لا أستطيع الحركة.
ضلوعي محطّمة،
الختم على كتفي تم تدميره…
وعيني تحترق من الداخل.
لكني رأيته…
ذاك الرجل، المقنّع، الغامض…
الذي انتزع عين باين وكأنها ملكه.
يتقدم نحوي.
خطواته بطيئة، واثقة،
كأن الأرض لا تجرؤ على مقاومته.
**
كل ألياف جسدي تصرخ: “تحرّك!”
لكنني عالق بين الألم والشلل.
ثم…
**
“كاكاشي!!!”
كان صوته كالرعد.
جاي.
اندفع من بعيد،
طاقته تتفجّر،
البوابة الخامسة مفتوحة،
ركلته تصرخ من شدة الهواء حولها.
ضرب مباشرة نحو صدر المقنّع.
لكني سمعت صوتًا آخر.
“تشاااانغ!”
ضوء أزرق قاتم…
جدار من السوسانو ظهر فجأة،
شفاف كالكريستال،
لكن لا يمكن اختراقه.
ركلة جاي ارتطمت به،
وصدى الاصطدام رج جسدي حتى وأنا مطروح.
**
ثم…
**
ذراع من السوسانو خرجت من الطرف الآخر…
أمسكت جاي من قدمه،
ورمته.
رمته كأنه وزنٌ ميت.
اصطدم بالجدار، تكسرت الحجارة،
ثم سقط صامتًا.
**
رأيت جاي لا يتحرّك.
المقنّع وقف هناك، عيناه الاثنتان رينغان ،
والسوسانو يتوهج ككابوس قادم من عالمٍ غير هذا.
قال بهدوء، وهو يتقدّم نحوي:
“بقيت وحدك الآن،.”
**
حاولت رفع يدي… لم أستطع.
**
“هل هذه… النهاية؟”
⸻
كنت على الأرض.
يدي لا تتحرك.
أنفاسي متقطعة.
أشعر بكسر في ضلوعي…
لكني أرى كل شيء.
**
جاي…
نهض.
من بين الدمار والغبار…
وقف، بوجهٍ ينزف، وجسدٍ يرتجف… لكنه واقف.
رأيت عينيه تشتعلان…
كأن كل سنوات الصداقة، والتمارين، والجنون،
تجمعت في تلك اللحظة.
**
قال بصوته الأجش:
“كل ما أحتاجه… هو إرادتي.”
**
ثم…
فتح البوابة السادسة.
شعرت بالهواء يُنتزع من رئتي،
حتى وأنا مطروح على الأرض.
شاكرا جاي انفجرت من جسده،
حرارة غريبة بدأت تنتشر…
والأرض تحته تشققت.
**
اندفع.
كانت السرعة خرافية.
لم أستطع تتبع حركته بالكامل.
كل ما رأيته هو ارتجاج في السوسانو…
تشققات خفيفة تظهر على سطحه البنفسجي.
**
ركلة بعد ركلة.
ضربة بعد ضربة.
المقنّع لم يتراجع،
لكن جاي… لم يتوقف.
**
كان جسده يحترق من الداخل،
لكنه ما زال يبتسم.
“جاي… لماذا أنت دائمًا هكذا؟”
حتى حين يكون الموت مؤكدًا…
أنت تضحك وتقاتل.
**
ثم رأيته يُغير اتجاهه،
يقفز في الهواء،
ويدور في الجو بسرعة،
وجسده كله يشع شاكرا.
“لا!”
همست.
“ليس الآن… لا تفتح البوابة السابعة!”
لكن جاي… كان قد اتخذ قراره.
⸻
رأيت الشرارة في عينيه…
ولم أستطع إيقافه.
**
صرخ جاي، جسده يهتز من الداخل:
“البوابة السابعة…! كايو مون، بوابة الذعر!”
الهواء تمزق.
السماء كأنها انخفضت.
شاكرا خضراء مشبعة بالبخار تفجرت من كل مسام في جسده.
حتى الصخور تحت قدميه تبخرت…
وما تبقى من الأرض حوله تهشّم.
**
“هذا جاي الذي أعرفه…”
همست وأنا أشعر بحرارته تلامس جلدي حتى وأنا بعيد.
“كل قلبه في الضربة.”
**
لكنه لم يكن وحده.
المقنّع المقابل له…
وقف بلا حراك.
ثم…
رفع يده بهدوء.
السوسانو تغير.
لم يعد مجرد هيكل.
لم يعد مجرد درع.
**
بل…
اكتمل.
السوسانو الكامل… ظهر.
عملاق بنفسجي مغطى بالدروع.
بأجنحة ممتدة، وسيف عظيم في يده.
عينا الرينغان في الجبهة تُنذر بنهاية كل شيء.
لم أُصدق ما أراه.
**
“سوسانو مثالي…؟ من هذا؟”
همست بصوت مرتجف.
جاي لم يتراجع.
اندفع مباشرة، سرعته لا تُرى.
ظهر أمام وجه العملاق في لحظة،
ووجّه أقوى لكمة إلى الرأس.
**
الهواء انفجر.
الصوت كان كالرعد.
