الفصل التاسع: لقاء منتصف
الليل كان الليل هادئاً في أكاديمية سيول، والقمر يلقي ضوءه الفضي على البحيرة الصغيرة في الجزء الخلفي من الحرم الجامعي. جلس جون على حافة سريره، يحدق في الرسالة التي تركتها يون-هي، متردداً بشأن ما يجب فعله.بعد تفكير طويل، قرر
الذهاب. كان يعلم أن المخاطرة كبيرة، لكن فضوله كان أقوى. ربما كانت يون-هي تمتلك معلومات قد تساعده على فهم وضعه بشكل أفضل.نظر إلى الساعة - 11:45 مساءً. كان الوقت قد حان. ارتدى سترة داكنة وتسلل خارج غرفته، حريصاً على عدم إيقاظ أي شخص. كانت الممرات مظلمة وهادئة، مع ضوء خافت فقط يرشد
طريقه.خرج من المبنى السكني وعبر الحرم الجامعي نحو البحيرة. كان الهواء بارداً، والسماء صافية مليئة بالنجوم. شعر بالتوتر يتصاعد في صدره مع كل خطوة، متسائلاً عما ينتظره.عندما وصل إلى البحيرة، لم يكن هناك أثر ليون-هي. وقف على الضفة، يراقب انعكاس القمر على سطح الماء الهادئ، متسائلاً إذا كان قد ارتكب خطأً
بالمجيء."أنت أتيت."التفت بسرعة ليجد يون-هي تقف خلفه. كانت ترتدي فستاناً أبيض بسيطاً، يتلألأ في ضوء القمر، وشعرها الطويل الأسود يتمايل مع النسيم الخفيف."نعم." قال جون، محاولاً إخفاء توتره. "رسالتك أثارت فضولي."ابتسمت يون-هي ابتسامة صغيرة. "شكراً لثقتك بي. أعلم أنها كانت مخاطرة كبيرة بالنسبة
لك.""ما هي 'الحقيقة' التي تحدثت عنها في رسالتك؟" سأل جون مباشرة، غير راغب في إضاعة الوقت.تنهدت يون-هي، ونظرت إلى البحيرة. "إنها معقدة، جون. وليست سهلة السماع.""أنا مستعد." قال جون بحزم.أومأت يون-هي برأسها، وأشارت إلى مقعد خشبي قريب. "دعنا نجلس."جلسا جنباً إلى جنب، مع مسافة صغيرة بينهما.
كانت يون-هي صامتة للحظات، كما لو كانت تجمع أفكارها."أبي ليس الشخص الذي يدعي أنه هو." بدأت أخيراً. "أو بالأحرى، هو ليس فقط ما يدعي أنه هو.""ماذا تعنين؟"
سأل جون."الحادث الذي وقع قبل عشرين عاماً - الانفجار الذي قتل جين-وو بارك وجي-يون كيم - لم يكن مجرد تجربة فاشلة." قالت يون-هي. "كان محاولة متعمدة لفتح بوابة إلى الأبراج.""نعم، عرفنا ذلك من الملفات في المختبر." قال جون.هزت يون-هي رأسها. "ما لم تعرفوه هو أن المحاولة نجحت، جزئياً على الأقل."شعر جون
بصدمة. "ماذا؟""نعم." أومأت يون-هي. "لبضع ثوانٍ، فُتحت بوابة. وشيء ما عبر منها.""شيء ما؟" كرر جون، شاعراً بالقلق يتصاعد في صدره. "ماذا كان؟"ترددت يون-هي، ثم نظرت إليه مباشرة. "كيان من الأبراج. كيان قوي للغاية، غير مفهوم لعقولنا البشرية. دخل إلى عالمنا، وبحث عن مضيف.""مضيف؟" سأل جون، بدأ يشعر
