كان الليل لا يزال هادئًا في كونوها… هدوء يخفي خلفه عاصفة.

وصلتُ إلى حدود القرية عبر الهيراشين، لم أنتبه لصوتٍ خلفي حتى شعرت بظلٍ يقترب.

استدرتُ… كانت يارا ، وقفت بشعرها القصير يتطاير مع الريح، ونظرة إصرار في عينيها.

“لماذا لحقتِ بي؟” سألتها بصوت منخفض.

ردّت بنبرة حازمة:

“إن كنت لن تسمح لي بالذهاب إلى الجبهة الآن…

فعلى الأقل دعني أعرف ما الذي اكتشفته.”

نظرتُ إليها، ثم أومأت بصمت، واستدرت متجهاً نحو قصر عائلتنا… قصر هاتاكي.

سارت خطواتي ببطء داخل الممرات الحجرية المظلمة.

وصلت إلى الحديقة الخلفية، حيث يتوسّطها نصبان حجريان، بسيطان… لكن لا يليق بهما إلا الوقار.

جيرايا.

ساكامو.

وقفت أمام القبرين.

أغمضت عينيّ.

ثم فتحتُها…

وفعّلت الشارينغان.

ما رأيته…

جعل يدي ترتجف.

كانت الحقيقة أمامي… كما خشيت.

كما حاولت أن أنكر.

شعرت بوجود يارا خلفي، ثم سمعت همسها:

“ما الذي حصل؟”

نطقتُ الكلمات بصعوبة:

“ما كنت أخشاه… حصل فعلاً.”

استدرت فجأة، وركضت إلى داخل القصر، إلى الصالة .

هناك…

كانت كوريناي جالسة على الأريكة، عيناها مغلقتان، ووجهها شاحب.

تقدّمت بخطوات متوترة، وهمّت يارا بسؤالي:

“ما بها؟ هل… من عمل بك؟”

لكن… الجواب لم يأتِ مني.

بل… منها.

لكن الصوت… لم يكن صوتها.

قالت بهدوء غريب، وبنبرة مشبعة بالابتسامة:

“هاتاكي سامورو…

سعدتُ برؤيتك مجددًا.”

فتحت عينيها فجأة،

وتلألأ فيهما ضوء مانجيكيو شارينغان جديد.

تجمّدتُ، ثم فكّرت…

وتكلّمت:

“…أوتشيها ريوجين.”

ضحكت كوريناي، بصوت ليس صوتها، ضحكة باردة… مستفزة.

نطقتُ بصوت خافت، لكنه مشحون:

“ماذا تريد؟”

ردّت كوريناي بصوت ريوجين:

“مرعب… كما قال مادارا.”

ثم تابعت:

“أنا تلميذ كاغامي-سينسي، مثلك.

مما يجعلنا… إخوة في المعلم.”

تسارعت نبضاتي…

تجمّدت للحظة.

“…لا… مستحيل. مات سينسي مات قبل وجودك ”

لكن قبل أن أكمل، قالت كوريناي – أو ريوجين – بضحكة متعالية:

“بما أننا إخوة… من نفس المعلم…

لن أتخذ كوريناي رهينة.”

ثم…

أغلقت عيناها مرة أخرى.

وانهار جسدها بهدوء.

نظرتُ إليها، ثم إلى يارا،

كانت ترتعش… لكنها تماسكت.

أما أنا…

فكنت أعرف الآن:

العدو أقرب بكثير مما ظننا.

عاد الصمت إلى قصر هاتاكي بعد انهيار كوريناي، لحظة ثقيلة امتدت طويلاً… قبل أن تبدأ عيناها بالتحرك من جديد.

أفاقت ببطء، أنفاسها مضطربة، يدها ترتعش.

دون تردد، اندفعت يارا إليها وضمتها بين ذراعيها بقوة، كما لو كانت تحميها من كل شيء.

همست لها وهي تمسك بكتفيها:

“أنا هنا… أنا آسفة… آسفة لأنني لم أحمِ قبر أخيه.”

نظرت كوريناي إليها، ثم إلى سامورو…

فأنزلت رأسها بخجل، ودمعة تلمع في الزاوية.

