انتقلت.
وميض…
ثم هدوء غريب في اللحظة التي ظهرت فيها.
لكن ما رأيته في اللحظة التالية…
جعل قلبي يضرب بقوة.
كان هو.
شعره الطويل يتمايل، مغطّى بالرماد،
عيناه خضراوان تنبضان بطاقة الحياة،
لكن جسده مغطى بتراب الموت.
هاشيراما سينجو.
الهوكاجي الأول…
كان واقفًا أمامي،
وفي قبضته جسد أحد الشيوبي ،
يغرس يده داخله، يمزّق الشاكرا من قلبه كأنما ينزع روح الأرض.
لم أفكر.
أخرجت إحدى كوناي الهيراشين ،
رميتها باتجاهه…
ثم اختفيت.
ظهرت فوقه بلحظة.
ركلة دوّارة مباشرة إلى وجهه.
جسده ارتد للخلف،
لكن… لم يسقط.
هبطت على الأرض، عيني على خصمي،
وسيفي ـ خنجر الوميض ـ بدأ بالتشكّل في يدي من وميض الختم الثالث.
“هذا ليس تدريبًا…
هذه معركة ضد التاريخ.”
⸻
رفعتُ يدي.
الختم الثالث على جسدي بدأ يتوهّج،
ووشمي الأسود تحوّل إلى لونٍ أحمرٍ عميق ، كأن دمي نفسه قد اشتعل.
شعرت بشاكرا الطبيعة تتدفق داخلي.
نمط الناسك… اكتمل.
هبّ الهواء من حولي، شعري تحرّك بعنف، والوميض حول جسدي بدأ يزداد بريقًا.
أحسست بقوتي تتضاعف.
نظرت إلى الأمام، نحو الرجل الذي كان رمزًا للأرض ذات يوم.
“هاشيراما سينجو…”
تقدّمت، وسألت بصوت هادئ، لكنه حاد:
“هل أنت واعٍ لما تفعله؟”
توقف، التفت نحوي، عيناه تتأملانني بهدوء عجيب.
“ومن أنت؟”
أجبت بثقة:
“الهوكاجي الرابع… ميناتو ناميكازي.”
صمت قليلاً… ثم قال:
“نعتذر… لأننا سببنا لكم هذا العبء.”
ابتسمت بخفة.
“لا تقلق… سينتهي كل شيء بسرعة.”
**
رفعت يدي، تشكّل الخنجر في قبضتي من طاقة الختم .
ورميته نحوه.
هاشيراما تصدّى له مباشرة بجدار خشبي ارتفع فجأة من الأرض، كأن الطبيعة تحميه.
لكني لم أكن أراهن على خنجر واحد.
**
انتقلت إلى الخنجر في الهواء،
وفي اللحظة التي ظهرت فيها، كانت عيني لا تتركه،
لكن من طرف بصري…
رأيت توبيراما يقترب من الجانب الآخر.
“اثنان…”
تشكّل خنجران آخران بسرعة في يدي،
رميت الأول باتجاه هاشيراما ، والثاني نحو توبيراما.
وفي اللحظة التالية…
شكلت بيدي اليمنى راسينشوركن.
**
ثم…
انتقلت مباشرة إلى توبيراما.
صرخت داخلي:
“الآن!”
ودفعت الراسينشوركن في صدره بقوة،
الهواء اهتز، والجسد تفتت من شدة الانفجار.
مددت يدي، وضعت ختمًا على بقايا جسده.
اختفى.
نظرت إلى الأمام، تمتمت:
“الأول… ذهب.”
**
رفعت نظري إلى هاشيراما …
كان قد فعّل نمط الناسك .
الهواء من حوله تغيّر، الطبيعة تنحني لإرادته.
قال بهدوء وهو يتقدّم:
“يبدو… أنها لن تكون سهلة، أليس كذلك؟”
ابتسمت وأنا أستعد.
“تمامًا كما أردت.”
⸻
كنت أراقب هاشيراما وهو يُفعل نمط الناسك.
الهالة من حوله لم تكن عادية…
كأن الأرض نفسها كانت تتنفس من خلاله.
لكنني لم أتراجع.
الختم الثالث يتوهج في جسدي، والوشم الأحمر ينبض بالشاكرا.
أشعر بكل حركة في الهواء،
كل تفصيلة في الأرض… كأن جسدي كله تحول إلى أداة إدراك.
“عليّ أن أكون أسرع.
أدق.
أقرب إلى الكمال.”
**
تحركت.
اختفيت إلى أحد خناجري المزروع خلفه،
وظهرته بهدوء…
خنجر الوميض في يدي، مغلف بشاكرا الرياح، جاهز لقطع واحد نظيف.
لكن…
هاشيراما دار بسرعة مذهلة،
وكأن الطبيعة نفسها همست له بتحركي.
خشب كثيف انفجر من ذراعه،
صد الضربة، ودفعني للوراء.
