الفصل السابع: المختبر السري

قاد سونغ-هو لي جون عبر ممر جانبي مزين بلوحات فنية باهظة الثمن، بعيداً عن صخب الحفلة. كان جون يشعر بالتوتر يتصاعد في صدره، مدركاً أنه يبتعد عن هاي-جين ومين-آه، وعن خطتهم الأصلية."أنت متوتر، سيد كيم." لاحظ سونغ-هو لي، ملقياً نظرة جانبية على جون. "لا داعي لذلك. أنا فقط أريد التحدث معك.""عن ماذا بالضبط،

سيد لي؟" سأل جون، محاولاً إبقاء صوته ثابتاً."عن إمكاناتك الاستثنائية، بالطبع." ابتسم سونغ-هو لي. "الصدى الأسود... قدرة نادرة للغاية. لم أرها منذ عشرين عاماً."توقف جون عن المشي. "أنت تعرف عن قدرتي.""بالطبع أعرف." ضحك سونغ-هو لي بخفة. "أنا أعرف كل شيء يحدث في الأكاديمية. خاصة عندما يتعلق الأمر بشخص يمتلك نفس القدرة التي تسببت في... حادث مؤسف في الماضي.""حادث مؤسف؟"

كرر جون بسخرية. "أنت تتحدث عن انفجار قتل العشرات، بمن فيهم جين-وو بارك وجي-يون كيم."تلاشت ابتسامة سونغ-هو لي قليلاً. "أرى أنك سمعت نسخة واحدة من القصة. دعني أخبرك بالحقيقة الكاملة، سيد كيم."استأنف المشي، مشيراً لجون بمتابعته. "جين-وو وجي-يون كانا عالمين موهوبين للغاية، وكانا يعملان على

مشروع ثوري - استخدام الصدى الأسود لإنشاء مصدر طاقة نظيف غير محدود. كان يمكن أن يغير العالم.""لكن شيئاً ما حدث." قال جون."نعم." أومأ سونغ-هو لي. "في يوم التجربة النهائية، قرر جين-وو تجاوز بروتوكولات الأمان التي وضعناها. كان

متحمساً جداً، متلهفاً جداً لإثبات نظريته. رغم تحذيراتي، زاد مستوى الطاقة إلى ما يتجاوز الحدود الآمنة."توقف للحظة، وظهر تعبير حزين على وجهه. "عندما بدأت الأمور تخرج عن السيطرة، أمرت بإخلاء المختبر. لكن جين-وو رفض المغادرة. وجي-يون... قررت البقاء معه. كانا يعتقدان أنهما يستطيعان السيطرة على الوضع.""وماذا فعلت أنت؟" سأل جون."غادرت مع بقية الفريق، بالطبع." قال سونغ-هو لي كأن الأمر

بديهي. "كنت مسؤولاً عن سلامة الجميع. لكنني حاولت إقناعهما بالمغادرة حتى اللحظة الأخيرة."وصلا إلى باب كبير في نهاية الممر. أدخل سونغ-هو لي رمزاً في لوحة مفاتيح رقمية بجانب الباب، وفُتح الباب بصوت طنين خافت."مكتبي الخاص." قال، مشيراً لجون بالدخول.تردد جون للحظة، ثم دخل. كان المكتب فسيحاً ومهيباً، مع

نوافذ زجاجية كبيرة تطل على أضواء المدينة. كانت الجدران مغطاة بالكتب والشهادات والجوائز، وفي المنتصف كان هناك مكتب ضخم من الخشب الداكن."اجلس، من فضلك." أشار سونغ-هو لي إلى كرسي جلدي مريح أمام

المكتب.جلس جون، مراقباً سونغ-هو لي وهو يتجه نحو خزانة صغيرة ويخرج منها زجاجة ويسكي فاخرة وكأسين."هل تشرب، سيد كيم؟" سأل، رافعاً الزجاجة."لا، شكراً." رفض جون، متذكراً تحذير هاي-جين بعدم تناول أي شيء."كما تريد." هز سونغ-هو لي كتفيه، وصب لنفسه كأساً. "أنا أقدر الحذر. إنها صفة مهمة."جلس خلف مكتبه،

ونظر إلى جون بعينين متفحصتين. "دعنا نتحدث عن سبب وجودك هنا الليلة، سيد كيم.""أنا هنا لأن ابنتك دعتني." قال جون ببساطة.ضحك سونغ-هو لي. "نعم، بناءً على تعليماتي. لكنني أعني سبب وجودك في هذا العالم، في هذه الأكاديمية، مع هذه القدرة النادرة."شعر جون بالصدمة. "أنت تعرف أنني... لست من هنا؟""بالطبع."