بالخوف."نعم." أومأت يون-هي. "ووجد واحداً - أبي."صمت جون، مصدوماً مما سمعه. "هل تقولين إن والدك... مسكون؟""ليس تماماً." قالت يون-هي. "إنه أكثر تعقيداً من ذلك. الكيان لم يسيطر على أبي بالكامل. بل اندمج معه، أصبح جزءاً منه. منحه
معرفة ورؤى من الأبراج، لكنه أيضاً غيّر أهدافه وطموحاته.""وأنت تعرفين هذا كيف؟" سأل جون، متشككاً."لأنني رأيته يحدث." قالت يون-هي بصوت منخفض. "كنت هناك، جون. كنت طفلة صغيرة، لكنني كنت في المختبر يوم الحادث. أبي أخذني
معه لرؤية 'اختراق علمي تاريخي'.""أنت كنت هناك؟" قال جون بدهشة. "كيف نجوت؟""أبي حماني." قالت يون-هي. "عندما بدأت الأمور تخرج عن السيطرة، وضعني في غرفة آمنة. لكنني رأيت كل شيء من خلال نافذة زجاجية. رأيت البوابة تفتح، رأيت الضوء الأزرق الغريب، ورأيت... شيئاً يخرج منها ويدخل في أبي.""وماذا حدث بعد
ذلك؟" سأل جون."انفجار هائل." قالت يون-هي. "دمر المختبر بأكمله. لكن أبي... أبي خرج منه دون خدش. وكان مختلفاً. كان لا يزال أبي، لكنه كان أيضاً شيئاً آخر.""وماذا عن جين-وو وجي-يون؟" سأل جون."ماتا في الانفجار." قالت يون-هي بحزن. "كانا قريبين جداً من البوابة.""وماذا يريد هذا الكيان؟ ما هو هدفه؟" سأل جون.تنهدت يون-هي. "إنه معقد. الكيان يريد فتح بوابة دائمة بين عالمنا والأبراج. يريد جسراً بين
العوالم.""لماذا؟" سأل جون."لا أعرف بالتأكيد." اعترفت يون-هي. "أبي - أو الجزء البشري منه - يعتقد أنه من أجل تبادل المعرفة والطاقة. لكنني أخشى أن يكون هناك هدف آخر، هدف لا يشاركه الكيان معه.""مثل ماذا؟" سأل جون."مثل... فتح
الطريق لمزيد من الكيانات للدخول إلى عالمنا." قالت يون-هي بصوت منخفض. "أو شيء أسوأ."صمت جون، محاولاً استيعاب كل هذه المعلومات. كانت قصة يون-هي غريبة ومخيفة، لكنها فسرت الكثير من الأشياء - سلوك سونغ-هو لي الغريب،
اهتمامه المهووس بالصدى الأسود، وإصراره على فتح بوابة إلى الأبراج."لماذا تخبرينني بهذا؟" سأل جون أخيراً. "ألا تخافين من والدك؟""بالطبع أخاف." اعترفت يون-هي. "لكنني أيضاً أحبه. الجزء البشري منه لا يزال موجوداً، لا يزال أبي. وأنا أريد
إنقاذه.""إنقاذه؟" كرر جون."نعم." أومأت يون-هي. "أعتقد أنه إذا استطعنا إغلاق البوابة بشكل دائم، فقد يتحرر أبي من تأثير الكيان. قد يعود إلى طبيعته.""وكيف يمكننا إغلاق البوابة بشكل دائم؟" سأل جون."لا أعرف بالتأكيد." اعترفت يون-هي.