في جزء من الثانية، رفع كفه،
و ضرب الأرض.
“تشاكرا طبيعية… كبيرة، جدًا.”
انفجرت الأرض تحت قدمي،
جذوع ضخمة ومتشعبة، تهاجمني من كل اتجاه.
اختفيت مجددًا.
ظهرت في السماء.
جمعت شاكرا الطبيعة في راحتي.
راسينجان ضخمة، بنمط الناسك.
“هذه يجب أن تفتح له ثغرة.”
ألقيتها نحوه بكل قوتي.
لكنه لم يتراجع.
رمح خشبي خرج من كتفه مباشرة،
وصعد نحوي.
**
اصطدمت تقنيتانا في السماء…
ضوء، انفجار، وارتجاج في الهواء.
لحظة صمت.
ثم وجدت نفسي على الأرض،
أتنفس بثقل، والغبار يتساقط من شعري.
رفعت رأسي…
وها هو، يقف أمامي… سليمًا، صلبًا،
كما كنت أنا.
**
قال بابتسامة:
“أنت سريع… وخطير.”
أجبته وأنا أعد أنفاسي:
“وأنت… ما زلت تستحق لقب الإله.”
**
لا كلمات أخرى.
مجرد نظرات.
ثم…
انطلقنا مجددًا.
⸻
مرّت ساعة…
ساعة من الصدامات المتتالية،
الهيراشين، الجذور، الخناجر، الراسينجان…
وهاشيراما لا يزال واقفًا، لا يتراجع، لا يتعب.
أنفاسي بدأت تتقلص، لكني كنت متماسكًا.
هاجمته مجددًا بخنجر الرياح،
تراجع خطوة للخلف، تصدّى له، ثم تجمدنا.
في لحظة الصمت تلك، قلت له بصوت منخفض، من خلف الغبار المتطاير:
“هل تستطيع… كسر التحكم عليك؟”
سكت لثانية…
ثم هز رأسه ببطء، وعيناه ثابتتان.
“لا.”
نبرته كانت هادئة… لكنها ثقيلة.
“لقد… خُتم جسدي أكثر من مرة.
التحكم الذي عليه ليس عادياً.
لقد حُقنت خلاياي من جديد، بتركيز خالص.
الجسد الذي تراه أمامك ليس مجرد إيدو تنسي…
بل نسخَة كاملة من قوتي الحقيقية. ”
شعرت بقشعريرة، رغم أنني توقعتها.
همست:
“أوروتشيمارو… المجنون… ماذا فعلت؟”
لم يجب.
لم يحتج.
**
ركضت نحوه مجددًا.
لم يكن هناك خيار.
**
اختفيت وانتقلت إلى خنجر خلفه،
ضربته بسرعة، جرح عميق في كتفه الأيسر.
“الآن!”
أطلقت ختم التثبيت على الجرح فوراً.
لكن…
لا شيء.
نظرت إلى عينيه…
لم تتغيّر.
هاشيراما لم يتأثر.
صوته خرج ثابتًا:
“هذا الجسد… لا يمكن ختمه بسهولة.
لقد تم تحصينه.”
**
تراجعت خطوتين.
عضضت على أسناني.
“إذاً… حتى الختم لن يوقفه.”
لكني لم أكن خائفاً.
كنت فقط… أعيد الحسابات.
**
وقبل أن أستكمل خطتي…
أشار هاشيراما بيده، وقال بهدوء:
“حان دوري الآن.”
⸻
شعرت بتغيّر في الهواء…
تشاكرا مألوفة، لكنها مشوّهة.
التفتُّ إلى اليسار…
وها هو يقف.
ساروتوبي هيروزين.
الهوكاجي الثالث.
لكن عينيه…
باردتان. خاليتان من الوعي.
وقبل أن أنطق بكلمة، خرج صوت غريب من فمه…
صوت لا يشبهه.
أوروتشيمارو.
“ميناتو… لم أعتقد أنك أصبحت بهذه القوة.”
نبرة مملوءة بالغرور، والثقة المسمومة.
لم أُعطه وقتًا.
لم أترك له مجالًا ليستمتع بكلماته.
**
فعلت الهيراشين.
ظهرت أمامه مباشرة،
و غرست راسينجان ضخمة في صدره.
قبل أن يتحرك…
تفعّلت أختام التثبيت حوله.
انتشرت بسرعة على كامل جسده،
وأطلقت ختم الإنهاء مباشرةً.
**
اختفى.
⸻
نظرت إلى المكان الذي كان يقف فيه،
ثم التفتُّ إلى الأمام، إلى هاشيراما .
ما زال واقفًا، صامدًا، عينه تراقبني بصمت.
قلت له بصوت هادئ، لكنه عميق:
“آسف…
لكن رحلتك يجب أن تنتهي هنا أيضاً.”
رفعت خنجري…
وأعدت تركيزي بالكامل.
“هذه النهاية… لك.”
⸻