الفصل العاشر: أسرار وأكاذيب
استيقظ جون في صباح اليوم التالي، وعقله لا يزال مشوشاً من أحداث الليلة الماضية. لقاؤه مع يون-هي، ومواجهته مع مين-آه، وكل المعلومات المتناقضة التي تلقاها - كل ذلك كان يدور في ذهنه كإعصار من الشكوك والأسئلة.نظر إلى الساعة - 7:30 صباحاً. كان لديه تدريب مع هاي-جين في الثامنة. تنهد وخرج من السرير، متمنياً لو كان بإمكانه البقاء نائماً والهروب من كل هذا التعقيد.بينما كان يرتدي ملابس
التدريب، تذكر جهاز التثبيت الذي أعطته إياه يون-هي. كان قد وضعه تحت وسادته قبل النوم. أخرجه الآن، متفحصاً إياه مرة أخرى في ضوء النهار. كان يبدو بريئاً، لكنه كان يعلم أن المظاهر قد تكون خادعة.وضع الجهاز في جيبه، مقرراً إعطاءه لمين-آه لفحصه بعد التدريب. ثم غادر غرفته متوجهاً إلى ساحة التدريب.كانت هاي-جين
تنتظره هناك بالفعل، ترتدي زيها الرياضي المعتاد. بدت متوترة وقلقة، وهو تعبير لم يعتد رؤيته على وجهها الصارم عادة."صباح الخير." حياها جون."صباح الخير." ردت هاي-جين، ثم نظرت حولها بحذر قبل أن تضيف بصوت منخفض: "نحتاج إلى التحدث. ليس هنا. بعد التدريب."أومأ جون برأسه، مدركاً أن شيئاً ما كان يقلقها. "حسناً."بدأا التدريب
كالمعتاد، مع تمارين الإحماء والتمدد. لكن هاي-جين كانت أقل صرامة من المعتاد، وبدت مشتتة الذهن."هل أنت بخير؟" سألها جون أثناء استراحة قصيرة."نعم." أجابت بسرعة، ثم تنهدت. "لا. لست بخير. لكننا سنتحدث عن ذلك لاحقاً."استأنفا التدريب، لكن قلب جون لم يكن فيه. كان عقله مشغولاً بكل ما حدث، وبما قد تريد هاي-جين إخباره
به.بعد ساعة، أنهيا التدريب. أشارت هاي-جين له بمتابعتها، وقادته بعيداً عن الساحة، نحو منطقة معزولة خلف مبنى الرياضة."ما الأمر، هاي-جين؟" سأل جون بمجرد أن تأكدا من عدم وجود أحد بالقرب منهما.نظرت حولها مرة أخرى، ثم قالت بصوت منخفض: "لقد اكتشفت شيئاً الليلة الماضية. شيئاً خطيراً.""ماذا؟" سأل جون،
شاعراً بالقلق يتصاعد في صدره."بعد عودتنا من قصر لي، لم أستطع النوم." بدأت هاي-جين. "كنت قلقة بشأنك وبشأن قدرتك المتنامية. فقررت الذهاب إلى مكتب البروفيسور كانغ للبحث عن أي معلومات قد تساعدنا.""دخلت مكتبه في منتصف الليل؟" سأل جون بدهشة."نعم." أومأت هاي-جين. "لدي مفتاح. البروفيسور كانغ يثق
بي.""وماذا وجدت؟" سأل جون.ترددت هاي-جين، ثم أخرجت هاتفها وأرته صوراً لمستندات. "وجدت هذه الملفات. إنها تقارير سرية عن الحادث الذي وقع قبل عشرين عاماً."نظر جون إلى الصور، محاولاً قراءة النص. كانت المستندات مليئة بالمصطلحات العلمية المعقدة، لكن بعض العبارات برزت بوضوح: "بوابة مستقرة"، "كيان غير بشري"، "اندماج ناجح"."ماذا يعني كل هذا؟" سأل جون، شاعراً بالقلق يتصاعد في
صدره.تنهدت هاي-جين. "يبدو أن قصة يون-هي كانت صحيحة، جزئياً على الأقل. خلال الحادث قبل عشرين عاماً، فُتحت بوابة إلى الأبراج بالفعل. وشيء ما - كيان ما - عبر منها.""وهل اندمج مع سونغ-هو لي؟" سأل جون.هزت هاي-جين رأسها. "لا. ليس مع
