«ها هو..انظر!».

«أين؟».

«يقف بجوار الولد الطويل ذي الشعر الأحمر».

«يضع نظارة؟».

«هل رأيت وجهه؟».

«هل رأيت أثر الجرح في رأسه؟».

تتبعت الهمسات (هاري) في كل مكان.. من اللحظة التي غادر فيها عنبر النوم في اليوم التالي.. كان التلاميذ الموجودون في طابور خارج الفصول يقفون على أطراف أصابعهم؛ حتى يروه جيدًا.. أو يقطعون الممر ذهابًا وإيابًا أكثر من مرة؛ ليحدقوا به، وكان (هاري) يتمنى لو يتركونه في حاله؛ حتى يتمكن من التركيز في العثور على طريق إلى الفصول!

يوجد في (هوجوورتس) ١٤٢ سلمًا.. بعضها واسع ومنزلق.. والبعض الآخر ضيق وصخري.. بعضها يوصلك إلى مكان مختلف يوم الجمعة، أو توجد به درجة مختفية في المنتصف، وعليك أن تتذكر؛ حتى تتمكن من القفز.. وهناك أيضًا الأبواب التي كان بعضها لا يفتح إلا إذا طلبت منه ذلك بطريقة مهذبة أو قمت بطرقها في مكان معين.. وهناك أبواب ليست أبوابًا في الحقيقة ولكن حوائط صلبة تتظاهر بأنها أبواب.. وكان من الصعب عمومًا تذكُّر مكان الأشياء؛ لأنها على ما يبدو كانت لا تنقطع عن الحركة.. حتى الناس الموجودون في اللوحات كانوا يذهبون لزيارة بعضهم البعض طوال الوقت، وكان (هاري) واثقًا أن بدل الفرسان الحديدية يمكنها أن تمشي!

وكانت الأشباح أيضًا مشكلة أخرى.. فقد كانت الصدمة دائمًا من نصيب أي تلميذ يحاول فتح باب يخترقه أحد الأشباح فجأة، وكان (نيك) شبه مقطوع الرأس يحب مساعدة تلاميذ (جريفندور) وإرشادهم إلى الاتجاه الصحيح، أما (بيف) الشبح المشاغب فكان لقاؤه من سوء حظك، خاصة إذا كنت متأخرًا عن الحصة؛ فقد يغلق جميع الأبواب أمامك، أو يقوم برمي سلة مليئة بالنفايات فوق رأسك، أو يسحب السجادة من تحت قدميْك، أو يرمي عليك قطعًا من الطباشير، أو يتسلل خلفك وهو مختفٍ، ويجذب أنفك ويصيح: «أمسكتُ بأنفك!».

والأسوأ من (بيف) هو المشرف (أرجس فيلش).. ضلَّ (هاري) و(رون) طريقهما في أول يوم في الدراسة..وأخذا يحاولان فتح أحد الأبواب ووجدهما (فيلش) هناك واتضح ــ لسوء حظهما ــ أنه يؤدي إلى الممر المحرم في الدور الثالث.. وعبثًا حاولا إقناعه بأنه خطأ غير مقصود، لكنه أصر على أنهما تعمدا ذلك، وهدد بحبسهما في القبو.. حتى وصل الأستاذ (كويريل) وخلَّصهما من يديه.

وأسوأ من المشرف.. قطته الشعثاء ذات اللون الترابي بعينيها البارزتين مثل عينيه والتي يطلق عليها اسم السيدة (نوريس)؛ فهي تتجول في الممرات وحدها طوال اليوم، وإذا قام أي تلميذ بمخالفة التعليمات أمامها تسرع؛ لتنبيه (فيلش) الذي يظهر بعد لحظات.. ويعرف (فيلش) الممرات السرية للمدرسة أفضل من أي شخص (ربما باستثناء التوءم ويزلي)، ويمكن أن يظهر أمامك فجأة مثل الأشباح، وجميع التلاميذ يكرهونه ويتربصون بالسيدة (نوريس) حتى يركلوها خلسة!

وعندما تنجح في الوصول إلى غرف الدراسة تكتشف ما سيواجهك من مصاعب.. وتعرف أن السحر ليس مجرد تلويح بالعصا السحرية ونطق بعض الكلمات الغامضة..

