الفصل الثامن: المواجهة

وقف جون وأصدقاؤه مذهولين أمام سونغ-هو لي ويون-هي. كان الهواء الليلي بارداً، لكن التوتر كان يشتعل بينهم كنار مستعرة."سيد لي." تحدث جون أخيراً، محاولاً الحفاظ على هدوئه. "نحن فقط كنا نأخذ جولة في الحديقة."ضحك سونغ-هو لي

ضحكة خفيفة. "بعد زيارة مختبري السري؟ مثير للاهتمام جداً.""كيف عرفت؟" سألت مين-آه، متشبثة بحقيبتها التي تحتوي على المكونات المسروقة."عزيزتي مين-آه،

هل تعتقدين حقاً أنني لا أعرف ما يحدث في منزلي؟" ابتسم سونغ-هو لي. "لدي أجهزة استشعار في كل مكان. ربما لا توجد كاميرات في المختبر، لكن هناك أنظمة أمان أخرى."نظرت يون-هي إلى جون بخيبة أمل واضحة. "لماذا فعلت هذا، جون؟ لقد وثقت بك. قدمت لك إلى أبي. وهذه هي طريقة شكرك؟""يون-هي، أنت لا تفهمين."

قال جون. "والدك ليس الشخص الذي تعتقدين أنه هو.""حقاً؟" رفعت يون-هي حاجبها. "وماذا تعرف أنت عن والدي؟""نعرف أنه كان مسؤولاً عن الحادث الذي قتل أختي وجين-وو بارك." تدخلت مين-آه بغضب. "نعرف أنه دفعهما إلى تجاوز حدودهما، عالماً بالمخاطر.""وأنه يخطط لفعل الشيء نفسه معي." أضاف جون.تنهد سونغ-هو

لي بتعب مصطنع. "دائماً نفس الاتهامات القديمة. ألم تتعلموا شيئاً جديداً خلال العشرين عاماً الماضية؟""رأينا الملفات في مختبرك." قالت هاي-جين. "نعرف عن مشروع فينيكس. نعرف أنك تخطط لاستخدام قدرة جون لفتح بوابة إلى الأبراج."للحظة، بدا سونغ-هو لي مفاجأً حقاً. ثم استعاد هدوءه سريعاً. "أرى أنكم كنتم مشغولين جداً. لكن هل فهمتم حقاً ما قرأتموه؟ هل تدركون أهمية ما أحاول

تحقيقه؟""أهمية؟" صرخ تاي-هو فجأة، والشرارات الكهربائية تبدأ بالظهور حول يديه مرة أخرى. "قتلت والدي من أجل طموحاتك!""تاي-هو بارك." ابتسم سونغ-هو لي. "ابن جين-وو. كم كبرت. تبدو تماماً مثل والدك.""لا تتحدث عن والدي!" صرخ تاي-هو، متقدماً خطوة."تاي-هو، توقف." أمسك جون بذراعه. "هذا ليس الوقت

المناسب.""اسمع صديقك، يا فتى." قال سونغ-هو لي. "العنف لن يحل شيئاً.""ماذا تريد منا؟" سألت هاي-جين مباشرة."في الواقع، أريد مساعدتكم." قال سونغ-هو لي، مفاجئاً الجميع. "أو بالأحرى، أريد أن تساعدوني. جميعكم.""تساعدك؟" كررت مين-آه

بسخرية. "بعد كل ما فعلته؟""ما فعلته كان من أجل التقدم العلمي." قال سونغ-هو لي بحزم. "نعم، كانت هناك تضحيات. نعم، ارتكبت أخطاء. لكن الهدف النهائي يستحق كل ذلك.""وما هو هذا الهدف النهائي بالضبط؟" سأل جون.ابتسم سونغ-هو لي ابتسامة واسعة. "تغيير العالم، سيد كيم. فتح بوابة إلى الأبراج، نعم. لكن ليس

فقط للدراسة أو الاستكشاف. بل لاستخراج طاقة منها. طاقة نقية، غير محدودة، يمكنها حل أزمة الطاقة العالمية إلى الأبد.""وماذا عن المخاطر؟" سألت هاي-جين. "ماذا لو خرجت البوابة عن السيطرة، كما حدث قبل عشرين عاماً؟""هذه المرة سيكون

