أرض النار، العاصمة الإدارية الخلفية للتحالف.
غرفة الاجتماعات الكبرى كانت مكتظة، ليس بالكلمات… بل بالمسؤولية.
جلس الكاجي الخمسة على الصف الأمامي، وإلى جوارهم قادة الجيوش الأربعة:
كاكاشي، راسا، إي، رين .
في الزاوية، كالعادة، جلس سامورو إلى جانب يارا ، عيناه تراقبان بصمت، لا تفوتهما إشارة.
وقف شيكاكو نارا أمام الخريطة الكبيرة الممتدة على الجدار.
رفع يده، وسحب القلم من جيبه، ثم بدأ:
“كما تعلمون، فإنّ أرض النار الآن محاطة بثلاث جهات…
من الشرق: قرية الضباب ،
من الجنوب: قرية الصوت ،
ومن الشمال الغربي: قرية المطر .”
ثم تابع، مشيراً إلى موقعين صغيرين داخل الخريطة:
“الأمر الذي زاد سوءًا هو انضمام قرية العشب و قرية الشلال إلى صفوف العدو.”
تعالى الهمس في القاعة، لكن شيكاكو لم يتوقف.
“التحليل الوحيد الذي أستطيع تأكيده… هو أنهم تحت تأثير غينجتسو واسع النطاق .
دخولهم إلى الحرب، وهم من القرى الضعيفة التي لا تملك ما تربحه… غير منطقي إطلاقًا.”
نظر إلى الجميع، ثم أضاف:
“بهذا الترتيب…
تم إحكام الطوق بالكامل حول أرض النار .
أصبحت كونوها الهدف الرئيسي، والمحور الذي يدور حوله كل تحرك.”
ضغط بقلمه على نقطة كونوها في منتصف الخريطة.
“إن نجح العدو في هذا… لن يكون من الصعب عليه أن يتجه نحو:
أرض السحاب من الشرق،
أرض الصخور من الغرب،
و أرض الرياح من الجنوب الغربي.”
سكت لحظة، ثم قال بصوت أثقل:
“إذا لم نتحرك الآن، سنخسر العمق الجغرافي، والممرات الحيوية، وسنُحاصر… قبل أن تبدأ المعركة فعليًا.”
رفع القلم، ونظر إلى الكاجي مباشرة:
“لهذا السبب… أقترح إرسال قوات حماية إستراتيجية إلى كل قرية من قرى التحالف.”
تقدمت رين بصوتها الواثق:
“تقصد فرق مراقبة؟”
هزّ رأسه:
“بل فرق ردع.
وجودهم داخل كل قرية سيكون ضمانًا من أي محاولة للغزو أو الانقلاب من الداخل،
خصوصًا أننا لا نعرف حدود الغينجتسو الذي يتحكم به العدو .”
أضاف شيكاكو:
“ما نواجهه… ليس حربًا تقليدية.
لدينا عدو يتحكم بالعقل قبل أن يسيطر على الجسد.
وإن لم نضمن حماية كل نقطة من الداخل…
سنُحاصر أنفسنا بأيدينا.”
نظر الجميع إلى الخريطة…
ثم إلى بعضهم البعض.
الصمت هذه المرة، لم يكن تردداً… بل تفكيراً ثقيلاً.
⸻
ساد الصمت للحظة، ثم تابع شيكاكو نارا حديثه، وهو يشير إلى لوحة جانبية جديدة تُظهر أرقاماً واضحة:
“قواتنا الموحدة – جيش التحالف الشينوي – يبلغ قوامها حالياً أربعين ألف مقاتل ، موزعين من جميع القرى الخمس العظمى، بالإضافة إلى المتطوعين من القرى الصغرى.”
انتقل بيده إلى الرسم المقابل.
“أما جيش العدو، فهو يُقدّر ميدانيًا بما يعادل عشرين ألف مقاتل ،
ينقسمون كالآتي:
• قرية الصوت
• قرية المطر
• قرية الشلال
• قرية العشب
• قرية الضباب
التحليل العسكري يُقسّم جبهات العدو إلى محورين رئيسيين
الجبهة الشرقية : تتألف من قوات الصوت، الشلال، العشب، والمطر.