كان عليهم في مساء كل يوم أربعاء أن يدرسوا السماء في منتصف الليل باستخدام تلسكوباتهم.. ويحفظوا الأسماء المختلفة للنجوم وحركة الكواكب.. وفي كل أسبوع، يخرجون ثلاث مرات لدراسة علم النباتات في صوبة النباتات وراء القلعة مع الأستاذة (سبراوت).

وهي ساحرة صغيرة الجسم ممتلئة، تعلمهم طريقة رعاية النباتات والطحالب الغريبة.. وفائدتها! أما أكثر العلوم صعوبة ومللًا فهو تاريخ السحر، وهو الوحيد الذي يدرسه لهم شبح هو الأستاذ (بينز) الذي يبدو أنه كان شيخًا كبيرًا جدًّا عندما نام أمام نيران المدفأة في غرفة الأساتذة، وصحا في اليوم التالي وذهب للتدريس تاركًا جسده وراءه! وكان (بينز) يتكلم طوال الوقت، بينما يقوم التلاميذ بتسجيل الأسماء والتواريخ حتى ينتهي بهم الأمر إلى خلطها معًا فلا يعرفون (أمريك ذا إيفل) من (يوريك ذا أودبول).

وأظرف الأساتذة هو أستاذ مادة التعاويذ (فليتويك)، وهو ساحر ضئيل الجسم، يقف فوق مجموعة من الكتب؛ حتى يظهر من وراء المكتب.. وفي أول أيام الدراسة، قرأ أسماء التلاميذ ليأخذ حضورهم.. وعندما وصل إلى اسم (هاري).. أطلق صيحة فرح ووقع مختفيًا عن أنظارهم!

الأستاذة (ماكجونجال).. كانت مختلفة.. نشيطة وذكية، وصارمة.. تكلمت في لحظة وصولها إلى الفصل..قالت: «التحويل علم صعب.. وهو أحد أصعب وأخطر المواد التي ستتعلمونها في (هوجوورتس).. أحذركم! إذا تأخر أحدكم عن الدرس.. أو تشاغل في أثناء العمل فسيخرج من هنا، ولن يعود مرة أخرى!».

ثم حولت مكتبها إلى خنزير.. وأعادته مرة أخرى.. وكانوا جميعًا منبهرين ومتلهفين على بدء الدرس، ولكنهم عرفوا بسرعة أن أمامهم وقتًا طويلًا قبل أن يستطيعوا تحويل الأثاث إلى حيوانات، وبعد أن كتبوا مجموعة كبيرة من التعليمات المعقدة، قدمت لكل منهم مجموعة من عيدان الكبريت ليحاولوا تحويلها إلى إبر.. وفي نهاية الحصة، لم ينجح أحد في إحداث أي تغيير بالعيدان سوى (هرمايني) التي منحتها الأستاذة ابتسامة من ابتساماتها النادرة، وأرت الجميع كيف أصبح عود الكبريت فضيًّا ومدببًا!

وتحولت دروس مادة (الدفاع ضد فنون الظلام) - التي كان يتطلع إليها جميع التلاميذ ــ إلى نكتة.. كان فصل الأستاذ (كويريل) تفوح منه رائحة الثوم.. وقد تندَّر التلاميذ بأنه لإبعاد مصاص الدماء الذي قابله الأستاذ في رومانيا ويخشى أن يعود لاقتناصه في أحد الأيام.. كما تندروا من عمامته التي ادعى الأستاذ أنها هدية شكر من أحد أمراء إفريقيا الذي أنقذه من إحدى الجثث الحية! ولكنهم لم يصدقوه، فعندما سأله (شيموس فينيجان) متشوقًا أن يخبره كيف قضى على تلك الجثة الحية، ارتبك واحمر وجهه وأخذ يتحدث عن الطقس، والسبب الآخر أنهم لاحظوا أن العمامة هي سبب الرائحة الغريبة ويصر التوءمان (ويزلي) على أن العمامة مليئة بالثوم الذي يحفظه من الأخطار!

وشعر (هاري) بالراحة عندما اكتشف أنه ليس متأخرًا عن الآخرين، فهناك العديد من التلاميذ الذين جاءوا من أسر من العامة، ولم يكن لديهم أي فكرة أنهم سحرة وساحرات من قبل مثله، وكان هناك الكثير من الأشياء التي يتعلمونها والتي لا يعرفها أي من التلاميذ من قبل ولا حتى من هم مثل (رون).