سونغ-هو لي. بل مع البروفيسور كانغ."شعر جون بالصدمة. "ماذا؟! البروفيسور كانغ؟""نعم." أومأت هاي-جين بحزن. "وفقاً لهذه التقارير، كان البروفيسور كانغ موجوداً في المختبر يوم الحادث. وعندما فُتحت البوابة، كان هو من تلقى الكيان، ليس سونغ-هو لي.""لكن... لماذا كذبت يون-هي إذن؟" سأل جون، محاولاً استيعاب هذه المعلومات الجديدة."ربما لم تكن تكذب تماماً." قالت هاي-جين. "ربما كانت
تعتقد حقاً أن والدها هو من تلقى الكيان. أو ربما كانت تحاول حمايته.""أو ربما كانت تحاول تشتيت انتباهنا عن الحقيقة." قال جون. "عن البروفيسور كانغ.""هذا ممكن أيضاً." أومأت هاي-جين. "لكن هناك المزيد. وفقاً للتقارير، لم يكن الكيان عدوانياً. كان... فضولياً. أراد التعلم عن عالمنا، عن البشر.""وماذا يريد الآن؟" سأل جون."لا أعرف
بالتأكيد." اعترفت هاي-جين. "لكن التقارير تشير إلى أن الكيان كان مهتماً بشكل خاص بالصدى الأسود - قدرتك. يعتقد أنها يمكن أن تكون مفتاحاً لفتح بوابة دائمة بين عالمنا والأبراج.""وهل هذا ما يريده البروفيسور كانغ؟ فتح بوابة دائمة؟" سأل جون."يبدو كذلك." أومأت هاي-جين. "لكن ليس وحده. التقارير تشير إلى أن
البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي كانا يعملان معاً طوال الوقت. كانا شريكين في هذا المشروع منذ البداية.""إذن كل هذا العداء بينهما كان مجرد تمثيلية؟" سأل جون بدهشة."يبدو كذلك." قالت هاي-جين. "تمثيلية متقنة لإخفاء تعاونهما
الحقيقي.""وأنت؟" سأل جون، ناظراً إليها بشك. "هل كنت تعرفين عن هذا؟""لا!" أجابت هاي-جين بحدة. "أقسم لك، جون، لم أكن أعرف شيئاً عن هذا حتى الليلة الماضية. كنت أعتقد أن البروفيسور كانغ كان يحاول مساعدتك، حمايتك من سونغ-هو لي."نظر إليها جون، محاولاً تقييم صدقها. كانت عيناها صادقتين ومليئتين بالألم والارتباك.
بدت مصدومة تماماً مثله."أصدقك." قال أخيراً. "لكن هذا يعني أننا لا نستطيع الوثوق بأي شخص في الأكاديمية. البروفيسور كانغ، سونغ-هو لي - كلاهما يريد
استخدامي لفتح هذه البوابة.""ليس تماماً." قالت هاي-جين. "هناك شيء آخر في التقارير. شيء عن 'مقاومة داخلية'.""مقاومة؟" كرر جون."نعم." أومأت هاي-جين. "يبدو أن هناك مجموعة داخل الأكاديمية تعارض خطط البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي. مجموعة تحاول منع فتح البوابة.""من هم؟" سأل جون بفضول."التقارير لا تذكر
أسماء محددة." قالت هاي-جين. "لكنها تشير إلى أن المقاومة تضم طلاباً وأساتذة، وربما حتى بعض أعضاء عائلة لي نفسها.""يون-هي؟" اقترح جون."ممكن." أومأت هاي-جين. "لكن لا يمكننا أن نكون متأكدين. يمكن أن تكون جزءاً من المقاومة، أو
يمكن أن تكون تعمل مع والدها والبروفيسور كانغ.""وماذا عن مين-آه وسو-يون وتاي-هو؟" سأل جون."لا أعرف." اعترفت هاي-جين. "يمكن أن يكونوا جزءاً من المقاومة، أو يمكن أن يكونوا يعملون مع البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي، أو يمكن أن يكونوا مجرد أبرياء متورطين في كل هذا مثلنا.""إذن ماذا نفعل الآن؟" سأل جون، شاعراً بالإرهاق من كل هذه المعلومات المتناقضة والشكوك."نحتاج إلى معرفة
