كانت أشعة الشمس تتسلل بين ستائر قصر هاتاكي، عندما فُتح الباب الرئيسي بهدوء.

خطوات ثقيلة، واثقة، دخلت إلى الردهة.

ساكامو ، وقد عاد من مهمته الصباحية، لا تزال بقايا الطريق عالقة على كُمّ معطفه. رفع حاجبيه بدهشة حين رأى الفناء وقد امتلأ بالأصوات… ضحكات، صراخ، سيوف تتقاطع، وماء يُرشّ من نهر التدريب.

وقف للحظة عند حافة الصالة، يراقب بعين نصف مفتوحة كأنما يشك في أنه في قصره.

ثم التفت، فوجد سامرو يجلس عند الطاولة الصغيرة، يُعدّ الشاي ببطء كأن لا شيء يحدث.

اقترب ساكامو وقال بنبرة مشوبة بالاستغراب:

“ما الذي يحدث هنا…؟”

رفع سامرو رأسه ببطء، وعلى وجهه تلك الابتسامة المعتادة المائلة إلى التهكم:

“أهلاً بك في عالمي، نيسان.”

أدار رأسه نحو الفناء، حيث كان كاكاشي يراقب من بعيد، وكوريناي تتدرب على تسلق الشجرة، وجاي يصرخ في الهواء بـ”تحدّي الأبدية”، فيما أوبيتو كان منشغلًا بمحاولة السيطرة على سيف خشبي أطول منه.

ثم أكمل سامرو بهدوء:

“اختي الكبرى… ميو، هي من أقرّت هذا الأمر. قالت إنني بحاجة إلى مسؤولية إضافية تُبقي وقتي مشغولًا.”

ساد صمت قصير، ثم ضحك ساكامو بصوت عالٍ.

ولم يتأخر سامرو عن اللحاق به، حتى امتزجت ضحكاتهما، وبدت الجلبة في الفناء وكأنها مجرد لحن مرافق لتلك اللحظة العائلية.

“هل تريد شايًا، نيسان؟” سأل سامرو وهو ينهض.

“بالتأكيد.” رد ساكامو، وجلس على الوسادة المقابلة.

حين قُدّم له الكوب، سأل سامرو:

“كيف كانت مهمتك؟ هل كل شيء بخير؟”

أجاب ساكامو وهو ينفث زفيرًا تعبيريًا:

“الحمد لله، كانت مهمة استطلاع بسيطة… لم نخسر أحدًا من الفريق، وكان التنسيق ممتازًا.”

هزّ سامرو رأسه، ثم سأل:

“ماذا عن يوري وميناتو؟ هل عادا معك؟”

أجاب ساكامو بعد لحظة تفكير:

“كلا، ما زالا في مهمة أخرى أُرسلا إليها بعد انفصالنا. يُفترض أن يعودا خلال يومين على الأكثر.”

أومأ سامرو بصمت، ثم ألقى نظرة جانبية على الضجيج في الخارج.

قال بابتسامة هادئة:

“أحيانًا… أتساءل إن كنت قد جلبت على نفسي هذا العذاب، أم أنني وُلدت له.”

ضحك ساكامو من جديد، ورفع كوب الشاي:

“في الحالتين… يبدو أنك وجدت مكانك.”

كان الليل قد أسدل ستاره على كونوها، وأنارت الفوانيس ممرات قصر هاتاكي بأضوائها الذهبية الناعمة. في الفناء الخلفي، وعلى طاولة طويلة مُعدّة بعناية، اجتمع الجميع.

كان العشاء بسيطًا لكنّ رائحة الطعام تملأ المكان… حساء الميسو، أرز على البخار، لفائف الخضار، دجاج مشويّ، وقطع من التمبورا الساخنة التي ما إن وُضعت على الطاولة حتى هبّ جاي يصيح:

“ياااااه! الطعام يبدو كأنه نينجتسو من الفئة S!”

ضحك أوبيتو عاليًا، بينما كان يمد يده بخفة ليأخذ قطعة من الطبق.

“لا تبدأ قبل أن يجلس الكل أيها الغبي،” قالت كوريناي وهي تسحب يده بضربة خفيفة بالعصا الخشبية.

رين جلست بجانب كاكاشي ، الذي بدا كعادته هادئًا، يرفع القناع قليلاً فقط ليأكل.

أما تسونادي فقد جلست قرب سامرو ، تنظر إليه بمكر وتقول:

“ألم تقل إن هذا القصر لعازب متقاعد؟”

رد سامرو بابتسامة ساخرة وهو يصب لنفسه كوبًا من الشاي:

“وهل هناك من ينجو من غزو الأطفال؟ لقد تم اختراقي بالكامل.”

ضحك الجميع، حتى ناواكي ابتسم وهو يتناول قطعة من التمبورا قائلاً:

“لكن لا بأس، أعتقد أنك تبدو أكثر حيوية معهم.”

جلست ميو بجانب ساكامو ، تراقب الأجواء بابتسامة راضية وهي تملأ الأطباق.

“من كان يظن أن قصر هاتاكي سيتحوّل إلى معسكر تدريبي ومركز لإيواء الأشقياء؟” تمتم ساكامو وهو ينظر إلى جاي يحاول تحدي كاكاشي فيمن يأكل أكثر.

ردّ سامرو دون أن يرفع عينيه:

“ميو وافقت… وأنا… كنت نائمًا.”

ضحكة أخرى انطلقت من الجميع.

ثم قالت رين وهي ترفع رأسها:

“أنا سعيدة حقًا بهذا التدريب… لم أتخيل أنني سأستمتع بهذا الشكل.”

قالت كوريناي وهي تمضغ لقمتها:

“حتى أنا… رغم أن سينسي قاسٍ بعض الشيء.”

أجاب سامرو وهو يضع عيدان الطعام جانبًا:

“القسوة طريق النضج… لكن لا تقلقي، ما زال أمامك الكثير.”

رد أوبيتو وهو يرفع يده:

“أنا جاهز لتلقي المزيد من القسوة! بشرط أن أكون الهوكاجي أولاً.”

قهقه جاي وقال:

“إذا كنت أنت الهوكاجي، فأنا زعيم العالم!”

رفع سامرو كوب الشاي وقال بهدوء:

“لنشرب على أمل أن يبقى هذا الجدول اليومي… هادئًا، لليلة واحدة فقط.”

صمتٌ قصير… ثم ضحك جماعي.

هكذا انقضى المساء… بين دعابات، وأحاديث متفرقة، ودفء لم تشهده جدران القصر منذ زمن طويل.

2025/05/15 · 27 مشاهدة · 645 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025