وكان يوم الجمعة يومًا مشهودًا بالنسبة لـ(هاري) و(رون)؛ فقد نجحا في الوصول إلى البهو العظيم للإفطار، دون مساعدة أحد ودون أن يضلا طريقهما وسط الممرات!

سأل (هاري) (رون) وهو يضع السكر على عصيدته: «ماذا سندرس اليوم؟»، فقال (رون): «حصتين من مادة الوصفات مع تلاميذ (سليذرين).. (سنايب) هو رئيس منزل (سليذرين)، ويقولون: إنه يفضل تلاميذه دائمًا، وسنرى اليوم إذا كان ذلك صحيحًا!».

قال (هاري): «أتمنى لو كانت (ماكجونجال) تفضلنا».. كانت الأستاذة (ماكجونجال) هي رئيسة منزل (جريفندور)، ولكن هذا لم يمنعها من إعطائهم كمًّا هائلًا من الواجبات المدرسية في اليوم السابق.

في هذه اللحظة وصل البريد..تعوَّد (هاري) على ذلك المشهد الآن، ولكنه أصيب بالصدمة ــ إلى حد ما ــ في أول صباح له في (هوجوورتس) عندما رأى حوالي مائة بومة تندفع فجأة إلى البهو العظيم خلال الإفطار، ثم تدور حول الموائد حتى تعثر على أصحابها فتهبط لتوصل لهم خطاباتهم وطُرُودهم.. ولم يصل (هاري) أي بريد من قبل، وكانت بومته (هيدويج) تكتفي بالهبوط لتقرض أذنه؛ ليطعمها بعض فتات الخبز المحمص، ثم تطير لتنام في بيت البوم مع أصحابها..أما اليوم، فقد هبطت مرفرفة بين برطمان المربى والسكرية وأسقطت رسالة في طبق (هاري).. ففتحها على الفور!

عزيزي (هاري) (وكانت الكتابة بخط رديء).

أعرف أن لديك إجازة بعد ظهر يوم الجمعة.. فهل تحب أن تأتي إلى بيتي لتتناول معي الشاي في الساعة الثالثة؟ أحب أن أعرف كل شيء عن أحوالك في المدرسة في الأسبوع الأول.. ابعث لي ردًّا مع (هيدويج).

(هاجريد).

استعار (هاري) ريشة (رون) وكتب على ظهر الرسالة: «نعم.. أراك فيما بعد»، وبعث بها مع (هيدويج)!

أسعدت دعوة (هاجريد) (هاري) وكان من حسن حظه أن لديه شيئًا يتطلع إليه.. فقد كانت حصة الوصفات أسوأ شيء تعرض له في المدرسة حتى الآن.

كان (هاري) قد شعر خلال مأدبة بداية العام الدراسي بأن الأستاذ (سنايب) لا يحبه، ولكنه مع نهاية أول حصة من حصص مادة الوصفات عرف أنه كان مخطئًا.. وأن (سنايب) ليس فقط لا يحبه.. بل إنه يكرهه تمامًا!

كانوا يتلقون دروس الوصفات في أحد الأقبية، وكان الفصل أكثر برودة من بقية الفصول في القلعة ومخيفًا جدًّا حتى بدون هذه الحيوانات المخللة التي تطفو داخل البرطمانات الزجاجية المثبتة على الحوائط حول المكان!

وكما فعل (فليتويك) بدأ (سنايب) الحصة بأخذ حضور الطلاب.. وكما فعل (فليتويك) أيضًا، صمت للحظة عندما وصل إلى اسم (هاري) ثم قال: «آه، نعم، (هاري بوتر).. نجمنا الجديد!».

وضحك (مالفوي) وصديقاه (كراب) و(جويل) بصوت مكتوم! وأنهى (سنايب) قراءة الأسماء، ثم نظر إلى التلاميذ. كانت عيناه سوداوين، مثل عيني (هاجريد) ولكن على عكس عيني (هاجريد) الدافئتين، كانت عيناه باردتين وفارغتين تُذكرانِكَ بالأنفاق المظلمة.