أومأ سونغ-هو لي. "البروفيسور كانغ وأنا أصدقاء قدامى. نحن نتشارك المعلومات عن... الحالات المثيرة للاهتمام.""إذن أنت تعرف أنني انتقلت إلى هنا بعد حادث طائرة." قال جون."نعم، قصة مثيرة للاهتمام." قال سونغ-هو لي، رشفاً من كأسه. "لكن ما هو أكثر إثارة للاهتمام هو توقيت وصولك. بعد عشرين عاماً بالضبط من الحادث الذي قتل آخر شخصين يمتلكان الصدى الأسود. هل تؤمن بالصدف، سيد كيم؟""لا أعرف." أجاب جون بصدق."أنا لا أؤمن بها." قال سونغ-هو لي بحزم. "أعتقد أن وصولك كان مقدراً. أعتقد أنك هنا لإكمال ما بدأه جين-وو وجي-يون.""وما هو ذلك بالضبط؟" سأل جون بحذر.وضع سونغ-هو لي كأسه جانباً، ومال إلى الأمام. "تغيير العالم، سيد كيم.

إنشاء مصدر طاقة يمكنه حل أزمة الطاقة العالمية، وتمكين البشرية من التقدم إلى المستوى التالي من التطور.""وكيف تتخيل أن أفعل ذلك؟" سأل جون."بمساعدتي، بالطبع." ابتسم سونغ-هو لي. "لدي الموارد، والمعدات، والعلماء. وأهم من ذلك، لدي عشرون عاماً من البحث والتطوير منذ الحادث. لقد تعلمنا من أخطاء الماضي.

يمكننا النجاح حيث فشلوا.""وماذا لو رفضت؟" سأل جون مباشرة.تلاشت ابتسامة سونغ-هو لي، وظهرت نظرة باردة في عينيه. "هذا سيكون... مؤسفاً. خاصة مع نمو قدرتك بهذه السرعة الخطيرة."صُدم جون. "كيف عرفت عن ذلك؟""كما قلت، البروفيسور كانغ وأنا نتشارك المعلومات." قال سونغ-هو لي. "أعرف أن قدرتك تنمو بمعدل غير مسبوق، وأنك تتفاعل مع إشعاعات البرج. أعرف أنك ستصل قريباً إلى نقطة اللاعودة - النقطة التي وصل إليها جين-وو قبل أن يفقد السيطرة."نهض

سونغ-هو لي وتوجه نحو لوحة على الجدار. أزاحها، كاشفاً عن خزنة مخفية. فتحها وأخرج منها جهازاً صغيراً يشبه السوار."هذا جهاز تثبيت." قال، مقدماً الجهاز لجون. "صممته خصيصاً للصدى الأسود. يمكنه تثبيت قدرتك عند مستوى آمن، منعك من الوصول إلى نقطة اللاعودة."نظر جون إلى الجهاز بدهشة. كان يشبه تماماً الجهاز

الذي وصفته مين-آه، الذي كانت تخطط لصنعه باستخدام مخططات أختها."لماذا تعطيني هذا؟" سأل جون بشك."لأنني لا أريد تكرار مأساة الماضي." قال سونغ-هو لي بنبرة صادقة. "وأيضاً لأنني أريد كسب ثقتك. أريدك أن ترى أنني لست الوحش الذي يصفونني به."تردد جون، ثم أخذ الجهاز. كان خفيفاً ومصنوعاً بدقة، مع شاشة صغيرة

وأزرار دقيقة."كيف يعمل؟" سأل."ببساطة، ضعه حول معصمك وشغله." شرح سونغ-هو لي. "سيقوم بمراقبة مستويات طاقتك وتثبيتها عند حد آمن. لن يمنعك من استخدام قدرتك، لكنه سيمنعك من تجاوز الحدود الخطيرة."كان جون متردداً. كان هذا بالضبط ما كان يبحث عنه، لكنه لم يكن متأكداً مما إذا كان يمكنه الوثوق بسونغ-هو لي."ماذا تريد في المقابل؟" سأل أخيراً.ابتسم سونغ-هو لي. "ذكي جداً. نعم، لدي