الأمر مختلفاً." قال سونغ-هو لي بثقة. "لدينا الآن تكنولوجيا أفضل، وفهم أعمق للصدى الأسود. ولدينا جون.""أنا؟" سأل جون."نعم، أنت." أومأ سونغ-هو لي. "قدرتك أقوى من قدرة جين-وو وجي-يون مجتمعتين. وأنت لديك شيء لم يكن لديهما - اتصال مباشر بالأبراج. أنت جئت من عالم آخر، عبر الأبراج. هذا يجعلك مفتاحاً مثالياً

للبوابة."شعر جون بالقلق يتصاعد في صدره. كان سونغ-هو لي يتحدث عنه كأداة، كوسيلة لتحقيق غاية."وماذا لو رفضت المساعدة؟" سأل جون.تلاشت ابتسامة سونغ-هو لي. "هذا سيكون... مؤسفاً. خاصة مع نمو قدرتك بهذه السرعة الخطيرة. بدون جهاز تثبيت مناسب، ستصل قريباً إلى نقطة اللاعودة. وعندها، ستكون خطراً على

نفسك وعلى كل من حولك.""لدينا المكونات لصنع جهاز تثبيت." قالت مين-آه، رافعة حقيبتها. "لا نحتاج مساعدتك.""هل أنت متأكدة من ذلك؟" سأل سونغ-هو لي. "هل تعتقدين حقاً أنك تستطيعين صنع جهاز يعمل بشكل صحيح، بناءً على مخططات قديمة؟ وحتى لو نجحت، هل ستكون قوية بما يكفي للتعامل مع قدرة جون

المتنامية؟"ترددت مين-آه، غير متأكدة من نفسها فجأة."أبي يمكنه مساعدتكم حقاً." تدخلت يون-هي. "إنه يريد فقط التعاون. لماذا لا تستمعون إليه على الأقل؟"نظر جون إلى أصدقائه، غير متأكد مما يجب فعله. كان سونغ-هو لي خطيراً ولا يمكن الوثوق به، لكن ماذا لو كان محقاً بشأن جهاز التثبيت؟"دعونا نستمع إلى ما لديه ليقوله." قال جون أخيراً. "لكن هذا لا يعني أننا نوافق على أي شيء.""جون!"

اعترضت مين-آه. "لا يمكننا الوثوق به!""أعرف ذلك." همس جون. "لكننا نحتاج إلى معرفة المزيد. ربما نستطيع استخدام معلوماته دون الوقوع في فخه."ترددت مين-آه، ثم أومأت برأسها بتردد. "حسناً. لكن كن حذراً."التفت جون إلى سونغ-هو لي. "سنستمع إليك. لكن هنا، في الهواء الطلق. لن نعود إلى القصر معك."ضحك سونغ-هو لي. "كما تريد، سيد كيم. لكن ربما ترغب في رؤية شيء أولاً. شيء قد يغير

رأيك."أشار إلى يون-هي، التي أخرجت هاتفها وأظهرت لهم صورة. كانت صورة لسو-يون، مقيدة إلى كرسي في غرفة مظلمة."سو-يون!" صاح جون بصدمة. "ماذا فعلت بها؟!""لم أفعل شيئاً... بعد." قال سونغ-هو لي بهدوء. "إنها ضيفة لدينا. جاءت إلى

الحفلة بحثاً عنك، جون. كانت قلقة جداً عليك. ألم تكن لطيفة؟""أطلق سراحها فوراً!" طالب جون بغضب."سأفعل ذلك، بمجرد أن تستمع إلى عرضي بالكامل." قال سونغ-هو لي. "في مكتبي، حيث يمكنني أن أريك كل التفاصيل."نظر جون إلى أصدقائه بيأس. كانوا محاصرين. لم يكن لديهم خيار سوى اتباع سونغ-هو لي والاستماع إلى

عرضه."حسناً." وافق جون أخيراً. "سنأتي معك. لكن إذا لمست شعرة واحدة من رأس سو-يون...""لا داعي للتهديدات، سيد كيم." قاطعه سونغ-هو لي. "أنا رجل متحضر. لا أؤذي ضيوفي دون سبب."عادوا جميعاً إلى القصر، متبعين سونغ-هو لي ويون-هي عبر ممر جانبي لتجنب الضيوف الآخرين. وصلوا إلى مكتب سونغ-هو لي، حيث كانت