الجبهة الشمالية-الشرقية : وهي قوات الضباب .”
تحرك ميناتو هذه المرة، رفع رأسه وتكلم لأول مرة منذ بدء التلخيص.
“بناءً على التوزيع الجغرافي، وأسلوب العدو في استخدام الإلهاء والمباغتة،
سنقوم بتقسيم قواتنا كالتالي:”
يتم نشر وحدة الدعم في جبهة الضباب .
هدفهم: التأخير، والاحتواء، وتضليل أي محاولات لاختراق خط التحالف الخلفي.”
بينما توجَّه الوحدة الأساسية بقيادة كاكاشي إلى الجبهة الكبرى ، وهي:
الصوت، الشلال، العشب، والمطر.”
أما الوحدتان الطبيّة ووحدة الاختام ، فسيتم تقسيمهما بالتساوي بين الجبهتين،
مع تأكيد التواصل المستمر بين القادة الميدانيين، لمنع انهيار أي طرف.”
وأخيراً، تبقى القوات الاحتياطية في مواقعها، إلى أن تتضح الصورة الكاملة للتحركات المعادية أو يظهر تهديد جديد غير متوقّع.”
رائع جداً، أُكتب لك الآن مشهد بداية أول معركة في الحرب الرابعة ، من منظور سامورو ، بلغة عربية فصحى، مع جو من التوتر والهدوء الحذر، وحوار داخلي مليء بالثقة والعاطفة بينه وبين يارا.
⸻
وقفتُ فوق التل الصخري، الريح تسرق من عباءتي أطرافها، وعيناي تراقبان الأفق.
من هذه الزاوية، أستطيع رؤية طرفي الحرب… الجبهتان، كأنهما جناحا نسر ممدود، ينتظر أن يختار جهة الانقضاض.
الجبهة الشرقية … بدأت تتحرك.
رايات تحالف العدو رفرفت أولاً من جهة قرية المطر ، ثم تبعتها العشب و الصوت .
جيوشهم لا تصرخ، لكنها تسير… كأنها تعرف أن معركتها الأولى هي الافتتاح الحقيقي لما سيأتي.
في المقابل، جبهة الضباب … ساكنة.
كأنها بحر في ليل مظلم، لا تعلم هل العمق فيه ماء… أم دم.
وصلتني الإشارات.
التحام في الجبهة الشرقية، أول اشتباك رسمي، أول قطرة دم تُراق باسم التحالف.
سمعت خطوات خلفي.
يارا.
كانت ترتدي عباءتها القتالية، شعرها القصير يتحرك مع الرياح، وعيونها مشدودة.
“هل… يجب أن أذهب إلى الجبهة؟”
قالتها دون تردد.
ثم أضافت، بصوت خافت:
“أنا قلقة على… كاكاشي، وأوبيتو، وجاي.”
نظرتُ إلى الأفق للحظة… ثم التفتُّ إليها.
ابتسمتُ، نظرة فيها شيء من السخرية الهادئة:
“لا تُقلّلي منهم.”
رفعت حاجبها، كأنها تنتظر توضيحاً.
قلتُ، بثقة لا تهتز:
“إن اجتمع هؤلاء الثلاثة… كاكاشي، وأوبيتو، وجاي…
فلستُ متأكدًا أنك أنت… ولا حتى ميناتو، تستطيعون هزيمتهم.”
سكتت.
ثم ضحكت بخفة، نظرة مزيج من التحدي والحب في عينيها.
“أهذا ثقة بهم… أم محاولة لإبقائي هنا؟”
نظرتُ إليها، وقلت بصدق:
“كلاهما.”
⸻
عدتُ إلى المقر.
خطواتي كانت هادئة، لكن نبضي لم يكن كذلك.
لمّا دخلتُ قاعة الاستخبارات، كانت التقارير تتدفق كالسكاكين.