طلب بسيط. أريدك أن تأتي إلى مختبري مرة واحدة في الأسبوع لإجراء بعض الاختبارات. اختبارات آمنة تماماً، تحت إشرافي الشخصي. سنستكشف معاً إمكانات قدرتك، بطريقة مسؤولة وآمنة.""وإذا رفضت؟" سأل جون مرة أخرى."يمكنك الاحتفاظ بالجهاز على أي حال." قال سونغ-هو لي بكرم مفاجئ. "سلامتك هي الأولوية. لكنني آمل أن تفكر في عرضي. هذه فرصة نادرة، سيد كيم."قبل أن يتمكن جون من

الرد، سمعا طرقاً على الباب."أبي؟" كان صوت يون-هي. "هل أنت هنا؟""نعم، عزيزتي. ادخلي." دعاها سونغ-هو لي.دخلت يون-هي، ترتدي فستانها الأسود الأنيق. "آه، هنا أنت يا جون. الجميع يبحث عنك.""حقاً؟" سأل جون، متذكراً فجأة خطته مع هاي-جين ومين-آه. كان من المفترض أن يلتقي بهما عند الباب المؤدي إلى الطابق السفلي."نعم، خاصة تلك المدربة المخيفة، هاي-جين." قالت يون-هي بنبرة ساخرة قليلاً. "تبدو قلقة جداً عليك.""يجب أن أعود إلى الحفلة." قال جون، ناهضاً."بالطبع." أومأ سونغ-هو لي. "لكن فكر في عرضي، سيد كيم. وخذ الجهاز معك. يمكنك تجربته

متى شئت."وضع جون الجهاز في جيبه، غير متأكد مما إذا كان سيستخدمه، لكنه لم يرغب في رفض هدية قد تكون مفيدة."شكراً لك، سيد لي." قال بأدب. "سأفكر في الأمر.""سأرافقك إلى الحفلة." عرضت يون-هي، ممسكة بذراعه.غادرا المكتب معاً،

تاركين سونغ-هو لي ينظر خلفهما بابتسامة غامضة."ماذا قال لك أبي؟" سألت يون-هي بفضول بينما كانا يسيران في الممر."كان يتحدث عن قدرتي، وعن الحادث الذي وقع قبل عشرين عاماً." أجاب جون بحذر."آه، ذلك." تنهدت يون-هي. "إنه لا يزال يشعر

بالذنب بشأن ذلك، تعلم. يشعر أنه مسؤول عما حدث لجين-وو وجي-يون.""هل هو كذلك؟" سأل جون، مراقباً ردة فعلها.ترددت يون-هي للحظة. "الأمر معقد. كان أبي مسؤولاً عن المشروع، نعم. لكن جين-وو هو من اتخذ القرار بتجاوز بروتوكولات الأمان. على الأقل، هذا ما أخبرني به أبي دائماً."وصلا إلى قاعة الحفلة الرئيسية، حيث كان

الضيوف لا يزالون يرقصون ويتحدثون. بحث جون بعينيه عن هاي-جين أو مين-آه، لكنه لم يستطع رؤية أي منهما."أحتاج إلى استخدام الحمام." قال لـيون-هي، محاولاً التخلص منها."بالطبع. إنه في نهاية ذلك الممر." أشارت يون-هي. "سأنتظرك هنا.""لا داعي لذلك." قال جون بسرعة. "قد أتحدث مع بعض الضيوف الآخرين بعد ذلك.

استمتعي بالحفلة."بدت يون-هي غير مقتنعة، لكنها أومأت برأسها. "حسناً. لكن لا تختفِ مرة أخرى. أبي سيريد التحدث معك مرة أخرى قبل نهاية الليلة."ابتعد جون،

متظاهراً بالتوجه نحو الحمام، لكنه انعطف في ممر جانبي بمجرد أن أصبحت يون-هي خارج مرمى البصر. كان عليه العثور على هاي-جين ومين-آه بسرعة.توجه نحو الباب الذي أشارت إليه يون-هي سابقاً - المؤدي إلى الطابق السفلي. كان هناك حارس يقف أمامه، لكن لم يكن هناك أثر لصديقتيه.اقترب جون من الحارس، غير