سو-يون جالسة على كرسي، غير مقيدة كما ظهرت في الصورة، لكنها بدت خائفة ومرتبكة."جون!" صاحت عندما رأته، ناهضة وراكضة نحوه. "أنا آسفة جداً! لقد حاولت تحذيرك، لكنهم أمسكوا بي!"احتضنها جون، محاولاً تهدئتها. "كل شيء على ما

يرام، سو-يون. هل أنت بخير؟ هل آذوك؟"هزت رأسها. "لا، لكنهم أخذوا هاتفي وأجبروني على البقاء هنا.""أرأيت؟" ابتسم سونغ-هو لي. "لم نؤذها. كانت مجرد... ضيافة إجبارية.""لماذا الصورة المزيفة إذن؟" سأل جون بغضب.هزت يون-هي كتفيها.

"كنا بحاجة إلى حافز لجعلكم تعودون. تحرير الصور سهل هذه الأيام."جلس سونغ-هو لي خلف مكتبه، مشيراً للآخرين بالجلوس على المقاعد المتوفرة. "والآن، دعونا نتحدث عن مستقبلكم. مستقبلنا جميعاً."جلسوا جميعاً بتردد، متوترين وحذرين."كما قلت سابقاً،" بدأ سونغ-هو لي، "هدفي هو فتح بوابة إلى الأبراج لاستخراج طاقة

منها. طاقة يمكنها تغيير العالم. لكنني بحاجة إلى مساعدتكم جميعاً لتحقيق ذلك.""لماذا نحن جميعاً؟" سألت هاي-جين. "أليست قدرة جون هي كل ما تحتاجه؟""قدرة جون هي المفتاح، نعم." أومأ سونغ-هو لي. "لكن فتح بوابة مستقرة يتطلب أكثر من ذلك. يتطلب توازناً دقيقاً بين أنواع مختلفة من القوى الخارقة."التفت إلى تاي-هو. "قدرتك الكهربائية، على سبيل المثال، يمكنها توفير الطاقة اللازمة

لتنشيط البوابة."ثم نظر إلى هاي-جين. "وقدرتك على تعزيز القوى الجسدية يمكنها مساعدة جون على تحمل الضغط الهائل الذي سيواجهه."وأخيراً، نظر إلى مين-آه وسو-يون. "وقدراتكما العقلية - التحليل المعزز والاستشعار العاطفي - ستكونان حاسمتين في مراقبة والتحكم في العملية برمتها.""وماذا عن يون-هي؟" سأل

جون، ملاحظاً أنها لم تُذكر.ابتسمت يون-هي ابتسامة غامضة. "قدرتي على التحرك عبر المواد الصلبة ستكون مفيدة جداً عندما تفتح البوابة. يمكنني الدخول والخروج منها بسهولة، استكشاف ما وراءها.""هذا جنون." قالت مين-آه. "حتى لو كان ما

تقوله صحيحاً، فإن المخاطر هائلة. قد نفتح شيئاً لا نستطيع إغلاقه.""هذه المرة سنكون مستعدين." أصر سونغ-هو لي. "لدينا تكنولوجيا أفضل، وفهم أعمق للعملية. وأهم من ذلك، لدينا جون - شخص عبر بالفعل بين العوالم.""لكنني لا أتذكر كيف فعلت ذلك." اعترض جون. "كنت في طائرة، ثم استيقظت هنا.""لا تحتاج إلى

تذكر." قال سونغ-هو لي. "جسدك يتذكر. خلاياك تحمل ذكرى العبور. وقدرتك - الصدى الأسود - هي نتيجة مباشرة لذلك العبور."نظر جون إلى أصدقائه، غير متأكد مما يجب فعله. كان عرض سونغ-هو لي مغرياً بطريقة ما - فرصة لفهم قدرته بشكل أفضل، ومعرفة المزيد عن كيفية وصوله إلى هذا العالم. لكنه كان يعلم أيضاً

أن سونغ-هو لي كان خطيراً ولا يمكن الوثوق به."وماذا عن جهاز التثبيت؟" سأل جون أخيراً. "قدرتي تنمو بسرعة خطيرة. حتى لو وافقت على مساعدتك، فأنا بحاجة إلى السيطرة عليها أولاً.""بالطبع." أومأ سونغ-هو لي. "الجهاز الذي أعطيتك إياه سابقاً كان نموذجاً أولياً فقط. يمكنني صنع جهاز أقوى وأكثر فعالية، يمكنه تثبيت قدرتك

