استدعينا كاكاشي إلى غرفة القادة.

كانت الغرفة هادئة، لا ضجيج فيها، فقط وقع الخطى عندما دخل، يده في جيبه، وعينه الوحيدة تنظر إلينا بتساؤل خفي.

وقف أمامنا، أنا وميناتو.

نظر إليه ميناتو بثبات، ثم قال بهدوء:

“كاكاشي… أريدك أن تقود جيش التحالف.”

ارتبكت ملامحه للحظة.

العين التي تنظر دوماً بنصف اهتمام، اتسعت بصدمة لم يُخفها.

“ماذا…؟”

سكت لحظة، ثم سأل بصوت منخفض:

“لماذا… ليس نيسان؟”

ونظر إليّ.

ابتسم ميناتو برقة وقال:

“لأنه لا يريد.”

نظرت إليه.

ثم رفعت رأسي ونظرت إلى كاكاشي مباشرة.

“لأنني سأكون في مكان آخر.”

قلت بهدوء.

“أنا يجب أن أستعد… لتدخل مادارا .”

ارتجف اسمه في الهواء.

“لا أحد يستطيع إيقافه… سوى ثلاثة:

أنا… ميناتو… ويارا.”

صمتت الغرفة.

ثم أضفت، بنبرة أكثر حدة:

“لكني… الوحيد القادر على قتله .”

رأيت في عين كاكاشي شيئاً لم أره منذ زمن… جدية كاملة.

رفع رأسه ببطء، ثم التفت إلى ميناتو.

“سينسي… سأقبل المهمة.”

ثم أضاف:

“لكن لدي شرط واحد.”

نظرنا إليه.

“أريد أوبيتو و جاي إلى جانبي… في كل مهمة.

إذا ذهبتُ إلى الحرب… أحتاج فقط إليهما.”

ضحكتُ، لا إرادياً.

“هل تعني أنك تخوض حربًا عالمية… بثنائي الكوميديا؟”

لكن كاكاشي لم يبتسم.

ردّ وهو ينظر إليّ بثبات:

“أوم.”

صمتّ لحظة.

ثم قلت له، وأنا أنظر إلى وجهه الشاب الصلب:

“حسنًا يا كاكاشي… أرِنا من هو قائد الجيل القادم.”

هدأت خطوات كاكاشي وهو يغادر القاعة، الباب أُغلق خلفه، وبقيت أنا وميناتو وحدنا.

نظرتُ إليه، ثم قلت بهدوء:

“ومن اختاروا ليكونوا قادة الفرق الأربع تحته؟”

أجاب دون أن يرفع نظره عن الأوراق:

“إي، ابن الريكاجي… لقيادة فريق الدعم.

راسا، الكازيكاجي الثالث… على القوات الاحتياطية.

داروي… على فريق الختم.

و… رين.”

ارتفعت حاجبي دون أن أخفي اندهاشي.

“رين؟”

نظرت إلى ميناتو، ثم أردفت:

“لم أتوقع موافقتهم… على فتاة شابة، بهذا المنصب.”

أغلق ميناتو الملف بهدوء، وابتسم ابتسامة خفيفة.

“عندما علموا أنها تلميذة تسونادي… لم يرفض أحد.

السمعة… أحياناً تُقاتل قبل السيف.”

صمتّ، أنظر إلى الأرض للحظة، ثم رفعت رأسي.

في داخلي… ارتحت.

إذا كان الجيل القادم بدأ يأخذ أماكنه بجدارة، فربما لم تكن الحرب القادمة نهاية… بل بداية.

سكنت الغرفة للحظة، كأن كل الكلام قيل… لكن الصمت الحقيقي لم يبدأ بعد.

نظرت إلى ميناتو، وسألته بنبرة لا تخلو من القلق:

“هل تتوقع… دخول الأوتسوتسوكي في هذه الحرب؟”

رفع نظره إليّ للحظة، ثم أشاح بعينيه وقال بهدوء:

“لا أتمنى ذلك.”