ارتجت الأرض كلها.
**
لكن…
السوسانو لم يتصدّع.
**
اللكمة أُوقفت…
بكفّ من السوسانو.
جاي اصطدم وتراجع،
لكن ملامحه ما زالت مبتسمة.
**
صرخ:
“أنت خصمٌ مناسب…
لكنني لم أنتهِ بعد!!”
⸻
السوسانو الكامل كان يقف أمامنا…
عملاق من شاكرا متجسدة،
تتوهج عيناه البنفسجيتان،
وفي يده سيف بحجم جبل.
كل خلية في جسدي تقول إن هذا… غير قابل للكسر.
لكن جاي…
كان يُفكر بعكس ذلك تمامًا.
**
رأيت وجهه من بعيد.
العرق يتصبب، عضلاته ترتجف،
لكنه يبتسم.
**
اندفع مجددًا.
ركلة أولى من الأرض،
قفزة في الهواء،
ثم ضربة جانبية على الخاصرة اليسرى للسوسانو.
الصوت… كأنه تحطم عالم.
الضربة لم تجرح،
لكنها دفعت العملاق خطوة إلى الوراء.
**
“هل… فعلها؟”
قبل أن ألتقط أنفاسي،
جاي كان قد التف من الخلف،
ركلة خلفية مزدوجة إلى مؤخرة الرأس.
شرارة بنفسجية تناثرت.
**
السوسانو رد بسيفه.
لكن جاي انحنى في الهواء،
دفع جسده تحت الضربة،
ودار مع زخم السيف…
ثم صعد للأعلى ووجه ضربة بالمرفق إلى الذقن.
**
السوسانو لم يسقط،
لكنه اهتز.
أنا… لم أصدق ما أرى.
“جاي… أنت تضرب جسدًا من الشاكرا…
وتجعله يرتجف.”
**
المقنّع في الداخل لم يرد.
لكنه رفع ذراعه،
وبكفّ السوسانو، صفع جاي من الجو.
**
جاي ارتطم بالأرض،
خلق حفرة عميقة،
لكن… خرج منها.
ببطء.
مترنّح…
لكنه خرج.
**
صرخ:
“ما زلت واقفًا!!!
وسأظل واقفًا حتى يسقط هذا الوغد!!!”
**
دموعي تجمّعت دون أن أشعر.
⸻
الغبار يتساقط…
والأرض ما زالت ترتجف من آثار المعركة.
نظري لم يفارق جاي…
كان يقف، ثم يهتز، ثم يترنح…
ثم سقط.
ركبته اصطدمت بالصخر،
يده ارتعشت…
ثم جسده انهار تمامًا.
**
“جاي… لا…”
همست بصوت لم يسمعه أحد.
**
رفعت رأسي بصعوبة.
ووجدته… ذلك المقنّع.
ذو الرينغان المزدوجة.
كان ينظر إليّ مباشرة.
لم يقل شيئًا.
رفع سيف السوسانو الكامل…
والشفرة بدأت تنزل.
**
“انتهى الأمر.”
لم أستطع الحركة.
لا شاكرا، لا طاقة،
ولا وقت.
الشفرة اقتربت…
**
ثم…
شيء تحطم.
**
وقف جاي.
يده امتدت،
وأمسكت سيف السوسانو …
أوقفته قبل أن يصل إليّ.
**
عيناه مشتعلة،
وجهه مغطى بالدم،
جسده ينزف من كل مكان…
لكن نظرته… لم تكن نظرة ميت.
كانت نظرة وحش.
**
قال بصوته المكسور…
لكن محمّل بالقوة:
“كاكاشي…
قد حان وقت… الوحش الأحمر لكونوها.”
**
الهواء تغيّر.
الضوء تغيّر.
ومايت جاي…
لم يعد الرجل نفسه.
كُنت أظن أن هذا…
هو المشهد الأخير.
جاي ينهار أمامي،
أنا لا أستطيع الحراك،
وسيف السوسانو يوشك أن يُنهي كل شيء.
لكن…
في لحظة لم أفهمها…
اختفى الضوء.
ولم أمت.
سمعت صوت خطوة.
ثم يد ترتبت على كتف جاي.
**
“أحسنت صنعًا، يا جاي…
لكن الآن… ليس وقتكم.”
**
انفجرت أنفاسي من الصدمة.
ذلك الصوت…
**
نظرت من بين الدخان والغبار…
ورأيته.
سامرو.
واقف بهدوء، بيني وبين الموت.
**
كأن حضوره وحده أوقف السوسانو،
كأن الزمان نفسه تراجع خطوة.
**
قلت بصوت متهدّج،
والدم على فمي:
“نيسان…”
**
التفت نحوي، بنظرته الهادئة،
العين المجروحة تشع بالقوة،
والوشم الأحمر يتوهج على جسده.
ابتسم، وقال:
“لا تقلق، كاكاشي…
لن يُصاب أي أحد في وجودي.”
**
أحسست… أن كل شيء سيعود بخير.
لأول مرة منذ بدء الحرب…
شعرت أن العدو،
هو من يجب أن يخاف.
⸻