تود أن ترى؟" قرّب يي سوي فنغ كفه من لي ليو سو، فبدت قطرة الدم في عينيه وكأنها تتضخم إلى ما لا نهاية، لتكشف عن صور دقيقة لا حصر لها بوضوح تام.
رأى لي تشي الذي كان لا يزال فاقدًا للوعي، ورأى أبناء عائلة لي يتشاجرون مع الناس في الشوارع، ورأى سلفي العائلة اللذين كانا لا يزالان في عزلتهما تحت الأرض بمقر العائلة. رأى نفسه ملقى على الأرض، ورأى كل فرد يجري في عروقه دم عائلة لي.
"لا... لا!" لم يسمع لي ليو سو بمثل هذه الوسيلة من قبل، لكنه أدرك بفطرته ما كان يي سوي فنغ على وشك القيام به. "لقد أخطأت، أنا المخطئ!"
سال من عينيه خطان من الدم والدموع، ولم يبقَ في قلبه الآن سوى ندم لا ينتهي. كم من مرة حذر أبناءه من الأجيال الشابة، وحثهم على توخي الحذر والثبات، ومعرفة كل شيء عن العدو قبل وضع أي خطط، لتجنب ارتكاب خطأ فادح. لكنه اليوم، وبسبب استخفافه بـ يي سوي فنغ، لن تسنح له الفرصة أبدًا لإصلاح هذا الخطأ.
حدّق لي ليو سو في يي سوي فنغ، ولم يكن في عينيه سوى توسل لا نهاية له.
"وداعًا." ليس كل توسلٍ يُجاب، وليس كل رجاءٍ يُستجاب له.
فجأة، دارت قطرة الدم في كف يي سوي فنغ بجنون، مطلقةً ضوءًا ساطعًا لا حدود له. راقب لي ليو سو المشهد بعينين متسعتين، وعندما بلغ دورانها حدًا معينًا، انفجرت فجأة! تحطمت كل تلك الصور، كأنها مرايا تهشمت إلى آلاف القطع!
في شوارع مدينة يون شياو، كان شاب من عائلة لي يرتدي ابتسامة متعجرفة، بينما جلس الشخص الذي كان يتجادل معه للتو على الأرض وهو يبصق دمًا. لا شك أنه انتصر مرة أخرى في المعركة معتمدًا على قوة عائلته.
لكنه فجأة، قطب حاجبيه وشعر بأن شيئًا غريبًا يحدث في جسده. ظهرت على وجهه عروق دموية رفيعة، فاستدار ونظر حوله، لكن كل ما رآه أمامه قد تحول إلى عالم أحمر بلون الدم.
"أنا..." أراد أن يقول شيئًا، لكن دوارًا مفاجئًا جعل الظلام يطبق على عينيه، فسقط على الأرض فاقدًا وعيه تمامًا. أخذت تلك العروق الحمراء على وجهه تزداد عمقًا، حتى تحولت في النهاية إلى لون داكن قاتم!
هرع الخدم المحيطون به لمساعدته، ليجدوا أنه قد فارق الحياة. تكررت هذه المشاهد المروعة في كل مكان خاضع لسلطة مدينة يون شياو، بل وحتى في بعض المدن البعيدة. كل من يجري في عروقه دم عائلة لي، لقي حتفه في غضون أنفاس معدودة!
في ساحة قتال تنغ يون، ساد صمت مطبق مقاعد عائلة لي.
وعلى قمة البرج الشاهق، نظر لي ليو سو إلى الصور وهي تتكسر الواحدة تلو الأخرى، بينما كانت عيناه تنزفان دمًا ودموعًا وهو يحدق في السماء.
"آآآآه!" أطلق صرخة مدوية مستجمعًا آخر ما تبقى له من قوة، صرخة لا يُعلم إن كانت شكوى ضد يي سوي فنغ، أم ندمًا على اختياره. بعدها مباشرة، خبت شعلة حياته.