قال الأستاذ (سنايب): «أنتم هنا لدراسة علم صعب وفن دقيق هو صنع الوصفات السحرية» ورغم أن صوته كان هامسًا، فقد سمعوا كل كلمة قالها.. كانت لديه موهبة السيطرة على الفصل، مثل الأستاذة (ماكجونجال).. وأكمل قائلًا: «بما أن استخدام العصا السحرية سيكون في أضيق الحدود، فلن يصدق الكثير منكم أن ما نفعله هنا له علاقة بالسحر، لا أتوقع منكم أن تفهموا جمال صوت بقبقة الوصفات داخل المراجل، ولا روعة رائحة بخارها المتألق ولا مفعولها الطاغي الذي يزحف في عروق الإنسان.. ويسحر عقله ويأسر حواسه. أستطيع أن أعلمكم كيف تعبئون الشهرة في زجاجات.. والمجد.. وحتى الحياة.. هذا طبعًا إن لم تكونوا مجموعة من الأغبياء والحمقى، مثل الذين أعلمهم عادةً!».

وساد الصمت بعد هذه الخطبة القصيرة.. وتبادل (هاري) و(رون) النظرات في خوف، أما (هرمايني جرانجر) فكانت جالسة على حافة مقعدها الآن، وتبدو متلهفة على أن تثبت أنها ليست غبية ولا حمقاء!

قال (سنايب) فجأة: «..(بوتر).. ما الذي نحصل عليه لو أضفنا مسحوق جذور البروق إلى منقوع الشيح؟».

نظر (هاري) بدهشة إلى (رون) الذي بدا مذهولًا مثله.. بينما رفعت (هرمايني) يدها تريد الإجابة!

قال (هاري): «لا أعرف يا سيدي!».

وزمجر (سنايب) وقال: «يا للأسف! الشهرة حقًّا ليست كل شيء!».

وتجاهل يد (هرمايني)!

«..(بوتر).. نجرب مرة أخرى! أين ستبحث إذا طلبت منك أن تأتيني بحصاة تستخدم ضد السموم؟».

ورفعت (هرمايني) يدها إلى أقصى ما تستطيع دون أن تغادر مقعدها! لكن (هاري) لم يكن لديه أية فكرة عما يقوله الأستاذ، وحاول ألا ينظر إلى (مالفوي) و(كراب) و(جويل) الذين كانوا يهتزون من الضحك!

قال: «لا أعرف يا سيدي!».

الأستاذ: «أنت لم تنظر إلى كتبك من قبل.. أليس كذلك؟».

أجبر (هاري) نفسه على أن يظل ينظر إلى تلك العيون الباردة.. بالطبع كان (هاري) قد قرأ الكتب في أثناء وجوده عند آل (درسلي).. ولكن، هل يتوقع منه (سنايب) أن يتذكر كل شيء موجود في كتاب (ألف عشب وطحلب سحري)؟!

وظل (سنايب) متجاهلًا ليد (هرمايني).. وقال: «كيف تفرق بين عشبة القلنسوة ونبات خانق الذئب؟!».

كانت (هرمايني) قد وقفت الآن ويدها ممدودة على آخرها.

قال (هاري) بهدوء: «لا أعرف.. أظن أن (هرمايني) لديها الإجابة، لماذا لا تسألها؟».

وضحك بعض الأولاد، وبدا الغضب على وجه (سنايب)!

وقال لـ(هرمايني): «اجلسي..»، ثم أكمل «لمعلوماتك يا (بوتر).. مزج البروق والشيح ينتج عنه منوم قوي جدًّا يطلق عليه شراب الموت الحي.. أما الحصاة التي سألتك عنها فتؤخذ من معدة الماعز ويمكنها أن تنقذك من معظم السموم، أما عشبة القلنسوة وخانق الذئب فهما نبات واحد له أسماء كثيرة ويطلق عليه أيضًا (أكونيت)! ماذا تفعلون؟ ألم تكتبوا ما قلته؟».

انهمك الجميع فجأة في الكتابة وارتفع صرير الأقلام على الورق.. وقال (سنايب): «..(بوتر).. سنأخذ نقطة من (جريفندور)؛ عقابًا لك على سوء إجابتك!!».