المزيد." قالت هاي-جين. "نحتاج إلى معرفة من يمكننا الوثوق به حقاً، ومن هم أعضاء هذه المقاومة.""وكيف نفعل ذلك؟" سأل جون.فكرت هاي-جين للحظات. "سأحاول العودة إلى مكتب البروفيسور كانغ الليلة، للبحث عن المزيد من
المعلومات. وأنت... يجب أن تتصرف بشكل طبيعي، كما لو أنك لا تعرف شيئاً. راقب الجميع، انتبه لأي إشارات أو تلميحات.""حسناً." أومأ جون. "لكن ماذا عن قدرتي؟ لا تزال تنمو بسرعة خطيرة.""هذا هو أكبر مخاوفي." اعترفت هاي-جين. "إذا وصلت إلى نقطة اللاعودة قبل أن نتمكن من معرفة الحقيقة...""يون-هي أعطتني هذا." قال
جون، مخرجاً جهاز التثبيت من جيبه. "قالت إنه جهاز تثبيت حقيقي، صممته بنفسها."أخذت هاي-جين الجهاز، متفحصة إياه بعناية. "لا يمكننا الوثوق به. يجب أن نعطيه لمين-آه لفحصه أولاً.""هذا ما كنت أنوي فعله." قال جون. "لكن مين-آه قالت إن يون-هي استخدمت نفس القصة معها قبل عام - عن والدها المسكون بكيان من
الأبراج.""حقاً؟" قالت هاي-جين بدهشة. "هذا... يعقد الأمور.""نعم." تنهد جون. "كل شخص لديه نسخته الخاصة من الحقيقة، وكل شخص يدعي أنه يريد مساعدتي.""سنكتشف الحقيقة، جون." وعدت هاي-جين، واضعة يدها على كتفه بتعاطف. "معاً."كان هناك شيء في لمستها - دفء وقوة - جعل جون يشعر بالأمان للحظة. رغم كل الشكوك والأكاذيب المحيطة به، كان يشعر أن هاي-جين كانت صادقة
معه، على الأقل في هذه اللحظة."شكراً لك، هاي-جين." قال بامتنان.ابتسمت ابتسامة صغيرة، ثم أعادت له الجهاز. "احتفظ به، لكن لا تستخدمه حتى تفحصه مين-آه. والآن، يجب أن نعود. سيلاحظ الناس غيابنا إذا بقينا هنا لفترة أطول."عادا إلى الساحة الرئيسية، متظاهرين بأنهما كانا يتدربان طوال الوقت. كان الطلاب الآخرون
يتوافدون الآن إلى الساحة، مستعدين ليومهم الدراسي."سأراك لاحقاً." قالت هاي-جين، مبتعدة. "كن حذراً، جون.""أنت أيضاً." أومأ جون، ثم توجه نحو مبنى العلوم، حيث كان يعلم أن مين-آه ستكون في مختبرها.كان المبنى هادئاً نسبياً في هذا الوقت
المبكر من اليوم. توجه مباشرة إلى مختبر مين-آه، وطرق الباب برفق."ادخل." سمع صوتها من الداخل.فتح الباب ودخل. كانت مين-آه جالسة أمام طاولة مليئة بالمعدات الإلكترونية والأدوات، تعمل على جهاز صغير يشبه إلى حد كبير الجهاز الذي أعطته
إياه يون-هي."صباح الخير." حياها جون.رفعت مين-آه رأسها، وابتسمت عندما رأته. "صباح الخير، جون. كنت أتوقع قدومك.""هل كنت؟" سأل جون، مقترباً من الطاولة."نعم." أومأت مين-آه. "بعد محادثتنا الليلة الماضية، كنت متأكدة أنك ستأتي لتطلب مني فحص جهاز يون-هي."أخرج جون الجهاز من جيبه. "هل يمكنك فعل ذلك؟""بالطبع." أخذت مين-آه الجهاز منه، ووضعته على الطاولة. "سيستغرق الأمر
بعض الوقت. هل تريد الانتظار، أم تفضل العودة لاحقاً؟""سأنتظر، إذا لم يكن لديك مانع." قال جون، فضوله أقوى من رغبته في المغادرة."لا مانع على الإطلاق." ابتسمت مين-آه. "في الواقع، أنا سعيدة بالصحبة."بدأت بفحص الجهاز، مستخدمة أدوات دقيقة وأجهزة قياس متطورة. كانت تعمل بتركيز شديد، وجون راقبها بإعجاب.