متأكد مما يجب فعله. "عذراً، هل رأيت امرأتين - واحدة ترتدي فستاناً أزرق والأخرى فستاناً أحمر - تمران من هنا؟"نظر إليه الحارس بشك. "لا، سيدي. هذه منطقة محظورة على الضيوف.""آه، أنا آسف. يبدو أنني ضللت طريقي." اعتذر جون، متراجعاً.ابتعد، متسائلاً أين يمكن أن تكونا. هل تخلتا عن الخطة؟ أم أنهما واجهتا

مشكلة ما؟فجأة، شعر بيد تمسك بذراعه وتسحبه إلى غرفة جانبية صغيرة. كان على وشك الصراخ عندما رأى أنها هاي-جين."أين كنت؟!" همست بغضب. "لقد انتظرناك لمدة نصف ساعة!""آسف، سونغ-هو لي أخذني إلى مكتبه للتحدث." اعتذر جون. "لم أستطع الرفض.""ماذا أراد؟" سألت هاي-جين بقلق."سأشرح لاحقاً. أين مين-آه؟""هنا."

خرجت مين-آه من الظلال في زاوية الغرفة. "لقد اضطررنا لتغيير الخطة. الحارس لم يتحرك من أمام الباب، حتى مع محاولات التشتيت.""ماذا سنفعل الآن؟" سأل جون."لدي خطة بديلة." قالت هاي-جين. "هناك مدخل آخر للطابق السفلي - عبر المطبخ.

سيكون أكثر ازدحاماً، لكن قد يكون أسهل للتسلل.""حسناً، لنجرب ذلك." وافق جون."قبل أن نذهب،" قالت مين-آه، "ماذا قال لك سونغ-هو لي؟"تردد جون للحظة، ثم أخرج الجهاز من جيبه. "أعطاني هذا. قال إنه جهاز تثبيت للصدى الأسود، يمكنه منع قدرتي من النمو بشكل خطير."أخذت مين-آه الجهاز بحذر، متفحصة إياه بعينين

متشككتين. "هذا... هذا يشبه تماماً الجهاز الذي صممته أختي.""هل تعتقدين أنه حقيقي؟" سأل جون."لا أعرف." اعترفت مين-آه. "يبدو مطابقاً للمخططات، لكن... لا يمكنني الوثوق بأي شيء يأتي من سونغ-هو لي.""يمكننا فحصه لاحقاً." قالت

هاي-جين بنفاد صبر. "الآن، علينا التركيز على الوصول إلى المختبر."أعادت مين-آه الجهاز إلى جون، الذي وضعه في جيبه مرة أخرى. "هاي-جين محقة. لنركز على المهمة."غادروا الغرفة الصغيرة بحذر، متوجهين نحو المطبخ. كان المكان مزدحماً

بالطهاة والنادلين الذين يعدون ويقدمون الطعام للضيوف."كيف سنمر من هنا دون أن يلاحظنا أحد؟" همس جون."سنتظاهر بأننا ضيوف ضللنا طريقنا." قالت هاي-جين. "اتبعاني وتصرفا بثقة."دخلوا المطبخ، متجاهلين النظرات المستغربة من الطاقم.

قادتهم هاي-جين عبر المطبخ نحو باب في الخلف."عذراً، سيدتي، هذه منطقة للموظفين فقط." اعترض أحد الطهاة."آه، نحن آسفون." ابتسمت هاي-جين ابتسامة اعتذار. "كنا نبحث عن الحمام. يبدو أننا ضللنا طريقنا.""الحمامات في الاتجاه الآخر، عبر القاعة الرئيسية." أشار الطاهي."شكراً جزيلاً." ابتسمت هاي-جين، لكنها لم تتحرك.نظر

إليهم الطاهي بشك متزايد. "هل يمكنني مساعدتكم بشيء آخر؟"قبل أن تتمكن هاي-جين من الرد، تدخلت مين-آه. "في الواقع، نحن هنا بناءً على طلب السيد لي. طلب منا التحقق من شيء ما في الطابق السفلي.""السيد لي؟" بدا الطاهي غير مقتنع. "لم أسمع شيئاً عن هذا.""إنه أمر خاص." قالت مين-آه بثقة. "يمكنك الاتصال

به للتأكد إذا أردت، لكنه لن يكون سعيداً بالمقاطعة."تردد الطاهي، غير راغب في المخاطرة بإزعاج رب عمله. "حسناً، لكن كونوا سريعين.""بالطبع، شكراً لك." ابتسمت