ولم تتحسن الأمور بالنسبة لـ(جريفندور) مع استمرار حصة الوصفات، فقد قسمهم (سنايب) إلى مجموعات، كل مجموعة مكونة من فردين وطلب منهم أن يقوموا بعمل وصفة لعلاج الدمامل، وأخذ يتنقل بينهم وعباءته السوداء الطويلة تطير وراءه وهو يراقبهم وهم يقومون بوزن «حشيشة القريص المجففة» ويسحقون أنياب الثعبان؛ ناقدًا الجميع تقريبًا ما عدا (مالفوي). وبينما كان يخبر الجميع كيف استطاع (مالفوي) أن يسوي الدودة ذات القرون بشكل ممتاز، ارتفع فجأة دخان حمضي أخضر وامتلأت الزنزانة بصوت هسهسة.. استطاع (نيفيل) بطريقة ما أن يذيب مرجل (شيموس)؛ ليصبح كتلة غير واضحة المعالم، وأصبحت وصفتهما الآن تسيل على الأرض الحجرية عبر الغرفة وتحرق نعال أحذية الطلاب.. وفي ثوانٍ، كان كل الطلاب يقفون فوق مقاعدهم، بينما كان (نيفيل) الذي تناثرت عليه الوصفة عندما انهار المرجل ــ واقفًا في مكانه يبكي من الألم وقد انتشرت الدمامل على ذراعيه وقدميه.

قال (سنايب) وهو ينظف الوصفة المسكوبة بحركة واحدة من عصاه السحرية: «ولد غبي، ألم تضيفا شوكة قنفذ إلى المرجل قبل رفعه من على النار؟».

تأوه (نيفيل) وقد بدأت الدمامل تغطي أنفه.

نظر (سنايب) إلى (شيموس) وقال له: «خذه إلى جناح المستشفى»، ثم التفت إلى (هاري) و(رون) اللذين كانا يعملان بالقرب من (نيفيل) وقال: «وأنت يا (بوتر).. لماذا لم تنبهه إلى إضافة شوكة القنفذ؟ هل اعتقدت أنك ستبدو جيدًا لو نجحت أنت وفشل هو؟ هذه نقطة أخرى تؤخذ من (جريفندور)..».

كان ذلك ظلمًا بيِّنًا وأراد (هاري) أن يعترض إلا أن (رون) ضربه في قدمه وهمس له: «لا تستفزه، لقد سمعت أن (سنايب) يمكنه أن يكون سيئًا جدًّا!».

بعد ساعة، انتهى الدرس..وخرجوا من القبو.. وسار (هاري) حزينًا، وقد هبطت روحه المعنوية؛ لقد خسر نقطتين لـ(جريفندور) في أول أسبوع له بالمدرسة، وتساءل في أسى: لماذا يكرهه (سنايب) إلى هذا الحد؟!

وقال (رون): «هيا.. لا تحزن.. كان (سنايب) يقتطع الدرجات من (جورج) و(فريد) دائمًا.. لا تهتم.. ما رأيك؟ هل يمكن أن أذهب معك إلى (هاجريد) بعد الظهر؟».

في الثالثة إلا خمس دقائق، غادرا القلعة وقطعا الفناء الخارجي، كان (هاجريد) يسكن في منزل خشبي صغير على حافة الغابة المحرمة.. وبجوار الباب، وجدا قوسًا ونبلًا مع حذاء جلدي طويل.. وقرع (هاري) الباب..سمع ضجيجًا في الداخل.. ونباحًا مكتومًا، ثم صوت (هاجريد) وهو يصيح: «عُد يا (فانج) عُد!».

وظهر وجه (هاجريد) المشعر من فتحة الباب، وقال لها: «انتظرا لحظة، إلى الوراء يا (فانج)..».

ودخلا وراءه، وهو يحاول أن يسيطر على كلب ضخم أسود!

وكان المنزل مكونًا من حجرة واحدة.. وقد علقت اللحوم المجففة في السقف.. وكانت هناك غلاية شاي نحاسية ضخمة موضوعة فوق النيران.. وفي أحد الأركان يقف سرير ضخم، مغطى بلحاف مرقع!

وهتف (هاجريد): «استريحا.. كأنكما في منزليكما..».

وترك الكلب الذي أسرع نحو (رون) وأخذ يلعق أذنه! ومثل (هاجريد) كان الكلب طيبًا.. على العكس من مظهره!

قال (هاري) لـ(هاجريد) الذي كان يصب الماء المغلي في براد الشاي ويضع الكعك الحجري على طبق: «هذا صديقي (رون)!».