وقف أحد النينجا أمام الطاولة الكبيرة، ممسكاً بلفائف مرسلة من الجبهات، وقرأ بصوتٍ واضح:
“التحديث الأخير من الجبهة الشرقية:
جميع أعضاء الأكاتسكي المعروفين ظهروا هناك…
باستثناء:
ريوجين أوتشيها، المقنّع المجهول، وأوروتشيمارو. ”
حدّقت في الخريطة الكبيرة، وكان التقدم واضحاً.
العدو لا يهاجم فقط … بل يدمّر.
“باين، وكيسامي” – تولّوا قيادة الجبهة الأمامية، وأوقفوا ببراعة تقدم أوبيتو، كاكاشي، وجاي .
وفي محورٍ آخر،
“ساين، ساسوري، كاكوزو، وهيدان”
تقدّموا… ومسحوا الأرض خلفهم، ساحقين واحدة من أهم الرقع الدفاعية في محور العشب .
عبستُ.
لا… شيء ما خاطئ .
هذه الجبهة تحمل عدداً غير متوازن من مقاتلي الرتبة S.
وكأن العدو يريدنا أن نُركز على هذا الاتجاه فقط.
نظرت إلى ميناتو الجالس في رأس الطاولة.
قلت بصوتٍ واضح:
“هل تحرّك أوروتشيمارو؟”
نظر إليّ، لم يُجب على الفور.
ثم أدار رأسه نحو شيكاكو.
“شيكاكو.”
قالها بنبرة أمر.
“شكّل وحدة صغيرة من قواتنا الاحتياطية.
هدفهم الوحيد:
تحديد موقع أوروتشيمارو ، ومراقبة تحركاته.”
أومأ شيكاكو ببطء، وبدأ بتدوين الأسماء.
أنا… كنت أحدق في الخريطة.
إذا كان أوروتشيمارو لا يُقاتل… فهو يُخطط.
وإذا كان يُخطط… فدمار آخر في مكانٍ آخر يوشك أن يقع.
كنت أحدق في الطاولة…
لا في الخرائط، بل في فراغ التفاصيل.
الأمر لا يستقيم.
أربعة دخلوا يوم الاجتماع في أرض الساموراي…
باين، ريوجين، مادارا، والمقنّع الرابع.
الكل ركّز على مادارا…
لكنه لم يكن وحده مرتدياً قناعاً.
من كان المقنع الآخر؟
تجاهلناه، كأنه ظلّ فقط…
لكنه كان هناك، لا يتحدث، لا يتحرك كثيراً.
وفي وسط هذه الفوضى،
أوروتشيمارو… غائب.
لم يُرَ على أرض المعركة، ولم يظهر في أي تقرير.
ورغم ذلك، اسمه لا يُغيب عن ملف التهديدات الثلاثة الأعلى.
سألت نفسي:
ما هدفهم من إخفاء أوروتشيمارو؟
الإيدو تنسي…
نعم، تلك التقنية التي تقلب الموازين، وتحيي الموتى.
لكن…
إن كان يملكها فعلاً… فلماذا لم يستخدمها حتى الآن؟
لماذا الانتظار؟
هل هو يُخفي شيئاً أعظم؟
أو أنه بانتظار لحظة معينة… هدف معين؟
ثم…
خطر في بالي احتمالٌ جعل جسدي يقشعر.
نظرت إلى الخريطة…
“لا… ليس الآن…”
استدرت سريعاً، خرجت من غرفة القيادة دون أن أقول شيئاً.
دخلت على ميناتو وهو يناقش شيكاكو.
نظر إليّ، مباشرة.
“ما الأمر؟”
سأل.
اقتربتُ منه، وعيناي ثابتتان فيه.
“سأذهب… إلى مكانٍ ما.”
“إلى أين؟”
أجبته وأنا أفتح بوابة الانتقال:
“إن كنتُ مخطئًا… سأعود فوراً.
وإن كنتُ مصيباً… فلن يكون هناك وقت للعودة.”
ثم اختفيت.
⸻