عند مستوى آمن.""وكيف نعرف أنه ليس جهاز تحكم عن بعد مرة أخرى؟" سألت مين-آه بشك.ابتسم سونغ-هو لي. "يمكنك فحصه بنفسك، عزيزتي. أنت عالمة موهوبة، تماماً مثل أختك. يمكنك التأكد من أنه يعمل كما أقول.""وماذا تريد في المقابل؟" سألت هاي-جين، مدركة أن هناك دائماً ثمناً."تعاونكم." قال سونغ-هو لي ببساطة. "مساعدتكم في مشروع البوابة. ليس الآن - جون ليس مستعداً بعد. لكن

بعد بضعة أشهر، عندما يتعلم التحكم في قدرته بشكل أفضل.""وإذا رفضنا؟" سأل تاي-هو.تنهد سونغ-هو لي. "عندها ستواجهون مشكلة كبيرة. قدرة جون ستستمر في النمو، حتى تصبح خارجة عن السيطرة تماماً. وعندها، سيكون مصيره نفس مصير جين-وو وجي-يون."صمت الجميع، مدركين أنهم في موقف صعب. كان سونغ-هو

لي يمتلك المعرفة والموارد التي يحتاجونها، لكنه كان أيضاً خطيراً ولا يمكن الوثوق به."نحتاج وقتاً للتفكير." قال جون أخيراً."بالطبع." أومأ سونغ-هو لي. "خذوا الوقت الذي تحتاجونه. لكن لا تأخذوا وقتاً طويلاً جداً. قدرة جون تنمو بسرعة، وسيصل قريباً إلى نقطة الخطر."نهض، مشيراً إلى انتهاء الاجتماع. "يمكنكم العودة إلى الأكاديمية الآن. سأرسل سيارتي الخاصة لتوصيلكم.""وماذا عن المكونات التي

أخذناها؟" سألت مين-آه، متشبثة بحقيبتها.ابتسم سونغ-هو لي. "احتفظي بها. اعتبرها هدية مني. ربما تتمكنين من صنع جهاز تثبيت يعمل. وإذا لم تنجحي... فأنا هنا دائماً للمساعدة."غادروا المكتب بحذر، غير متأكدين مما إذا كان سونغ-هو لي سيسمح لهم بالمغادرة حقاً. لكنه لم يحاول إيقافهم. بدلاً من ذلك، أمر سائقه الخاص بتوصيلهم إلى الأكاديمية.في السيارة، جلسوا جميعاً في صمت لفترة، كل منهم

غارق في أفكاره."هل تعتقدون أنه كان صادقاً؟" سأل جون أخيراً."بالتأكيد لا." قالت مين-آه بحزم. "سونغ-هو لي لا يهتم بتغيير العالم للأفضل. إنه يهتم فقط بالقوة والسيطرة.""لكن ماذا لو كان محقاً بشأن البوابة؟" سأل جون. "ماذا لو كان بإمكاننا حقاً استخراج طاقة من الأبراج؟""المخاطر كبيرة جداً." قالت هاي-جين. "تذكر ما حدث قبل عشرين عاماً. انفجار قتل العشرات، ودمر مختبراً بأكمله.""وماذا عن جهاز التثبيت؟" سأل جون. "هل تعتقدين أنك تستطيعين صنعه، مين-آه؟"ترددت مين-آه.

"سأحاول. لدي مخططات أختي، والآن لدي المكونات أيضاً. لكنني لست متأكدة من نجاحي.""يجب أن تنجحي." قال تاي-هو بجدية. "لا يمكننا الاعتماد على سونغ-هو لي. لا يمكننا الوثوق به."التفت جون إلى سو-يون، التي كانت صامتة طوال الوقت. "أنت لم تقولي شيئاً، سو-يون. ما رأيك؟"نظرت إليه سو-يون بعينين قلقتين. "أنا... لست متأكدة. سونغ-هو لي مخيف، لكن... ربما يكون محقاً بشأن قدرتك. أشعر بها تنمو،

جون. أشعر بها تصبح أقوى كل يوم.""كيف تشعرين بها؟" سأل جون بفضول.ترددت سو-يون. "قدرتي... تسمح لي بالشعور بعواطف الآخرين. لكنها تسمح لي أيضاً بالشعور بقواهم الخارقة، بطريقة ما. وقدرتك... إنها تشع منك كالنار، تزداد سخونة وشدة كل يوم.""هذا مقلق." قال جون، شاعراً بالقلق يتصاعد في صدره. "كم من