مين-آه.سمح لهم بالمرور عبر الباب، الذي أدى إلى سلم ضيق يؤدي إلى الأسفل."ذلك كان ذكياً." همس جون لمين-آه وهم ينزلون السلم."أحياناً الحقيقة الجزئية أفضل من الكذبة الكاملة." ابتسمت مين-آه. "سونغ-هو لي بالفعل طلب

منك شيئاً، فقط ليس هذا بالتحديد."وصلوا إلى أسفل السلم، حيث كان هناك ممر طويل مضاء بشكل خافت. كان الممر يؤدي إلى عدة أبواب، وفي النهاية كان هناك باب معدني كبير مع لوحة مفاتيح أمنية."هذا هو." همست هاي-جين. "الباب المؤدي إلى النفق."اقتربوا من الباب بحذر. كانت لوحة المفاتيح تطلب رمزاً مكوناً من ستة

أرقام."حسناً، لنجرب تاريخ ميلاد أختك." قال جون لمين-آه.أدخلت مين-آه الرمز: 150583. أضاء ضوء أحمر على اللوحة، مشيراً إلى أن الرمز خاطئ."لم ينجح." قالت مين-آه بإحباط."جربي تاريخ الحادث." اقترحت هاي-جين.أدخلت مين-آه رمزاً جديداً:

230503. أضاء الضوء الأخضر هذه المرة، وسُمع صوت طنين خافت مع فتح القفل."نجح!" همس جون بحماس.فتحوا الباب ببطء، كاشفين عن نفق طويل مضاء بأضواء فلورسنت. كان النفق نظيفاً ومصمماً بشكل حديث، مع أرضية معدنية

وجدران بيضاء."هذا ليس ما توقعته." اعترفت مين-آه. "كنت أتوقع نفقاً قديماً ومتربباً.""سونغ-هو لي يحب الأشياء الحديثة والأنيقة." قالت هاي-جين. "حتى أنفاقه السرية."بدأوا بالسير في النفق، حذرين من أي كاميرات مراقبة أو أنظمة أمان. لكن النفق بدا خالياً من أي تكنولوجيا مراقبة ظاهرة."هذا غريب." قالت هاي-جين. "لا

توجد كاميرات أو أجهزة استشعار. لماذا يترك نفقاً سرياً دون حماية؟""ربما لأنه لا يتوقع أن يتمكن أحد من الوصول إليه؟" اقترح جون."أو ربما..." بدأت مين-آه، لكنها توقفت فجأة. "انتظرا. هل تسمعان ذلك؟"توقفوا جميعاً، مصغين. كان هناك صوت طنين خافت، يزداد تدريجياً."يبدو كأنه..." بدأ جون."إنذار!" صاحت هاي-جين. "لقد تم

اكتشافنا!"فجأة، أضاءت أضواء حمراء في النفق، وبدأ صوت الإنذار يعلو. من نهاية النفق، سمعوا صوت أبواب تُفتح وأقدام تركض."علينا الخروج من هنا!" صاحت مين-آه."لا، لقد وصلنا بعيداً جداً!" رفضت هاي-جين. "المختبر يجب أن يكون في نهاية هذا النفق. إذا ركضنا، يمكننا الوصول إليه قبلهم.""هذا جنون!" اعترضت مين-آه. "سنقع في الفخ!""أنا ذاهبة." قالت هاي-جين بإصرار. "يمكنكما العودة إذا أردتما."بدأت

بالركض نحو نهاية النفق، تاركة جون ومين-آه في حيرة."ماذا نفعل؟" سأل جون.ترددت مين-آه للحظة، ثم قالت: "لا يمكننا تركها وحدها. هيا!"ركضا خلف هاي-جين، متجاهلين صوت الإنذار وأصوات الحراس القادمين من خلفهم. وصلوا إلى نهاية النفق، حيث كان هناك باب معدني آخر. كانت هاي-جين تحاول فتحه بالفعل."إنه مقفل!" قالت بإحباط."دعني أجرب." تقدمت مين-آه، وأخرجت جهازاً صغيراً من

حقيبتها. "هذا جهاز اختراق إلكتروني. قد يعمل على هذا النوع من الأقفال."وصلت الجهاز بلوحة المفاتيح، وبدأت الشاشة تومض بسرعة، تجرب آلاف الرموز في ثوانٍ."أسرعي!" حثها جون، سامعاً أصوات الحراس تقترب."أحاول!" قالت مين-آه بتوتر.أخيراً، أضاء ضوء أخضر على الجهاز، وفُتح الباب بصوت طنين."نجحنا!" صاحت

