لم يمضِ على بداية القتال سوى لحظات…

حتى شعرت بها.

شينرا تنسي.

الهواء انفجر في وجهي كعاصفة…

اندفعت إلى الوراء، ارتطمتُ بصخرة وانفجرت قطعها من حولي.

الأرض تقوّست تحت التأثير، كأن قوة غير مرئية أمرت كل شيء بالانفجار.

رفعتُ رأسي بصعوبة، أتنفس من فمي،

ونظرتُ إلى خصمنا…

ذلك الرجل في عباءة الأكاتسكي.

عينا رينغان، جسد هادئ، لكن كل حركة منه كأنها أمر إلهي.

“هذا ليس خصمًا عاديًا…” همست.

سمعت صوت أوبيتو خلفي:

“كاكاشي… حذِر، لا تقترب منه مباشرة. تلك التقنية لم تكن جسدية فقط، بل دفعت الشاكرا نفسها بعيداً.”

نظرتُ إليه، الشارينقان ثلاث توموري مفعل… وجهه مشدود.

“سنختبر قدرته… ببطء.”

انطلق جاي من الجهة اليمنى وهو يصرخ:

“قوّة الشباب لا تُردع!”

قفز عاليًا وهاجم مباشرة بركلة دوّارة.

لكن الخصم رفع يده مجددًا…

انفجار آخر، شينرا تنسي ثانية،

جعل جاي يتراجع وسط غبارٍ كثيف.

“التحم معه بخفة… سأدعمه من الظهر.”

قلتُ لأوبيتو.

لكن قبل أن نتحرك،

ظهر ظل آخر من بين الركام.

كاكوزو.

خمسة قلوب. خطوات بطيئة…

لكنه أوقفني بنظرة واحدة.

“أنتما… الشارينغان؟

لن تنفعوا هنا.”

أوبيتو همس:

“كاكاشي… سأشتبك معه. هذا ليس وقت المناورة. جاي في خطر.”

أومأت، ثم قفزتُ خلف باين، محاولاً ضربه من الخلف.

لكنه… استدار قبل أن أصل.

كأن جسدي صار مكشوفاً له بالكامل.

“مستحيل… هل يشعر بحركتي قبل أن أتحرك؟”

لكني لم أتوقف.

شيدوري.

أطلقتها مباشرة إلى صدره، لكن يده الحرة امتصت الشاكرا فجأة، كأنها بئر لا قاع له.

“يمتص الشاكرا… أيضاً؟!”

ركلتُ الأرض وابتعدت.

“علينا أن نعيد التفكير… هذا ليس عدوًا نُسقطه بقوة واحدة.”

ثم ناديت:

“أوبيتو، جاي…

سنحتاج شيئًا أقوى من القوة الفردية.”

“لقد تشرفت بلقائك… هاتاكي كاكاشي.”

قالها بصوته الأجوف، وعين الرينغان الوحيدة تلمع كأنها تنظر عبر أعماقي.

لم أُجبه.

فقط رفعت يدي اليمنى، ووضعتها على كتفي.

فُعّل الختم.

المستوى الثاني.

شعرتُ بها…

تدفّقت الشاكرا بداخلي ، كأن سيلًا من البرق مرّ في عروقي.

صارت أنفاسي أعمق، نظرتي أصفى، وتحكمي في الشاكرا أدق من أي وقت مضى.

الوشم الأسود بدأ بالتمدد على رقبتي، كتفي، وذراعي.

الآن…

يمكنني استخدام الهيراشين و الجينجتسو المتقدّم بقدرٍ لن أضطر فيه للتردد.

نظرتُ إلى جاي ، الذي كان يتأمل حالتي الجديدة بنظرة جادة.

قلت:

“جاي… ستدعمني أنا وأوبيتو.”

أومأ فوراً،

لم يكن وقت شرح.

بدأتُ أرتب الخطة في ذهني،

“العدو يمتص الشاكرا، ويتحكم بالجاذبية.

الرينغان… هي المصدر.

لكن… واحدة فقط.”

أين ذهبت الأخرى؟

نقطة عماه؟

جانب ضعف؟

هذا ما سأستغلّه.

نظرت إلى جاي، نظرة قصيرة…

فهم منها كل شيء.

سيهاجم من جهة الرينغان ،

يجبره على مواجهة مباشرة.

وحينها…

أنا سأتحرك.

لم أحتج سوى لمسة واحدة.

طباعة ختم الهيراشين.

بفضل الشاكرا المتدفقة من الختم…

لن أحتاج حتى لثانية.

جاي حرك رقبته قليلاً، ثم قال بصوت منخفض:

“لن أخذلك، كاكاشي.”

ابتسمتُ تحته القناع.

“ولا أنا.”