الوقت تعتقدين أن لدي قبل أن تصبح خطيرة؟""لا أعرف بالتأكيد." اعترفت سو-يون. "لكن ليس كثيراً. أسابيع، ربما. ليس أكثر."نظر جون إلى مين-آه. "هل يمكنك صنع الجهاز في غضون أسابيع؟""سأعمل ليلاً ونهاراً." وعدت مين-آه. "لكنني لا أستطيع أن أعدك بشيء."وصلت السيارة إلى الأكاديمية، وتوقفت أمام البوابة الرئيسية. نزلوا

جميعاً، شاكرين السائق الذي انطلق بعيداً بمجرد إغلاقهم للأبواب."ماذا نفعل الآن؟" سأل تاي-هو."نحتاج إلى خطة." قالت هاي-جين. "سونغ-هو لي لن يتركنا وشأننا. سيحاول استخدام جون لمشروعه، بطريقة أو بأخرى.""وماذا عن البروفيسور كانغ؟" اقترح جون. "هل يمكننا الوثوق به؟"ترددت هاي-جين. "البروفيسور كانغ وسونغ-هو لي كانا صديقين قديمين. لكنهما اختلفا بعد الحادث. كانغ يعتقد أن سونغ-هو لي

ذهب بعيداً جداً.""إذن ربما يمكنه مساعدتنا؟" سأل جون بأمل."ربما." أومأت هاي-جين. "لكننا يجب أن نكون حذرين. لا نعرف من يمكننا الوثوق به حقاً.""سنتحدث إليه غداً." قرر جون. "الآن، جميعنا متعبون ومرهقون. نحتاج إلى الراحة والتفكير."اتفقوا جميعاً على ذلك، وبدأوا بالتوجه نحو مساكنهم. لكن قبل أن يتفرقوا، أمسكت سو-يون بذراع جون."جون، هل يمكنني التحدث معك على انفراد لحظة؟" سألت بصوت منخفض.نظر جون إلى الآخرين. "سألحق بكم لاحقاً."أومأوا برؤوسهم وابتعدوا، تاركين

جون وسو-يون وحدهما."ما الأمر، سو-يون؟" سأل جون بلطف.بدت سو-يون متوترة، تنظر حولها كما لو كانت تخشى أن يسمعها أحد. "هناك شيء لم أخبرك به. شيء عن قدرتي.""ما هو؟" سأل جون بفضول."قدرتي ليست مجرد استشعار عاطفي." اعترفت سو-يون. "إنها أكثر من ذلك. يمكنني... التأثير على عواطف الآخرين أيضاً. تغييرها، توجيهها.""حقاً؟" قال جون، مندهشاً. "هذا... مثير للإعجاب.""وخطير." أضافت سو-يون. "لهذا السبب أخفيه. لا أريد أن يعرف الناس أنني يمكنني التلاعب بمشاعرهم.""لماذا تخبرينني بهذا الآن؟" سأل جون.ترددت سو-يون، ثم قالت: "لأنني أعتقد أنه يمكنني

مساعدتك. يمكنني مساعدتك على التحكم في قدرتك، من خلال التحكم في عواطفك.""كيف؟" سأل جون."قدرتك - الصدى الأسود - تتأثر بعواطفك." شرحت سو-يون. "عندما تكون غاضباً أو خائفاً، تصبح أقوى لكن أقل تحكماً. عندما تكون هادئاً ومركزاً، يمكنك السيطرة عليها بشكل أفضل.""وأنت تعتقدين أنك تستطيعين مساعدتي على البقاء هادئاً ومركزاً؟" سأل جون."نعم." أومأت سو-يون. "يمكنني تهدئة عواطفك، مساعدتك على التركيز. قد لا يكون حلاً دائماً، لكنه قد يمنحنا الوقت

الذي نحتاجه حتى تتمكن مين-آه من صنع جهاز التثبيت."فكر جون في عرضها. كان مغرياً، لكنه كان أيضاً يشعر بعدم الارتياح من فكرة أن شخصاً آخر يتحكم في عواطفه."لا أعرف، سو-يون." قال بتردد. "أقدر عرضك، لكن...""أنت لا تثق بي." أكملت سو-يون، تبدو حزينة. "أفهم ذلك. بعد كل ما حدث، من الصعب أن تثق بأي شخص.""ليس الأمر كذلك." قال جون بسرعة. "أنا فقط... غير مرتاح لفكرة أن شخصاً آخر