لكن سامورو… اقترب بهدوء، وجلس على ركبتيه أمامها.

ابتسم، ورفع يده إلى شعرها بلطف، يمرّر أصابعه فيه كأب يهدّئ ابنته.

“تلميذتي الجميلة…”

قالها بنبرة دافئة،

“لا بأس…

جيرايا… وساكامو… ما زالا موجودين.”

لكن ملامحه تغيّرت فجأة.

عاد البرود إلى صوته، والحزم إلى عينيه.

“الآن… أخبريني.

من أتى مع فتى الأوتشيها؟”

ترددت للحظة، ثم أجابت:

“كان… أوروتشيمارو ، وشخص آخر…

شاب، لكن عينه كانت باردة… وكأنه أداة.”

“أداة؟”

أومأت برأسها:

“كان يتحرك خلف أوروتشيمارو، ينفّذ الأوامر، لا يتكلم.

ظننتُه تابعًا مخلصًا له، أو… مجرد تجسيد آخر.”

سكتت، ثم تابعت:

“حاولت مقاومته… لكن ما إن نظرت في عيني ريوجين…

حتى سقطتُ.

كانت تقنية من الشارينغان… لكن ليست مثل أي جنجتسو جربته من قبل.

لم أعد أملك إرادتي.”

سكت سامورو، عبس قليلاً.

“إذا كان أوروتشيمارو هو من مهد الطريق لريوجين للدخول إلى هنا…

فالخطر أصبح مضاعفًا.”

نهض من مجلسه، ونظر إلى يارا، ثم إلى كوريناي.

“علينا أن نستعد.

هذه الحرب… ليست فقط على الجبهات.

بل حتى في قلوبنا.”

بعد أن استقرت أنفاس كوريناي، ونهضت بشيء من الاتزان،

نظرت إلى يارا ، وكانت عيناها لا تزالان متسائلتين.

قال سامورو بنبرة حاسمة:

“يارا… خذيها.

أوصلي كوريناي إلى كوشينا… والأطفال.”

أرادت أن تجادله، لكنه لم يمنحها فرصة.

“الآن.”

انحنت يارا قليلاً، وسحبت كوريناي معها بلطف.

لكنها لم تتحمل أن تصمت أكثر، فاستدارت وسألت:

“إلى أين ستذهب أنت؟”

كان ظهره لها، وصوته هادئاً… لكن قاطعاً:

“إلى قصر السينجو.”

لم تفهم.

لكن… قبل أن تنطق بحرف آخر،

اختفى.

وصلتُ إلى المقبرة الملكية… مقبرة الهوكاجي .

كانت الريح ساكنة، والغبار لم يُحرّك منذ أيام.

كل شيء هنا… مقدّس.

الأسماء منقوشة على الحجارة العتيقة:

• سينجو هاشيراما – الهوكاجي الأول

• سينجو توبيراما – الهوكاجي الثاني

• ساراتوبي هيروزين – الهوكاجي الثالث

• ميتـو اوزماكي

اقتربت من أحد القبور…

ثم توقفت.

العلامات كانت خفية… لكن ليست عليّ.

شقوق صغيرة حول التربة…

طاقة باهتة، بالكاد تُلاحظ.

لكنني لاحظت.

لقد عُبث بها.

تراجعت خطوة.

نظرت إلى القبور الأربعة، ثم أدركت… الحقيقة.

“الإيدو

تنسي

لا

يمكن

أن

يتم

بهذه

الدقة

إلا

بأوروتشيمارو

.

شعرت بثقل في صدري.

لقد أخطأت.

كنت أظن أن مادارا سيتحرك كما عهدته:

بقوة ساحقة، مباشرة، دون تمويه.

لكنه الآن… لا يتحرك وحده.

أوروتشيمارو، ريوجين، المقنّع المجهول، والنسخة التي تشبهني…

ما الذي يحدث؟

من يُخطط… ومن يُنفذ؟

ولماذا كل هذا التخطيط؟

هذه لم تعد حرب شينوبي…

هذه حرب عقول.

2025/05/21 · 14 مشاهدة · 754 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025