كانت ماهرة جداً في عملها، وكان من الواضح أنها كانت تستمتع به."هل تحدثت مع أي شخص آخر عن لقائك مع يون-هي الليلة الماضية؟" سألت فجأة، دون أن ترفع عينيها عن الجهاز."نعم، مع هاي-جين." اعترف جون. "أخبرتها عن لقائي مع يون-هي، وعن قصتها عن والدها المسكون بكيان من الأبراج.""وماذا قالت هاي-جين؟" سألت
مين-آه بفضول.تردد جون، غير متأكد مما يجب مشاركته. قرر أن يكون حذراً. "قالت إننا يجب أن نكون حذرين، وأننا لا نستطيع الوثوق بيون-هي أو والدها.""حكيمة، هاي-جين." علقت مين-آه. "رغم أنني لا أتفق معها في الكثير من الأشياء، إلا أنها محقة في هذا.""هل تعتقدين أن قصة يون-هي كانت كذبة كاملة؟" سأل جون.توقفت مين-آه عن العمل للحظة، مفكرة. "لا أعتقد أنها كانت كذبة كاملة. أفضل الأكاذيب
هي تلك التي تحتوي على بعض الحقيقة.""ماذا تعنين؟" سأل جون."أعتقد أن جزءاً من قصتها قد يكون صحيحاً." قالت مين-آه. "ربما فُتحت بوابة بالفعل خلال الحادث قبل عشرين عاماً. وربما عبر شيء ما منها. لكن التفاصيل - من تلقى الكيان، وما هي نواياه - هذه هي الأجزاء التي قد تكون يون-هي كذبت بشأنها.""لماذا تعتقدين
ذلك؟" سأل جون."لأن يون-هي تحب والدها." قالت مين-آه ببساطة. "وهي ستفعل أي شيء لحمايته، حتى لو كان ذلك يعني الكذب والتلاعب بالآخرين.""وهل تعتقدين أنها كانت تكذب عندما قالت إنها تريد مساعدتي؟" سأل جون.ترددت مين-آه. "لا أعرف. يمكن أن تكون صادقة في رغبتها في مساعدتك. لكن 'المساعدة' يمكن أن تعني
أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين.""ماذا تعنين؟" سأل جون."قد تعتقد يون-هي حقاً أنها تساعدك من خلال جذبك إلى خطط والدها." شرحت مين-آه. "قد تعتقد أن ذلك هو أفضل مسار لك، أن تتعاون مع سونغ-هو لي وتستخدم قدرتك لفتح البوابة.""وأنت؟" سأل جون، ناظراً إليها مباشرة. "ما هو نوع 'المساعدة' الذي تقدمينه لي؟"ابتسمت مين-آه ابتسامة حزينة. "أنا أريد حمايتك، جون. حمايتك من نفس المصير الذي
واجهته أختي. أريد مساعدتك على التحكم في قدرتك، ليس استخدامها لأجندات الآخرين."كان هناك صدق في صوتها جعل جون يميل إلى تصديقها. لكنه كان يعلم أيضاً أنه لا يمكنه الوثوق بأي شخص تماماً في هذه المرحلة."وماذا عن جهاز التثبيت؟" سأل، مشيراً إلى الجهاز الذي كانت تفحصه. "هل هو حقيقي؟"عادت مين-آه إلى فحص الجهاز، مستخدمة أداة دقيقة لفتح غطائه الخلفي. "دعنا نرى..."عملت
بصمت لبضع دقائق، متفحصة المكونات الداخلية للجهاز بعناية. ثم توقفت فجأة، وظهر تعبير مندهش على وجهها."ماذا؟" سأل جون بقلق. "ما الأمر؟""هذا... غريب." قالت مين-آه. "إنه ليس جهاز تحكم عن بعد كما توقعت. إنه جهاز تثبيت حقيقي، مصمم وفقاً لمخططات أختي.""حقاً؟" قال جون بدهشة. "إذن يون-هي كانت صادقة بشأن ذلك على الأقل.""نعم، لكن..." ترددت مين-آه. "هناك شيء غريب. الجهاز يحتوي
