عدتُ إلى المقر بعد تأكدي من الكارثة.
خطواتي كانت أسرع من المعتاد، لكن وجهي بقي ساكنًا، بلا انفعال.
دخلت غرفة القيادة، فوجدت ميناتو منهمكًا في تحليل خريطة الجبهات، وعيناه ممتلئتان بقلق دفين.
رفع رأسه فور رؤيتي.
“هل اكتشفت شيئًا؟”
أومأت بهدوء، ثم قلت:
“نُبشت قبور الهوكاجي الأول والثاني والثالث… وحتى ميتو.”
تجمّدت يداه فوق الخريطة.
توقّف عن التنفس للحظة، ثم مرّت قشعريرة واضحة على جسده.
“…ميت؟”
همسها، كأنه لم يصدق.
تابعت بنبرة منخفضة:
“أوروتشيمارو استخدم الإيدو تنسي.
والعدو لم يعد فقط من نعرفه…
بل من ظننا أنهم ذهبوا للأبد.”
تنفس ميناتو بعمق، ثم قال:
“الأمر أصبح خارج السيطرة… ما هي الخطة؟”
نظرت إليه مباشرة، ثم أجبت:
“عندما يظهرون…
أنت، ويارا، والكاجي الخمسة… ستتصدّون لهم.”
رفع حاجبه بخفة:
“وأنت؟”
“أنا سأذهب إلى مكان آخر.”
لم يُجادل.
فهو يعلم… أن لكل منا معركته.
سكت لحظة، ثم سألتُ:
“مايت داي… هل ما زال على قيد الحياة؟”
ردّ مباشرة:
“نعم. مع الجبهة الغربية، في فرقة الاحتياط.”
أومأت.
نظرت إلى الأرض.
“سيكون
.
فجأة…
فتح الباب.
دخل أحد الشينوبي بزي المراسلين العسكريين، انفاسه متسارعة، وجبهته غارقة في العرق.
“القائد الأعلى!”
قالها وهو يركع،
“بدأت الجبهة الغربية في الهجوم…
تحت قيادة الهوكاجي الأول !”
⸻
تجمّدت القاعة.
نظرتُ إلى ميناتو …
ونظر إليّ.
لكن لا أحد تكلّم.
فالصمت هذه المرة… كان أبلغ من أي شيء.
⸻
لم يكن مرور لحظات على خبر ظهور الهوكاجي الأول كافياً ليلتقط أحدنا أنفاسه،
حتى دخل شينوبي آخر، ملامحه مشدودة، والخوف يسابق صوته.
ركع مباشرة:
“القائد الأعلى…!
وردت تقارير مؤكدة الآن من الجبهة الشرقية…”
توقفت أنفاس القاعة، وحدّق فيه ميناتو.
تابع الشينوبي بصوتٍ متردد:
“العدو… عزّز الجبهة الشرقية باثنين من الكاجي السابقين…
الريكاجي الثاني، آي.
و التسوشيكاجي الثاني، مو.
كلاهما… أعيد إحياؤهما باستخدام الإيدو تنسي.”
وقع الخبر كضربات على الحائط.
هاشيراما في الغرب.
آي ومو في الشرق.
نظرتُ إلى الخريطة…
ثلاث جبهات، ثلاثة كاجي من العصور القديمة، ثلاثة تهديدات يتجاوزون الخطط المعتادة.
همستُ بصوت بارد:
“لقد بدأ أوروتشيمارو بالكشف عن أوراقه…
لكنّي أشك أن هذه هي كل الأوراق.”
⸻
سادت الغرفة لحظة ثقيلة من الصمت، انكسرت فقط حين وقف ميناتو بهدوء…
لكن حركته كانت أكثر حسمًا من أي صراخ.
نظر إلى الجميع، ثم التفت إليّ مباشرة:
“سامورو…
أنت ستكون الدعم في المركز.
ابقَ هنا، وراقب الجبهات.
تدخل متى ما تطلب الأمر ميزانًا.”
أومأت ببطء. كنت أعرف… المركز هو المكان الأخطر، حيث تُدار الحرب لا تُخاض فقط.
ثم التفت إلى أونكي والريكاجي الثالث، نظر إليهما دون مواربة:
“أونكي… أي…
ستذهبان إلى الجبهة الشرقية، حيث يظهر مو والريكاجي الثاني.”
ثم عاد بعينيه إلى الخريطة، وأشار بيده باتجاه الجنوب:
“أما أنا… فسأتجه إلى الجبهة الجنوبية.
وقف الجميع، وبدأت الحركة داخل الغرفة.
كلٌ يستعد لتنفيذ الجزء الخاص به.
لكن داخلي…
كنت أعرف.
هذه المعركة لم تبدأ بعد.
والعدو الحقيقي… لم يظهر بالكامل.
⸻
بعد أن غادر ميناتو…
وتوجّه أونكي والريكاجي إلى الشرق،
وبقيتُ في غرفة القيادة وحدي، وقفت أمام الخريطة.
لم تكن مجرد ورقة…
كانت صورة للعالم…
وأنا الآن أقف في منتصفها.
نظرت إلى الجبهات الثلاث:
الشرق : حيث اجتمع الرعب بين مو و الريكاجي الثاني .
الغرب : حيث تمشي أقدام هاشيراما مجددًا فوق الأرض، لا كأمل… بل كتهديد.
وضعتُ إصبعي على النقطة الفاصلة بين الجبهات الثلاث.
“هذه
…
انهم يلعبون معنا
كنت أبحث عن الخلل.
عن الفراغ الذي لم يُملأ بعد.
عن الضربة التي لن يراها أحد حتى تقع.
⸻
قطع أفكاري صوت خطى سريعة.
دخل شينوبي يرتدي وشاح المخابرات.
انحنى وقال:
“القائد الأعلى… المراسلون ينتظرون الأوامر التالية.”
أومأت.
ثم نظرت إلى يساري، حيث كان شيكاكو نارا يراقب من الخلف بصمت منذ بداية الاجتماع.
ناديتُه:
“شيكاكو.”
اقترب بهدوء.
نظرت إليه، وقلت بنبرة هادئة لكنها قاطعة:
“من هذه اللحظة، أنت المسؤول عن مقر القيادة.”
رفع حاجبه قليلاً، ولم يعلّق.
تابعت:
“أي تحرك… أي تقرير غريب… أي أمر غير مفهوم…
أعلمني به مباشرة.”
ابتسم ابتسامة خفيفة كعادته، ثم قال:
“إذا لم أكن أنا من يكتشف الغموض… فمن؟”
ضحكت في داخلي، لكن وجهي بقي ساكنًا.
استدرت نحو الخريطة مجددًا.
“كل
.
كل
…
.
لكني
…
.
⸻