يتحكم في عواطفي.""لن أتحكم فيها." أوضحت سو-يون. "سأساعدك فقط على توجيهها. القرار النهائي سيكون لك دائماً."فكر جون للحظات، ثم قال: "دعيني أفكر في الأمر، حسناً؟ كل شيء يحدث بسرعة كبيرة، وأنا بحاجة إلى بعض الوقت لاستيعاب كل شيء."ابتسمت سو-يون ابتسامة صغيرة. "بالطبع. خذ الوقت الذي تحتاجه. أنا هنا عندما تكون مستعداً.""شكراً لك، سو-يون." ابتسم جون. "وشكراً لثقتك

بي ومشاركة سرك معي.""أنت الشخص الوحيد الذي أثق به حقاً، جون." قالت سو-يون بنبرة شخصية جعلت جون يشعر بالدفء والارتباك في آن واحد.ودعها وتوجه نحو مسكنه، عقله يدور بسرعة. كان اليوم مليئاً بالمفاجآت والاكتشافات، وكان يشعر

بالإرهاق الشديد.عندما وصل إلى غرفته، وجد ورقة صغيرة مدسوسة تحت بابه. فتحها بحذر، وقرأ الرسالة المكتوبة بخط أنيق:"لم تسمع كل الحقيقة بعد. التقِ بي عند البحيرة في منتصف الليل. وحدك. - ي"كانت الرسالة من يون-هي، بلا شك. ماذا يمكن أن تريد؟ وما هي "الحقيقة" التي تتحدث عنها؟جلس جون على سريره، متسائلاً

عما يجب فعله. هل يجب أن يذهب للقاء يون-هي؟ هل يمكن أن تكون فخاً؟ أم أنها حقاً تريد مساعدته؟نظر إلى الساعة. كان لديه ساعتان حتى منتصف الليل. ساعتان ليقرر ما إذا كان سيخاطر بمقابلة ابنة عدوه، أم سيتجاهل رسالتها ويفقد فرصة محتملة لمعرفة المزيد.تنهد بعمق، مدركاً أن قراره قد يغير كل شيء. كان عليه أن

يختار بحكمة، لأن المخاطر كانت أكبر من أي وقت مضى.في نفس الوقت، في مكتبه الفخم في القصر، كان سونغ-هو لي يجلس خلف مكتبه، يراقب شاشة تعرض صوراً من كاميرات المراقبة في الأكاديمية. كان يراقب جون وأصدقاءه بعناية، مبتسماً ابتسامة رضا."هل تعتقد أنهم صدقوك؟" سألت يون-هي، واقفة بجانب والدها."لا

يهم ما يصدقونه." قال سونغ-هو لي بثقة. "المهم هو أنهم الآن يفكرون في عرضي. وهذا كل ما أحتاجه.""وماذا عن الفتاة - مين-آه؟" سألت يون-هي. "هل تعتقد أنها ستتمكن من صنع جهاز تثبيت يعمل؟"ضحك سونغ-هو لي. "ربما. إنها موهوبة، تماماً مثل أختها. لكن حتى لو نجحت، فإن الجهاز لن يكون قوياً بما يكفي للتعامل

مع قدرة جون المتنامية. سيحتاج إلي في النهاية.""وماذا عن رسالتي له؟" سألت يون-هي. "هل تعتقد أنه سيأتي؟""سيأتي." قال سونغ-هو لي بثقة. "إنه فضولي جداً، ويائس للحصول على إجابات. وأنت... لديك تأثير خاص عليه."ابتسمت يون-هي

ابتسامة غامضة. "نعم، لدي ذلك.""تذكري الخطة." حذرها سونغ-هو لي. "لا تخبريه بالكثير. فقط ما يكفي لجعله يثق بك.""أعرف ما أفعله، أبي." قالت يون-هي بثقة. "سأجعله يثق بي، وسيكون لنا.""ممتاز." ابتسم سونغ-هو لي. "كل شيء يسير وفقاً

للخطة. قريباً، سنفتح البوابة، وسنغير العالم إلى الأبد."نظرا معاً إلى الشاشة، حيث كان جون جالساً على سريره، يحدق في الرسالة، غير مدرك أنه كان جزءاً من لعبة أكبر بكثير مما كان يتخيل.

2025/04/24 · 14 مشاهدة · 2379 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025