على مكون إضافي لم يكن في مخططات أختي. مكون لا أعرف وظيفته بالضبط.""هل تعتقدين أنه خطير؟" سأل جون."لا أعرف." اعترفت مين-آه. "يمكن أن يكون تحسيناً بريئاً، أو يمكن أن يكون شيئاً أكثر خبثاً. سأحتاج إلى المزيد من الوقت لفحصه بشكل كامل.""هل يمكنني استخدامه؟" سأل جون. "قدرتي تنمو بسرعة، وأنا بحاجة إلى شيء لتثبيتها."ترددت مين-آه. "لا أنصح بذلك حتى أفهم وظيفة هذا
المكون الإضافي. لكن..." نظرت إلى الجهاز الآخر الذي كانت تعمل عليه عندما دخل. "أنا أعمل على جهاز تثبيت خاص بي، بناءً على مخططات أختي والمكونات التي أخذناها من مختبر لي. سيكون جاهزاً في غضون يوم أو يومين.""هل سيكون قوياً بما يكفي؟" سأل جون بقلق."آمل ذلك." قالت مين-آه بصدق. "لكنني لا أستطيع أن أعدك بشيء. قدرتك تنمو بمعدل غير مسبوق."تنهد جون، شاعراً بالإحباط. كان يشعر كأنه قنبلة موقوتة، وكان الوقت ينفد بسرعة."ماذا عن سو-يون؟" سأل فجأة، متذكراً
عرضها. "قالت إنها يمكنها مساعدتي على التحكم في قدرتي من خلال التحكم في عواطفي."ظهر تعبير متشكك على وجه مين-آه. "سو-يون؟ هل أخبرتك عن قدرتها الحقيقية؟""نعم." أومأ جون. "قالت إنها لا تستطيع فقط استشعار عواطف الآخرين، بل يمكنها أيضاً التأثير عليها.""هذا... مثير للاهتمام." قالت مين-آه بحذر. "لم تكن
صريحة جداً بشأن قدرتها في الماضي.""هل تعتقدين أنها يمكنها مساعدتي حقاً؟" سأل جون.فكرت مين-آه للحظات. "نظرياً، نعم. قدرتك - الصدى الأسود - تتأثر بعواطفك. إذا استطاعت سو-يون مساعدتك على البقاء هادئاً ومتحكماً في عواطفك، فقد يساعد ذلك في تثبيت قدرتك مؤقتاً.""لكنك متشككة." لاحظ جون."أنا متشككة في دوافعها." اعترفت مين-آه. "لماذا تخبرك فجأة عن قدرتها الحقيقية
الآن؟ ولماذا تعرض مساعدتها بهذه الطريقة؟""ربما لأنها تهتم بي؟" اقترح جون.ابتسمت مين-آه ابتسامة صغيرة. "نعم، أعتقد أنها تهتم بك. كما تهتم بك يون-هي. وهاي-جين. وأنا."كان هناك شيء في طريقة قولها لذلك - نبرة شخصية، نظرة عميقة - جعلت جون يشعر بالارتباك مرة أخرى. كانت محاطاً بنساء يدعين جميعاً أنهن يهتممن به، لكنه لم يكن متأكداً من دوافعهن الحقيقية."أنا فقط أريد معرفة الحقيقة." قال أخيراً. "أريد معرفة ما يحدث حقاً، ومن يمكنني الوثوق به.""الحقيقة
نادرة هذه الأيام." قالت مين-آه بحزن. "لكنني أعدك بشيء واحد، جون - سأكون دائماً صادقة معك، حتى عندما تكون الحقيقة صعبة.""أقدر ذلك." ابتسم جون. "وأنا أثق بك، مين-آه. أكثر مما أثق بأي شخص آخر هنا."بدت مين-آه متأثرة بكلماته. "شكراً لك، جون. هذا يعني الكثير بالنسبة لي."أعادت له جهاز يون-هي. "احتفظ به، لكن لا تستخدمه حتى أنتهي من فحصه بشكل كامل. وإذا شعرت أن قدرتك تخرج عن