نظر يي سوي فنغ إلى وجهه وهز رأسه قليلًا ثم وقف. إن أفراد عائلة لي كُثر، ويشغلون مناصب هامة في أجزاء كثيرة من المدينة، وموتهم المفاجئ في هذه اللحظة سيؤثر بلا شك على إدارة المدينة.
"سوي يون، هوانغ." نادى يي سوي فنغ.
"نحن هنا!" أجاب الاثنان في صوت واحد.
"قودا بنفسيكما أفراد عائلة يي، وعملا على استقرار الوضع في مدينة يون شياو، وتوليا السيطرة الكاملة على جميع ممتلكات عائلتي لي وتانغ."
"فمنذ هذه اللحظة، مدينة يون شياو..."
"لن تحمل إلا اسمًا واحدًا، وهو يي!"
عمت الفوضى أرجاء المدينة فجأة. فقد لقيت شخصيات هامة حتفها في وضح النهار، فدب الذعر في قلوب الناس، وشعر الجميع بالخطر يحدق بهم، لكن بعد التحقق، اكتشفوا أن جميع القتلى كانوا من سلالة عائلة لي! أصابتهم الحيرة، وتساءلوا عما حدث بالضبط.
في أحد الشوارع، كانت عربة فاخرة تشق طريقها بهدوء.
"آنسني، هل نحن حقًا لن ننتظر خارج ساحة القتال؟ إنها عائلة يي، أكبر ضيوفنا!" سألت امرأة ترتدي زي خادمة.
"لا داعي للانتظار، فالنتيجة كانت محتومة." أجابت غو وان شين وهي تتكئ بكسل على الأريكة الناعمة في العربة، وظلت صورة ذلك الرجل عالقة في ذهنها. أقوى الخبراء انحنوا تحت قدميه، فما عساها تكون عائلة لي أو عائلة تانغ بالنسبة له؟ مجرد نمل يمكن سحقه بلمح البصر.
"قد تعم الفوضى مدينة يون شياو، لذا يجب أن نستعد جيدًا." قالت غو وان شين.
أومأت الخادمة المقربة بجانبها برأسها وقالت بقلق: "آمل أن تكون عائلة يي بخير. أنا معجبة حقًا بالجنية فنغ، وأحب يي شياو شياو التي تنفخ الفقاعات. لا أريد أن يصيبهم أي مكروه."
"اطمئني، لن يحدث لهن شيء." ربتت غو وان شين على كتفها.
لقد ترك يي هوانغ ويي شياو شياو والأخريات انطباعًا عميقًا لديها اليوم، فقط لأنهن كن استثنائيات للغاية. مثل هؤلاء الأشخاص لم تر غو وان شين إلا واحدًا في حياتها، كان اسمه شين تيان مينغ، وهو من عباقرة قاعة وان باو الأساسيين، والذي ارتقى إلى ذروة مرحلة تحول الروح وهو في السابعة والعشرين من عمره فقط.
هل يمكن مقارنة عائلة يي بقوة قاعة وان باو الأزلية؟ لكنها كانت تعلم جيدًا أن التغييرات التي طرأت على يي هوانغ لم تكن إلا بسبب شخص واحد. يي سوي فنغ.
'ربما... يمكنني أن أحاول تقديم ابنة أخي الصغيرة له...' فكرت غو وان شين مليًا.
على مشارف ساحة قتال تنغ يون، كان الكثير من الناس ينتظرون بقلق لمعرفة نتيجة المفاوضات بين العائلات الكبرى الثلاث. فجأة، انطلقت عدة شخصيات من ساحة القتال وحلقت بسرعة في جميع الاتجاهات.
"إنها الجنية فنغ!" تعرف أحدهم على قائدة المجموعة.
"إنهم جميعًا بخير، هذا رائع!"
"إذن لا بد أن سيد عائلة يي لم يصبه مكروه، أليس كذلك؟"
"هذا هراء!"