"لكنني أعتقد أن قدرتك - الصدى الأسود - قد تكون المفتاح. إنها قدرة فريدة، يمكنها امتصاص وعكس الطاقة. ربما يمكنها امتصاص طاقة البوابة نفسها.""لكن هذا خطير." قال جون. "قدرتي غير مستقرة، وتنمو بسرعة خطيرة.""أعرف ذلك." أومأت
يون-هي. "لهذا السبب أنا هنا. أريد مساعدتك، جون. أريد مساعدتك على التحكم في قدرتك، حتى تتمكن من استخدامها لإغلاق البوابة وإنقاذ أبي.""كيف يمكنك مساعدتي؟" سأل جون بشك.ابتسمت يون-هي ابتسامة صغيرة. "قدرتي على التحرك
عبر المواد الصلبة ليست قدرتي الوحيدة. لدي أيضاً... اتصال بالأبراج. ليس قوياً مثل أبي، لكنه موجود. يمكنني مساعدتك على فهم قدرتك بشكل أفضل، وكيفية التحكم فيها.""وماذا تريدين في المقابل؟" سأل جون، متذكراً أن كل شخص كان لديه أجندة خاصة."فقط مساعدتك في إنقاذ أبي." قالت يون-هي ببساطة. "وإغلاق البوابة
قبل أن يتمكن الكيان من تحقيق هدفه، أياً كان."نظر جون إليها، محاولاً تقييم صدقها. كانت عيناها صادقتين ومليئتين بالألم والأمل. لكنه كان يعلم أيضاً أنها كانت ابنة سونغ-هو لي، وكانت ماهرة في التلاعب."كيف أعرف أنني يمكنني الوثوق بك؟" سأل أخيراً.تنهدت يون-هي. "لا يمكنك معرفة ذلك بالتأكيد. كل ما يمكنني
فعله هو إثبات نفسي من خلال أفعالي."مدت يدها وأخرجت شيئاً من جيبها - جهاز صغير يشبه السوار، لكنه كان مختلفاً عن الجهاز الذي أعطاه لها والدها."هذا جهاز تثبيت حقيقي." قالت، مقدمة إياه لجون. "صممته بنفسي، بناءً على مخططات جي-يون كيم الأصلية. ليس قوياً مثل الجهاز الذي يمكن لأبي صنعه، لكنه سيساعدك
على تثبيت قدرتك لبضعة أيام على الأقل."أخذ جون الجهاز بحذر، متفحصاً إياه. كان بسيطاً لكنه مصمم بدقة، مع شاشة صغيرة وأزرار دقيقة."كيف أعرف أنه ليس جهاز تحكم عن بعد مثل جهاز والدك؟" سأل."يمكنك فحصه." قالت يون-هي. "أو يمكنك
إعطاؤه لمين-آه لتفحصه. إنها عالمة موهوبة، ستتمكن من التأكد من أنه آمن."فكر جون للحظات، ثم وضع الجهاز في جيبه. "سأفعل ذلك. شكراً لك."ابتسمت يون-هي ابتسامة صغيرة. "لا شكر على واجب. أنا فقط أريد إنهاء هذا الكابوس.""هناك شيء آخر أريد أن أسألك عنه." قال جون. "لماذا أنت... مهتمة بي بهذه الطريقة؟ أعني،
الوردة، والملاحظات، والتسلل إلى غرفتي..."بدت يون-هي خجولة فجأة، وهو تعبير لم يره جون على وجهها من قبل. "أنا... معجبة بك، جون. منذ اليوم الأول الذي رأيتك فيه. هناك شيء فيك... شيء مختلف. شيء خاص.""هل هو بسبب قدرتي؟" سأل
جون.هزت يون-هي رأسها. "لا، ليس فقط ذلك. إنه أنت - شخصيتك، قوتك، إصرارك. أنت لست مثل أي شخص آخر قابلته."اقتربت منه قليلاً، عيناها تلتقيان بعينيه. "أعلم أن سلوكي كان غريباً أحياناً. أنا آسفة إذا أخفتك. لم أكن أعرف كيف أعبر عن مشاعري بشكل طبيعي. لم يكن لدي الكثير من الفرص للتفاعل مع أشخاص من عمري."شعر
جون بمزيج من التعاطف والحذر. كانت يون-هي جميلة ومثيرة للاهتمام، لكنها كانت أيضاً غامضة وخطيرة بطريقة ما."أنا أقدر صراحتك." قال أخيراً. "لكن الأمور معقدة جداً الآن. هناك الكثير على المحك.""أفهم ذلك." أومأت يون-هي. "لا أطلب منك أي شيء. أنا فقط أريد مساعدتك، وآمل أن تساعدني في المقابل.""سأفكر في كل ما قلته."