أومأت برأسي، عيناي معلّقتان بالسقف للحظة، ثم همست:

“إن تدخّلوا… لن تكون لنا فرصة.”

سكتّ قليلاً، ثم أضفت بصوت منخفض، لكنه حاسم:

“يجب أن ننهي هذه الحرب… قبل أن يصلوا إلينا.”

لم يُجب.

لكننا… كنا نعلم.

في قرارة أنفسنا، كنا نعلم أن ما خلف الأكاتسكي… أعظم.

وأن ما سيأتي… لن يشبه ما مضى.

الهدوء في القصر مختلف عن أي مكان آخر…

هدوء لا يُشبه صمت غرفة القيادة، ولا صرامة قاعات الاجتماعات.

عدتُ إلى البيت متعباً، محمّلاً بما يكفي من التفكير ليكسر عمود جبل.

دخلت الصالة، فرأيتها تجلس على الأريكة، شعرها القصير منسدل فوق كتفيها، تتناول كوبًا من الشاي.

يارا.

اقتربتُ دون كلمة، وجلستُ إلى جانبها، ثم… وضعت رأسي في حضنها.

أغمضتُ عينيّ، فقط… أغمضتهما.

الصمت في حضنها ليس صمتًا، بل سلام.

سألتني بصوت خافت، وهي تمرر يدها في شعري:

“هل ستذهب الآن؟”

أجبت بهدوء:

“سأذهب.”

قالت، كأنها تخبرني وليس تسألني:

“سأذهب معك إلى الحرب.”

فتحت عيني ببطء، وقلت:

“ومَن سيعتني بالأطفال إذن؟”

ابتسمت بخفة وقالت:

“كوريناي.”

رفعت حاجبي، ونظرت إليها:

“لا… أنتي.”

ردت بثقة:

“سأتركهم برفقة كوشينا… مع ناروتو. سيكونون بخير.”

هممت أن أفتح فمي، لكن إصبعها وُضع على شفتي برفق.

“لا تحاول.

سأذهب… وهذا قراري.”

لم أجِب.

أغلقت عيني مجددًا.

كانت لحظة سلام نادرة.

لكن فجأة…

شعرت بشيء يقفز على بطني بقوة جعلتني أرتدّ قليلاً.

فتحت عيني…

إيومي.

بابتسامة متآمرة قالت:

“أوياجي! لقد تأخرت! ألم نتفق أننا سنطلب أباً آخر؟ أليس كذلك، رينجي؟”

سمعت صوت أخيها يرد من خلف الكنبة:

“لا أريد أباً آخر.”

نظرت إليه إيومي بتعجب، وقالت:

“لكنّه دائم التأخر، ولا يلعب معنا!”

صمت رينجي للحظة، ثم قال بجدية طفولية:

“حسنًا… لكن من أين سنطلب أباً آخر؟”

سمعت ضحكة مكتومة فوقي.

نظرت إلى يارا… كانت تحاول أن تُخفي وجهها، لكن كتفيها المرتجفين فضحاها.

استمر إيومي ورينجي بنقاشهما حول “خطة استبدالي”، يتحدثان وكأنهما في اجتماع رسمي.

قلت لهما بصوت ثقيل ساخر:

“حسنًا… وأنا سأستبدلكما بأبناء آخرين.”

نظرت إليّ إيومي، رفعت ذقنها بتحدٍّ:

“أوياجي… أنا أعلم أنك لا تستطيع استبدالنا.”

ثم أكملت، كأنها أثبتت وجهة نظرها بمنطق قاطع.

تعالت ضحكات يارا، هذه المرة لم تحاول كتمها.

أنا؟

أغمضت عيني…

والضحك يملأ الغرفة.

ثم… نمت.

2025/05/21 · 13 مشاهدة · 706 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025