مين-آه بفرح.دخلوا بسرعة، وأغلقوا الباب خلفهم. كانوا الآن في غرفة كبيرة مليئة بالمعدات العلمية المتطورة. كانت هناك أجهزة كمبيوتر، وشاشات، وآلات غريبة الشكل في كل مكان."هذا هو." همست هاي-جين بذهول. "مختبر لي السري.""علينا الإسراع." قالت مين-آه. "الحراس سيصلون قريباً. جون، ابحث عن أي معلومات عن الحادث. هاي-جين، ابحثي عن أي شيء يتعلق بوالدك. أنا سأبحث عن المكونات التي

نحتاجها لجهاز التثبيت."تفرقوا، كل منهم يبحث في جزء مختلف من المختبر. كان جون يتفحص أجهزة الكمبيوتر، محاولاً العثور على أي ملفات تتعلق بالصدى الأسود أو الحادث.وجد جهاز كمبيوتر مفتوحاً، وبدأ بتصفح الملفات بسرعة. وجد مجلداً بعنوان "مشروع فينيكس"، وفتحه بفضول.كانت هناك مئات الملفات - تقارير، وصور،

ومقاطع فيديو. بدأ بفتح بعض الملفات عشوائياً، وصُدم مما رآه."مين-آه، هاي-جين!" ناداهما بصوت منخفض. "عليكما رؤية هذا."اقتربتا منه، ونظرتا إلى الشاشة. كان يعرض تقريراً بعنوان "إعادة إنشاء الصدى الأسود: التقدم والتوقعات"."ماذا يعني هذا؟" سأل جون.قرأت مين-آه بسرعة. "يبدو أن سونغ-هو لي كان يحاول إعادة إنشاء

الصدى الأسود اصطناعياً منذ الحادث. كان يحاول... تكرار قدرتك في أشخاص آخرين.""هل نجح؟" سأل جون بقلق."لا يبدو ذلك." قالت مين-آه، متابعة القراءة. "كل التجارب فشلت. حتى وصولك.""انظروا إلى هذا." قالت هاي-جين، مشيرة إلى ملف آخر. فتحته، وظهرت صورة لجون - صورة التقطت له في الأكاديمية، دون علمه."لقد

كان يراقبك منذ وصولك." قالت هاي-جين بغضب. "كان يعرف عنك كل شيء.""وهناك المزيد." قالت مين-آه، فاتحة ملفاً آخر. "يبدو أنه كان يخطط لاستخدام قدرتك لإكمال مشروعه الأصلي - إنشاء مصدر طاقة باستخدام الصدى الأسود.""المشروع الذي قتل

أختك ووالد تاي-هو." قال جون."نعم." أومأت مين-آه برأسها. "لكن هناك شيء آخر هنا... شيء عن 'المرحلة الثانية'."فتحت ملفاً آخر، وقرأت بصمت للحظات. ثم شحب وجهها. "يا إلهي.""ماذا؟" سأل جون بقلق."المرحلة الثانية ليست مجرد إنشاء مصدر طاقة." قالت مين-آه بصوت مرتجف. "إنها... استخدام الصدى الأسود لفتح بوابة إلى

الأبراج.""بوابة؟" كرر جون باستغراب. "ماذا يعني ذلك؟""لا أعرف بالتأكيد." اعترفت مين-آه. "لكن يبدو أنه يعتقد أن الصدى الأسود يمكنه إنشاء نوع من البوابات بين عالمنا والأبراج. وربما... بين العوالم المختلفة.""مثل العالم الذي أتيت منه." قالت هاي-جين، مدركة الآن. "هذا يفسر اهتمامه الشديد بك. إنه لا يريد فقط قدرتك، بل

يريد معرفة كيف انتقلت بين العوالم.""وهذا يفسر الجهاز الذي أعطاني إياه." قال جون، مخرجاً جهاز التثبيت من جيبه. "إنه لا يريد تثبيت قدرتي، بل يريد التحكم فيها."أخذت مين-آه الجهاز منه، وفحصته بعناية أكبر. "نعم، هذا ليس جهاز تثبيت عادي. إنه جهاز تحكم عن بعد. يمكنه التحكم في قدرتك - تنشيطها أو تعطيلها عن