(هاجريد): «آه.. إنه (ويزلي) آخر.. لقد قضيت نصف عمري أحاول منع شقيقيه التوءم من دخول الغابة!».

كاد الكعك الحجري يحطم أسنانهما.. ولكنهما حاولا أن يتظاهرا بأنه رائع؛ حتى يُسعدا (هاجريد) وأخذا يخبرانه بكل أحداث الأسبوع الأول لهما في المدرسة.. بينما وضع (فانج) رأسه على ركبة (هاري)!

وكان (هاري) و(رون) سعيديْن عندما سمعاه ينعت (فيلش) قائلًا: «هذا الأحمق الكبير».

«أما بخصوص تلك القطة ــ السيدة (نوريس) ــ فأحب أن أعرفها على (فانج) في مرة من المرات، هل تعرفان أنها تتبعني في كل مكان في كل مرة أدخل فيها المدرسة؟ لا أستطيع التخلص منها.. (فيلش) هو الذي يجعلها تفعل ذلك».

وقص (هاري) على (هاجريد) كل أفعال (سنايب) معه.. وكان رأي (هاجريد) مثل (رون)؛ أن (سنايب) لا يحب أحدًا على الإطلاق.

قال (هاري): «ولكن من الواضح أنه يكرهني أنا بالذات!».

قال (هاجريد): «هراء! لا أظن ذلك!».

لكن (هاري) لاحظ أن (هاجريد) لا ينظر إلى عينيه في أثناء الكلام!

وتحول (هاجريد) إلى (رون) يسأله: «كيف حال شقيقك (تشارلي)؟ لقد أحببته كثيرًا، كان محبًّا للحيوانات!».

وشعر (هاري) أن (هاجريد) يريد تحويل الحديث إلى وجهة أخرى.. وفي أثناء حديث (رون) معه عن شقيقه ودراساته عن التنين، التقط (هاري) جزءًا من جريدة (المتنبئ اليومي) كان ملقًى تحت أكواب الشاي..

اقتحام (جرينجوتس).. آخر الأخبار!

لا تزال التحقيقات مستمرة في حادث اقتحام بنك (جرينجوتس).. الذي وقع في يوم ٣١ يوليو.. والذي يعتقد أنه من فعل أحد سحرة الظلام أو سحرة مجهولين.

قال القزم المتحدث الرسمي باسم البنك اليوم: إن شيئًا لم يسرق في الحادث وإن على الجميع ألا يحاولوا معرفة ما الذي كان في الخزانة المستهدفة إذا كانوا يريدون الحفاظ على حياتهم؛ لأن الخزانة كانت قد أخليت بعد ظهر نفس اليوم.

وتذكر (هاري) أن (رون) قد أخبره عن حادث السرقة، ولكنه لم يذكر له تاريخ الحادث.

قال (هاري): «(هاجريد)، محاولة سرقة البنك تمت يوم عيد ميلادي! ربما كانت تحدث ونحن موجودون هناك!».

لم يكن هناك شك هذه المرة.. لقد تفادى (هاجريد) النظر لعينيه هذه المرة أيضًا، وابتسم وعرض عليه واحدة من الكعك الحجري، وقرأ (هاري) الخبر مرة أخرى. لقد أخليت الخزانة في وقت مبكر من نفس اليوم.. وهو نفس اليوم الذي كانا فيه في البنك.. فهل ما أخذه (هاجريد) من الخزانة رقم (٧١٣) كان نفس الشيء الذي يبحث عنه اللصوص؟

وفي أثناء عودتهما إلى القلعة في وقت العشاء وجيوبهما مملوءة بالكعك الحجري الذي لم يستطيعا رفضه من باب الأدب.. فكر (هاري) في أن شرب الشاي مع (هاجريد) أعطاه أشياء يفكر فيها أكثر من كل الحصص التي حضرها حتى الآن.. هل أخذ (هاجريد) الربطة من الخزانة في الوقت المناسب؟ وأين هي الآن؟ وهل يعرف شيئًا عن (سنايب) لا يريد أن يخبر (هاري) به؟ أسئلة وأسئلة وأسئلة!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بقي من الرواية 9 فصول :)

2019/11/30 · 502 مشاهدة · 2531 كلمة
Adk3RAK
نادي الروايات - 2024