وعد جون. "وسأتحدث مع أصدقائي غداً. نحتاج إلى خطة.""كن حذراً بشأن من تثق به." حذرته يون-هي. "أبي لديه عيون وآذان في كل مكان. وهناك آخرون قد لا يكونون ما يبدون عليه.""ماذا تعنين؟" سأل جون.ترددت يون-هي. "لا أستطيع قول المزيد الآن.
فقط كن حذراً، خاصة مع..."توقفت فجأة، ونظرت إلى ما وراء جون، عيناها تتسعان بالخوف. "هناك شخص ما."التفت جون بسرعة، لكنه لم يرَ أحداً. "أين؟""هناك، بين الأشجار." همست يون-هي. "شخص ما كان يراقبنا."نهضت بسرعة. "يجب أن أذهب. لقد بقيت هنا لفترة طويلة جداً.""انتظري!" أمسك جون بيدها. "متى سنتحدث مرة أخرى؟""سأجدك." وعدت يون-هي. "كن حذراً، جون. وتذكر - لا تثق بأي شخص
تماماً."ثم، بحركة سريعة، انحنت وقبلته على خده. "حتى أنا."قبل أن يتمكن من الرد، اختفت، متحركة عبر الأشجار بسرعة وخفة مثل ظل.وقف جون هناك للحظات، مصدوماً من كل ما سمعه ومن لمسة شفتيها الخفيفة على خده. ثم تذكر الشخص الذي كان يراقبهما، والتفت ليبحث بين الأشجار."من هناك؟" نادى، متقدماً نحو المكان الذي أشارت إليه يون-هي.لم يكن هناك رد، لكنه سمع صوت أغصان تتكسر،
كما لو أن شخصاً ما كان يركض مبتعداً. ركض خلف الصوت، محاولاً اللحاق بالمتلصص، لكنه فقد أثره بسرعة في الظلام.عاد إلى المقعد، عقله يدور بسرعة. من كان يراقبهما؟ هل كان أحد أصدقائه؟ أم شخص أرسله سونغ-هو لي؟ أم شخص آخر تماماً؟أخرج جهاز التثبيت الذي أعطته إياه يون-هي من جيبه، متفحصاً إياه مرة أخرى.
كان يبدو بسيطاً وغير ضار، لكنه كان يعلم أنه لا يمكنه الوثوق بمظهره الخارجي. سيعطيه لمين-آه غداً لتفحصه.تنهد بعمق، مدركاً أن الأمور أصبحت أكثر تعقيداً من أي وقت مضى. كان عليه الآن التعامل ليس فقط مع قدرته المتنامية والخطيرة، بل أيضاً مع كيان غامض من الأبراج، وبوابة محتملة بين العوالم، وشبكة معقدة من
الولاءات والأجندات الخفية.عاد إلى مسكنه ببطء، حذراً من أي شخص قد يكون يراقبه. عندما وصل إلى غرفته، أغلق الباب وأقفله، ثم جلس على سريره، محاولاً ترتيب أفكاره.من يمكنه الوثوق به حقاً؟ مين-آه، التي كانت تبحث عن الحقيقة عن أختها؟ هاي-جين، المدربة القاسية التي كانت تحاول مساعدته على التحكم في
قدرته؟ سو-يون، المعالجة الخجولة التي عرضت مساعدته من خلال التحكم في عواطفه؟ تاي-هو، الذي كان عدوه سابقاً لكنه أصبح حليفاً محتملاً؟ أم يون-هي، ابنة عدوه، التي ادعت أنها تريد إنقاذ والدها من كيان غريب؟لم يكن متأكداً. كل ما كان يعرفه هو أنه كان في خطر، وأن قدرته كانت تنمو بسرعة خطيرة، وأنه كان بحاجة إلى مساعدة.نظر إلى الساعة - 1:30 صباحاً. كان متعباً جداً للتفكير بوضوح. قرر أن