بعد.""لذلك كان سخياً جداً في إعطائي إياه." فهم جون الآن. "كان يريد وضع قدرتي تحت سيطرته.""علينا أخذ هذه المعلومات والخروج من هنا." قالت هاي-جين بإلحاح. "الحراس سيصلون في أي لحظة.""انتظري." قالت مين-آه. "لا زلت بحاجة إلى المكونات لجهاز التثبيت الحقيقي.""هل وجدتها؟" سأل جون."ليس بعد، لكنني أعرف الآن أين يجب أن أبحث." قالت مين-آه، متوجهة نحو خزانة كبيرة في الجانب الآخر من

المختبر. "يجب أن تكون هنا."فتحت الخزانة، وبدأت بتفتيش محتوياتها بسرعة. "نعم! هذه هي!"أخرجت عدة صناديق صغيرة تحتوي على مكونات إلكترونية دقيقة. "هذه هي المكونات التي نحتاجها. مع هذه، يمكنني صنع جهاز تثبيت حقيقي، يعمل وفقاً لمخططات أختي.""رائع، والآن لنخرج من هنا." قال جون.فجأة، سمعوا صوت الباب

يُفتح. التفتوا جميعاً، متوقعين رؤية الحراس، لكنهم فوجئوا برؤية شخص آخر تماماً."تاي-هو؟!" قال جون بصدمة.كان تاي-هو بارك يقف في المدخل، يرتدي بدلة سوداء أنيقة. كان وجهه يحمل تعبيراً غاضباً، وكانت يداه تتوهجان بشرارات كهربائية زرقاء."كنت أعرف أنك ستأتي إلى هنا." قال تاي-هو بصوت مليء بالكراهية. "كنت أراقبك طوال الليلة.""تاي-هو، نحن لسنا هنا لإيذاء أحد." قال جون، محاولاً تهدئة الموقف. "نحن فقط نبحث عن معلومات.""معلومات؟" ضحك تاي-هو بمرارة. "أنت

تبحث عن نفس الشيء الذي بحث عنه والدي - القوة. قوة الصدى الأسود.""لا، أنت مخطئ." قال جون. "أنا أحاول منع تكرار ما حدث لوالدك.""كاذب!" صرخ تاي-هو، والشرارات الكهربائية تزداد كثافة حول يديه. "أنت تماماً مثله - متعطش للقوة، مستعد للمخاطرة بحياة الآخرين لتحقيق أهدافك.""تاي-هو، استمع إلي." تدخلت مين-آه. "نحن اكتشفنا للتو أن سونغ-هو لي كان يخطط لاستخدام قدرة جون لفتح بوابة إلى الأبراج. نفس المشروع الذي قتل والدك وأختي."تردد تاي-هو للحظة، مفاجأً

من هذه المعلومات. "ماذا تعنين؟""انظر بنفسك." أشارت مين-آه إلى شاشة الكمبيوتر. "كل الأدلة هنا. سونغ-هو لي لم يتخل أبداً عن مشروعه الأصلي. كان ينتظر فقط شخصاً آخر يمتلك الصدى الأسود."اقترب تاي-هو ببطء، عيناه لا تزالان

مثبتتين على جون بشك. نظر إلى الشاشة، وبدأ بقراءة الملفات بسرعة.بينما كان تاي-هو مشغولاً بالقراءة، همست هاي-جين لجون ومين-آه: "هذه فرصتنا. يمكننا الخروج من الباب الخلفي.""لا." رفض جون. "يجب أن نقنعه بالحقيقة. قد يكون حليفاً قيماً."بعد لحظات من القراءة، رفع تاي-هو رأسه، وكان وجهه شاحباً من الصدمة. "هذا... هذا لا يمكن أن يكون صحيحاً.""إنه صحيح." أكدت مين-آه. "سونغ-هو لي خدع

والدك، تماماً كما خدع أختي. دفعهما إلى تجاوز حدودهما، عالماً بالمخاطر.""وهو يحاول فعل الشيء نفسه معي." أضاف جون. "أعطاني هذا." أشار إلى الجهاز الذي كانت تحمله مين-آه. "قال إنه جهاز تثبيت، لكنه في الواقع جهاز تحكم عن بعد."نظر تاي-هو إلى الجهاز، ثم إلى جون، وبدأت الشرارات الكهربائية تتلاشى من يديه. "لطالما اعتقدت أن والدي كان مسؤولاً عن الحادث. أن طموحه وتهوره قتلاه.""هذا ما أراد سونغ-هو لي أن يعتقده الجميع." قالت هاي-جين. "لكن الحقيقة مختلفة. والدي كان هناك أيضاً، تعلم. كان عالماً في المختبر. وهو أيضاً لم يعد.""ماذا سنفعل الآن؟"