السيطرة، تعال إلي فوراً. سأفعل كل ما بوسعي لمساعدتك.""شكراً لك." قال جون بامتنان، واضعاً الجهاز في جيبه. "سأفعل ذلك."غادر المختبر، عقله يدور بسرعة أكبر من أي وقت مضى. كانت المعلومات الجديدة التي حصل عليها من هاي-جين عن البروفيسور كانغ والكيان والمقاومة تضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى الوضع المعقد بالفعل.من كان يقول الحقيقة؟ من كان يكذب؟ ومن كان يقول نصف الحقيقة فقط؟كان يعلم شيئاً واحداً - كان بحاجة إلى معرفة المزيد. وكان بحاجة إلى
معرفته بسرعة، قبل أن تصل قدرته إلى نقطة اللاعودة.بينما كان يسير في الممر، لاحظ شخصاً يراقبه من بعيد. كان تاي-هو بارك، يقف عند نهاية الممر، ينظر إليه بتعبير غريب - مزيج من الفضول والقلق والشك.عندما لاحظ تاي-هو أن جون رآه، أشار له بالاقتراب. تردد جون للحظة، ثم توجه نحوه."نحتاج إلى التحدث." قال تاي-هو بصوت منخفض. "ليس هنا. في الغابة، بعد الدروس.""لماذا؟" سأل جون بحذر."لأنني أعرف
من هم أعضاء المقاومة." قال تاي-هو. "وأعتقد أنك بحاجة إلى معرفة ذلك أيضاً."قبل أن يتمكن جون من الرد، ابتعد تاي-هو بسرعة، تاركاً جون واقفاً هناك، مصدوماً ومرتبكاً أكثر من أي وقت مضى.كيف عرف تاي-هو عن المقاومة؟ هل كان قد تحدث مع هاي-جين؟ أم أنه كان يعرف عنها طوال الوقت؟وإذا كان يعرف من هم أعضاؤها، فهل كان واحداً منهم؟ أم كان يعمل مع البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي؟كانت الأسئلة تدور في ذهن جون بلا توقف، وكان يعلم أن الإجابات قد تكون خطيرة
بقدر ما كانت ضرورية.في مكان آخر في الأكاديمية، كان البروفيسور كانغ جالساً في مكتبه، يراقب شاشة تعرض صوراً من كاميرات المراقبة. كان يشاهد جون وهو يغادر مختبر مين-آه، ثم يتحدث مع تاي-هو."مثير للاهتمام." همس لنفسه. "مثير للاهتمام جداً."التقط هاتفه وطلب رقماً. "سونغ-هو، لدينا مشكلة. يبدو أن هاي-جين اكتشفت
بعض ملفاتنا. نعم، تلك الملفات. وهي أخبرت جون. نعم، أعتقد أنه حان الوقت لتسريع خططنا. الفتى يقترب من نقطة اللاعودة. نعم، سأتولى الأمر."أغلق الهاتف، ونظر إلى صورة معلقة على الحائط - صورة لمجموعة من العلماء، من بينهم شاب يشبه البروفيسور كانغ نفسه، وآخر يشبه سونغ-هو لي، وامرأة شابة تشبه جي-يون كيم، ورجل يشبه جين-وو بارك."آسف، أصدقائي القدامى." همس للصورة. "لكن
التضحيات ضرورية من أجل التقدم."ثم، بحركة غريبة، بدأت عيناه تتوهجان بلون أزرق غريب، وظهرت ابتسامة غير بشرية على وجهه."قريباً." همس بصوت لم يكن صوته تماماً. "قريباً جداً."