ينام قليلاً، وأن يتعامل مع كل هذه المعلومات الجديدة في الصباح.استلقى على سريره، لكن النوم كان بعيداً. كانت أفكاره تدور حول كل ما سمعه من يون-هي، وحول الشخص الغامض الذي كان يراقبهما.بعد ساعة من التقلب، سمع طرقاً خفيفاً على نافذته. نهض بسرعة، متوتراً، وفتح الستائر.كانت مين-آه تقف هناك، وجهها
شاحب في ضوء القمر.فتح النافذة بسرعة. "مين-آه؟ ماذا تفعلين هنا؟""رأيتك." قالت بصوت منخفض، غاضب. "رأيتك مع يون-هي عند البحيرة."أدرك جون الآن من كان يراقبهما. "مين-آه، أستطيع أن أشرح...""لا تحتاج إلى شرح أي شيء." قاطعته مين-آه. "أنت حر في التحدث مع من تريد. لكنني كنت أعتقد أنك أذكى من أن تقع في
فخها.""لم أقع في فخها." قال جون بحدة. "كنت أحاول الحصول على معلومات.""وهل حصلت عليها؟" سألت مين-آه بسخرية. "هل أخبرتك بقصة مؤثرة عن والدها المسكين وكيف تريد إنقاذه؟"تفاجأ جون من دقة تخمينها. "كيف عرفت؟"ضحكت
مين-آه ضحكة مريرة. "لأنها استخدمت نفس القصة معي قبل عام. قالت إن والدها كان 'مسكوناً' بكيان من الأبراج، وأنها كانت تريد مساعدتي في إنقاذه.""وماذا حدث؟" سأل جون."اكتشفت أنها كانت تكذب." قالت مين-آه بمرارة. "كانت تحاول الحصول
على معلومات عن أختي وعن مخططات جهاز التثبيت. كانت تعمل مع والدها طوال الوقت.""كيف تعرفين أنها كانت تكذب؟" سأل جون."لأنني رأيتها وسمعتها تتحدث مع والدها." قالت مين-آه. "كانا يضحكان على سذاجتي، على كيف صدقت قصتهما الخيالية."شعر جون بالارتباك. كانت يون-هي تبدو صادقة جداً، لكن مين-آه لم يكن لديها سبب للكذب عليه."أعطتني هذا." قال، مخرجاً جهاز التثبيت. "قالت إنه جهاز
تثبيت حقيقي، صممته بنفسها."أخذت مين-آه الجهاز، متفحصة إياه بعينين متشككتين. "سأفحصه غداً في المختبر. لكنني أراهن أنه جهاز تحكم عن بعد آخر، أو شيء أسوأ.""ماذا تعنين بـ'شيء أسوأ'؟" سأل جون.ترددت مين-آه. "لا أعرف بالتأكيد. لكن سونغ-هو لي ويون-هي خطيران ومخادعان. لا يمكنك الوثوق بأي شيء يأتي
منهما.""أنا لا أثق بهما." أكد جون. "لكنني أحتاج إلى معرفة ما يخططون له.""وهذه هي الطريقة؟" سألت مين-آه بغضب. "مقابلة يون-هي سراً في منتصف الليل؟""كانت فرصة للحصول على معلومات." قال جون بحدة. "فرصة لمعرفة المزيد عن خططهم.""وماذا اكتشفت؟" سألت مين-آه.تردد جون، غير متأكد مما يجب
مشاركته. "قالت إن والدها... متأثر بكيان من الأبراج. كيان عبر من خلال بوابة فُتحت خلال الحادث قبل عشرين عاماً."ضحكت مين-آه بسخرية. "وأنت صدقت ذلك؟""لا أعرف ما الذي صدقته." اعترف جون. "كل شيء معقد جداً، وكل شخص لديه نسخته الخاصة من الحقيقة."تنهدت مين-آه، وبدت أقل غضباً. "أنا آسفة، جون. أنا فقط... قلقة عليك.