سأل تاي-هو، يبدو مرتبكاً ومصدوماً."أولاً، علينا الخروج من هنا." قالت مين-آه. "ثم سنستخدم هذه المكونات لصنع جهاز تثبيت حقيقي لجون. وبعد ذلك... سنواجه سونغ-هو لي بما نعرفه.""لكن كيف سنخرج؟" سأل جون. "الحراس سيكونون في النفق.""أعرف طريقاً آخر." قال تاي-هو بعد لحظة تفكير. "هناك مخرج طوارئ يؤدي مباشرة إلى الخارج. كنت أستكشف هذا المكان قبل وصولكم.""هل يمكننا الوثوق

به؟" همست هاي-جين لجون."ليس لدينا خيار آخر." همس جون في المقابل."حسناً، قدنا." قال جون لتاي-هو.أومأ تاي-هو برأسه، وقادهم نحو باب صغير في الجانب الآخر من المختبر. فتحه، كاشفاً عن ممر ضيق آخر."هذا يؤدي إلى مخرج في الحديقة الخلفية." شرح تاي-هو. "يمكننا الخروج من هناك دون أن يرانا أحد."بدأوا بالسير في الممر الضيق، مع تاي-هو في المقدمة، يليه جون، ثم مين-آه، وأخيراً هاي-جين. كان الممر مظلماً، مضاءً فقط بأضواء طوارئ حمراء خافتة."هل تعتقد أن سونغ-هو لي

يعرف أننا هنا؟" همس جون لتاي-هو."من المؤكد أنه يعرف أن شخصاً ما اقتحم المختبر." أجاب تاي-هو. "لكنه قد لا يعرف أننا نحن بالتحديد.""إلا إذا كان يراقب كاميرات المراقبة." قالت مين-آه بقلق."لا توجد كاميرات في المختبر نفسه." طمأنها

تاي-هو. "سونغ-هو لي لا يريد توثيق تجاربه السرية."وصلوا إلى نهاية الممر، حيث كان هناك باب معدني آخر. فتحه تاي-هو ببطء، متأكداً من عدم وجود أحد في الخارج."الساحل في أمان." همس. "هيا."خرجوا واحداً تلو الآخر إلى الحديقة الخلفية للقصر. كانت الحديقة واسعة ومظلمة نسبياً، مع أشجار وشجيرات توفر غطاءً

جيداً."إلى أين الآن؟" سأل جون."علينا العودة إلى الأكاديمية بأسرع ما يمكن." قالت مين-آه. "يمكنني البدء في صنع جهاز التثبيت هناك.""لكن ماذا عن الحفلة؟" سأل جون. "سيلاحظون غيابنا.""سأعود إلى الحفلة." عرض تاي-هو. "سأقول إنكم شعرتم

بالتعب وعدتم إلى الأكاديمية. هذا سيمنحكم بعض الوقت.""شكراً لك، تاي-هو." قال جون بامتنان. "آسف لأنني اعتقدت أنك عدو."ابتسم تاي-هو ابتسامة صغيرة. "وأنا

آسف لأنني حاولت صعقك بالكهرباء في عدة مناسبات."ضحك جون رغم التوتر. "مقبول.""حسناً، لنتحرك." قالت هاي-جين. "سنتسلل عبر الحديقة إلى البوابة الخلفية. يمكننا استدعاء سيارة أجرة من هناك."بدأوا بالتحرك بحذر عبر الحديقة، متجنبين

مناطق الإضاءة ومستخدمين الأشجار والشجيرات كغطاء. كانوا على وشك الوصول إلى البوابة الخلفية عندما سمعوا صوتاً من خلفهم."إلى أين تذهبون بهذه السرعة؟"التفتوا جميعاً، ليجدوا سونغ-هو لي واقفاً هناك، مع يون-هي إلى جانبه. كان سونغ-هو لي يبتسم ابتسامة باردة، بينما كانت يون-هي تنظر إليهم بخيبة أمل

واضحة."الحفلة لم تنتهِ بعد." قال سونغ-هو لي. "وأنتم لم تروا العرض الرئيسي بعد."

2025/04/24 · 14 مشاهدة · 3182 كلمة
Uzuki
نادي الروايات - 2025