110 - كتيبه المشاغبين : الدفعه الثانيه

كان الصباح ناعمًا، يحمل هدوء ما بعد الفوضى،

حين فتح سامرو عينيه…

شعر بشيء فوق صدره، وثقل على قدميه، ودفء على كتفه.

**

نظر إلى الأسفل.

أيومي نائمة على صدره،

رينجي عند قدميه،

وناروتو ممدّد بجانبه، رأسه مائل على كتفه الأيسر.

**

على بُعد خطوات قليلة،

كانت يارا تقف أمام الباب، تمسك كوب الشاي، وتضحك بصوتٍ خافت.

**

قال وهو لا يزال في مكانه:

— “هل من مساعدة؟”

ردّت بابتسامة ماكرة:

— “لا حاجة… المنظر جميل جداً،

أربعة أطفال في سريرٍ واحد.”

**

نظر سامرو إلى الوجوه الصغيرة المتناثرة على جسده.

ثم قال:

— “ثلاثة أطفال.”

اقتربت يارا، وقبّلته على جبينه بخفة،

ثم قالت وهي تُشير إليهم:

— “هذا واحد… وهذا اثنان… وهذا ثلاثة…”

ثم وضعت يدها على صدره وهمست:

— “وهذا أربعة.”

**

ضحك سامرو:

— “منذ متى أصبحتُ طفلًا؟”

قالت وهي ترتشف من كوبها:

— “منذ أن بدأت تتحدى ناروتو وأيومي في من يلعب أكثر.”

**

حاول أن ينهض دون أن يُوقظ أحدًا،

ثم خرج مع يارا نحو الصالة.

**

في الصالة، كان كاكاشي جالسًا يقرأ كتابًا،

وشيسوي يتناول فطوره بصمتٍ معتاد.

**

نظر إليهما سامرو وغمز لزوجته، ثم قال:

— “متى سأتعرّف على صديقاتكم؟”

**

ارتبك كاكاشي فورًا،

كاد أن يسقط الكتاب من يده،

بينما خفض شيسوي رأسه وفكر للحظة،

ثم قال بهدوء جريء:

— “حسنًا، أوياجي… سترى صديقتي اليوم.

وسترى صديقي أيضًا.”

**

نظر إليه سامرو مستغربًا،

ثم قال ساخرًا:

— “منذ متى صار عندك هذه الشجاعة؟”

**

ثم التفت إليهما، مبتسمًا:

— “إلى متى ستستمرون بمناداتي (أويـاجي)؟”

**

قاطعتهم يارا، وقد جلست على الأريكة:

— “كاكاشي… إنه يعلم عنك وعن كوريناي،

فلا تدعه يضايقك كثيرًا.”

**

قال سامرو وهو يتنهّد بخيبة مزيفة:

— “لقد أفسدتِ عليّ متعتي…”

**

ضحك الثلاثة،

وعاد البيت ليرتدي نكهته الطبيعية من جديد

كانت الشمس في منتصف السماء،

والصالة تمتلئ بأصوات الخطى والضحكات العابرة.

جلس سامرو على المقعد الوثير،

وأمامه كاكاشي، متيبّس الظهر،

تاركًا ابتسامته المعتادة في مكانٍ آخر هذا اليوم.

**

قال سامرو بنبرة فيها شيء من التسلية:

— “إذاً… بلغت السادسة عشرة، أليس كذلك؟”

أومأ كاكاشي بخفة:

— “نعم… نيسان.”

أخذ سامرو رشفة من الشاي، ثم تابع:

— “لم أُعطِك هدية عيد ميلاد طوال السنوات الماضية…”

ساد الصمت لثانية، قبل أن يضيف وهو يبتسم:

— “لكن يبدو أن… تلميذتي قامت بالواجب عني.”

**

تجمّد كاكاشي، وارتجف طرف كوب الشاي في يده.

وقبل أن يجيب،

دخلت كوريناي إلى الصالة بهدوء.

شاهدت المشهد،

نظرات سامرو الساخرة،

ووجه كاكاشي الذي انقلب إلى قطعة فحم محترقة.

**

نظرت إليها يارا من بعيد،

وأشارت بلغة العيون: (اهربي قبل فوات الأوان).

لكن الفضول كان أقوى من الحذر.

**

قال سامرو وهو يرفع يده مرحبًا:

— “تعالي، تعالي أيتها التلميذة المفضّلة.”

ثم ضحك وأضاف:

— “لا، ليست المفضّلة لدي… بل المفضّلة لدى كاكاشي.”

**

اشتدّ احمرار وجه كاكاشي،

وكوريناي نظرت إلى الأرض وهي تضحك،

ويا را كانت تضع يدها على جبينها بإحباط فخور.