يون-هي خطيرة. إنها ماهرة جداً في التلاعب بالناس.""أعرف ذلك." قال جون. "وأنا أقدر قلقك. لكنني بحاجة إلى معرفة الحقيقة، مهما كانت.""الحقيقة هي أن سونغ-هو لي رجل خطير وطموح، يريد استخدام قدرتك لفتح بوابة إلى الأبراج." قالت مين-آه. "وابنته تساعده. كل شيء آخر هو مجرد قصص لتشتيت انتباهك.""ربما." أومأ جون. "لكنني سأحتفظ برأيي مفتوحاً حتى أرى المزيد من الأدلة."نظرت إليه مين-آه بعينين
قلقتين. "فقط كن حذراً، جون. لا أريد أن تنتهي مثل أختي.""سأكون حذراً." وعد جون. "وشكراً لاهتمامك."ابتسمت مين-آه ابتسامة صغيرة. "أنا دائماً أهتم بك، جون. أكثر مما تعتقد."كان هناك شيء في طريقة قولها لذلك - نبرة شخصية، نظرة عميقة -
جعلت جون يشعر بمزيج من الدفء والارتباك، تماماً كما شعر مع سو-يون ويون-هي."سأراك غداً." قالت مين-آه، متراجعة. "سنتحدث أكثر عندما تكون مستريحاً.""حسناً. ليلة سعيدة، مين-آه." قال جون."ليلة سعيدة، جون." ابتسمت مين-آه، ثم اختفت في الظلام.أغلق جون النافذة وعاد إلى سريره، أكثر ارتباكاً من أي وقت
مضى. من كان يقول الحقيقة؟ يون-هي أم مين-آه؟ أم كانتا تكذبان عليه، كل بطريقتها الخاصة؟لم يكن متأكداً. كل ما كان يعرفه هو أنه كان محاطاً بنساء خطيرات ومعقدات، كل منهن لديها أجندتها الخاصة، وكل منهن مهووسة به بطريقة ما.أغمض عينيه، محاولاً النوم، لكن صور يون-هي ومين-آه وسو-يون
وهاي-جين كانت تدور في ذهنه، كل منهن تهمس بنسختها الخاصة من الحقيقة، كل منهن تدعي أنها تريد مساعدته، كل منهن تخفي شيئاً ما.كان يعلم أنه سيحتاج إلى الحذر الشديد في الأيام القادمة. لأن الخطر لم يكن فقط من سونغ-هو لي
والكيان المزعوم من الأبراج، بل أيضاً من النساء المهووسات به، اللواتي كن على استعداد لفعل أي شيء للحصول عليه.في نفس الوقت، في غرفة مظلمة في مكان ما في الأكاديمية، كانت هناك امرأة تجلس أمام شاشات متعددة، تراقب جون
من خلال كاميرات مخفية. كانت تشاهد لقاءه مع يون-هي، ثم مع مين-آه، مسجلة كل كلمة وحركة."مثير للاهتمام." همست لنفسها. "مثير للاهتمام جداً."التقطت هاتفاً وطلبت رقماً. "سيدي، لدي تحديث. الفتيات بدأن بالتحرك. نعم، جميعهن. نعم، سأستمر في المراقبة. نعم، سيدي. كما تأمر."أغلقت الهاتف، وعادت لمراقبة الشاشات، عيناها تتابعان كل حركة يقوم بها جون، حتى وهو نائم."استمتع بنومك، جون كيم." همست بابتسامة باردة. "ستحتاج إلى كل راحة يمكنك الحصول عليها لما هو قادم."