ثم…

انطلق جاي.

صرخة واحدة، وجسده انفجر بالسرعة،

الهجوم من الزاوية اليمنى.

خصمنا التفت فورًا… الرينغان تتفاعل، الهواء بدأ يهتز.

لكني… كنت قد تحركت في لحظة التفاعل نفسها .

الهيراشين…

نقلت نفسي خلفه.

لمسة واحدة على الكتف.

الختم طُبع.

“تم الأمر.”

همست، وظهرت مجددًا فوق أحد الصخور، أراقب من بعيد.

“الآن…

لدينا مفتاح الباب.”

ركضتُ كالسهم،

والشاكرا البنفسجية تتصاعد من يدي اليمنى،

برق أرجواني ، صاخب… حيّ.

شعرتُ بصرير الهواء حولي،

كل نبضة كانت تدفعني للأمام، نحو جسد هذا المدّعي…

باين.

عندما اقتربت، رفع عينه الوحيدة نحوي، ونطق بصوت كأنه قادم من الهاوية:

“لا جدوى فيما تفعله،

أنا… إله .”

ثم رفع يده.

شينرا تنسي.

الهواء انفجر بي، طُحت عاليًا، جسدي تمايل في السماء كدمية.

لكنني لم أقاوم…

كنت أنتظر.

انتظرتُ زوال تأثير الجذب،

ثم…

انتقلت فورًا إلى الختم على كتفه.

ظهر جسدي خلفه بلحظة.

“شيدوري البرق الأرجواني!”

غرست يدي في ظهره،

اخترقت جسده، والشاكرا البرقية اشتعلت بقوة لم أطلقها من قبل.

صرخت:

“لا يهمني من تكون…

ولا ما الذي تظنه نفسك.

إله؟

لا يهم.”

كان جسده يرتجّ،

البرق يمزق عضلاته من الداخل، وكل شيء فيه يحترق.

سقط.

نظرت إليه…

كان ساكنًا.

ثم استدرت، وركضت نحو أوبيتو .

لكن فجأة…

صرخة.

“آآآاه!!”

كانت صرخة جاي.

توقفت، التفتُّ، وشعرت بها…

هجوم خلفي.

استدرت سريعًا،

لكن الكوناي كانت قد اخترقت عيني اليسرى.

“تششش!!”

زمجرتُ من الألم.

لكن قبل أن تصل الضربة القاتلة،

جاي تدخّل، وركل باين الآخر جانبًا.

ارتجفتُ، الدم يسيل من عيني.

قال باين

“اللعنة عليك… يا صاحب الحاجبين الكثيفين…”

زفرت، ثم نظرت إلى جسد باين…

كان واقفًا.

كيف…؟

همس وهو يضحك، بصوت منخفض، مشبع بالجنون:

“قلوب؟

من قال إن لديّ قلبًا واحدًا…؟”

كل شيء من حولي أصبح مشوشًا.

الأرض تهتز…

لكنني لا أشعر بها.

الهواء ممتلئ بدخان المعركة… لكن عيناي مغشوشتان بالدم.

صوت… أوبيتو.

“كاكاشي!!

ماذا بك؟!”

سمعته بوضوح.

لكن لساني لا يتحرك.

يدي ترتجف، الوجع في عيني اليسرى لا يشبه أي ألم عرفته.

ثم…

سمعت الانفجارات.

جهة الجيوش.

انفجار… اثنان… ثم عشرات.

صراخ… جثث تتطاير،

كأن الجحيم فُتح من الجانب الآخر.

“لا… هذا… ليس توقيتًا مناسبًا…”

همست، وأنا أحاول النهوض.

لكن لحظة…

نظرت نحو الجهة التي كنت قد طبعت فيها ختم الهيراشين .

رأيت باين…

جسده المتفحّم يقف ببطء، عينه ما زالت تتوهج،

وبيده…

الختم الذي طبعته… يُسحب من جلده، ويحترق.

“مستحيل… كيف؟”

شعرتُ بشيء داخلي ينكسر.

التحكم… الخطة… كل شيء يذوب أمامي.

صوت أوبيتو عاد أقرب:

“كاكاشي!!

ركّز!! نحتاجك الآن!!”

لكن رأسي أصبح أثقل من أن يرفع.

يدي التي كنت أثق بها… ترتجف.

الشاكرا التي كانت تتدفق… تنسحب.

النور في عيني… يتلاشى ببطء.

نظرت إلى الأمام بصعوبة…

ورأيت وجه باين وهو يبتسم ابتسامة مجنونة،

كأن الهزيمة لم تمسّه.

همس بصوته الخافت:

“أنا…

لا يُهزم.”

2025/05/21 · 12 مشاهدة · 859 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025