**

ثم تمتم سامرو، بصوتٍ خافت، وهو ينظر إلى اللاشيء:

— “يبدو أن آلاف السنين مع جاشين… بدأت تُؤتي ثمارها.”

نظر الجميع إليه بدهشة.

ثم نفض الفكرة وقال بجدية مبالغ فيها:

— “حسنًا. إذًا… هل حفل زواجهما سيكون على حسابي؟”

أجابت يارا بثقة:

— “نعم.”

— “وأوبيتو ورين؟”

— “نعم.”

— “وشيسوي أيضًا؟”

— “نعم.”

— “ورينجي؟!”

— “نعم.”

وضع سامرو يده على رأسه وقال:

— “اللعنة…! من أين أتى كل هؤلاء؟”

ابتسمت يارا، ثم أكملت ببرود:

— “ولا تنسَ الثلاثة الآخرين.”

ارتفع حاجباه، وقال ببطء:

— “ثلاثة؟”

قالت بابتسامة ساحرة:

— “ناروتو… لأنك أبيه الروحي.

ساسكي… لأنك أبيه الروحي أيضاً.

وإيتاشي… لأنه مؤدّب، وصديق شيسوي المفضّل.”

**

نظر سامرو إلى الأفق،

كأن السماء قد ضاقت عليه.

تمتم:

— “اللعنة… تراث عشيرة هاتاكي سينتهي في صالات الأعراس.”

**

وقبل أن يُكمل، أضافت يارا وهي ترفع كوبها:

— “آه، وعرس أيومي… سيكون الأضخم في أرض النار كلها.”

صرخ سامرو:

— “ماذا؟! من أين لي بكل هذا المال؟!”

**

رفعت يارا حاجبيها بابتسامة هادئة،

ثم التفتت إلى كوريناي وكاكاشي وقالت:

— “يجب أن تعرفوا الحقيقة…

من هو المصدر الحقيقي للقوّة في هذا البيت.”

**

ضحك الجميع بصوتٍ واحد،

فيما كان سامرو يحدّق في السقف،

ويهمس:

— “هؤلاء… سيقتلونني.”

**

لكن قلبه قال شيئًا آخر:

— “…وأحبهم حتى وإن فعلوا.”

كنت أراقب من بعيد…

أحمل كوب الشاي في يدي،

وأبتسم.

لم يكن الجوّ عاديًّا.

بل كان مشبعًا بشيءٍ افتقدته طويلًا…

صوت الضحك،

ركض الأقدام الصغيرة،

وتلك الفوضى المنظّمة التي لا يصنعها إلا سامرو.

**

فتح الباب فجأة.

ودخل شيسوي… ليس وحده.

**

كانت بجانبه فتاة صغيرة ذات شعرٍ بنفسجي،

هادئة، لكن خطواتها واثقة.

خلفه، دخل فتى نحيل ذو عينين سوداويّتين ونظرةٍ رزينة،

وطفلٌ آخر يشبهه كثيرًا… لكن بنظرةٍ أكثر براءة.

وناروتو طبعًا… يركض أولهم كعادته.

**

قال سامرو، وهو يرفع حاجبيه بدهشة مصطنعة:

— “أخبرتك أن تحضر واحدًا… فجلبت دفعةً جديدة من كتيبة المشاغبين!”

**

ضحكتُ بصوتٍ خافت وأنا أراقبهم.

نظرت إلى ملامحه،

فرأيت في عينيه تلك النظرة…

التي لم أرها منذ خمس سنوات.

نظرة “القائد”…

التي لا تظهر إلا حين يجتمع حوله الصغار.

**

رفع يده، وصاح بصوتٍ يحمل الحزم والمزاح معًا:

— “استعد!”

توقّفوا كلهم،

صفّوا أقدامهم كأنهم وحدة تدريب صغيرة.

ثم قال:

— “للأمام… سر!”

**

ضحكوا، حتى أيومي…

تقدّمت بسرعة فوق الخط،

ثم نظرت إليه ببطولة وقالت:

— “هل أنا الآن مشاغبة مثلك؟”

**

كان يبتسم.

لا، بل كان يضيء.

**

لم يكن المشهد مجرد أطفال يتدرّبون،

كان شيئًا أعمق.

**

كان سامرو يعود.

ليس فقط الجسد الذي غاب،

بل الشخصية التي اشتقت إليها أكثر من أي شيء…

**

“كاتي” الذي يصنع الفوضى، ويقودها كما لو أنها جيش من النينجا الصغار.

**

نظرت إليه، وابتسمت.

ربما لم يكن يعلم كم اشتقت لهذه النسخة منه…

لكنني كنت أعلم تمامًا… أنها كانت كل ما ينقصني.

2025/05/16 · 15 مشاهدة · 904 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025